السير جون ڤانبرو Sir John Vanbrugh كاتب مسرحي ومهندس معماري إنكليزي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السير جون ڤانبرو Sir John Vanbrugh كاتب مسرحي ومهندس معماري إنكليزي

    ڤانبرو (السير جون -)
    (1664-1726)

    السير جون ڤانبرو Sir John Vanbrugh كاتب مسرحي ومهندس معماري إنكليزي، ولد في لندن وتوفي فيها. كان جده تاجراً فلمنكياً هاجر إلى إنكلترا في عهد الملك جيمس الأول James I، أما والده فقد كان تاجر حلويات ثرياً، تزوج من عائلة كارلتون Carleton، اضطر بسبب الطاعون إلى الهجرة إلى مدينة تشِستر Chester حيث تلقى تعليمه في «مدرسة الملك» King‘s School، وحينما بلغ الثامنة عشرة أرسلته عائلته إلى فرنسا لدراسة الفنون. وبعد سنتين عاد إلى إنكلترا ليلتحق بسلاح المشاة.
    في خريف عام 1690 اعتُقل ڤانبرو في مدينة كاليه Calais الفرنسية بناءً على وشاية من سيدة، ووجِّهت إليه تهمة التجسس؛ فسُجن في منطقة فانسين Vincennes إلى أن نُقل عام 1692 إلى الباستيل Bastille، وبعد تسعة شهور تُوصل إلى اتفاق استبدال ألف مسدس بڤانبرو، فنُقل إلى تحصينات حدود باريس حيث أُفرج عنه.
    وفي أثناء سجنه المديد والقسري وضع ڤانبرو المسوَّدة الأولى لمسرحيته «زوجة مُستَفَزَّة» Provokd Wife؛ التي جعلت ڤولتير Voltaire يصرح بأنه ما كان ليتصور أن قلعة الباستيل الكئيبة يمكن أن تولِّد لدى السجين مثل هذه الروح الكوميدية اللطيفة. وبعد الإفراج عنه تابع ڤانبرو عمله في الجيش مدة ست سنوات، لكنه لم يشارك في أي عمليات عسكرية. وفي أثناء هذه المرحلة كتب أول كوميديا قُيِّض لها أن تعرض في لندن بنجاح كبير، وكانت بعنوان «النكسة: أو الفضيلة في خطر» The Relapse: Or Virtue in Danger عام 1696، عدَّها النقاد تتمة وجواباً عن مسرحية «حب في الرمق الأخير» Love’s Last Shift للكاتب كولي سيبَّر Colley Cibber. أما نجاحه الثاني فكان بالنسخة المعدلة من «زوجة مستفزة» (1697). وفي عام 1698 نشر رجل الكنيسة جيرمي كولييه Jeremy Collier نقداً لاذعاً ضد فساد الأخلاق في المسرح آنذاك، موجهاً إصبع الاتهام إلى مسرحيات ڤانبرو التي تتسم ببنية درامية أكثر ضعفاً مما هو الحال في مسرحيات بعض معاصريه مثل ويليم كونغريف W.Congreve، فرد عليه ڤانبرو وبعض من أصابتهم سهام النقد، إلا أن الرد كان ضعيفاً فلم يحل دون صمت ڤانبرو طوال ثلاث سنوات ليعود بعدها إلى نشاطه المسرحي بعد عام 1700 بتقديمه لخشبات لندن مجموعة من الأعمال المقتبسة من مسرحيات فرنسية كوميدية، ومنها مثلاً «البيت الريفي» The Country House التي عرضت عام 1703، و«لم الشمل» The Confederacy التي عرضت بعد عامين، وغيرها كثير لاقى نجاحاً جلب للكاتب الشهرة والطمأنينة المادية.
