إن الشمس تُعتَبَر عدو لدود كبير لحياتنا الالكترونية، ولذلك قام البيت الابيض بإتخاذ إجراءات وقائية ضدها حيث أصدر مجلس الشورى الوطني للعلوم والتكنولوجيا للبيت الابيض خطته الإستراتيجية استعدادًا لأحداث الطقس الفضائي المتطرفة والشديدة، والتي يمكنها تدمير الاقمار الصناعية، مركبات الفضاء ونظم الاتصالات اللاسلكية الحيوية.
العديد من هذه الأنظمة الكهربائية تعتمد على بعضها البعض، الأمر الذي يزيد من حجم الكارثة. “البنية التحتية الحرجة تلك تشكل منظومة متنوعة، معقدة، ومتداخلة من الأنظمة المترابطة حيث أن فشل نظام واحد يؤدى لفشل متتابع للأنظمة الأخرى” بحسب ما جاء فى تقرير المجلس.
مقامرة قيمتها 2 ترليون دولار:
فى كل ثانية ، تطلق الشمس دفعات من الجسيمات دون-الذرية المشحونة على شكل رياح شمسية إلى الفضاء بسرعة تبلغ 1 مليون ميل بالساعة!
عادةً تكون الرياح الشمسية ضعيفة بما فيه الكفاية ليتمكّن المجال المغناطيسي للأرض من إبعاد معظمها، كما يوضح الرسم التالي الذي توفرة وكالة الفضاء الأمريكية NASA حول هذه الظاهرة:
ومع ذلك، فإذا حدث قصف قوي لهذه ارياح الشمسية باتجاهنا، فيكون من الممكن اختراق المجال المغناطيسي للأرض بسهولة، مدمرًا أنظمة الطاقة لدينا، راميًا إيانا للعصور المظلمة فى غضون ساعات معدودة.
وتذوقت كندا جزء طفيف مما نتحدث عنه، وذلك في حادث طفيف في مارس 1989 عندما تسببت موجة قوية في إنهيار نظام كيبيك المائي للنقل الكهربائي لمدة 9 ساعات. ولو كانت العاصفة أقوى فكان قد يمحى أكثر بكثير من ذلك.
وعلى الرغم من أن السيناريو الكارثي لم يحدث حتى الأن، قدّر الخبراء في عام 2008 أن موجة شمسية ضخمة واحدة يمكن أن تسبب في أضرار اقتصادية تقدر بـ 2 ترليون دولار.
وتعتبر هذه الكارثة أقوى بحوالي 10 مرات من الأضرار التي سببتها أية كارثة طبيعية واحدة مسجلة في التاريخ.
وتتوقع NASA بوجود احتمال يصل إلى 12% يقول أننا سنتعرض لعاصفة شمسية خلال العقد المقبل.
العد التنازلي: 12 حتى 15 ساعة تحذير!
في حين أنه لا يمكن القيام بشىء لمنع العاصفة الشمسية القوية من ضرب الأرض، إلا أنه يوجد خطوات لتقليل الاضرار، والخطوة الأولى هي توقع متى ستضربنا الموجة.
في الوقت الحالي مركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA يقوم بمراقبة على مدار الساعة للشمس لهذا الغرض بالتحديد.
وقال توماس بيرجر Thomas Berger مدير المركز: “يمكن أن تعتبر الشمس كنوع يشبه البركان” ، وتابع: ” إنه من الصعب التنبؤ بدقة متى سوف تثور، ولكن يمكنك أن ترى العلامات تتراكم”.
وقال بيرجر بأنه وبمجرد حدوث الانفجار، فإن NOAA يعطي الوكالات المعنية، بما فى ذلك شركات خطوط الطيران، والعاملين على الأقمار الصناعية وشركات الطاقة 12 حتى 15 ساعة تحذير قبل أن يصيب الأرض.
