التاريخ
٢٤ مارس، الساعة ١١:٢٢ م ·
تاريخ الدولة الأموية (26)
-------------------------------------------------
كان معاوية رضي الله عنه يقول :
{ لا أضع سوطي حيث يكفيني لساني، ولا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي، فإذا لم أجد من السيف بداً ركبته } ، (*1)
وكان يقول :
{ لو كان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، إن جبذوها أرسلتها، وإن خلوها جبذتها } . (*2)
وكتب إلى زياد بن أبيه عامله على العراق :
{ إنه لا يصلح أن أسوس وتسوس الناس بسياسة واحدة إنا إن نشتد جميعاً نهلك الناس ونحرجهم، وإن نلن جميعاً نبطرهم، ولكن تلين وأشتد -أنا- وتشتد وألين } (*3)
--------------------------------------------------------------------
ـ مجلس معاوية للحكم
كان معاوية رضي الله عنه، يظهر في اليوم والليلة خمس مرات :
فكان إذا صلى الصبح جلس للقصاص حتى يفرغ من قصاصه ثم يدخل فيؤتي بمصحفه، فيقرأ جزأه ثم يدخل إلى منزله ..
ثم يصلي أربع ركعات، ويخرج إلى مجلسه، فينادي بخاصته، فيحدثهم ويحدثونه، ويدخل عليه وزراءه، فيكلمونه فيما يريدون
ثم يؤتى بالغداء الأصغر، ، ...ثم يتحدث طويلاً، ثم يدخل منزله لما أراد .
ثم يخرج فيقول يا غلام أخرج الكرسي، ويسند ظهره إلى المقصورة، ويقوم الحراس، فيقدم إليه الضعيف والإعرابي والصبي والمرأة فيقول: ظلمت، فيقول: أعزّوه ويقول: عدي عليّ فيقول: ابعثوا معه، ويقول صنع بي فيقول: انظروا له، حتى لم يبق أحد دخل فجلس على السرير،
ثم يقول: ائذنوا للناس على قدر منازلهم ولا يشغلني أحد عن رد السلام، فيقال: كيف أصبح أمير المؤمنين أطال الله عمره؟ فيقول: بنعمة من الله، فإذا استووا جلوساً قال: يا هؤلاء إنما سُميتم أشرافاً، لأنكم شرفتم من دونكم بهذا المجلس( يعني فضلتم على غيركم)، ارفعوا حاجة من لا يصل إلينا (يعني من عامة الناس)
فيقوم الرجل فيقول: استشهد فلان، فيقول: افرضوا لولده، ويقول: غاب فلان عن أهله فيقول: تعاهدوهم وأعطوهم، واقضوا حوائجهم واخدموهم.
ويؤتى بالغداء ويحضر الكاتب، فيقوم عند رأسه ويقدم الرجل فيقال له: اجلس على المائدة فيجلس فيمد يده، فيأكل لقمتين أو ثلاثاً، والكاتب يقرأ كتابه، فيأمر فيه بأمره، فيقال: يا عبد الله أعقب، فيقوم ويتقدم آخر حتى يأتي على أصحاب الحوائج كلهم، وربما قدم عليه من أصحاب الحوائج أربعون أو نحوهم على قدر الغداء، ثم يرفع الغداء، وينصرف الناس، ويدخل منزله، فلا يطمع فيه طامع حتى ينادى بالظهر، فيخرج فيصليَّ .
ثم يجلس فيأذن لخاصة الخاصة، (ويضيفهم بمأكولات خفيفة أو فاكهة) ويدخل عليه وزراءه فيؤامرونه فيما احتاجوا إليه بقية يومهم، ويجلس إلى العصر، ثم يخرج فيصلي العصر ثم يدخل منزله، فلا يطمع فيه طامع
حتى إذا كان في آخر وقت العصر، خرج فجلس على سريره، ويؤذن للناس على منازلهم، فيؤتى بالعشاء فيفرغ منها مقدار ما ينادي بالمغرب فيصليها، ثم يصلي أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة خمسين آية، يجهر تارة ويخافت أخرى. ثم يدخل منزله فلا يطمع فيه طامع .
