ڤوروزمارتي (ميهالي-)
(1800-1855)
ميهالي ڤوروزمارتي Mihály Vörösmarty شاعر وناثر ومسرحي ومناضل وطني مجري من كبار مجددي الأدب الوطني المجري. يتحدر ڤوروزمارتي من أسرة أرستقراطية آلت إلى الفقر، فصار والده موظفاً مشرفاً على أملاك بعض النبلاء. ولد في منطقة كابُلناسنيك Kápolnásnyek وتُوفِّي في بِشت Pest، حيث درس الحقوق، وكان يعمل في أثناء الدراسة معلّماً خصوصياً ومحرراً صحفياً إلى أن صار محرراً رئيسياً في عدد من المجلات الأدبية ذات التوجه القومي، حيث تمكن كأول مجري من أن يعيل نفسه من ناتج عمله الصحفي والأدبي منذ عام 1826.
تجلت في مرحلة إبداعه المبكرة بين 1820-1828 مناهضته الصريحة لحكم آل هابسبورغ Habsburg المطلق في إطار الإمبراطورية المجرية - النمساوية، ودعم البرنامج الإصلاحي الذي أعلنه لايوس كوشوت L.Kossuth قائد حركة الاستقلال، وشارك في ثورة 1848-1849 عضواً في حركة النبلاء المعارضة للهيمنة الهابسبورغيّة التي انخرطت في المعارك. وفي عام الثورة عيَّنه كوشوت قاضياً مشرفاً على إعادة الاعتبار إلى المدانين بالخيانة من قبل النمسا. وعندما سُحقت الثورة ونُفي كوشوت وأُغلقت المجلات والصحف المناهضة، وفقد ڤوروزمارتي جوهر وجوده وقوامه معنوياً ومادياً، فأصيب بكآبة أثرت في حالته العقلية حتى وفاته.
بدأ ڤوروزمارتي نظم الشعر بقصائد عاطفية ذات طابع وعظي أخلاقي، فنشر عام 1820 ديوان «إلى روحي» Lelkemhez، وأتبعه عام 1823 بديوان «الحبيبة» A szerelmes وكان السبّاق قبل شاندور بيتوفي S.Petöfi إلى نظم القصائد الوطنية في قالب الأغنية الشعبية، ففي قصائده النقدية المعاصرة في مجموعة «المناضلون الوطنيون»A hazafiak عام (1830) ومجموعة «السياسيان»A két politikus عـام (1834)، وكذلك في الأوده النضالية «تحذير» Szózat عام (1836) يركز الشاعر على فكرة العروة التي لا فاصم لها بين الوطن الأمّ والاندغام في العالم الإنساني، وكذلك في القصائد التي تفيض حماسة في مجموعة «إلى فرانتس ليست»Liszt Ferenchez عام (1841). وفي ديوان «إلى السيدة المحترمة»Az úri hölihöz عام (1841) يصر الشاعر على كونه مجرياً أولاً، وأوربياً لاحقاً. وفي مجموعة «أفكار في المكتبة» Gondolatok a könyvtárban عام (1844) يصرّح فوروزمارتي بأن الانتفاضة الشعبية هي الحل الوحيد للمشكلات الاجتماعية المعاصرة. أما في قصيدته الأخيرة «الغجري العجوز»Avén cigány عام (1854) فإنه يحذر من كارثة وطنية، ويحلم آملاً بعالم جديد.
تعود ملحمة فوروزمارتي الوطنية الكبرى «هروب زالان» Zalán futása إلى عام 1825، وفيها يستحضر الشاعر، مستلهماً هوميروس وفرجيليوس، الحقبة البطولية التي استوطنت فيها القبائل المجرية هنغاريا بين القرن العاشر والثالث عشر بعد الميلاد. وفي ملاحمه الأخرى الأصغر حجماً، مثل «تشِرهالوم»Cserhalom عام (1826) و«إغر»Eger عام (1827) يلجأ الشاعر إلى أحداث تاريخية أحدث عهداً كي يوقظ الوعي الوطني ويؤجّجه من أجل الحرية والاستقلال.
أما ذروة المرحـلة الثانية في إبداع فوروزمارتي بين 1829-1849 فهي لاشك المسرحـية الـرومنسية الشعرية «تشونغر وتوندِه» Csonger és Tünde عام (1831) التي يلجأ فيها إلى عوالم سحرية متخيلة، تذكِّر بمسرحية شكسبير «حلم ليلة منتصف الصيف»؛ كي يعرض الواقع الاجتماعي الراهن نحو 1831 الذي يستدعي تحركاً شعبياً كبيراً؛ إلا أن هذه المسرحية لم تعرض على خشبات المسارح المجرية إلا منذ عام 1879.
