الڤايكينغ
الڤايكينغ the Vikings تعبير مشتق من الاسم Vik باللغة الأيسلندية بمعنى الخليج، وربما تعني الكلمة بعد إضافة ing إليها رجال الخلجان أو رجال الشمال Norsemen، وهو اسم أطلق على أقدم الأقوام التي استوطنت منطقة اسكندناڤيا (السويد وفنلندا والنروج والدنمارك) منذ الألف الثاني قبل الميلاد، وغزت بدءاً من القرن التاسع الميلادي معظم مناطق حوض البلطيق وبحر الشمال (إنكلترا وفرنسا وألمانيا وأيرلندا وروسيا)، ووصلت في غزواتها إلى إيطاليا والبرتغال وإسبانيا وحتى جزيرة غرينلَند وجزيرة أيسلندا، وربما وصلت إلى القارة الأمريكية قبل كريستوف كولومبوس كما يرجح ذلك عدد من الآثاريين والمؤرخين والأنثربولوجيين المعاصرين.
يعيد علماء الأنثربولوجيا أصول الڤايكينغ إلى العناصر الجرمانية التي استوطنت عدداً من مناطق شمال غربي أوربا، ثم تحولت لأسباب مجهولة - مطلع الألف الثاني- إلى اسكندناڤيا، حيث حققت فيها تطوراً في صناعاتها البحرية، وخاصة السفن، كما تعاظمت أعدادها لحالة السلم التي عاشوها هناك، إضافة إلى تقاليدها الاجتماعية التي كانت تسمح للرجل بالزواج بأكثر من امرأة واحدة.
وحَّدَ الدين اهتمامات الڤايكينغ، فعبدوا عدداً من الآلهة، أشهرها أودين Odin وثور Thor، وهما إلهان اختصا بشؤون الحرب، ولم يعرف الڤايكينغ الوحدة السياسية على الرغم من أصولهم العرقية الواحدة. وانقسموا إلى مجموعات صغيرة، يحكم كل واحدة منها ملك منتخب غالباً من طبقة النبلاء، ويتصف بالصفات التي تؤهله للقيادة وأبرزها الحكمة والشجاعة مع القسوة المفرطة أحياناً. وانقسمت مجتمعاتهم إلى ثلاث طبقات: طبقة النبلاء ومنهم الملوك وقادة الجيوش والحكام، وطبقة الأحرار ومنهم المزارعون والصناعيون والتجار وصغار المحاربين، وطبقة العبيد وهم الذين كان عليهم تقديم الخدمات للطبقتين الأولى والثانية في السلم، كما في الحرب. وكان مجلس من النبلاء يحكم كل قبيلة أو مجتمع ويصدر قرارات ملزمة لجميع أفراد المجتمع حتى الملك أو الزعيم. وقد اشتهر عدد من ملوك الڤايكينغ في المصادر الإنكليزية أبرزهم راغنار لودبروك Ragnar Lodbrok وهوبا Hubba.
امتهن الڤايكينغ الزراعة وتربية المواشي وصيد السمك وصناعة السفن، كما مارس بعضهم التجارة مع الأقوام المجاورة. ويبدو أن تزايد أعدادهم، وتقلص مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في وطنهم الأم أو عدم كفاية منتوجات هذه الأراضي- لتزايد أعدادهم- وسهولة الحصول على غنائم من الشواطئ المجاورة، أدى إلى تزايد اقتناعهم بضرورة الاتجاه نحو البحر لرفد اقتصادهم بعوائد جديدة، وهو الأمر الذي أطلق لخيالهم العنان في امتهان القرصنة البحرية فيما بعد، وهي القرصنة التي داخلها قسوة شديدة أدت إلى إثارة الرعب مدة قرنين من الزمن (القرن التاسع إلى الحادي عشر الميلادي) على السواحل المطلة على بحر البلطيق كافة، لازمها قتل الڤايكينغ عدداً كبيراً من مقاتلي أعدائهم ونهب ثرواتهم الحيوانية والمعدنية، ولاسيما أملاك الكنائس والأديرة، ساعدهم على ذلك عنصر المباغتة الذي اعتمد على سرعة سفنهم في الإغارة كما في الانسحاب، إضافة إلى حسن دراستهم أهدافهم قبل التفكير في مهاجمتها.
ونتيجة حتمية لاستقرار هذه العناصر في أقاليم مختلفة أدى ذلك إلى تطور متفاوت في العادات والتقاليد، وكذلك اللغة، واتصاف سكان كل إقليم بصفات واهتمامات أدت إليها عوامل الجوار والطبيعة. وقد اختص الڤايكينغ الذين استوطنوا النروج - وكانوا الأقوى والأقسى والأقدر بين مجموعاتهم - بغزو كلٍ من سواحل إنكلترا الشرقية وأيرلندا واسكتلندا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، في حين قام الڤايكينغ الذين استوطنوا الدنمارك بغزو أراضي بلجيكا وهولندا، واستوطنوا أجزاء من سواحل شرقي إنكلترا حتى اضطرهم ملك إنكلترا ألفرد Alfred الكبير إلى مغادرتها سنة 878م، وتابع الڤايكينغ الذين استوطنوا السويد (وكانوا الأقل قسوة والأكثر تحضراً) مهاجمة سواحل أوربا الشرقية واستوطنوا أقساماً كبيرة منها وأسسوا مملكة روسيا، كما سيطروا على طرق تجارة شمال شرقي أوربا. ولا تذكر المصادر أي معلومات عن الڤايكينغ الذين استوطنوا السواحل الغربية لمنطقة فنلندا.
