ه - ۱۰ نقاط عن المعدل العام للسكان الذي هو خمسون درجة . ويقول ماككينون ان من الواجب مع ذلك أن نعتبر انه ليس لهذه الدرجات المرتفعة بالنسبة لهؤلاء الأشخاص المبدعين الذين يمضون في حياتهم على أحسن ما يرام نفس المعنى الذي يكون لها بالنسبة للمرضى العاديين . انها لا تدل بالنسبة لهؤلاء الأشخاص المبدعين على المرض النفسي بقدر ما تدل على غنى الشخصية وتعقدها وعلى الشجاعة في الانفتاح على أية خبرة ولا سيما خبرات الحياة الداخلية، ومن الواجب أيضاً أن نلاحظ انه بالرغم من وجود دلائل واضحة على الأمراض النفسية في شخصيات بعض المبدعين من ممتحني (ماككينون) فإن ثمة دلائل أوضح على آليات ضبط مناسبة .
وقد تجلت من دراسات ماككينون نزعة واضحة عند الرجال المبدعين للحصول على درجات من الأنوثة أعلى مما يحصل عليه الرجال الأقل ان هذه الدرجات العليا قد يساء فهمها بسهولة. والحق انها دليل على سعة الثقافة والاهتمامات العقلية أكثر مما هي دليل على انحراف جنسي . انها تدل على انه كلما كان الانسان أقدر على الإبداع زاد تعبيره عن انفتاحه على مشاعره وانفعالاته الخاصة انه يكون ذا عقل حساس وفهم واع وإحساس ذاتي واهتمام واسع وغير ذلك من صفات يعتبرها علماء النفس خاصة بالنساء في المجتمع الأمريكي.
ومن المعلوم ان يونغ (Jung) قد ألح ووافقته جمهرة علماء النفس على ان الانسان مزدوج الجنس Bisexual وعلى انه يحمل في ذاته ملامح ذكرية وأنثوية في الوقت عينه ، كما يحمل اهتمامات وهويات مزدوجة الجنس . ومن هنا فإنه يبدو ان الرجل الأقدر على الإبداع .
ودون أن يكبت أو يتنكر لذكورته ، يعبر أكثر من سواه عن الجانب الأنثوي من طبيعته. واذا لم يكن مثل هذا الرجل مثلي الجنس في اهتماماته وسلوكه فإن الدرجات العليا التي يحصل عليها في مقاييس الأنثوية تدل على التوفيق المؤثر بين ملامحه الذكرية والأنثوية .
ثم ان إدراكية الشخص المبدع وانفتاحه على غنى الخبرة وتعقدها تتجليان بشكل واضح في تفضيله الإدراكي لما هو مركب معقد وغير متناظر ، وفي رفضه لما هو بسيط ومتناظر . ويقول ماككينون ان . الفرق المبدعة التي درسها هو وأعوانه قد أظهرت هذا الميل وانه بصورة عامة كلما كانت القدرة الإبداعية أعظم تجلى هذا الميل بصورة أوضح .
إن صفات الشخص المبدع التي ذكرناها حتى الآن تدل على ان مثل هذا الشخص في ضبطه لاندفاعاته وصوره وأفكاره الدفاعية الشخصية للكبت والكظم . إن الكثير من الخبرات التي قد يكبتها أو ينكرها الأشخاص الأقل شجاعة فإن الشخص المبدع يتقبلها ، ولكنه في تقبله لهذا المقدار الكبير من خبراته الخاصة التي قد تكون مزعجة له مزيداً من القلق يفوق ما يعانيه زملاؤه الأقل شجاعة وإبداعاً وأكثر تحفظاً. وبالفعل فإن القياسات دلتنا على ان الشخص المبدع يكون أكثر عرضة للقلق ممن هم دونه إبداعاً . إن الأشخاص الأكثر إبداعاً تكون لهم سجلات قلق أعلى من سجلات من هم دونهم إبداعاً .
