الذكائي فإن معظمهم يكونون شديدي الذكاء ويحصلون على حاصل ذكاء ( نسبة ذكاء ) عالية ، وانه فيما عدا ذلك لا يوجد ترابط بين حاصل الذكاء ومستوى الانجاز الإبداعي.
ولقد كان من الطرائق التي اتبعت في دراسة الإبداع وعوامله وعلاقته بالذكاء طريقة التحليل العاملي Factor Analysis . وقد نمت هذه البحوث من خلال مشروع بحث القدرات ( The Aptitude Research Project ) في جامعة كاليفورنيا الجنوبية وتحت إدارة العالم المشهور ( غيلفورد Guilford ) .
لقد انطلقت هذه الدراسات من التنكر للنظرية السائدة عن الذكاء وانه قابلية واحدة موحدة ، كما تنكرت للاعتقاد بأن المواهب المبدعة أمور خارجة عن نطاق الذكاء وبدأت بافتراض ان ثمة عدة قابليات ممكنة التمييز يشتمل عليها الإبداع. وافترضت كذلك ان المواهب الإبداعية ليست وقفاً على عدد قليل من الأفراد المحظوظين . وانها ربما كانت موزعة على الناس وبدرجات متفاوتة ، جميع ولذلك فإنه من الممكن البحث عنها ليس عند الموهوبين فقط وإنما عند الناس جميعاً .
وقد أثبت وقد بدأ التحليل العاملي المبدئي بفرضيات قبلية عن التمييزات المتوقعة بين القابليات التي يجب أن تكون أساسية في الانجاز المبدع التحليل العاملي وجود معظم القابليات التي افترضت وذلك بحوث ( غيلفورد ) ومعاونيه عام ١٩٥٤ .
وقد توصل غيلفورد ومعاونوه الى نظرية في الذكاء سموها ( بناء العقل Structure of Intellect ) وهذه النظرية تشير الى وجود قدرات قابلة التمييز حددتها وأخرى لم تحددها بعد ، وبعض هذه القدرات أساسية في الانجاز المبدع . وقد فصل غيلفورد هذه القدرات كلها في كتابه المشهور طبيعة الذكاء البشري ( The Nature of Human Intelligence ) الذي نشره عام ١٩٦٧ .
وباختصار فإن غيلفورد يعتقد ان القدرات الأكثر أهمية في التفكير المبدع تقع في زمرتين : زمرة القدرات ذات النتاج المفرق Divergent Production Abilities وزمرة القدرات التحويلية Transformation Abilities . أما القدرات ذات النتاج المفرق فتعمل على توليد الأفكار كما هـو الحال عند حل مشكلة ما حيث يكون التنوع هاماً. وبعض القدرات ذات النتاج المفرق وصفت بأنها أنواع من الطلاقة Fluency وبعضها وصف بأنه أنواع من المرونة Flexibility وبعضها الثالث وصف بأنه أنواع من القدرات التوسعية Elaboration ان تنوع القدرات ضمن زمرة النتاج المفرق يتوقف على نوعية المعلومات التي يتصرف بها الانسان ويتعامل معها وهذا يعني بشكل قوي ان المواهب المبدعة تتوقف على الوسط الذي يعمل فيه الانسان والوسائل أو الوسطاء الذين يتعامل معهم كان يكون الانسان يعالج الخطوط أو الألوان أو الأصوات أو الكلمات كما هو الحال في الفنون المختلفة .
أما زمرة القدرات التحويلية فهي على صلة بإعادة الانسان نظره فيما كان قد خبره أو عرفه وانتاج صيغ وأنماط جديدة . ان الاستعداد للمرونة صفة عامة لهذه الزمرة من المواهب حيث تقود المرونة إلى إعادة التفسير والتنظيم . ومرة أخرى فإن تنوع القدرات التحويلية يتوقف على نوع المعلومات أو الوسطاء الذين يتعامل المبدع معهم .
هذا وقد استعملت الطرائق التقليدية في دراسة الإبداع ونموه وتصعيده .