حتى ينادي بالعشاء الآخرة، فيخرج فيصلي ثم يؤذن للخاصة، وخاصة الخاصة، والوزراء والحاشية، فيؤامره الوزراء فيما أرادوا صدراً من ليلتهم، ويسمر ثلث الليل في أخبار العرب وأيامها، والعجم وملوكها وسير الأمم وحروبها،..، ثم تأتيه الطرف الغريبة من عند نسائه: من الحلواء وغيرها من المآكل اللطيفة،
ثم يدخل فينام ثلث الليل، ثم يقوم: فيحضر الدفاتر، فيها سير الملوك وأخبارها، والحروب والمكائد فيقرأ ذلك عليه غلمان له مرتبون، .. فيمر بسمعه كل ليلة جمل من الأخبار والسير والآثار، فيخرج ثم يصلي الصبح،
ثم يعود فيفعل ما وصفنا كل يوم وليلة وقد تبعه في ذلك، عبد الملك بن مروان وغيره، فلم يدركوا حلمه، ولا إتقانه السياسة ولا التأني للأمور ولا مدارات الناس على منازلهم، ورفقه بهم على طبقاتهم . (*4)
------------------------‐---‐-‐-------------------------------------
الدواوين في عهد معاوية
ديوان الرسائل
ومهمته تحرير رسائل الخليفة وأوامره ومواثيقه إلى موظفيه في الأقاليم الإسلامية وإلى البلدان الخارجية ، وكانت الرسائل في الاتصال بالولاة وقادة الجند، والقضاة، وزعماء القبائل تابعة لمعاوية وتحت إشرافه المباشر. (*5)
ديوان الخاتم (الأرشيف والرقابة الإدارية)
وكان من أغراض هذا الديوان تحاشي التزوير، ومنع حدوث التلاعب، في الكتب التي يصدرها الخليفة، ثم أصبح الديوان بمثابة سجل للكتب الصادرة، وصارت الدولة تعتمد عليه في تدقيق الأوامر، والمراسلات التي تتعلق بالصرف والحسابات، بين مقر الخلافة والأقاليم الإسلامية الأخرى ، كما أنه كان يقوم بالأشراف على تدقيق الدواوين الأخرى، وبيان الأخطاء التي تقع فيها، فهو بمثابة جهاز للفحص والتدقيق في الأعمال الصادرة عن الدواوين الأخرى،
سبب ذلك أن معاوية أمر لعمرو بن الزبير في معونته وقضاء دينه بمائة ألف درهم، وكتب بذلك إلى زياد بن أبيه وهو على العراق، ففض عمرو الكتاب وصير المائة مائتين، فلما رفع زياد حسابه أنكرها معاوية، فأخذ عمراً بردها وحبسه، فأداها عنه أخوه عبد الله بن الزبير، فأحدث معاوية عند ذلك ديوان الخاتم وخزم الكتب . (*6)
ديوان البريد
يذكر المؤرخون أن معاوية بن أبي سفيان أول من ادخل نظام البريد في الدولة الإسلامية، وأصدر أوامره بوضع الخيول في عدة أماكن، وقام بتنظيمه ، وتشير بعض المصادر إلى أنه اقتبس من الروم ، وكانت طرق البريد واضحة ومعلومة،
كان البريد تستعمله الحكومة و يستعمله عامة الناس أيضا ، وكان موظف البريد من أهم أعوان الخليفة ، وكانت أهم وسائل النقل: البغال ، والخيل ،
كانت الرسائل قبل ذلك يحملها رسول وينطلق بها وحده، حتى يوصلها إلى الجهة المقصودة، فكانت تستغرق مدة طويلة وأما نظام معاوية فقد قسم الطرق إلى مسافات، يوضع في نهاية كل مسافة دواب مهيأة لحمل الرسائل وتنطلق بها لتسلمها لمن بعده، ، وبهذه الطريقة يوفر الزمن الذي كان يستريحه حامل البريد .(*7)