    لم تنحصر اهتمامات ڤانبرو الفنية بالمسرح وحسب، فقد دخل منذ عام 1702 حقلاً جديداً هو هندسـة العمارة، حين صمم للورد كارلايل Lord Carlisle قلعة هوارد Castle Howard في يوركْشِر Yorkshire. كان تصميمه الأول في منتهى البساطة مقارنة مع غنى التفاصيل المعمارية والتزيينية التي ظهر بها القصر لاحقاً، مما قد يُعزى إلى قلة خبرته العملية، إلا أن ساعده الأيمن في التنفيذ كان نيكولاس هوكْسْمور Nicholas Hawksmoor الضليع البارع في هذا الميدان ولاسيما أنه كان يعمل مع مهندس العمارة الأشهر حينذاك السير كريستوفر رِن Sir Christopher Wren. وهكذا وصل التعاون بين خيال ڤانبرو وخبرة هوكسمور بفن الباروك Baroque الإنكليزي إلى ذروته، وهو فن معماري يُعنى بالتأثير الإيقاعي لتنوع الكتل البنائية واختلافها مستخدماً عناصر معمارية كلاسية بغية تحقيق الأثر النهائي. غالباً ما يوصف أسلوب ڤانبرو- هوكسمور الباروكي بالشنيع monstrueux والثقيل، إلا أن ثقله موظف في خدمة التأثير الدرامي. وهذا الأسلوب الذي طوَّراه كان إبداعاً مشتركاً لكليهما معاً. وعن طريق اللورد كارلايل، مسؤول الخزينة الملكية، صار ڤانبرو عام 1702 مشرفاً على الأشغال الملكية، فصمم في عام 1703 «مسرح الملكة» The Queen’s Theatre (دار الأوبرا) الذي، على الرغم من روعة بنائه، أخفق حين التشغيل بسبب ضعف نظام توزيع الصوت acoustics فيه، وقد سبب ذلك لڤانبرو خسارة مالية كبيرة.
    قصر بلنهايم (شيد عام 1705)
    وفي عام 1705 اختاره دوق مارلبرو الأول جون تشرشل John Churchill لتصميم قصر على أرض وُدستوك Woodstock في أكسفوردشِر Oxfordshire هدية من الأمة الإنكليزية لدوق مارلبرو؛ لانتصاره على الفرنسيين، وقد اختير أبرزها ليصير اسماً للصرح، أي قصر بْلِنْهايم Blenheim Palace الذي عُدَّ جديراً بالجائزة المعمارية لعهد الملكة آن Anne. وفي هذا المشروع الكبير كان لابد من وجود هوكسمور إلى جانب ڤانبرو لإنجاز هذه التحفة المشتركة التي امتد بناؤها من 1705 إلى 1716.
    يمكن القول إن أياً من مكونات القصر الهائلة يمكن أن تنم على لمسات هوكسمور وتشكيله المميز، إلا أن المخطط العام والتصور المعماري يعود من دون شك إلى ڤانبرو الجندي والمهندس المعماري، الذي كان يبجل البطولة، فجاء التأثير الهائل للبناء تعبيراً عن موقفه.
    على الرغم من موافقة الدوق تشرشل على مخططات البناء، فإن زوجته رفضتها بسبب التكاليف ومواعيد السداد، مما أدى إلى عزل ڤانبرو عن إدارة تنفيذ المشروع. ومع أن الصدمة كانت كارثية، فقد استمر ڤانبرو في تصميم المنازل الريفية وقلعة غيمبُلْتون Kimbolton Castle وهنتيغْدون Huntingdon وكينغز ويستون Kings Weston في غلوستشِر Gloucestershire، مع ميل نحو البساطة من حيث استخدام التزيينات والكتل المعمارية ذات التناظر القوي.
    في عهد جورج الأول George I مُنح ڤانبرو لقب فارس Sir، وعُيِّن عام 1715 مرة ثانية مشرفاً على الأشغال الملكية. وبتأثير من الحصون والعمارة الإليزابيتية صمم ڤانبرو أبنيته الأخـيرة، مثل إيستُبري Eastbury ودورسِت Dorset ما بين (1712-1726) وقلعـة غريمسْثورب Grimsthorpe في لينكولنشِير 1722-1726. ومن دون مشاركة هوكسمور طوَّر ڤانبرو في تصاميم هذه الأبنية أسلوباً بسيطاً، مستخدماً أشكالاً أولية بمزيد من الجراءة، إلى أن توصل في سيتون ديلاڤال إلى تحقيق ذروة درامية في العمارة، وقد تجسدت في منزل صغير نسبياً.
    نبيل الحفار
يعمل...
X