فقد استعمل تورانس Torrance عام ١٩٦٢ اختبارات من النوع المستعمل في التحليل العاملي ليفحص كيفية تغير القدرات الإبداعية الكامنة بوصفها وظيفة من وظائف العمر عند الأطفال والراشدين فوجد ان النمو لا يحدث بنسبة موحدة واحدة ، ووجد ان أول التغيرات ذات المعنى يحدث في الصف الرابع الابتدائي أي في سن التاسعة. وبالرغم من ان هذه الاختبارات أظهرت نوعاً من التطامن في أخريات سن المراهقة فإن بعض الاختبارات الأخرى أظهر مزيداً من النمو حتى عمر الثلاثين كما أظهر ( ترمبلي Trembly ) عام ١٩٦٤ . وهذه النتائج تؤيد ما توصل اليه ( ليهمان Lehman ) من أن نوعية الانتاج تصل قمتها في مطلع الثلاثينيات ن على ان من المحتمل أن يكون منحنى النمو إلى أخرى وذلك باختلاف العامل المقيس .
وقد ذهب بعض العلماء الى ان القدرات يمكن تحسينها من خلال الشروط المحيطية المحسنة ، ولذلك فقد قاموا بدراسات ووضعوا معايير لقياس التحسن في الفاعليات المبدعة وذلك نتيجة لأنواع مختلفة . من التدريب. وقد ثبت ان التدريبات المناسبة تحسن القدرات الإبداعية، وقد تمكن علماء التحليل العاملي - بخاصة من قياس هذا التحسن .
هذا وقد ثبت لهؤلاء العلماء ان الصلة بين القدرات الإبداعية الكامنة والانتاج الإبداعي من جهة وحاصل الذكاء ( نسبة الذكاء ) من جهة أخرى قريبة من الصفر ، وذلك حين يكون الأمر مختصاً بفرق من الأناس الذين يكون حاصل ذكائهم مرتفعاً . وقد توصلت الى هذه النتيجة بحوث كثيرة لا مجال لذكرها واتفقت جميعاً على هذه الحقيقة . أما في النسب المتدنية من حاصل الذكاء فإن ثمة علاقة واضحة بين حاصل الذكاء والقدرات الإبداعية . أما اذا أخذنا حاصلات الذكاء من أدناها إلى أعلاها أو قل مثلاً من ٦٢ الى ١٥٠ فإننا نلاحظ اختلافاً وتنوعاً . ومعنى ذلك انه حين يكون حاصل الذكاء دنيئاً فإن القدرات الإبداعية لا تكون إلا دنيئة، أما حين يكون حاصل الذكاء عالياً فإن القدرات الإبداعية تتراوح بين الدناءة والعلو . أي ان الذكاء شرط لازم للإبداع ولكنه غير كاف واذا افترضنا ان حاصل الذكاء والاختبارات التي توصل الى حسبانه أمور متصلة بالقدرات الإدراكية ( وهذا معناه انها متصلة بصورة أساسية بالمعلومات التي يمتلكها الفرد ) فإن حاصل الذكاء فيما يبدو حداً أعلى للقدرات الإبداعية الكامنة . ومعنى هذا ان في كل مجتمع عدداً كبيراً ممن يملكون قدرات إبداعية ولكنهم يقصرون عن تحقيقها ووضعها موضع الاستخدام والافادة وعدداً قليلاً جداً ممن يتجاوزون قدراتهم الإبداعية . ولهذا معناه التربوي الواضح وفيه إشارة الى واجب التربية في إيصال من يملكون قدرات إبداعية كامنة الى انتاج يناسب هذه القدرات، كما ان فيه تحدياً للتربية كبيراً .
إن الحاجة ملحة لمزيد من الباحثين والعلماء والتكنولوجيين المبدعين ، وهذا ما دعا البلاد المتقدمة الى عقد المؤتمرات وإجراء البحوث وإصدار المجلات من أجل معالجة مشكلة الإبداع والمبدعين . وقد عني العلماء في هذه البلاد المتقدمة بالبحث عن الطرق النفسية والتربوية التي تكشف عن هؤلاء المبدعين وتتعهدهم بالعناية والتوجيه وتفسح لهم المجال لتنمية قدراتهم والافادة منها . وخلاصة القول ان الحياة معناها مصادفة المشكلات، وحل المشكلات معناه النمو العقلي. وقد آن للتربية أن تؤمن بذلك وأن تتبنى حل المشكلات طريقة لتنمية العقل وتصعيد الإبداع .
