كيف يكون المبدعون ٤_a .. كتاب الإبداع وتربية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف يكون المبدعون ٤_a .. كتاب الإبداع وتربية

    التفكير المجمع والتفكير المفرق ويعتبر ان لهما اسلوبين متضادين من الدفاع. فالمجمع يبتعد مستحيياً من التعامل مع الناس ومن الانفعالات الشخصية ويكرس طاقاته وأفكاره للأمور غير الشخصية . وهو بمعنى من المعاني يحتمي بهذا من الاضطرابات العظيمة التي يسببها له التعامل مع الناس ، وذلك لأنه يعتبر الناس والتعامل معهم منطقة خطر يبتعد عنها . وهو يقول : « ان المجمع يستعمل نوعاً من الحاجز العقلي ضد الأفكار والمشاعر التي تقلقه . واستعمال مثل هذه الحواجز تؤمن له - أمان يكون ضمنها حراً في متابعة اهتمامه دون عائق من التمزق الانفعالي . فيما يبدو منطقة - ( هدسون ١٩٦٦ ) .

    ان هذه الفكرة عن المجمع وكونه حذراً من المشاعر والأفكار غـــير المستقرة قد تكون التفسير لرغبته في الموافقة والالتزام وتبنيه للأفكار الشائعة وتصلب تفكيره . ان هذه الأمور ليست إلا طرائق دفاعية ضد القلق الذي تسببه الأمور غير المألوفة والصراعات . ولكي يحمي نفسه من القلق فإنه يلجأ الى الانكماش الذي يشعره بمزيد من الأمان .

    لقد قبل العلماء المتأثرون بالتحليل النفسي هذا الرأي ونتج عن ذلك الاعتقاد بأنه رد فعل غير صحي على ضغوط الحياة وانه يدل على تكيف ، من جهة أخرى، الذي يظهر النزعات المضادة فقد فقير نسبت اليه أوضاع صحية وحسنة التكيف وصحيحة . بيد ان ( هدسون ) يتساءل عن مدى صحة ذلك وعما إذا كانت إرادة المفرق في التعبير عن انفعالاته واستمتاعه بالعلاقات الشخصية لا تخفي أيضاً بعض الضعف ؟ أليس هذا التباهي ، هذا التعبير السهل عن الانفعالات يقصد به تغطية سطحيته الأساسية ؟ ان التفكير المجمع بالنسبة لبعض الأشخاص قد يكون محاولة للهروب من القلق الذي يسببه الاندماج بالانفعالات والتعامل مع الناس . ومن جهة أخرى فإن الافتراض بأن تجنب المجمع للأمور الشخصية يجب أن يكون دوماً نكراناً للانفعال ونوعاً من الدفاع أمر فيه مغالطة ان اهتمام بعض الناس بالعالم المادي من حولهم لا يقل طبيعية عن ميل آخرين للاهتمام بالناس ، أضف الى هذا ان ما يستتليه ذلك من تصنيف المجمعين باعتبارهم مفكرين من الدرجة الثانية أمر مضلل ، ذلك بأنهم أيضاً وبدورهم قادرون على القيام بإنجازات هامة ولا سيما في ميدان العلوم والمنطق والرياضيات .

    ولا ننسى أن نذكر في هذا الصدد الفيلسوف ( كانت Kant ) الذي لم يكتب إلا في المنطق والميتافيزيك والرياضيات والذي كان المواطنون الصالحون من أهل (كونغسبرغ) يضبطون ساعاتهم على نزهته اليومية عند الظهر .

    الجنون والعبقرية

    في الفقرة السابقة ظهرت لنا صورة المجمعين بحسب رأي بعض علماء النفس على النحو التالي : دفاعيين ، مكبوتين ، وسيئي التكيف . أما الصورة المكملة للمفرقين فهي صورة تجعلهم مبدعين ، منفتحين للخبرة ، غير مكبوتين ، أصحاء ، حسني التكيف ، فعالين الخ وقد نتج عن ذلك زعم يقول : اننا لو حررنا أنفسنا من كبتنا لأمكن أن نكون مبدعين ( كوبي Kubie ) عام ١٩٥٨ ، فإلى أي حد يمكن اعتبار هذه الأقوال صحيحة ودقيقة ؟ وماذا عن الاعتقاد الشائع بالصلة القريبة بين الجنون والعبقرية ؟

    اذا نظرنا في دراسات ( تيرمان Terman ) عن العباقرة ( عام ١٩٢٦- ١٩٥٩ ) تلك الدراسات التي تتبعت حيوات الأطفال الذين يزيد حاصل ذكائهم عن ١٤٠ من الطفولة الى الرشد الى العمر المتوسط نجد انها قررت بتأكيد ان المواهب العظيمة كانت مصحوبة بالاستقرار السوي والصحة الجيدة أكثر بكثير من العكس . بيد انه لا بد لنا ان تعريف العبقرية بارتفاع حاصل الذكاء تعريف ضيق بالرغم من انه قد يشمل الكثيرين من الأشخاص الناجحين ذلك بأن حاصل الذكاء العالي لا يقتصر على ذوي المواهب المبدعة العالية . ولذلك فإن رأي تيرمان لا يمكن اعتباره الكلمة الفصل في الموضوع .