مفيد رائف العابد
الڤايكينغ the Vikings تعبير مشتق من الاسم Vik باللغة الأيسلندية بمعنى الخليج، وربما تعني الكلمة بعد إضافة ing إليها رجال الخلجان أو رجال الشمال Norsemen، وهو اسم أطلق على أقدم الأقوام التي استوطنت منطقة اسكندناڤيا (السويد وفنلندا والنروج والدنمارك) منذ الألف الثاني قبل الميلاد، وغزت بدءاً من القرن التاسع الميلادي معظم مناطق حوض البلطيق وبحر الشمال (إنكلترا وفرنسا وألمانيا وأيرلندا وروسيا)، ووصلت في غزواتها إلى إيطاليا والبرتغال وإسبانيا وحتى جزيرة غرينلَند وجزيرة أيسلندا، وربما وصلت إلى القارة الأمريكية قبل كريستوف كولومبوس كما يرجح ذلك عدد من الآثاريين والمؤرخين والأنثربولوجيين المعاصرين.
يعيد علماء الأنثربولوجيا أصول الڤايكينغ إلى العناصر الجرمانية التي استوطنت عدداً من مناطق شمال غربي أوربا، ثم تحولت لأسباب مجهولة - مطلع الألف الثاني- إلى اسكندناڤيا، حيث حققت فيها تطوراً في صناعاتها البحرية، وخاصة السفن، كما تعاظمت أعدادها لحالة السلم التي عاشوها هناك، إضافة إلى تقاليدها الاجتماعية التي كانت تسمح للرجل بالزواج بأكثر من امرأة واحدة.
وحَّدَ الدين اهتمامات الڤايكينغ، فعبدوا عدداً من الآلهة، أشهرها أودين Odin وثور Thor، وهما إلهان اختصا بشؤون الحرب، ولم يعرف الڤايكينغ الوحدة السياسية على الرغم من أصولهم العرقية الواحدة. وانقسموا إلى مجموعات صغيرة، يحكم كل واحدة منها ملك منتخب غالباً من طبقة النبلاء، ويتصف بالصفات التي تؤهله للقيادة وأبرزها الحكمة والشجاعة مع القسوة المفرطة أحياناً. وانقسمت مجتمعاتهم إلى ثلاث طبقات: طبقة النبلاء ومنهم الملوك وقادة الجيوش والحكام، وطبقة الأحرار ومنهم المزارعون والصناعيون والتجار وصغار المحاربين، وطبقة العبيد وهم الذين كان عليهم تقديم الخدمات للطبقتين الأولى والثانية في السلم، كما في الحرب. وكان مجلس من النبلاء يحكم كل قبيلة أو مجتمع ويصدر قرارات ملزمة لجميع أفراد المجتمع حتى الملك أو الزعيم. وقد اشتهر عدد من ملوك الڤايكينغ في المصادر الإنكليزية أبرزهم راغنار لودبروك Ragnar Lodbrok وهوبا Hubba.
امتهن الڤايكينغ الزراعة وتربية المواشي وصيد السمك وصناعة السفن، كما مارس بعضهم التجارة مع الأقوام المجاورة. ويبدو أن تزايد أعدادهم، وتقلص مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في وطنهم الأم أو عدم كفاية منتوجات هذه الأراضي- لتزايد أعدادهم- وسهولة الحصول على غنائم من الشواطئ المجاورة، أدى إلى تزايد اقتناعهم بضرورة الاتجاه نحو البحر لرفد اقتصادهم بعوائد جديدة، وهو الأمر الذي أطلق لخيالهم العنان في امتهان القرصنة البحرية فيما بعد، وهي القرصنة التي داخلها قسوة شديدة أدت إلى إثارة الرعب مدة قرنين من الزمن (القرن التاسع إلى الحادي عشر الميلادي) على السواحل المطلة على بحر البلطيق كافة، لازمها قتل الڤايكينغ عدداً كبيراً من مقاتلي أعدائهم ونهب ثرواتهم الحيوانية والمعدنية، ولاسيما أملاك الكنائس والأديرة، ساعدهم على ذلك عنصر المباغتة الذي اعتمد على سرعة سفنهم في الإغارة كما في الانسحاب، إضافة إلى حسن دراستهم أهدافهم قبل التفكير في مهاجمتها.
ونتيجة حتمية لاستقرار هذه العناصر في أقاليم مختلفة أدى ذلك إلى تطور متفاوت في العادات والتقاليد، وكذلك اللغة، واتصاف سكان كل إقليم بصفات واهتمامات أدت إليها عوامل الجوار والطبيعة. وقد اختص الڤايكينغ الذين استوطنوا النروج - وكانوا الأقوى والأقسى والأقدر بين مجموعاتهم - بغزو كلٍ من سواحل إنكلترا الشرقية وأيرلندا واسكتلندا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، في حين قام الڤايكينغ الذين استوطنوا الدنمارك بغزو أراضي بلجيكا وهولندا، واستوطنوا أجزاء من سواحل شرقي إنكلترا حتى اضطرهم ملك إنكلترا ألفرد Alfred الكبير إلى مغادرتها سنة 878م، وتابع الڤايكينغ الذين استوطنوا السويد (وكانوا الأقل قسوة والأكثر تحضراً) مهاجمة سواحل أوربا الشرقية واستوطنوا أقساماً كبيرة منها وأسسوا مملكة روسيا، كما سيطروا على طرق تجارة شمال شرقي أوربا. ولا تذكر المصادر أي معلومات عن الڤايكينغ الذين استوطنوا السواحل الغربية لمنطقة فنلندا.
مفيد رائف العابد