وأضاف بيرجر: “هذا ليس بالقدر الذي نود أن نعطيه، وإنه من الأفضل لو أمكننا ان نعطي أكثر من ذلك، ولكن حتى الأن، فإن هذا أفضل ما يمكننا فعله”، وأضاف أن استمرار الأبحاث الشمسية التابعة لوكالة ناسا ستحسن بشكل شبه مؤكد من أنظمة الإنذار في المستقبل.
ولكن أوضح بيرجر أن معرفة أن العاصفة تتجه نحونا ليس بالأمر الكافي، فنحن نحتاج أيضًا إلى التنبؤ بمدى قوتها، وهذه المعلومات لا تأتي إلا بعد فترة أطول من الوقت.
العد التنازلي: 16 حتى 60 دقيقة للتصرف!
لتحديد شدة العاصفة، يوجد في مركز التنبؤ بالطقس الفضائي ما يسميه بيرجر بعوامة تسونامي الفضائية. والتي تطوفحاليا على بعد 932000 ميل من سطح الارض، مباشرةً بين الأرض والشمس عند نقطة خفيّة غير مرئية في الفضاء تسمى بالنقطة L1 كما فى الشكل :
ويطلق على العوامة اسم “مستكشف التكوين المتقدم”.
وعندما تصطدم الرياح الشمسية بالعوامة، فإنها تعطي مركز التنبؤ بالطقس الفضائي مؤشر أفضل لما نحن مقبلين عليه، حيث يقول بيرجر: ” المستكشف يرسل هذه المعلومات بسرعة الضوء لذا فنحن لدينا من 15 وحلى 60 دقيقة قبل أن تضرب العاصفة الأرض وذلك بعد أن تدمر القمر الصناعي (المستكشف)”، وأكمل بيرجر أنه بذلك يمكننا معرفة مدى كبر حجم تلك العاصفة بدقة ومدى سوءها.
إن عُمر المستكشف حاليًا هو 17 عامًا، سيتم قريبًا استبداله بالقمر الصناعي مرصد مناخ الفضاء العميق (DSCOVR). والذي سيقوم بدور نظام الإنذار الأساسي الخاص بالولايات المتحدة الأمريكية ضد العواصف الشمسية.
حشد المساعدة في الولايات المتحدة وما بعدها:
في تقريرهم، يطالب البيت الأبيض 24 من الأقسام الوطنية، الوكالات، وفروع الخدمة للوصول لعدد من المعايير خلال السنة او السنتين المقبلتين.
هذه المعايير صممت لكي تتعامل مع إجرائات مثل: “خلق المعايير الهندسية، تقييم القابلية للتأثر، تأسيس مراكز القرارات والحدود الدنيا لاتخاذها، فهم المخاطرة، تطوير إجراءات وممارسات أكثر فاعلية للتخفيف من الأثار، وتحسين الاستجابة والتخطيط للتعافي” وفقا للتقرير.
فعلى سبيل المثال: تم منح قسم الأمن الوطني بالإشتراك مع وزارة الطاقة 120 يوم (من تاريخ نشر الخطة الاستراتيجية) لتطوير خطة للتعامل مع “جميع الاخطار التى تلحق انقطاع التيار الكهربي” والتي ستشمل خطوات الاستجابة والتعافي من موجة العاصفة الشمسية القصوى اذا ما حدثت.
الولايات المتحدة الأمريكية ليست الدولة الوحيدة التي اتخذت هذه الخطوات، فحدوث موجة شمسية شديدة قد تؤثر على العالم كله، مما دفع وكالة الفضاء الاوروبية ESA للعمل مع علماء من 14 دولة أوروبية لتطوير شبكة تحذير، وتم الإعلان عنها في 5 نوفمبر.
وقال جوهابيكا لونتاما Juha-Pekka Luntama مدير الطقس الفضائي لوكالة الفضاء الاوروبية فى بيان صحفي تابع للوكالة: “إن عملية تطوير خدمات الطقس الفضائي التمهيدية في أوروبا هي في نجاح مستمر، وتبشّر أيضًا بفرص تجارية، والتي كان لم يكن بإمكاننا التنبؤ بها منذ بضعة سنوات”.