    هذا وانه لسهل أن نضع قائمة طويلة بأسماء مشاهير المبدعين الذين أظهروا ملامح عصابية أو ذهانية أو الذين عاشوا حياة غريبة ، متمردة أو عنيفة مما يدفع الانسان الى الشك في توازنهم النفسي . وهكذا فإننا نستطيع أن نذكر من بين الموسيقيين ( بيتهوفن ) و ( بارتوك ) ومن بين الكتاب والفلاسفة نذكر ( هنري جيمس ) و ( رمبو ) و ( نيتشه ) و (بروست) و ( يوجين اونيل ) ، ومن بين الرسامين ( فان جوخ ) ومن بين العلماء ( كبلر ) و ( داروين ) و ( نيوتن ) وسواهم ممن يجد فيهم الانسان ملامح من أمراض نفسية . ومع ذلك فإن هذه الأمثلة ليست دليلاً على اتجاه عام، ذلك بأنه من الأسهل أن نضع قائمة أطول بكثير بأسماء عدد عديد من المشاهير والعباقرة الذين كانوا أسوياء تماماً متزفين أحسن الاتزان .

    ولنعد الآن الى دراسة بركلي عن المهندسين المعماريين والكتاب والرياضيين المبدعين ولننظر في صحتهم العقلية . لقد اشتملت الدراسة - فيما اشتملت عليه على روائز تدرس أموراً من مثل الهمود والوساوس والهستيريا والبارانويا والانحرافات النفسية والذهانات الخ ولقد أظهرت هذه الدراسات ان الفرقاء المبدعين أظهروا ميلاً الى الإصابة بهذه الأمراض يزيد على ما أظهره ممثلو مهنهم العاديون . ان الكاتب المبدع المتوسط كان من بين الـ ٥٠% من مجموع السكان الأعلى إصابة بهذه الأمراض أما المهندس المعماري المبدع فقد كان أقل انحرافاً – بقليل – ولكنه مع ذلك أعلى من المتوسط بكثير بالنسبة لمجموع السكان . نقول هذا بالرغم من ان هؤلاء المبدعين لم يكونوا نزلاء في مستشفيات الأمراض العقلية بل على العكس كانوا مشاهير في مهنهم وكانت لهم انجازات رائعة . انهم قلبوا ضعفهم الى قوة ومنبع انتاج. ولقد ظهر أنهم يتمتعون بقوة للأنا Ego Strength باهرة ، وانهم مزجوا بين الضغط النفسي والكفاية الشخصية حتى لكأن الأول كان مصدر الثانية .

    ومما تقدم يتبين انه من الصعب نكران وجود ترابط يزيد عن الصدفة بين المصاعب النفسية والقدرات الإبداعية بالرغم من ان هذا القول لا ينطبق على كل شخص مبدع . هذا ولعله ليس من قبيل الاتفاق أن يكون ما قلناه منطبقاً على الكتاب والفنانين أكثر من انطباقه على أرباب المهن الأخرى .

    وفي حين انه يجب أن يكون من الواضح انه ما كل كاتب أو فنان مبدع يشكو من انحراف نفسي أو عقلي وانه ما كل عالم بعيد عن كل انحراف فإن الدراسات العلمية الجدية تبدو وكأنها تؤيد الرأي الشائع والقائل بأن الكتاب والفنانين المبدعين يميلون الى أن يكونوا أكثر انحرافاً نفسياً من الانسان العادي المتوسط .


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-01-2023 15.58 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	79.3 كيلوبايت 
الهوية:	140720 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-01-2023 15.59_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	74.2 كيلوبايت 
الهوية:	140721 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-01-2023 15.59 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	81.9 كيلوبايت 
الهوية:	140722 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-01-2023 15.59 (2)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	78.5 كيلوبايت 
الهوية:	140723

  • #2

    Collective thinking and divergent thinking are considered to have two opposing methods of defense. The assembly shyly shies away from dealing with people and from personal emotions, and devotes its energies and thoughts to non-personal matters. In a sense, he is protected by this from the great disturbances caused by dealing with people, because he considers people and dealing with them as a dangerous area to avoid. And he says: «The Synod uses a kind of mental barrier against thoughts and feelings that disturb it. And the use of such barriers provides him with a safety within which he is free to pursue his interest without hindrance from emotional rupture. Apparently a region - (Hudson 1966).