وليس يعني هذا ان الشخص المبدع شخص اندفاعي وغير منضبط . والأجدر هو أن نقول ان الشخص المبدع يأخذ على عاتقه مسؤولية ضبط اندفاعاته وصوره ، وبصورة شعورية ، في حين ان هذا الضبط يتم عند العصابيين بصورة لاشعورية لأنهم لا يقبلون هذه الاندفاعات والصور في خبرتهم الواعية . وبما انها لاشعورية فإنها لا تضبط عند هذا الشخص الأخير من قبل الأنا الواعية وانما تضبطها الأنا السامية ( العليا ) غير الواعية، وذلك بواسطة آليات الكظم Repression والإنكار . أما الأشخاص المبدعون فإنهم لا يشعرون بمزيد من القلق وانما تكون لهم شخصيات أقوى .
ولنلتفت الآن الى طرائق الشخص المبدع العقلية . والسؤال الذي يطرح هنا هو : هل الشخص المبدع المنفتح للخبرة ( وهي صفته الواضحة ) يميل الى التركيز على خبرته الحسية المباشرة متبنياً ما هو كائن ، أم أنه يدرك مباشرة المعاني العميقة والإمكانيات الكامنة في الأشياء والأوضاع والأفكار التي يختبرها ؟ وبعبارة أخرى هل هو في إدراكاته حسي إدراكي يركز أكثر ما يركز على الصفات الحسية لخبرته ويصب انتباهه على الحقائق القائمة كما هي موجودة ؟! أم حدسي إدراكي دائم التنبه الى الروابط والجسور بين ما هو موجود وبين ما لم يوجد بعد ؟ هل يركز عادة على ما هو كائن أم على ما يمكن أن يكون ؟
لقد صمم ماككينون وزملاؤه اختباراً لقياس هذين الاتجاهين العقليين أي تفضيل الإدراك الحسي مقابل تفضيل الإدراك الحدسي ان ٩٠% أو أكثر من الفرق المبدعة التي درسوها أظهرت تفضيلاً واضحاً للحدس ويقابل ذلك في مجموع السكان %٢٥% فقط ممن أظهروا ميلاً للحدس . والحق ان الأمر غير مدهش. فمن الطبيعي أن يكون المبدعون حدسيين ولكن المدهش هذا الفارق الكبير في النسبتين . ومما يتصل اتصالاً وثيقاً بتفضيل الشخص المبدع للحدس اهتماماته المفضلة والقيم التي يؤمن بها .
لقد دلت الدراسات التي قام بها ( ماككينون) ومعاونوه على ان اهتمامات المبدعين الذين درسوهم هي اهتمامات تشبه اهتمامات عالم النفس، والمؤلف الصحافي والمحامي والمهندس المعمار والفنان والموسيقار ، وانها لا تشبه اهتمامات الوسطاء التجاريين ورجال المكاتب ، والمصرفيين والمزارعين والتجار والبيطريين بل ولا الشرطي أو الحانوتي، وقد ثبت ان الأشخاص المبدعين لا يهتمون نسبياً بالتفاصيل الصغيرة ولا بالحقائق من أجلها ذاتها وانما يهتمون بها من أجل معانيها وما تشتمل عليه ، وعلى أنهم يملكون قدراً كبيراً من المرونة العقلية والمهارة اللفظية ويهتمون بالتواصل مع الدقة في ذلك، وعلى انهم فضوليون عقلياً وغير معنيين بمراقبة اندفاعاتهم وصورهم هم أو صور واندفاعات الآخرين .
أما من حيث القيم فقد تبين لماككينون ان جميع المبدعين الذين درسهم يجعلون من القيمتين النظرية والجمالية أعلى القيم . وهكذا فقد اتضح انه بالنسبة للعلماء الباحثين المبدعين كانت القيمة النظرية هي الأهم وتتلوها القيمة الجمالية مباشرة . أما المهندسون المعماريون المبدعون فقد كانت القيمة الأعلى وتكاد تساويها القيمة النظرية . أما بالنسبة للرياضيين المبدعين فقد كانت القيمتان عاليتين ومتساويتين تقريباً . أما أدنى القيم بالنسبة للمبدعين فهي القيمة الاقتصادية .
هذا وقد ثبت بصورة بسيطة انه ليس صحيحاً ان الانسان الأذكى هو بالضرورة الشخص الأقدر على الإبداع . وقد دلت دراسات ماككينون وأتباعه على ان أهم الأمور في تحديد مدى إبداع فرد ما هي : بناء شخصيته ، اهتماماته الدائمة ، قيمه وحوافزه وطرائقه العقلية وانصبابـه القلبي الكامل على مهمته الإبداعية .
