المنيوم(ق)
Aluminium - Aluminium
الألمنيوم اقتصادياً
يحتل الألمنيوم مكانة مهمة في الاقتصاد العالمي. ويعد إنتاجه وصناعته من المرتكزات الأساسية لبلاد كثيرة، وبسبب الطلب المتزايد عليه وعلى منتجاته احتلت تجارته موقعاً مميزاً في التجارة العالمية وأخضعت لإشراف دولي.
الإنتاج العالمي للألمنيوم: مع ازدياد أهمية معدن الألمنيوم، واشتداد الطلب عليه، والتحسينات المستمرة التي طرأت على إنتاجه، ارتفع الإنتاج العالمي للألمنيوم من 1800 طن عام 1895 إلى نحو 9 ملايين طن في عام 1970 وإلى نحو 18 مليون طن في منتصف الثمانينات من القرن العشرين. أما البوكسيت وهو الخامة الرئيسة التي يوجد بها معدن الألمنيوم، فقد بلغ إنتاجه العالمي نحو 54 مليون طن في عام 1970، وارتفع إلى نحو 84 مليون طن في منتصف الثمانينات من القرن العشرين. ويتوقع أن يصل الاستهلاك من الألمنيوم عام 2000 إلى نحو 112 مليون طن. وهذا يعني أن الألمنيوم سيكون إحدى دعائم مستقبل التصنيع العالمي.
ويختلف التوزع الجغرافي لإنتاج الألمنيوم عن التوزع الجغرافي لإنتاج البوكسيت. فالكثير من الدول المنتجة للبوكسيت كأسترالية وغينية وجمايكة وسورينام وغويانة، لا تنتج الألمنيـوم لأن الإنتاج يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالطاقة الكهربائية الرخيصة، وهو ما لا يتوافر في معظم الدول المنتجة للبوكسيت. ولعل هذا الواقع يفسر لماذا يتركز نحو 92 % من الإنتاج العالمي للألمنيوم في ست دول صناعية فقط وهي الولايات المتحدة الأمريكية ورابطة الدول المستقلة (الاتحاد السوفييتي سابقاً) وكندا واليابان وفرنسة وألمانية، في حين يتركز ثلثا الإنتاج العالمي من البوكسيت في أربع دول هي أسترالية وغينية وجمايكة وسورينام.
ولم يعثر إلى اليوم على البوكسيت في أي من الدول العربية، ولكن هناك ثلاث دول عربية تنتج الألمنيوم من البوكسيت المستورد وهي: البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية. ويقدر إنتاج البحرين من الألمنيوم بنحو 450 ألف طن (عام 1993). ويقدر إنتاجه في مصر بنحو 180 ألف طن (عام 1995). ويقدر إنتاجه في الإمارات العربية المتحدة بنحو 160 ألف طن.
إن متوسط استهلاك الفرد في الدول العربية من الألمنيوم يعد ضئيلاً إذا ووزن بنصيب الفرد منه في الدول الصناعية، فهو يصل إلى 25 كغ في الولايات المتحدة الأمريكيـة و 20 كغ في ألمانية و 30 كغ في كندا. والجدير بالذكر أنه إذا أريد الارتفاع بمتوسط نصيب الفرد في الدول العربية إلى 15 كغ عام 2000، فسيكون من الضروري أن يصل إجمالي الإنتاج من الألمنيوم في هذه الدول إلى 4.5 ملايين طن في العام نفسه أو الاعتماد على استيراده من الخارج.
إن هناك عوامل أساسية تشجع على التوسع في إنتاج الألمنيوم في الوطن العربي. فالطلب المتزايد على هذا المعدن، وتوافر رأس المال العربي، واحتمالات زيادة الطاقة الكهربائية مستقبلاً من الغازات الطبيعية ومن مساقط المياه، إلى جانب توافر الأيدي العاملة، والخامات عالمياً، كل هذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك إمكان التوسع في هذا الإنتاج.