إن كل هذه الجهود هي أخبار عظيمة ورائعة، لأن الأرض هو موطننا الوحيد.
العديد من هذه الأنظمة الكهربائية تعتمد على بعضها البعض، الأمر الذي يزيد من حجم الكارثة. “البنية التحتية الحرجة تلك تشكل منظومة متنوعة، معقدة، ومتداخلة من الأنظمة المترابطة حيث أن فشل نظام واحد يؤدى لفشل متتابع للأنظمة الأخرى” بحسب ما جاء فى تقرير المجلس.
مقامرة قيمتها 2 ترليون دولار:
فى كل ثانية ، تطلق الشمس دفعات من الجسيمات دون-الذرية المشحونة على شكل رياح شمسية إلى الفضاء بسرعة تبلغ 1 مليون ميل بالساعة!
عادةً تكون الرياح الشمسية ضعيفة بما فيه الكفاية ليتمكّن المجال المغناطيسي للأرض من إبعاد معظمها، كما يوضح الرسم التالي الذي توفرة وكالة الفضاء الأمريكية NASA حول هذه الظاهرة:
ومع ذلك، فإذا حدث قصف قوي لهذه ارياح الشمسية باتجاهنا، فيكون من الممكن اختراق المجال المغناطيسي للأرض بسهولة، مدمرًا أنظمة الطاقة لدينا، راميًا إيانا للعصور المظلمة فى غضون ساعات معدودة.
وتذوقت كندا جزء طفيف مما نتحدث عنه، وذلك في حادث طفيف في مارس 1989 عندما تسببت موجة قوية في إنهيار نظام كيبيك المائي للنقل الكهربائي لمدة 9 ساعات. ولو كانت العاصفة أقوى فكان قد يمحى أكثر بكثير من ذلك.
وعلى الرغم من أن السيناريو الكارثي لم يحدث حتى الأن، قدّر الخبراء في عام 2008 أن موجة شمسية ضخمة واحدة يمكن أن تسبب في أضرار اقتصادية تقدر بـ 2 ترليون دولار.
وتعتبر هذه الكارثة أقوى بحوالي 10 مرات من الأضرار التي سببتها أية كارثة طبيعية واحدة مسجلة في التاريخ.
وتتوقع NASA بوجود احتمال يصل إلى 12% يقول أننا سنتعرض لعاصفة شمسية خلال العقد المقبل.
العد التنازلي: 12 حتى 15 ساعة تحذير!
في حين أنه لا يمكن القيام بشىء لمنع العاصفة الشمسية القوية من ضرب الأرض، إلا أنه يوجد خطوات لتقليل الاضرار، والخطوة الأولى هي توقع متى ستضربنا الموجة.
في الوقت الحالي مركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA يقوم بمراقبة على مدار الساعة للشمس لهذا الغرض بالتحديد.
وقال توماس بيرجر Thomas Berger مدير المركز: “يمكن أن تعتبر الشمس كنوع يشبه البركان” ، وتابع: ” إنه من الصعب التنبؤ بدقة متى سوف تثور، ولكن يمكنك أن ترى العلامات تتراكم”.
وقال بيرجر بأنه وبمجرد حدوث الانفجار، فإن NOAA يعطي الوكالات المعنية، بما فى ذلك شركات خطوط الطيران، والعاملين على الأقمار الصناعية وشركات الطاقة 12 حتى 15 ساعة تحذير قبل أن يصيب الأرض.
وأضاف بيرجر: “هذا ليس بالقدر الذي نود أن نعطيه، وإنه من الأفضل لو أمكننا ان نعطي أكثر من ذلك، ولكن حتى الأن، فإن هذا أفضل ما يمكننا فعله”، وأضاف أن استمرار الأبحاث الشمسية التابعة لوكالة ناسا ستحسن بشكل شبه مؤكد من أنظمة الإنذار في المستقبل.