وقد اتضح من هذه الدراسات بصورة أكيدة وجود علاقة بين ما يفكر فيه الشخص وما يقوم به من جهة وبين الصورة التي قد تكون له . ان المهندس المعماري المبدع يفكر في نفسه كمبدع ، والصورة التي لديه عن ماهية وصفات المهندس المعماري المبدع وكيف يجب أن يكون تؤثر تأثيراً شديداً على فكره وعمله .
وقد تجلت من دراسات ماككينون نزعة واضحة عند الرجال المبدعين للحصول على درجات من الأنوثة أعلى مما يحصل عليه الرجال الأقل ان هذه الدرجات العليا قد يساء فهمها بسهولة. والحق انها دليل على سعة الثقافة والاهتمامات العقلية أكثر مما هي دليل على انحراف جنسي . انها تدل على انه كلما كان الانسان أقدر على الإبداع زاد تعبيره عن انفتاحه على مشاعره وانفعالاته الخاصة انه يكون ذا عقل حساس وفهم واع وإحساس ذاتي واهتمام واسع وغير ذلك من صفات يعتبرها علماء النفس خاصة بالنساء في المجتمع الأمريكي.
ومن المعلوم ان يونغ (Jung) قد ألح ووافقته جمهرة علماء النفس على ان الانسان مزدوج الجنس Bisexual وعلى انه يحمل في ذاته ملامح ذكرية وأنثوية في الوقت عينه ، كما يحمل اهتمامات وهويات مزدوجة الجنس . ومن هنا فإنه يبدو ان الرجل الأقدر على الإبداع .
ودون أن يكبت أو يتنكر لذكورته ، يعبر أكثر من سواه عن الجانب الأنثوي من طبيعته. واذا لم يكن مثل هذا الرجل مثلي الجنس في اهتماماته وسلوكه فإن الدرجات العليا التي يحصل عليها في مقاييس الأنثوية تدل على التوفيق المؤثر بين ملامحه الذكرية والأنثوية .
ثم ان إدراكية الشخص المبدع وانفتاحه على غنى الخبرة وتعقدها تتجليان بشكل واضح في تفضيله الإدراكي لما هو مركب معقد وغير متناظر ، وفي رفضه لما هو بسيط ومتناظر . ويقول ماككينون ان . الفرق المبدعة التي درسها هو وأعوانه قد أظهرت هذا الميل وانه بصورة عامة كلما كانت القدرة الإبداعية أعظم تجلى هذا الميل بصورة أوضح .
إن صفات الشخص المبدع التي ذكرناها حتى الآن تدل على ان مثل هذا الشخص في ضبطه لاندفاعاته وصوره وأفكاره الدفاعية الشخصية للكبت والكظم . إن الكثير من الخبرات التي قد يكبتها أو ينكرها الأشخاص الأقل شجاعة فإن الشخص المبدع يتقبلها ، ولكنه في تقبله لهذا المقدار الكبير من خبراته الخاصة التي قد تكون مزعجة له مزيداً من القلق يفوق ما يعانيه زملاؤه الأقل شجاعة وإبداعاً وأكثر تحفظاً. وبالفعل فإن القياسات دلتنا على ان الشخص المبدع يكون أكثر عرضة للقلق ممن هم دونه إبداعاً . إن الأشخاص الأكثر إبداعاً تكون لهم سجلات قلق أعلى من سجلات من هم دونهم إبداعاً .
وليس يعني هذا ان الشخص المبدع شخص اندفاعي وغير منضبط . والأجدر هو أن نقول ان الشخص المبدع يأخذ على عاتقه مسؤولية ضبط اندفاعاته وصوره ، وبصورة شعورية ، في حين ان هذا الضبط يتم عند العصابيين بصورة لاشعورية لأنهم لا يقبلون هذه الاندفاعات والصور في خبرتهم الواعية . وبما انها لاشعورية فإنها لا تضبط عند هذا الشخص الأخير من قبل الأنا الواعية وانما تضبطها الأنا السامية ( العليا ) غير الواعية، وذلك بواسطة آليات الكظم Repression والإنكار . أما الأشخاص المبدعون فإنهم لا يشعرون بمزيد من القلق وانما تكون لهم شخصيات أقوى .