أهم مراكز صناعة الألمنيوم في العالم: تأتي الولايات المتحدة الأمريكية في مقدمة الدول المنتجة للألمنيوم، وتمثل نسبة إنتاجها نحو 28% من الإنتاج العالمي، مع أن خام البوكسيت لا يتوافر فيها بكميات كبيرة، فهي تستورده من الخارج ولاسيما من جمايكة وسورينام. ولا شك في أن وجود الطاقة الكهربائية الرخيصة بالإضافة إلى تقدم الولايات المتحدة الأمريكية علمياً وتقنياً قد أسهما بدرجة كبيرة في وصولها إلى هذه المكانة.
وتتركز صناعة الألمنيوم في الولايات المتحدة الأمريكية في يد ثلاث شركات هي: شركة ألمنيوم أمريكة (ألكوا) Aluminium Company of America وتنتج نحو 48 % من مجمل إنتاج الألمنيوم في الولايات المتحدة، وشركة رينولدز للمعادن Reynolds Metals وتنتج 26.5%، وشركة كايزر للألمنيوم والكيمياء Kaiser Alminium and Chemical Corporation وتنتج 25.5%.
وقد استقرت صناعة الألمنيوم الأمريكية على وجه الخصوص في ولايات واشنطن وأوريغون وتكساس ولويزيانة وأركانساس وتنيسي وألابامة، وفي مسينة بولاية نيويورك.
وتستخدم مصانع الألمنيوم الطاقة الكهربائية المائية على نطاق واسع، وهي تزيد على 52% من الطاقة المستخدمة للإنتاج القومي في الولايات المتحدة. وتستغل ستة من هذه المصانع طاقة نهر كولومبية الجبارة، في حين يستخدم مصنع روكدال بولاية تكساس اللينيت في الوقت الحاضر.
وكانت صناعة الألمنيوم قد بدأت في الاتحاد السوفييتي (سابقاً) في عام 1932، ولم تلبث أن احتلت المركز الثالث إبان الحرب العالمية الثانية، ثم قفزت هذه الصناعة إلى المركز الثاني في السبعينات من القرن العشرين، وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي إلى جمهوريات في عام 1991 أصبحت الدول الأعضاء في رابطة الدول المستقلة تحتل مراكز مختلفة في الإنتاج العالمي. وتتركز صناعة الألمنيوم اليوم في جمهورية روسية الاتحادية وفي أُكرانية وفي أرمينية.
وتستهلك صناعة الألمنيوم في مجموعة الدول المستقلة فلزات البوكسيت المستخرجة محلياً، ولكنها لا تكفيها فتستورد كميات كبيرة من هنغارية واليونان.
وتنتج كندا من الألمنيوم نحو 10% من الإنتاج العالمي، وكانت تحتل المكانة الثالثة في العالم بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي (سابقاً) أما اليوم فالمرجح أن وضعها في الإنتاج العالمي قد تحسن.
ويتركز إنتاج الألمنيوم في كندا على طول نهري ساغَنى Saguenay وسانت موريس Saint Maurice رافدي نهر سانت لورانس Saint Lawrence. ويعد مصنع أرفيدا على نهر ساغَنى في كندا أكبر مصنع للألمنيوم في العالم وتبلغ طاقته السنوية 360 ألف طن، ويقابله في الولايات المتحدة مصنع شالمت Chalmette في لويزيانة، الذي ينتج 200 ألف طن سنوياً.
وتقع جميع مصانع الألمنيوم في كندا بالقرب من مراكز الطاقة المائية الكبرى، وكل هذه المصانع قادرة على نقل موادها الخام ومنتجاتها بالنقل المائي بتكاليف رخيصة. ولأن كندا ليست من الدول المنتجة لخام البوكسيت، فهي تستورده من الخارج بكميات كبيرة لتلبية حاجة صناعة الألمنيوم فيها.
أما اليابان فقد بدأت تنتج الألمنيوم في نهاية الثلث الأول من القرن العشرين، وقد تزايد إنتاجها منه تدريجياً بفضل حصولها على البوكسيت من المستعمرات اليابانية آنذاك مثل منشورية وكورية وفرموزة، ثم عاد الإنتاج إلى الهبوط بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية. ولما بدأت الصناعة اليابانية تنهض بعد سنوات قليلة من انتهاء الحرب العالمية الثانية عاد الإنتاج إلى الارتفاع، وأصبحت تنافس كندا على المركز الثالث في العالم بإنتاجها من الألمنيوم، الذي بلغ نحو 10% من الإنتاج العالمي.
