فانتشورا (فلاديسلاف -)
(1891-1942)
فلاديسلاف فانتشورا Vladislav Vancura كاتب تشيكي وُلِدَ وتوفي في براغ، كان طبيباً. انتمى إلى عالم الأدب بعد الحرب العالمية الأولى، وانضم إلى جمعية الأدباء الثوريين Devetsil. كانَ مصيرُ الفقراء والبؤساء والمحرومين في المجتمع البرجوازي الموضوع الأثير في إبداعه المبكر، ثم راح يبحث عن أدواته التعبيرية الجديدة ساعياً إلى الكشف عن مدلولات فلسفية واجتماعية. ومنذ أن أصدر مجموعته القصصية الأولى «مسرى الأمازون» The Current of the Amazon عام 1923 التي صوَّرت الجانب المأساوي في حياة الإنسان الكادح تبدّى للعيان تميّزُ فانتشورا الإبداعي بإيجازه ومجازه والشحنة الشعورية التي تنقلها قصصه، وهي سمات حملتها أيضاً قصصه التي ضمّنها مجموعته المعنونة «الطويل والعريض وثاقب النظر» The Tall, the Wide and the Sharp-sighted عام (1924). وقد حملت إليه روايته «الخبّاز يان مارهوِل» The Baker Jan Marhoul عام (1924) أيضاً شهرة واسعةً، وصوَّرت إفلاس صغار المالكين مع صعود الرأسمالية، إذ كان يان مارهوِل تجسيداً للإنسان الطيب ذي القلب الكبير الذي لابد من أن يذهب ضحية أنانية العالم البرجوازي. أما روايته «حقول الفِلاحة والحرب» Fields of Plough, Fields of War عام (1925) فقد كشفت مصير الأجير الزراعي الأهوج الذي مات مصادفة على الخطوط الأمامية في الحرب العالمية الأولى، لكن السلطات حوّلته إلى «جندي مجهول» أسطوري.
كان فانتشورا من أنصار المذهب التعبيري، وقد تميزت رواياته الصادرة في نهاية العشرينيات من القرن العشرين - مثل «محاكمة جنائية»Criminal Trial عام (1930) و«يوم الحساب» Last Judgement عام (1929) - بنزعة تجريبية على مستوى الشكل واللغة، أما رواياته اللاحقة «ماركيتا لازروڤا»Markéta Lazarova عام (1931) و«الهروب إلى بودين» Fleeing to Budin عام (1932) ومجموعته القصصية «قوس الملكة دوروتكا» Luk Kralovny Dorotky عام (1932) فقد كان موضوعها الرئيس الحبُّ الذي ينكشف عن ملامح تراجيدية. وقد وصل فانتشورا في هذه المؤلفات إلى تشكيل فني جلي وإلى بساطة ووضوح في اللغة تبدّى في روايته «نهاية الأزمنة القديمة» The End of Old Time عام (1934). توجّه في نهاية الثلاثينيات إلى الكتابة الملحمية التي تجمع في نسيجها صوراً حيّة من الحياة الشعبية وصراعات حاسمة معاصرة فأصدر مجموعة روايات منها «الأنهار الثلاثة» The Three Rivers عـام (1936) و«أسـرة هارڤاتـوڤ»The Harvatovs عـام (1938).
بدأ فانتشورا تجاربه المسرحية في «معلم وتلاميذ» Teacher and Students عام (1927) ثم «الفتاة المريضة»The Sick Girl عام (1938) اللتين تحملان سمات القصائد الدرامية المفعمة بالغنائية والبطولة، وبلغ إبداعه المسرحي نضجَهُ في عمله الدرامي «الخيميائي»The Alchemist عام (1932) ومسـرحية «جزيرة أُكريڤيه»The Ukereve Island عام (1935).
آخر أعمال فانتشورا وختامها سِفره التاريخي بأجزائه الثلاثة «لوحات من حياة الشعب التشيكي» Images from the Life of the Czech People الذي صدر بين عامي 1939-1940 في أثناء الاحتلال الفاشي للتشيك، إذ وصل فانتشورا إلى رحابة اللغة ووضوحها وفخامتها، وهو ما كان يطمح إليه.
يعد فانتشورا واحداً من كبار الكتاب التشيك في القرن العشرين مثل فوتشيك Fuchik وأولبرام Olbrahm ومايوروڤا Mayorova وغيرهم ممَّن أسسوا لأدب تشيكي معاصر.
أعدمَ النازيون فانتشورا رمياً بالرصاص بتهمة الاشتراك مع المقاومة الوطنية ضد الفاشية عام 1942، ومنحه شعبه لقب فنان الشعب التشيكي عام 1946.
