ڤرْنَر (زكرياس -)
(1768-1823)
فريدريش لودڤيغ زكرياس ڤرنر Friedrich Ludwig Zacharias Werner أبرز كاتب مسرحي في حركة الرومنسية romantik الألمانية، كما نَظَم الشعر وكتب القصة. ولد في مدينة كونيغزبرغ Königsberg في بروسيا Preussen، وتوفي في العاصمة النمسوية ڤيينا Wien. كان والده أستاذاً جامعياً، في حين كانت والدته تعاني مرضاً عقلياً. درس بين عامي 1784-1788 الحقوق والفلسفة في كونيغزبرغ، وكان يتردد على ندوات الفيلسوف الألماني إمانوِل كنْت (عمانوئيل كانط) I.Kant، فأظهر منذئذ تعلقاً جلياً بالمذهب الحسي sensualism. اتسمت حياته بالترحال وعدم الاستقرار، إذ دخل السلك الوظيفي في بروسيا سكرتيراً في مجلس النواب، ثم تنقل بين وظائف أخرى عدة كان آخرها في وارسو Warsaw حيث تعرف الكاتب يوليوس إدوارد هيتْسيغ J.E.Hitizig، الذي دوّن لاحقاً سيرة حياته. كان لا يزال في الحادية والثلاثين من عمره عندما تزوج للمرة الثالثة بعد طلاقين، ومع ذلك انتهى هذا الزواج أيضاً في عام 1807.
استقال ڤرنر من السلك الوظيفي وتفرغ للكتابة الأدبية، إذ كان قد بدأ نشاطه الأدبي شاباً عندما نشر في عام 1789 مجموعة «قصائد متنوعة» Vermischte Gedichte، وبتأثير التنظيرات والكتابات الإبداعية الـرومنسـية توجه ڤرنر نحو المسـرح مطوراً شكلاً جديداً مازجاً فيه الأحداث التاريخية بأجواء صوفية، وكانت أولى تطبيقاته لهذا الشـكل مسـرحية «أبناء الوادي»Die Söhne des Tales في جزأين (1803-1804)، ثم تبعتها مسرحية «الصليب على بحر البلطيق» Das Kreuz an der Ostsee عام (1806)، و«مارتين لوتر أو تقديس القدرة» Martin Luther oder Die Weihe der Kraft عام (1807) التي حصدت عند عرضها في برلين نجاحاً كبيراً بسبب الفضيحة التي سببها المضمون البروتستنتي في مواجهة الكنيسة الكاثوليكية. وبعد عودته من وارسو إلى برلين للاعتناء بوالدته وحصوله على عمل بوساطة الوزير فون شروتر Schrötter قام ڤرنر برحلة طويلة عبر أوربا، بدأها بزيارة الأديب غوته Goethe في ڤـايمار Weimar. وقد ساعده هذا على عرض مسرحيته «ڤاندا» Wanda عام (1808). وكان في ذلك الوقت قد بدأ كتابة مسرحيات تندرج تحت مفهوم «مآسي الأقدار» Die Schicksalstragödien، ومنها «الرابع والعشرون من فبراير» Der vierundzwanzigste Februar عام (1815) التي عرضت عام 1810 في مسرح ڤـايمار أيضاً. وقد هيمن هذا النوع من الكتابة قرابة عشر سنوات على الأوساط المسرحية.
سافر ڤرنر إلى روما حيث اعتنق المذهب الكاثوليكي عام 1811، ودرَس اللاهوت حتى عام 1813، ورُسِم كاهناً عام 1814، واستقر إثر ذلك في ڤيينا حيث منح منصباً فخرياً كواعظ في كاتدرائية سانت ستيفن St. Stephen، وصارت شخصيته ومواعظه تجذب عدداً كبيراً من المستمعين من مختلف الفئات الاجتماعية. وفي عام 1814 كتب ڤرنر رداً على مسرحيته السابقة «تقديس القدرة» بعنوان «تقديس العجز» Die Weihe der Unkraft هاجم فيه المذهب البروتستنتي. ويمكن القول إن مسرحياته في المرحلة الأخيرة من حياته لم تلفت اهتمام المسرحيين ولا الجمهور. وقد صدرت عام 1969 طبعة جديدة لأعماله الكاملة في خمسة عشر مجلداً.