وتعدّ ألمانية وفرنسة من أهم الدول الأوربية التي تنتج الألمنيوم. وكانت ألمانية قبل هزيمتها في الحرب العالمية الثانية أكبر دولة منتجة ومستهلكة للألمنيوم في العالم. ومع تراجع مركز ألمانية في إنتاج الألمنيوم في العالم بعد الحرب، فإنها ما تزال تتصدر أوربة الغربية في صناعته. وتتركز مصانع الألمنيوم في ألمانية في منطقة الراين وبافارية، حيث تتوافر مصادر الطاقة الرخيصة نسبياً.
أما فرنسة فتزخر أراضيها بالبوكسيت العالي الجودة، وقد ساعد هذا على تطور صناعة الألمنيوم فيها. وتقع مصانع الألمنيوم في فرنسة بالقرب من مناجم البوكسيت على طول البحر المتوسط ولاسيما في منطقة «لي بو» Les Baux التي اشتق منها لفظ البوكسيت. ويصنع الألمنيوم بالقرب من مصادر الطاقة المائية على طول منحدرات جبال الألب والبيرنه.
وتعد النروج من الدول الغنية بمواردها المائية، وقد ساعد ذلك على توليد الطاقة الكهربائية اللازمة لمعالجة البوكسيت. وهناك عدة مصانع للألمنيوم في مواقع ساحلية.
تجارة الألمنيوم دولياً: يزداد الطلب على الألمنيوم ازدياداً مستمراً. ويرجع ذلك إلى أن الدول التي تنتجه أصلاً غير منتجة لفلزات البوكسيت والعكس صحيح، أي أن غالبية الدول المنتجة للخام لا تنتج المعدن، وهذا يعني أن هناك طلباً متبادلاً بين المجموعتين.
ويسهم البوكسيت بنحو 30% من إنتاجه العالمي في التجارة الدولية. وتسهم غينية وجمايكة وسورينام وغويانة بنحو ثلث صادرات البوكسيت العالمي. وتتجه صادرات البوكسيت إلى الدول الصناعية الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي تستورد نحو60% من صادرات العالم من فلزات البوكسيت وتليها كندا وألمانية واليابان.
ويسهم الألمنيوم بنسبة كبيرة في التجارة الدولية تصل إلى نحو 40% من إنتاجه العالمي. وتتصدر كندا العالم في تصدير الألمنيوم، ولاسيما على شكل مصبوبات وكتل مُطرَّقة تطريقاً أولياً وقضبان وصفائح، وتسهم بنحو 30% من صادرات العالم، وتليها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسة والنروج. وهذه الدول الأربع تسهم بنحو ثلثي صادرات العالم من الألمنيوم.
ويلاحظ أن الولايات المتحدة الأمريكية التي تُعدّ أهم الدول المنتجة للألمنيوم هي في الوقت نفسه أهم الدول المستوردة له، وهي ثانية دولة مصدرة للألمنيوم لأنها مع حاجتها إلى استيراد الألمنيوم تقوم بتصديره لحلفائها من الدول التي تحتاج إليه ولاسيما الدول الأوربية.
وتُعدُّ فرنسة من أهم الدول الأوربية في تصدير الألمنيوم، فهي تصدر في العادة نحو نصف إنتاجها خاماً أو ألُمين إلى المملكة المتحدة وألمانية والنروج وسويسرة.
وأصبحت النروج دولة مصدرة رئيسة لصبات الألمنيوم. فهي تستورد احتياجاتها من فلزات البوكسيت وتصدر جميع منتجاتها من الألمنيوم تقريباً إلى الأسواق الخارجية.
ومما لا شك فيه أن التجارة الدولية للألمنيوم ومادته الخام الأساسية البوكسيت تتأثر بسياسة وكالة البوكسيت الدولية التي تهتم في العادة بتخصيص حصص معينة للإنتاج والتصدير من البوكسيت لكل دولة ووفق قواعد معينة لضبط أسعار هذه المادة. وقد تكونت وكالة البوكسيت الدولية في عام 1974 من كل من أسترالية والدومينيكان وغانة وغينية وهايتي وجامايكة وسيراليون وسورينام ويوغسلافية السابقة.