نظام الكتبة
كاتب لديوان الرسائل، (السكرتارية)
كاتب لديوان الخراج ( المالية )
كاتب لديوان الجند، (الحربية)
كاتب لديوان الشرطة (الداخلية)
كاتب لديوان القضاء، (العدل)
وديوان الخاتم يقوم بأعمال السجلات والأرشيف وكان لكل ديوان موظفوه من الكتبة المتخصصين، وكان ديوان الخراج يكتب في العراق باللغة الفارسية، وفي الشام ومصر باللغة الرومية وظل كذلك حتى عرّبه عبد الملك بن مروان . (*8)
--------------------------------------------------------------------
الحجابة و الحرس
كان معاوية بن أبي سفيان أول من اتخذ الحاجب في الإسلام، لكي يتجنب محاولات الاعتداء عليه ،
يشرح ابن خلدون ذلك فيشير : كان أول شيء بدأ به في الدولة شأن الباب وستره دون الجمهور، لما كان يخشون على أنفسهم من اغتيال الخوارج وغيرهم كما وقع بعمر وعلي وغير هما مع ما في فتحه من ازدحام الناس عليهم وشغلهم بهم عن المهمات، فاتخذوا من يقوم لهم بذلك وسموه الحاجب ،
ونتيجة محاولة اغتيال دبرها الخوارج لمعاوية: ( أمر عند ذلك بالمقصورات وحرس الليل، وقيام الشرطة على رأسه إذا سجد ، وقد كان معاوية وبنو أمية يعيشون في الشام قريباً من أعدائهم الموتورين من الروم، فضلاً عن أعدائهم الموتورين من الشيعة والخوارج المتفرقين في البلاد، وكانوا يرون لابد لهم لاستقرار الدولة الإسلامية التي قتل ثلاثة من خلفائها من اتخاذ نمط من أنماط الحراسة والاحتراز ) ،
وذات يوم وقف الأحنف بن قيس، ومحمد بن الأشعث بباب معاوية ، فأذن للأحنف، ثم إذن لابن الأشعث، فأسرع في مشيته حتى تقدم الأحنف ودخل قبله، فلما رآه معاوية غمه ذلك، وأحنقه فالتفت إليه فقال: والله إني ما أذنت له قبلك وأنا لا أريد أن تدخل قبله، وإنا كما نلي أموركم كذلك نلي آدابكم ولا يزيد متزيد في خطوة إلا لنقص يجده في نفسه .
و كان معاوية بن أبي سفيان أول من اتخذ الحرس في الدولة الإسلامية، خوفاً من الخوارج الذين كانوا يريدون قتله، فقد أمر بالمقصورات في الجوامع وكان لا يدخلها إلا ثقاته وحراسه ، وكما يبدو أن معاوية لم يكتف باتخاذ الحرس، بل اتخذ المقاصير زيادة في التشدد وذلك لحماية نفسه من أي اعتداء قد يقع عليه . (*9)
------------------------‐
️الشرطة الأموية
وظيفتها المحافظة على الأمن والنظام، والقبض على اللصوص والجناة والمفسدين، والدفاع عن الخليفة، وهي غير مسؤولة عن صد أي هجوم خارجي عن الدولة وقد قام معاوية بتنظيمها وتطويرها في الشام
و كانت الشرطة لا يقتصر وجودها على عاصمة الخلافة فقط بل في الولايات الإسلامية الأخرى وهم يتبعون الولاة وهي الجهة الوحيدة المسؤولة عن حماية أرواح الناس، وحفظ حقوقهم وأموالهم من اعتداء بعضهم على بعض .
لقد وفق معاوية رضي الله عنه في اختيار أعوانه من الرجال الموثوق بولايتهم وخبرتهم ، مع حكمتهم ودهائهم.
ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر :
عمرو بن العاص السهمي، والمغيرة بن شعبة الثقفي، وزياد بن أبيه الثقفي، ويزيد بن الحر العبسي، والضحاك بن قيس الفهري، وعبد الله بن عامر بن كريز، وغيرهم من القادة المقاتلين أمثال المهلب بن أبي صفرة، وعقبة بن نافع الفهري، ومالك بن هبيرة، وجنادة بن أمية الأزدي
وكان عمرو بن العاص يقول: أنا للبديهة، ومعاوية للأناة، والمغيرة للمعضلات، وزياد لصغار الأمور وكبارها .
وقد اعتبر معاوية من أجواد العرب لأنه استمال القلوب بالبذل والعطاء وجاد بالمال مع المداراة وكان إذا بلغه عن رجل ما أنه يكرهه أسكته بالمال . (*10)
------------
لم يستطع معاوية رضي الله عنه إتباع سياسة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم الراشدة، ولا شك في أن كثرة الأموال بعد اتساع الدولة الإسلامية جعلت كثيراً من المسلمين يتطلعون إلى التمتع بالخيرات التي أخذت تتدفق عليهم وقد أعرب معاوية عن ذلك بشكل واضح وقال للمسلمين:..
(غير أني سلكت طريقاً لي فيه منفعة، ولكم فيه مثل ذلك، ولكل فيه مؤاكلة حسنة ومشاربة جميلة ما استقامت السيرة، وحسنت الطاعة، فإن لم تجدوني خيركم فأنا خير لكم.(*11)
وكان معاوية يقول: أحب الناس إلي أشدهم تحبيباً لي إلى الناس ،
وقد إهتمّ معاوية بفن الدعاية والإعلام، وأوكله إلى عدد من الرجال يهمهم أمره ويؤيدونه، فكان يكثر أعطيات الشعراء وكذلك شيوخ القبائل، لكسبهم في صفه، ويعطي مجالاً واسعاً لولاته لكي يفعلوا مثله .
وكان معاوية رضي الله عنه يحرص على امتصاص غضب الشعراء بحلمه وعفوه .(*12)
---------------
لقد كانت الأجهزة الأمنية الداخلية والخارجية في عهد معاوية قوية جداً، وكانت قدرتها على جمع المعلومات فائقة، وكان معاوية رضي الله عنه يشرف على جهاز المخابرات بنفسه وكان له جهاز سري مرتبط به لمراقبة الولاة والرعية، فلم يكن في قطر من الأقطار ولا ناحية من النواحي عامل أو أمير جيش إلا وعليه عين لا يفارقه، بل وصلت عيونه حتى في البلاط البيزنطي
ومما يدل على ذلك إطلاعه على المراسلات بين الحسين وأهل العراق :
لما توفي الحسن بن علي اجتمعت الشيعة في دار سليمان بن صرد وكتبوا إلى الحسين كتاباً بالتعزية في وفاة الحسن: وقالوا في كتابهم: إن الله قد جعل فيك أعظم الخلق ممن مضى ونحن شيعتك المصابة بمصيبتك، المحزونة بحزنك، والمسرورة بسرورك، المنتظرة لأمرك، ..
فرد الحسين على كتابهم : إني لأرجو أن يكون رأي أخي في الموادعة، ورأيي في جهاد الظلمة رشداً أو سداداً، فالصقوا بالأرض وأخفوا الشخص، اكتموا الهوى، واحترسوا في الاضناء ما دام ابن هند حياً، فإن يحدث به حدث وأنا حي يأتكم رأيي إن شاء الله) ،
ولقد أثارت تلك الرسائل المتبادلة بين الحسين وأهل الكوفة مخاوف بني أمية في المدينة، فكتبوا إلى معاوية يستشيرونه بشأن الحسين: فكتب إليهم بأن لا يتعرضوا له مطلقاً ،
وكان معاوية على معرفة بتلك الرسائل والعلاقات الوثيقة التي تربط بين الحسين وبين الكوفيين، ولهذا فقد طلب معاوية من الحسين : أن يتق الله عز وجل وأن لا يشق عصا المسلمين وذكره بالله في أمر المسلمين ، ..