م ن ح
(1800-1855)
ميهالي ڤوروزمارتي Mihály Vörösmarty شاعر وناثر ومسرحي ومناضل وطني مجري من كبار مجددي الأدب الوطني المجري. يتحدر ڤوروزمارتي من أسرة أرستقراطية آلت إلى الفقر، فصار والده موظفاً مشرفاً على أملاك بعض النبلاء. ولد في منطقة كابُلناسنيك Kápolnásnyek وتُوفِّي في بِشت Pest، حيث درس الحقوق، وكان يعمل في أثناء الدراسة معلّماً خصوصياً ومحرراً صحفياً إلى أن صار محرراً رئيسياً في عدد من المجلات الأدبية ذات التوجه القومي، حيث تمكن كأول مجري من أن يعيل نفسه من ناتج عمله الصحفي والأدبي منذ عام 1826.
تجلت في مرحلة إبداعه المبكرة بين 1820-1828 مناهضته الصريحة لحكم آل هابسبورغ Habsburg المطلق في إطار الإمبراطورية المجرية - النمساوية، ودعم البرنامج الإصلاحي الذي أعلنه لايوس كوشوت L.Kossuth قائد حركة الاستقلال، وشارك في ثورة 1848-1849 عضواً في حركة النبلاء المعارضة للهيمنة الهابسبورغيّة التي انخرطت في المعارك. وفي عام الثورة عيَّنه كوشوت قاضياً مشرفاً على إعادة الاعتبار إلى المدانين بالخيانة من قبل النمسا. وعندما سُحقت الثورة ونُفي كوشوت وأُغلقت المجلات والصحف المناهضة، وفقد ڤوروزمارتي جوهر وجوده وقوامه معنوياً ومادياً، فأصيب بكآبة أثرت في حالته العقلية حتى وفاته.
بدأ ڤوروزمارتي نظم الشعر بقصائد عاطفية ذات طابع وعظي أخلاقي، فنشر عام 1820 ديوان «إلى روحي» Lelkemhez، وأتبعه عام 1823 بديوان «الحبيبة» A szerelmes وكان السبّاق قبل شاندور بيتوفي S.Petöfi إلى نظم القصائد الوطنية في قالب الأغنية الشعبية، ففي قصائده النقدية المعاصرة في مجموعة «المناضلون الوطنيون»A hazafiak عام (1830) ومجموعة «السياسيان»A két politikus عـام (1834)، وكذلك في الأوده النضالية «تحذير» Szózat عام (1836) يركز الشاعر على فكرة العروة التي لا فاصم لها بين الوطن الأمّ والاندغام في العالم الإنساني، وكذلك في القصائد التي تفيض حماسة في مجموعة «إلى فرانتس ليست»Liszt Ferenchez عام (1841). وفي ديوان «إلى السيدة المحترمة»Az úri hölihöz عام (1841) يصر الشاعر على كونه مجرياً أولاً، وأوربياً لاحقاً. وفي مجموعة «أفكار في المكتبة» Gondolatok a könyvtárban عام (1844) يصرّح فوروزمارتي بأن الانتفاضة الشعبية هي الحل الوحيد للمشكلات الاجتماعية المعاصرة. أما في قصيدته الأخيرة «الغجري العجوز»Avén cigány عام (1854) فإنه يحذر من كارثة وطنية، ويحلم آملاً بعالم جديد.
تعود ملحمة فوروزمارتي الوطنية الكبرى «هروب زالان» Zalán futása إلى عام 1825، وفيها يستحضر الشاعر، مستلهماً هوميروس وفرجيليوس، الحقبة البطولية التي استوطنت فيها القبائل المجرية هنغاريا بين القرن العاشر والثالث عشر بعد الميلاد. وفي ملاحمه الأخرى الأصغر حجماً، مثل «تشِرهالوم»Cserhalom عام (1826) و«إغر»Eger عام (1827) يلجأ الشاعر إلى أحداث تاريخية أحدث عهداً كي يوقظ الوعي الوطني ويؤجّجه من أجل الحرية والاستقلال.
أما ذروة المرحـلة الثانية في إبداع فوروزمارتي بين 1829-1849 فهي لاشك المسرحـية الـرومنسية الشعرية «تشونغر وتوندِه» Csonger és Tünde عام (1831) التي يلجأ فيها إلى عوالم سحرية متخيلة، تذكِّر بمسرحية شكسبير «حلم ليلة منتصف الصيف»؛ كي يعرض الواقع الاجتماعي الراهن نحو 1831 الذي يستدعي تحركاً شعبياً كبيراً؛ إلا أن هذه المسرحية لم تعرض على خشبات المسارح المجرية إلا منذ عام 1879.
م ن ح