مفيد حلمي
Aluminium - Aluminium
الألمنيوم اقتصادياً
يحتل الألمنيوم مكانة مهمة في الاقتصاد العالمي. ويعد إنتاجه وصناعته من المرتكزات الأساسية لبلاد كثيرة، وبسبب الطلب المتزايد عليه وعلى منتجاته احتلت تجارته موقعاً مميزاً في التجارة العالمية وأخضعت لإشراف دولي.
الإنتاج العالمي للألمنيوم: مع ازدياد أهمية معدن الألمنيوم، واشتداد الطلب عليه، والتحسينات المستمرة التي طرأت على إنتاجه، ارتفع الإنتاج العالمي للألمنيوم من 1800 طن عام 1895 إلى نحو 9 ملايين طن في عام 1970 وإلى نحو 18 مليون طن في منتصف الثمانينات من القرن العشرين. أما البوكسيت وهو الخامة الرئيسة التي يوجد بها معدن الألمنيوم، فقد بلغ إنتاجه العالمي نحو 54 مليون طن في عام 1970، وارتفع إلى نحو 84 مليون طن في منتصف الثمانينات من القرن العشرين. ويتوقع أن يصل الاستهلاك من الألمنيوم عام 2000 إلى نحو 112 مليون طن. وهذا يعني أن الألمنيوم سيكون إحدى دعائم مستقبل التصنيع العالمي.
ويختلف التوزع الجغرافي لإنتاج الألمنيوم عن التوزع الجغرافي لإنتاج البوكسيت. فالكثير من الدول المنتجة للبوكسيت كأسترالية وغينية وجمايكة وسورينام وغويانة، لا تنتج الألمنيـوم لأن الإنتاج يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالطاقة الكهربائية الرخيصة، وهو ما لا يتوافر في معظم الدول المنتجة للبوكسيت. ولعل هذا الواقع يفسر لماذا يتركز نحو 92 % من الإنتاج العالمي للألمنيوم في ست دول صناعية فقط وهي الولايات المتحدة الأمريكية ورابطة الدول المستقلة (الاتحاد السوفييتي سابقاً) وكندا واليابان وفرنسة وألمانية، في حين يتركز ثلثا الإنتاج العالمي من البوكسيت في أربع دول هي أسترالية وغينية وجمايكة وسورينام.
ولم يعثر إلى اليوم على البوكسيت في أي من الدول العربية، ولكن هناك ثلاث دول عربية تنتج الألمنيوم من البوكسيت المستورد وهي: البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية. ويقدر إنتاج البحرين من الألمنيوم بنحو 450 ألف طن (عام 1993). ويقدر إنتاجه في مصر بنحو 180 ألف طن (عام 1995). ويقدر إنتاجه في الإمارات العربية المتحدة بنحو 160 ألف طن.
إن متوسط استهلاك الفرد في الدول العربية من الألمنيوم يعد ضئيلاً إذا ووزن بنصيب الفرد منه في الدول الصناعية، فهو يصل إلى 25 كغ في الولايات المتحدة الأمريكيـة و 20 كغ في ألمانية و 30 كغ في كندا. والجدير بالذكر أنه إذا أريد الارتفاع بمتوسط نصيب الفرد في الدول العربية إلى 15 كغ عام 2000، فسيكون من الضروري أن يصل إجمالي الإنتاج من الألمنيوم في هذه الدول إلى 4.5 ملايين طن في العام نفسه أو الاعتماد على استيراده من الخارج.
إن هناك عوامل أساسية تشجع على التوسع في إنتاج الألمنيوم في الوطن العربي. فالطلب المتزايد على هذا المعدن، وتوافر رأس المال العربي، واحتمالات زيادة الطاقة الكهربائية مستقبلاً من الغازات الطبيعية ومن مساقط المياه، إلى جانب توافر الأيدي العاملة، والخامات عالمياً، كل هذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك إمكان التوسع في هذا الإنتاج.
