النقابة الفرعية لاتحاد كتاب الغربية
خوفٌ قدّيس
شعر
سارة الزين / لبنان
سكوتُك يؤذي الروحَ يا خوفُ إنَّهُ
عصيٌّ على الأورادِ.. والروحُ تطمَعُ
رأيتُكَ في المعنى القديمِ لِنُطفَتي
وأغرانيَ المجهولُ.. والمُتوَقَّعُ
تعالَ قليلًا.. يا ابن رعشتِيَ التي
أجازتْ مدى عينيكَ.. ما القلبُ يمنَعُ!
ومُرَّ مرورَ الشعرِ.. مُرَّ خطيئةً
يُطهِّرُها الحرفُ الذي يتوجَّعُ
أريدُكَ مذبوحًا.. ونحرُكَ غارقٌ
بأسمائكَ الحمراءِ.. فالموتُ أنصعُ!
أُريدُكَ مقطوعَ الأصابعِ مُفردًا
إذا ما رماكَ الحلْمُ.. يَنْبتُ إصبَعُ
أريدُكَ عرّافًا.. ووجهُكَ قبلةٌ
عليها جراحاتي التي تتسكّعُ
أريدكَ مغشيًّا كعزفٍ ربابةٍ
يحاصرها اللحنُ الغَويُّ فتخشعُ
رويْدَكَ يا ابن الشكِّ.. ويْكَ! ألا ترى؟
إذا خانَكَ الإيقاعُ! كيفَ ستسطَعُ؟!
وكيفَ سترضي الشعرَ..؟! وهْو مكابرٌ
وهل سوفَ تحيا بالبكاءِ وتقنَعُ؟!
بلى أنتَ قدّيسي.. وأنتَ خطيئتي
وأنتَ نديمُ الصمتِ إذْ يتلوَّعُ
وأنت خبايا البالِ.. أنتَ حياؤه
كأنَّكَ إن جُنَّ الهوى.. تتمنَّعُ
سألتُكَ بالماضي.. بضعفي.. بخيبتي
بغمّازةٍ تحكي.. ولا خدَّ يسمَعُ
بصفصافةٍ خجلى.. وصوتُكَ مُربِكٌ...
يراودُ عنها الظلَّ وهْيَ تُشَرِّعُ
ترفَّقْ بأوتاري لأنَّ حقيقتي
معقَّدَةٌ جدًّا.. وليتَك تشفَعُ!!
يسمّونني الشعرَ الحديثَ ويُتمَهُ
ولكنّني بالموتِ ما زلتُ أُفجَعُ!!
أفتِّشُ عن معنايَ -يا خوفُ- إنني
شريدةُ أهوائي.. وحظّي مُقَنَّعُ
أتيتُكَ من بعد احتضار مقاصدي
فإن شئتَ إنكاري.. فأين سأرجعُ؟!
أمامك أشيائي تضجُّ بخوفِها
ومن حوليَ الأبياتُ تهذي وتلمَعُ
سأتركُ هذا الشعر طوعَ جنونِهِ
فلا أنتَ تكفيني.. ولا الشعرُ يَشبَعُ!!