ولنلتفت الآن الى طرائق الشخص المبدع العقلية . والسؤال الذي يطرح هنا هو : هل الشخص المبدع المنفتح للخبرة ( وهي صفته الواضحة ) يميل الى التركيز على خبرته الحسية المباشرة متبنياً ما هو كائن ، أم أنه يدرك مباشرة المعاني العميقة والإمكانيات الكامنة في الأشياء والأوضاع والأفكار التي يختبرها ؟ وبعبارة أخرى هل هو في إدراكاته حسي إدراكي يركز أكثر ما يركز على الصفات الحسية لخبرته ويصب انتباهه على الحقائق القائمة كما هي موجودة ؟! أم حدسي إدراكي دائم التنبه الى الروابط والجسور بين ما هو موجود وبين ما لم يوجد بعد ؟ هل يركز عادة على ما هو كائن أم على ما يمكن أن يكون ؟
لقد صمم ماككينون وزملاؤه اختباراً لقياس هذين الاتجاهين العقليين أي تفضيل الإدراك الحسي مقابل تفضيل الإدراك الحدسي ان ٩٠% أو أكثر من الفرق المبدعة التي درسوها أظهرت تفضيلاً واضحاً للحدس ويقابل ذلك في مجموع السكان %٢٥% فقط ممن أظهروا ميلاً للحدس . والحق ان الأمر غير مدهش. فمن الطبيعي أن يكون المبدعون حدسيين ولكن المدهش هذا الفارق الكبير في النسبتين . ومما يتصل اتصالاً وثيقاً بتفضيل الشخص المبدع للحدس اهتماماته المفضلة والقيم التي يؤمن بها .
لقد دلت الدراسات التي قام بها ( ماككينون) ومعاونوه على ان اهتمامات المبدعين الذين درسوهم هي اهتمامات تشبه اهتمامات عالم النفس، والمؤلف الصحافي والمحامي والمهندس المعمار والفنان والموسيقار ، وانها لا تشبه اهتمامات الوسطاء التجاريين ورجال المكاتب ، والمصرفيين والمزارعين والتجار والبيطريين بل ولا الشرطي أو الحانوتي، وقد ثبت ان الأشخاص المبدعين لا يهتمون نسبياً بالتفاصيل الصغيرة ولا بالحقائق من أجلها ذاتها وانما يهتمون بها من أجل معانيها وما تشتمل عليه ، وعلى أنهم يملكون قدراً كبيراً من المرونة العقلية والمهارة اللفظية ويهتمون بالتواصل مع الدقة في ذلك، وعلى انهم فضوليون عقلياً وغير معنيين بمراقبة اندفاعاتهم وصورهم هم أو صور واندفاعات الآخرين .
أما من حيث القيم فقد تبين لماككينون ان جميع المبدعين الذين درسهم يجعلون من القيمتين النظرية والجمالية أعلى القيم . وهكذا فقد اتضح انه بالنسبة للعلماء الباحثين المبدعين كانت القيمة النظرية هي الأهم وتتلوها القيمة الجمالية مباشرة . أما المهندسون المعماريون المبدعون فقد كانت القيمة الأعلى وتكاد تساويها القيمة النظرية . أما بالنسبة للرياضيين المبدعين فقد كانت القيمتان عاليتين ومتساويتين تقريباً . أما أدنى القيم بالنسبة للمبدعين فهي القيمة الاقتصادية .
هذا وقد ثبت بصورة بسيطة انه ليس صحيحاً ان الانسان الأذكى هو بالضرورة الشخص الأقدر على الإبداع . وقد دلت دراسات ماككينون وأتباعه على ان أهم الأمور في تحديد مدى إبداع فرد ما هي : بناء شخصيته ، اهتماماته الدائمة ، قيمه وحوافزه وطرائقه العقلية وانصبابـه القلبي الكامل على مهمته الإبداعية .
وقد اتضح من هذه الدراسات بصورة أكيدة وجود علاقة بين ما يفكر فيه الشخص وما يقوم به من جهة وبين الصورة التي قد تكون له . ان المهندس المعماري المبدع يفكر في نفسه كمبدع ، والصورة التي لديه عن ماهية وصفات المهندس المعماري المبدع وكيف يجب أن يكون تؤثر تأثيراً شديداً على فكره وعمله .
تعليق