ولقد كان من الطرائق التي اتبعت في دراسة الإبداع وعوامله وعلاقته بالذكاء طريقة التحليل العاملي Factor Analysis . وقد نمت هذه البحوث من خلال مشروع بحث القدرات ( The Aptitude Research Project ) في جامعة كاليفورنيا الجنوبية وتحت إدارة العالم المشهور ( غيلفورد Guilford ) .
لقد انطلقت هذه الدراسات من التنكر للنظرية السائدة عن الذكاء وانه قابلية واحدة موحدة ، كما تنكرت للاعتقاد بأن المواهب المبدعة أمور خارجة عن نطاق الذكاء وبدأت بافتراض ان ثمة عدة قابليات ممكنة التمييز يشتمل عليها الإبداع. وافترضت كذلك ان المواهب الإبداعية ليست وقفاً على عدد قليل من الأفراد المحظوظين . وانها ربما كانت موزعة على الناس وبدرجات متفاوتة ، جميع ولذلك فإنه من الممكن البحث عنها ليس عند الموهوبين فقط وإنما عند الناس جميعاً .
وقد أثبت وقد بدأ التحليل العاملي المبدئي بفرضيات قبلية عن التمييزات المتوقعة بين القابليات التي يجب أن تكون أساسية في الانجاز المبدع التحليل العاملي وجود معظم القابليات التي افترضت وذلك بحوث ( غيلفورد ) ومعاونيه عام ١٩٥٤ .
وقد توصل غيلفورد ومعاونوه الى نظرية في الذكاء سموها ( بناء العقل Structure of Intellect ) وهذه النظرية تشير الى وجود قدرات قابلة التمييز حددتها وأخرى لم تحددها بعد ، وبعض هذه القدرات أساسية في الانجاز المبدع . وقد فصل غيلفورد هذه القدرات كلها في كتابه المشهور طبيعة الذكاء البشري ( The Nature of Human Intelligence ) الذي نشره عام ١٩٦٧ .
وباختصار فإن غيلفورد يعتقد ان القدرات الأكثر أهمية في التفكير المبدع تقع في زمرتين : زمرة القدرات ذات النتاج المفرق Divergent Production Abilities وزمرة القدرات التحويلية Transformation Abilities . أما القدرات ذات النتاج المفرق فتعمل على توليد الأفكار كما هـو الحال عند حل مشكلة ما حيث يكون التنوع هاماً. وبعض القدرات ذات النتاج المفرق وصفت بأنها أنواع من الطلاقة Fluency وبعضها وصف بأنه أنواع من المرونة Flexibility وبعضها الثالث وصف بأنه أنواع من القدرات التوسعية Elaboration ان تنوع القدرات ضمن زمرة النتاج المفرق يتوقف على نوعية المعلومات التي يتصرف بها الانسان ويتعامل معها وهذا يعني بشكل قوي ان المواهب المبدعة تتوقف على الوسط الذي يعمل فيه الانسان والوسائل أو الوسطاء الذين يتعامل معهم كان يكون الانسان يعالج الخطوط أو الألوان أو الأصوات أو الكلمات كما هو الحال في الفنون المختلفة .
أما زمرة القدرات التحويلية فهي على صلة بإعادة الانسان نظره فيما كان قد خبره أو عرفه وانتاج صيغ وأنماط جديدة . ان الاستعداد للمرونة صفة عامة لهذه الزمرة من المواهب حيث تقود المرونة إلى إعادة التفسير والتنظيم . ومرة أخرى فإن تنوع القدرات التحويلية يتوقف على نوع المعلومات أو الوسطاء الذين يتعامل المبدع معهم .
هذا وقد استعملت الطرائق التقليدية في دراسة الإبداع ونموه وتصعيده .