    This idea of ​​the assembly and its being wary of unstable feelings and thoughts may be the explanation for its desire for approval and commitment, its adoption of common ideas, and its rigidity of thinking. These things are nothing but defensive methods against the anxiety caused by unfamiliar things and conflicts. In order to protect himself from anxiety, he resorts to contraction, which makes him feel more secure.

    Scientists influenced by psychoanalysis have accepted this view and resulted in the belief that it is an unhealthy reaction to the pressures of life and that it indicates an adaptation, on the other hand, which shows the opposite tendencies as a poor person who is attributed to healthy, well-adapted and correct conditions. However, (Hudson) wonders about the validity of this and whether the will of the retailer to express his emotions and enjoy personal relationships does not also hide some weakness? Isn't this boasting, this easy expression of emotions intended to cover its essential superficiality? Collective thinking for some people may be an attempt to escape the anxiety caused by merging with emotions and dealing with people. On the other hand, the assumption that the Council's avoidance of personal matters must always be a denial of emotion and a form of defense is fallacious. Some people's interest in the material world around them is no less natural than the tendency of others to care about people. Thinkers of the second order is misleading, because they too, in turn, are capable of making important achievements, especially in the field of science, logic and mathematics.

    We do not forget to mention in this regard the philosopher (Kant), who wrote only in logic, metaphysics and mathematics, and for whom the good citizens of the people of (Kungsberg) set their hours for his daily walk at noon.

    Madness and genius

    In the previous paragraph, the image of the collectors appeared to us, according to the opinion of some psychologists, as follows: defensive, repressed, and ill-adapted. As for the complementary picture of the divided, it is a picture that makes them creative, open to experience, unrepressed, healthy, well-adapted, effective, etc. This resulted in a claim that says: If we liberated ourselves from our inhibition, we could be creative (Kubie) in 1958, so to what extent is this possible? Are these statements true and accurate? What about the popular belief in the close connection between madness and genius?

    If we look at the studies (Terman) on geniuses (years 1926-1959), those studies that followed the lives of children whose IQ is more than 140 from infancy to adulthood to middle age, we find that it decided with certainty that great talents were accompanied by normal stability and good health much more from the opposite. However, we must define genius as a high IQ narrow definition, although it may include many successful people, because high IQ is not limited to people with high creative talents. Therefore, Terman's opinion cannot be considered the final word on the matter.

    It is easy to put together a long list of famous creative people who have neurotic or psychotic features or who have lived strange, rebellious or violent lives, which leads people to doubt their psychological balance. Thus, we can mention among the musicians (Beethoven) and (Bartok), and among the writers and philosophers we mention (Henry James), (Rimbo), (Nietzsche), (Proust) and (Eugene O'Neill), and among the painters (Van Gogh) and from Among the scientists (Kepler) and (Darwin) and (Newton) and others among whom a person finds features of mental illness. However, these examples are not indicative of a general trend, for it would be easier to make a much longer list of the names of the many celebrities and geniuses who were perfectly normal and dressed in the best poise.

    Now let's go back to the Berkeley study of creative architects, writers, and athletes and look at their mental health. The study included, among other things, articles that study matters such as lethargy, obsessions, hysteria, paranoia, psychological deviations, psychoses, etc. These studies showed that the creative teams showed a tendency to suffer from these diseases more than what was shown by the representatives of their ordinary professions. The average creative writer was among the 50% of the total population with the highest incidence of these diseases, while the creative architect was slightly less deviant, but nevertheless much higher than the average for the total population. We say this despite the fact that these creators were not inmates in mental hospitals, on the contrary, they were famous in their professions and had wonderful achievements. They turned their weakness into strength and a source of production. It has been shown that they have impressive ego strength, and they have mixed psychological pressure and personal sufficiency, as if the first was the source of the second.

    From the foregoing, it becomes clear that it is difficult to deny the existence of a correlation that is more than coincidental between psychological difficulties and creative abilities, although this saying does not apply to every creative person. Perhaps it is not by agreement that what we have said applies to writers and artists more than it applies to other professions.

    While it should be clear that not every creative writer or artist suffers from a mental or psychological deviance and that not every scientist is far from every deviance, serious scientific studies seem to support the popular view that creative writers and artists tend to be more psychologically deviant. than the average human being.

    تعليق

    يعمل...
    X