رضوان قضماني
(1891-1942)
فلاديسلاف فانتشورا Vladislav Vancura كاتب تشيكي وُلِدَ وتوفي في براغ، كان طبيباً. انتمى إلى عالم الأدب بعد الحرب العالمية الأولى، وانضم إلى جمعية الأدباء الثوريين Devetsil. كانَ مصيرُ الفقراء والبؤساء والمحرومين في المجتمع البرجوازي الموضوع الأثير في إبداعه المبكر، ثم راح يبحث عن أدواته التعبيرية الجديدة ساعياً إلى الكشف عن مدلولات فلسفية واجتماعية. ومنذ أن أصدر مجموعته القصصية الأولى «مسرى الأمازون» The Current of the Amazon عام 1923 التي صوَّرت الجانب المأساوي في حياة الإنسان الكادح تبدّى للعيان تميّزُ فانتشورا الإبداعي بإيجازه ومجازه والشحنة الشعورية التي تنقلها قصصه، وهي سمات حملتها أيضاً قصصه التي ضمّنها مجموعته المعنونة «الطويل والعريض وثاقب النظر» The Tall, the Wide and the Sharp-sighted عام (1924). وقد حملت إليه روايته «الخبّاز يان مارهوِل» The Baker Jan Marhoul عام (1924) أيضاً شهرة واسعةً، وصوَّرت إفلاس صغار المالكين مع صعود الرأسمالية، إذ كان يان مارهوِل تجسيداً للإنسان الطيب ذي القلب الكبير الذي لابد من أن يذهب ضحية أنانية العالم البرجوازي. أما روايته «حقول الفِلاحة والحرب» Fields of Plough, Fields of War عام (1925) فقد كشفت مصير الأجير الزراعي الأهوج الذي مات مصادفة على الخطوط الأمامية في الحرب العالمية الأولى، لكن السلطات حوّلته إلى «جندي مجهول» أسطوري.
كان فانتشورا من أنصار المذهب التعبيري، وقد تميزت رواياته الصادرة في نهاية العشرينيات من القرن العشرين - مثل «محاكمة جنائية»Criminal Trial عام (1930) و«يوم الحساب» Last Judgement عام (1929) - بنزعة تجريبية على مستوى الشكل واللغة، أما رواياته اللاحقة «ماركيتا لازروڤا»Markéta Lazarova عام (1931) و«الهروب إلى بودين» Fleeing to Budin عام (1932) ومجموعته القصصية «قوس الملكة دوروتكا» Luk Kralovny Dorotky عام (1932) فقد كان موضوعها الرئيس الحبُّ الذي ينكشف عن ملامح تراجيدية. وقد وصل فانتشورا في هذه المؤلفات إلى تشكيل فني جلي وإلى بساطة ووضوح في اللغة تبدّى في روايته «نهاية الأزمنة القديمة» The End of Old Time عام (1934). توجّه في نهاية الثلاثينيات إلى الكتابة الملحمية التي تجمع في نسيجها صوراً حيّة من الحياة الشعبية وصراعات حاسمة معاصرة فأصدر مجموعة روايات منها «الأنهار الثلاثة» The Three Rivers عـام (1936) و«أسـرة هارڤاتـوڤ»The Harvatovs عـام (1938).
بدأ فانتشورا تجاربه المسرحية في «معلم وتلاميذ» Teacher and Students عام (1927) ثم «الفتاة المريضة»The Sick Girl عام (1938) اللتين تحملان سمات القصائد الدرامية المفعمة بالغنائية والبطولة، وبلغ إبداعه المسرحي نضجَهُ في عمله الدرامي «الخيميائي»The Alchemist عام (1932) ومسـرحية «جزيرة أُكريڤيه»The Ukereve Island عام (1935).
آخر أعمال فانتشورا وختامها سِفره التاريخي بأجزائه الثلاثة «لوحات من حياة الشعب التشيكي» Images from the Life of the Czech People الذي صدر بين عامي 1939-1940 في أثناء الاحتلال الفاشي للتشيك، إذ وصل فانتشورا إلى رحابة اللغة ووضوحها وفخامتها، وهو ما كان يطمح إليه.
يعد فانتشورا واحداً من كبار الكتاب التشيك في القرن العشرين مثل فوتشيك Fuchik وأولبرام Olbrahm ومايوروڤا Mayorova وغيرهم ممَّن أسسوا لأدب تشيكي معاصر.
أعدمَ النازيون فانتشورا رمياً بالرصاص بتهمة الاشتراك مع المقاومة الوطنية ضد الفاشية عام 1942، ومنحه شعبه لقب فنان الشعب التشيكي عام 1946.
رضوان قضماني