ولقد كان موقف الحسين واضحاً وإعلانه صريح بقوله : إنا قد بايعنا وعاهدنا، ولا سبيل إلى نقض بيعتنا ، وظل الحسين رضي الله عنه ملتزماً ببيعته وطاعته طوال عهد معاوية ، رضي الله عنه. (*13)
---------------------------------
طرائف مأثورة عن معاوية
قال معاوية رضي الله عنه، لعبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص: يا ابن أخي، إنك قد لهجت بالشعر، فإياك والتشبيب بالنساء فتعُرّ الشريفة ، والهجاء فتعر كريماً، وتستثير لئيماً، والمدح، فإنه طعمه الوّقاح، ولكن افخر بمفاخر قومك، وقل من الأمثال ما تزين به نفسك، وتؤدب به غيرك .
وذكر أن رجلاً سأل معاوية أن يساعده في بناء دار باثني عشر ألف جذع من الخشب. فقال له معاوية: اين دارك؟ قال بالبصرة. قال: وكم اتساعها؟ قال: فرسخان في فرسخين: قال: لا تقل داري بالبصرة، ولكن قل: البصرة في داري
وروي أن معاوية قال للأعرابي: ارفع الشعرة من لقمتك فقال: وإنك لتلحظ الشعرة في لقمتي، والله لا أكلت معك طعاماً .
وروي أن معاوية نظر إلى رجل وقف بين يديه يخاطبه وعليه عباءة، فجعل يزدريه، فقال: يا أمير المؤمنين، إنك لا تخاطب العباءة، إنما يخاطبك من فيها .
وكان معاوية رضي الله عنه من أوائل الخلفاء الذين أرسوا تقاليد سباقات الخيل في تاريخنا الإسلامي حيث كان يقيم سباق الخيل في دمشق، حيث يشترك فيه فرسان من جميع أطراف الدولة، وكان هؤلاء يدخلون الحلبة وهم يقولون الشعر في الفخر بأنفسهم وخيلهم، وعند انتهاء السابق كان الخليفة يقدم جوائز ثمينة للفائزين .
ويروى انه لما تزوج عبد الله بن عامر هند بنت معاوية، فلمّا أدخلت عليه بالخضراء، أرادها عن نفسها فتمنَّعت عليه وأبت أشد الإباء فضربها فصرخت، فلمّا سمع الجواري صوتها صرخن وعلت أصواتهنّ، فسمع معاوية فنهض إليهنّ، فاستعلمهن ما الخبر، فقلن: سمعنا صوت سيدتنا فصِحنا.
فدخل فإذا هي تبكي من ضربه، فقال لابن عامر: ويحك مثل هذه تضرب في مثل هذه الليلة؟ ثم قال له: اخرج من ههنا، فخرج وخلا بها معاوية فقال لها: يا بُنَّيةُ، إنه زوجك الذي أحله الله لك، أوما سمعتِ قول الشاعر :
من الخَضِرات البيض أمّا حرامها
فصعب وأمّا حِلُّها فذلول
ثم خرج معاوية من عندها، وقال لزوجها: أدخل فقد مهدت لك خُلُقها ووطَّأته، فدخل ابن عامر، فوجدها قد طابت أخلاقها فقضى حاجته منها رحمهم الله تعالى . (*14)
-----------
وكان معاوية رضي الله عنه يهتم بالسيدة عائشة ويقضي عنها ديونها، فعن سعيد بن عبد العزيز، قال: قضى معاوية عن عائشة ثمانية عشرة ألف دينار . وقال عروة: بعث معاوية مرةً إلى عائشة بمائة ألف، فوالله ما أمْست حتى فرَّقتها (*15)
وكان معاوية رضي الله عنه يشفق على نفسه أن يكون احتجابه أحياناً عن المسلمين ذنباً يحاسب عليه، فلما سمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم: من ولاه الله شيئاً من أمر المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره،...