أهم مراكز صناعة الألمنيوم في العالم: تأتي الولايات المتحدة الأمريكية في مقدمة الدول المنتجة للألمنيوم، وتمثل نسبة إنتاجها نحو 28% من الإنتاج العالمي، مع أن خام البوكسيت لا يتوافر فيها بكميات كبيرة، فهي تستورده من الخارج ولاسيما من جمايكة وسورينام. ولا شك في أن وجود الطاقة الكهربائية الرخيصة بالإضافة إلى تقدم الولايات المتحدة الأمريكية علمياً وتقنياً قد أسهما بدرجة كبيرة في وصولها إلى هذه المكانة.
وتتركز صناعة الألمنيوم في الولايات المتحدة الأمريكية في يد ثلاث شركات هي: شركة ألمنيوم أمريكة (ألكوا) Aluminium Company of America وتنتج نحو 48 % من مجمل إنتاج الألمنيوم في الولايات المتحدة، وشركة رينولدز للمعادن Reynolds Metals وتنتج 26.5%، وشركة كايزر للألمنيوم والكيمياء Kaiser Alminium and Chemical Corporation وتنتج 25.5%.
وقد استقرت صناعة الألمنيوم الأمريكية على وجه الخصوص في ولايات واشنطن وأوريغون وتكساس ولويزيانة وأركانساس وتنيسي وألابامة، وفي مسينة بولاية نيويورك.
وتستخدم مصانع الألمنيوم الطاقة الكهربائية المائية على نطاق واسع، وهي تزيد على 52% من الطاقة المستخدمة للإنتاج القومي في الولايات المتحدة. وتستغل ستة من هذه المصانع طاقة نهر كولومبية الجبارة، في حين يستخدم مصنع روكدال بولاية تكساس اللينيت في الوقت الحاضر.
وكانت صناعة الألمنيوم قد بدأت في الاتحاد السوفييتي (سابقاً) في عام 1932، ولم تلبث أن احتلت المركز الثالث إبان الحرب العالمية الثانية، ثم قفزت هذه الصناعة إلى المركز الثاني في السبعينات من القرن العشرين، وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي إلى جمهوريات في عام 1991 أصبحت الدول الأعضاء في رابطة الدول المستقلة تحتل مراكز مختلفة في الإنتاج العالمي. وتتركز صناعة الألمنيوم اليوم في جمهورية روسية الاتحادية وفي أُكرانية وفي أرمينية.
وتستهلك صناعة الألمنيوم في مجموعة الدول المستقلة فلزات البوكسيت المستخرجة محلياً، ولكنها لا تكفيها فتستورد كميات كبيرة من هنغارية واليونان.
وتنتج كندا من الألمنيوم نحو 10% من الإنتاج العالمي، وكانت تحتل المكانة الثالثة في العالم بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي (سابقاً) أما اليوم فالمرجح أن وضعها في الإنتاج العالمي قد تحسن.
ويتركز إنتاج الألمنيوم في كندا على طول نهري ساغَنى Saguenay وسانت موريس Saint Maurice رافدي نهر سانت لورانس Saint Lawrence. ويعد مصنع أرفيدا على نهر ساغَنى في كندا أكبر مصنع للألمنيوم في العالم وتبلغ طاقته السنوية 360 ألف طن، ويقابله في الولايات المتحدة مصنع شالمت Chalmette في لويزيانة، الذي ينتج 200 ألف طن سنوياً.
وتقع جميع مصانع الألمنيوم في كندا بالقرب من مراكز الطاقة المائية الكبرى، وكل هذه المصانع قادرة على نقل موادها الخام ومنتجاتها بالنقل المائي بتكاليف رخيصة. ولأن كندا ليست من الدول المنتجة لخام البوكسيت، فهي تستورده من الخارج بكميات كبيرة لتلبية حاجة صناعة الألمنيوم فيها.
أما اليابان فقد بدأت تنتج الألمنيوم في نهاية الثلث الأول من القرن العشرين، وقد تزايد إنتاجها منه تدريجياً بفضل حصولها على البوكسيت من المستعمرات اليابانية آنذاك مثل منشورية وكورية وفرموزة، ثم عاد الإنتاج إلى الهبوط بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية. ولما بدأت الصناعة اليابانية تنهض بعد سنوات قليلة من انتهاء الحرب العالمية الثانية عاد الإنتاج إلى الارتفاع، وأصبحت تنافس كندا على المركز الثالث في العالم بإنتاجها من الألمنيوم، الذي بلغ نحو 10% من الإنتاج العالمي.