ولكن أوضح بيرجر أن معرفة أن العاصفة تتجه نحونا ليس بالأمر الكافي، فنحن نحتاج أيضًا إلى التنبؤ بمدى قوتها، وهذه المعلومات لا تأتي إلا بعد فترة أطول من الوقت.
العد التنازلي: 16 حتى 60 دقيقة للتصرف!
لتحديد شدة العاصفة، يوجد في مركز التنبؤ بالطقس الفضائي ما يسميه بيرجر بعوامة تسونامي الفضائية. والتي تطوفحاليا على بعد 932000 ميل من سطح الارض، مباشرةً بين الأرض والشمس عند نقطة خفيّة غير مرئية في الفضاء تسمى بالنقطة L1 كما فى الشكل :
ويطلق على العوامة اسم “مستكشف التكوين المتقدم”.
وعندما تصطدم الرياح الشمسية بالعوامة، فإنها تعطي مركز التنبؤ بالطقس الفضائي مؤشر أفضل لما نحن مقبلين عليه، حيث يقول بيرجر: ” المستكشف يرسل هذه المعلومات بسرعة الضوء لذا فنحن لدينا من 15 وحلى 60 دقيقة قبل أن تضرب العاصفة الأرض وذلك بعد أن تدمر القمر الصناعي (المستكشف)”، وأكمل بيرجر أنه بذلك يمكننا معرفة مدى كبر حجم تلك العاصفة بدقة ومدى سوءها.
إن عُمر المستكشف حاليًا هو 17 عامًا، سيتم قريبًا استبداله بالقمر الصناعي مرصد مناخ الفضاء العميق (DSCOVR). والذي سيقوم بدور نظام الإنذار الأساسي الخاص بالولايات المتحدة الأمريكية ضد العواصف الشمسية.
حشد المساعدة في الولايات المتحدة وما بعدها:
في تقريرهم، يطالب البيت الأبيض 24 من الأقسام الوطنية، الوكالات، وفروع الخدمة للوصول لعدد من المعايير خلال السنة او السنتين المقبلتين.
هذه المعايير صممت لكي تتعامل مع إجرائات مثل: “خلق المعايير الهندسية، تقييم القابلية للتأثر، تأسيس مراكز القرارات والحدود الدنيا لاتخاذها، فهم المخاطرة، تطوير إجراءات وممارسات أكثر فاعلية للتخفيف من الأثار، وتحسين الاستجابة والتخطيط للتعافي” وفقا للتقرير.
فعلى سبيل المثال: تم منح قسم الأمن الوطني بالإشتراك مع وزارة الطاقة 120 يوم (من تاريخ نشر الخطة الاستراتيجية) لتطوير خطة للتعامل مع “جميع الاخطار التى تلحق انقطاع التيار الكهربي” والتي ستشمل خطوات الاستجابة والتعافي من موجة العاصفة الشمسية القصوى اذا ما حدثت.
الولايات المتحدة الأمريكية ليست الدولة الوحيدة التي اتخذت هذه الخطوات، فحدوث موجة شمسية شديدة قد تؤثر على العالم كله، مما دفع وكالة الفضاء الاوروبية ESA للعمل مع علماء من 14 دولة أوروبية لتطوير شبكة تحذير، وتم الإعلان عنها في 5 نوفمبر.
وقال جوهابيكا لونتاما Juha-Pekka Luntama مدير الطقس الفضائي لوكالة الفضاء الاوروبية فى بيان صحفي تابع للوكالة: “إن عملية تطوير خدمات الطقس الفضائي التمهيدية في أوروبا هي في نجاح مستمر، وتبشّر أيضًا بفرص تجارية، والتي كان لم يكن بإمكاننا التنبؤ بها منذ بضعة سنوات”.
إن كل هذه الجهود هي أخبار عظيمة ورائعة، لأن الأرض هو موطننا الوحيد.