فجعل معاوية على حوائج الناس رجلاً يبلغه بها، كي لا يغيب عنه شيء منها ، وكان عامله علىالمدينة إذا أراد أن يبرد بريداً إلى معاوية أمر مناديه فنادى: من له حاجة، يكتب إلى أمير المؤمنين . (*16)
وقد اهتم معاوية بعمارة المسجد الحرام و أضاءه بالقناديل و اهتم بتوصيل المياه لرواده وجعل دار المراجل بمكة، والتي كان يطبخ فيها طعام الحجاج وطعام الصائمين من الفقراء في شهر رمضان المبارك وقفاً في سبيل الله.
وقد شهدت المساجد في عهده بكل أقاليم الدولة توسعات وتطويرات كثيرة و في عهده بنى المصريون المآذن لمساجدهم لأول مرة في الإسلام بينما صدرت تعليمات الخليفة أن يؤذن كل مؤذني المساجد في المدينة الواحدة في وقت واحد .(*17)
--------------------------------------------------------------------
(*1) الجذور التاريخية للأسرة الأموية صـ101 .
(*2)أنساب الأشراف (4/1/84) .
(*3)أنساب الأشراف (4/1/21)
(*4) العالم الإسلامي في العصر الأموي صـ117 .
(*5) الشهب اللمعة في السياسة النافعة صـ309 . صـ310، 311 ، مروج الذهب (3/220، 222) .
(*6) إدارة بلاد الشام في العهدين الراشدي والأموي صـ124 . صـ156 .
---------
(*7) انظر الدولة الأموية المفترى عليها صـ433 وإدارة بلاد الشام صـ170 . والإدارة في العصر الأموي صـ287، مرويات خلافة معاوية صـ75. مرويات خلافة معاوية صـ76.
---------
(*8) إدارة بلاد الشام في العهدين الراشدي والأموي صـ174الى صـ176 .العيون والحدائق (3/82) ، إدارة بلاد الشام في العهدين صـ176 . الأمويون بين الشرق والغرب (1/100) . الأوائل صـ237 .
(*9) تاريخ الإسلام (1/458) . المصدر نفسه (1/459) .
الأمويون بين الشرق والغرب (1/102) .
----------
(*10) إدارة بلاد الشام في العهدين الراشدي والأموي صـ102 . تاريخ ابن خلدون (2/49 ـ 150) . تاريخ الطبري (6/65) . الدولة الأموية المفترى عليها صـ271 .
إدارة بلاد الشام في العهدين صـ103 ، البداية والنهاية (11/465) .البيان والتبيين (2/90) إدارة بلادة الشام صـ107 . عيون الأخبار (1/90) . العقد الفريد (1/68) إدارة بلاد الشام صـ108 . إدارة بلاد الشام في العهدين صـ111 .
. البداية والنهاية (11/465) .
----------
(*11) إدارة بلاد الشام في العهدين صـ117، العقد الفريد (4/362) . صـ123 ، الأخبار الطوال صـ205 ، 206 .أنساب الأشراف (4/1/131) .الجذور التاريخية للأسرة الأموية صـ100 .
----------
(*12) سير أعلام النبلاء (3/148) . الجذور التاريخية للأسرة الأموية صـ102 . ، تاريخ الطبري (6/255) .تاريخ الطبري (6/139) .
(*13) أنساب الأشراف (3/152) مواقف المعارضة صـ179 -180 ؛ الأخبار الطوال صـ220 .؛
--------
(*14)تاريخ الطبري (6/254) .البداية والنهاية(11/453)(11/464) . . المنتخب والمختار صـ559
-----
(*15) سير أعلام النبلاء (3/154) .
------
(*16) الدولة الأموية حمدي شاهدين صـ273 ، نقلاً عن البداية والنهاية . تاريخ الطبري (6/254) .
------
(*17) دراسة في تاريخ الخلفاء الأمويين صـ347 .
، فتوح البلدان صـ399 ـ 340 فتوح البلدان صـ426 ، 427 ، دراسة في تاريخ الخلفاء الأمويين صـ348 . أخبار مكة (2/227) الأزرفي ، دراسة في تاريخ الخلفاء الأمويين صـ341 .
-------
☆الدولة الأموية د. علي الصلابي ص 168-180
--------------------------------------------------------------------
#الدولة_الأموية_جواهر [26]