وتعدّ ألمانية وفرنسة من أهم الدول الأوربية التي تنتج الألمنيوم. وكانت ألمانية قبل هزيمتها في الحرب العالمية الثانية أكبر دولة منتجة ومستهلكة للألمنيوم في العالم. ومع تراجع مركز ألمانية في إنتاج الألمنيوم في العالم بعد الحرب، فإنها ما تزال تتصدر أوربة الغربية في صناعته. وتتركز مصانع الألمنيوم في ألمانية في منطقة الراين وبافارية، حيث تتوافر مصادر الطاقة الرخيصة نسبياً.
أما فرنسة فتزخر أراضيها بالبوكسيت العالي الجودة، وقد ساعد هذا على تطور صناعة الألمنيوم فيها. وتقع مصانع الألمنيوم في فرنسة بالقرب من مناجم البوكسيت على طول البحر المتوسط ولاسيما في منطقة «لي بو» Les Baux التي اشتق منها لفظ البوكسيت. ويصنع الألمنيوم بالقرب من مصادر الطاقة المائية على طول منحدرات جبال الألب والبيرنه.
وتعد النروج من الدول الغنية بمواردها المائية، وقد ساعد ذلك على توليد الطاقة الكهربائية اللازمة لمعالجة البوكسيت. وهناك عدة مصانع للألمنيوم في مواقع ساحلية.
تجارة الألمنيوم دولياً: يزداد الطلب على الألمنيوم ازدياداً مستمراً. ويرجع ذلك إلى أن الدول التي تنتجه أصلاً غير منتجة لفلزات البوكسيت والعكس صحيح، أي أن غالبية الدول المنتجة للخام لا تنتج المعدن، وهذا يعني أن هناك طلباً متبادلاً بين المجموعتين.
ويسهم البوكسيت بنحو 30% من إنتاجه العالمي في التجارة الدولية. وتسهم غينية وجمايكة وسورينام وغويانة بنحو ثلث صادرات البوكسيت العالمي. وتتجه صادرات البوكسيت إلى الدول الصناعية الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي تستورد نحو60% من صادرات العالم من فلزات البوكسيت وتليها كندا وألمانية واليابان.
ويسهم الألمنيوم بنسبة كبيرة في التجارة الدولية تصل إلى نحو 40% من إنتاجه العالمي. وتتصدر كندا العالم في تصدير الألمنيوم، ولاسيما على شكل مصبوبات وكتل مُطرَّقة تطريقاً أولياً وقضبان وصفائح، وتسهم بنحو 30% من صادرات العالم، وتليها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسة والنروج. وهذه الدول الأربع تسهم بنحو ثلثي صادرات العالم من الألمنيوم.
ويلاحظ أن الولايات المتحدة الأمريكية التي تُعدّ أهم الدول المنتجة للألمنيوم هي في الوقت نفسه أهم الدول المستوردة له، وهي ثانية دولة مصدرة للألمنيوم لأنها مع حاجتها إلى استيراد الألمنيوم تقوم بتصديره لحلفائها من الدول التي تحتاج إليه ولاسيما الدول الأوربية.
وتُعدُّ فرنسة من أهم الدول الأوربية في تصدير الألمنيوم، فهي تصدر في العادة نحو نصف إنتاجها خاماً أو ألُمين إلى المملكة المتحدة وألمانية والنروج وسويسرة.
وأصبحت النروج دولة مصدرة رئيسة لصبات الألمنيوم. فهي تستورد احتياجاتها من فلزات البوكسيت وتصدر جميع منتجاتها من الألمنيوم تقريباً إلى الأسواق الخارجية.
ومما لا شك فيه أن التجارة الدولية للألمنيوم ومادته الخام الأساسية البوكسيت تتأثر بسياسة وكالة البوكسيت الدولية التي تهتم في العادة بتخصيص حصص معينة للإنتاج والتصدير من البوكسيت لكل دولة ووفق قواعد معينة لضبط أسعار هذه المادة. وقد تكونت وكالة البوكسيت الدولية في عام 1974 من كل من أسترالية والدومينيكان وغانة وغينية وهايتي وجامايكة وسيراليون وسورينام ويوغسلافية السابقة.
مفيد حلمي