فقد استعمل تورانس Torrance عام ١٩٦٢ اختبارات من النوع المستعمل في التحليل العاملي ليفحص كيفية تغير القدرات الإبداعية الكامنة بوصفها وظيفة من وظائف العمر عند الأطفال والراشدين فوجد ان النمو لا يحدث بنسبة موحدة واحدة ، ووجد ان أول التغيرات ذات المعنى يحدث في الصف الرابع الابتدائي أي في سن التاسعة. وبالرغم من ان هذه الاختبارات أظهرت نوعاً من التطامن في أخريات سن المراهقة فإن بعض الاختبارات الأخرى أظهر مزيداً من النمو حتى عمر الثلاثين كما أظهر ( ترمبلي Trembly ) عام ١٩٦٤ . وهذه النتائج تؤيد ما توصل اليه ( ليهمان Lehman ) من أن نوعية الانتاج تصل قمتها في مطلع الثلاثينيات ن على ان من المحتمل أن يكون منحنى النمو إلى أخرى وذلك باختلاف العامل المقيس .
وقد ذهب بعض العلماء الى ان القدرات يمكن تحسينها من خلال الشروط المحيطية المحسنة ، ولذلك فقد قاموا بدراسات ووضعوا معايير لقياس التحسن في الفاعليات المبدعة وذلك نتيجة لأنواع مختلفة . من التدريب. وقد ثبت ان التدريبات المناسبة تحسن القدرات الإبداعية، وقد تمكن علماء التحليل العاملي - بخاصة من قياس هذا التحسن .
هذا وقد ثبت لهؤلاء العلماء ان الصلة بين القدرات الإبداعية الكامنة والانتاج الإبداعي من جهة وحاصل الذكاء ( نسبة الذكاء ) من جهة أخرى قريبة من الصفر ، وذلك حين يكون الأمر مختصاً بفرق من الأناس الذين يكون حاصل ذكائهم مرتفعاً . وقد توصلت الى هذه النتيجة بحوث كثيرة لا مجال لذكرها واتفقت جميعاً على هذه الحقيقة . أما في النسب المتدنية من حاصل الذكاء فإن ثمة علاقة واضحة بين حاصل الذكاء والقدرات الإبداعية . أما اذا أخذنا حاصلات الذكاء من أدناها إلى أعلاها أو قل مثلاً من ٦٢ الى ١٥٠ فإننا نلاحظ اختلافاً وتنوعاً . ومعنى ذلك انه حين يكون حاصل الذكاء دنيئاً فإن القدرات الإبداعية لا تكون إلا دنيئة، أما حين يكون حاصل الذكاء عالياً فإن القدرات الإبداعية تتراوح بين الدناءة والعلو . أي ان الذكاء شرط لازم للإبداع ولكنه غير كاف واذا افترضنا ان حاصل الذكاء والاختبارات التي توصل الى حسبانه أمور متصلة بالقدرات الإدراكية ( وهذا معناه انها متصلة بصورة أساسية بالمعلومات التي يمتلكها الفرد ) فإن حاصل الذكاء فيما يبدو حداً أعلى للقدرات الإبداعية الكامنة . ومعنى هذا ان في كل مجتمع عدداً كبيراً ممن يملكون قدرات إبداعية ولكنهم يقصرون عن تحقيقها ووضعها موضع الاستخدام والافادة وعدداً قليلاً جداً ممن يتجاوزون قدراتهم الإبداعية . ولهذا معناه التربوي الواضح وفيه إشارة الى واجب التربية في إيصال من يملكون قدرات إبداعية كامنة الى انتاج يناسب هذه القدرات، كما ان فيه تحدياً للتربية كبيراً .
إن الحاجة ملحة لمزيد من الباحثين والعلماء والتكنولوجيين المبدعين ، وهذا ما دعا البلاد المتقدمة الى عقد المؤتمرات وإجراء البحوث وإصدار المجلات من أجل معالجة مشكلة الإبداع والمبدعين . وقد عني العلماء في هذه البلاد المتقدمة بالبحث عن الطرق النفسية والتربوية التي تكشف عن هؤلاء المبدعين وتتعهدهم بالعناية والتوجيه وتفسح لهم المجال لتنمية قدراتهم والافادة منها . وخلاصة القول ان الحياة معناها مصادفة المشكلات، وحل المشكلات معناه النمو العقلي. وقد آن للتربية أن تؤمن بذلك وأن تتبنى حل المشكلات طريقة لتنمية العقل وتصعيد الإبداع .
تعليق