كامل إسماعيل
(1768-1823)
فريدريش لودڤيغ زكرياس ڤرنر Friedrich Ludwig Zacharias Werner أبرز كاتب مسرحي في حركة الرومنسية romantik الألمانية، كما نَظَم الشعر وكتب القصة. ولد في مدينة كونيغزبرغ Königsberg في بروسيا Preussen، وتوفي في العاصمة النمسوية ڤيينا Wien. كان والده أستاذاً جامعياً، في حين كانت والدته تعاني مرضاً عقلياً. درس بين عامي 1784-1788 الحقوق والفلسفة في كونيغزبرغ، وكان يتردد على ندوات الفيلسوف الألماني إمانوِل كنْت (عمانوئيل كانط) I.Kant، فأظهر منذئذ تعلقاً جلياً بالمذهب الحسي sensualism. اتسمت حياته بالترحال وعدم الاستقرار، إذ دخل السلك الوظيفي في بروسيا سكرتيراً في مجلس النواب، ثم تنقل بين وظائف أخرى عدة كان آخرها في وارسو Warsaw حيث تعرف الكاتب يوليوس إدوارد هيتْسيغ J.E.Hitizig، الذي دوّن لاحقاً سيرة حياته. كان لا يزال في الحادية والثلاثين من عمره عندما تزوج للمرة الثالثة بعد طلاقين، ومع ذلك انتهى هذا الزواج أيضاً في عام 1807.
استقال ڤرنر من السلك الوظيفي وتفرغ للكتابة الأدبية، إذ كان قد بدأ نشاطه الأدبي شاباً عندما نشر في عام 1789 مجموعة «قصائد متنوعة» Vermischte Gedichte، وبتأثير التنظيرات والكتابات الإبداعية الـرومنسـية توجه ڤرنر نحو المسـرح مطوراً شكلاً جديداً مازجاً فيه الأحداث التاريخية بأجواء صوفية، وكانت أولى تطبيقاته لهذا الشـكل مسـرحية «أبناء الوادي»Die Söhne des Tales في جزأين (1803-1804)، ثم تبعتها مسرحية «الصليب على بحر البلطيق» Das Kreuz an der Ostsee عام (1806)، و«مارتين لوتر أو تقديس القدرة» Martin Luther oder Die Weihe der Kraft عام (1807) التي حصدت عند عرضها في برلين نجاحاً كبيراً بسبب الفضيحة التي سببها المضمون البروتستنتي في مواجهة الكنيسة الكاثوليكية. وبعد عودته من وارسو إلى برلين للاعتناء بوالدته وحصوله على عمل بوساطة الوزير فون شروتر Schrötter قام ڤرنر برحلة طويلة عبر أوربا، بدأها بزيارة الأديب غوته Goethe في ڤـايمار Weimar. وقد ساعده هذا على عرض مسرحيته «ڤاندا» Wanda عام (1808). وكان في ذلك الوقت قد بدأ كتابة مسرحيات تندرج تحت مفهوم «مآسي الأقدار» Die Schicksalstragödien، ومنها «الرابع والعشرون من فبراير» Der vierundzwanzigste Februar عام (1815) التي عرضت عام 1810 في مسرح ڤـايمار أيضاً. وقد هيمن هذا النوع من الكتابة قرابة عشر سنوات على الأوساط المسرحية.
سافر ڤرنر إلى روما حيث اعتنق المذهب الكاثوليكي عام 1811، ودرَس اللاهوت حتى عام 1813، ورُسِم كاهناً عام 1814، واستقر إثر ذلك في ڤيينا حيث منح منصباً فخرياً كواعظ في كاتدرائية سانت ستيفن St. Stephen، وصارت شخصيته ومواعظه تجذب عدداً كبيراً من المستمعين من مختلف الفئات الاجتماعية. وفي عام 1814 كتب ڤرنر رداً على مسرحيته السابقة «تقديس القدرة» بعنوان «تقديس العجز» Die Weihe der Unkraft هاجم فيه المذهب البروتستنتي. ويمكن القول إن مسرحياته في المرحلة الأخيرة من حياته لم تلفت اهتمام المسرحيين ولا الجمهور. وقد صدرت عام 1969 طبعة جديدة لأعماله الكاملة في خمسة عشر مجلداً.
كامل إسماعيل