فيدين (كونستانتين -)
(1892-1977)
كونستانتين ألكساندروڤيتش فيدين Konstantin Aleksandrovich Fedin كاتب سوڤييتي روسي، ولد في مدينة ساراتوف Saratov على نهر الڤولغا Volga حيث قضى سني طفولته وصباه في أسرة محافظة. سافر إلى ألمانيا في ربيع عام 1914، وهو طالب في المعهد التجاري، لتعلم اللغة الألمانية، فباغته اندلاع الحرب العالمية الأولى وهو هناك حيث احتجز بصفته أسيراً مدنياً. عاد إلى روسيا في خريف عام 1918 وعمل في الصحافة. انتسب عام 1921 إلى حلقة «الإخوة سيرابيون» Serapionovy bratya الأدبية في مدينة بيتروغراد Petrograd وانصرف إلى ممارسة النشاط الثقافي والأدبي، كما مارس نشاطاً اجتماعياً وسياسياً واسعاً. زار عدداً من الدول الأوربية الشرقية والغربية بصفته مراسلاً صحفياً وعضواً في الهيئة السوڤييتية للدفاع عن السلام. صار عام 1958 عضواً في أكاديمية العلوم السوڤييتية، وتولى منصب أمين السر الأول في إدارة اتحاد الكتاب السوڤييتية في الأعوام 1959-1971، ثم تولى منصب رئيس إدارة هذا الاتحاد منذ مطلع عام 1977 حتى وفاته في موسكو.
بدأ فيدين نـشر تجاربه الأدبية المبـكرة في الصحف في عامي 1913 و1914. وأصدر في عام 1923 مجموعة أقاصيص بعنوان «الَقََفر» Pustyr، ثم أصدر روايته الأولى «مـدن وسـنون» Goroda I gody عام (1924) التي انعكست فيها جزئياً أصداء محنة اعتقاله في ألمانيا، كما صور فيها سلوك المثقفين إبّان الثورة الاشتراكية والحرب الأهلية في روسيا. ونشر في عامي 1925-1926 عدداً من الأقاصيص والقصص التي تتحدث عن حياة الفلاحين، وأهمها قصة «ترانسڤال» Transvaal التي تعكس تأثر فيدين سلبياً بما سمي آنذاك «السياسة الاقتصادية الجديدة» NEP. وأصدر في عام 1927 رواية «الأشقاء» Bratya التي نبه فيها إلى العلاقة بين الفن والثورة وإلى أثر الفنان ومكانه في الواقع المعاصر. ونشر في عامي 1933-1935 جزأي رواية «اغتصاب أوربا» Pokhishcheniye yevropii التي صور فيها تعارض النظامين العالميين السوڤييتي الاشتراكي والغربي الرأسمالي. أما روايته «مصح آركتور»Sanatori Arktur عام (1940) فقد تضمنت نقداً للمجتمع البرجوازي وجوهره المعادي للمثل الإنسانية.
وتعد ثلاثية فيدين الروائية قمة أعماله الإبداعية، وهي تتألف من «المسرات الأولى» Pervye radosti عام (1945)، وقد ترجمت إلى العربية بعنوان «تلك الأفـراح»، وصور فيها أحـداثاً تبدأ في عام 1910 وتنطوي على إرهـاصات التغيير الثوري في روسيا، و«صيف غير عادي»Ne Obyknovennoye leto ما بين (1947-1948) وتجري أحداثها في عام 1919، وقد صور فيدين فيها البلاشفة قادةَ حركةٍ ثورية جبارة مهمتها بناء مجتمع جديد، وأخيراً «المِشعل» Kostyor بجزأيها «الاقتحام»Vtorjeniye عام (1961) و«حانت الساعة» Nastal chas عام (1965)، وتقع أحداثها في سنوات الحرب الوطنية العظمى 1941-1945، وتبدو فيها الجماهير الشعبية قوة تعي دورها الحاسم في حماية الثورة الاشتراكية والدفاع عن الوطن في وجه الفاشية.
كتب فيدين مسرحيتين هما «باكونين في دريـسدن» Bakunin v Drezden عام (1922)، و«امتحان العواطف»Ispitaniye Chuvstv عام (1943). وأصدر كتاب مذكرات بعنوان «غـوركـي بيننا»Gorki sredi nas ما بين (1941-1968)، ونشر بضع مجموعات ضمت أفضل ما كتبه من مقالات وقصص واقعية. ونشر كتاباً بعنوان «الكاتب، الفن، الزمن» Pisatel, iskusstvo, vremya عام (1957) صور فيه شخصيات أدباء روس وأجانب وضمنّه آراءه في الأدب والفن.
اتسم أسلوب فيدين الأدبي بالمزج بين التصوير الملحمي والغنائية والنقد الساخر والتأملات الفلسفية. وكان في بداياته متأثراً بالشكلانية formalism، ثم غلبت الواقعية النقدية على أعماله، وتبنى بعد ذلك مبادئ الواقعية الاشتراكية. كان اهتمامه في أعماله الكبرى منصباً على تبيان المثل الإنسانية العليا، وعلى إبراز سمات العصر من خلال التطور العام والخاص وتفاعلهما مع الأحداث الجديدة. واهتم بالكشف عن العالم الداخلي للشخصيات عن طريق التحليل النفسي الذي اتسم لديه في البدايات بسمات أسلوب دستويفسكي، ثم غلب عليه في مرحلة النضج طابع أسلوب تولستوي، من دون أن يقلد أياً منهما. وقد تأثر فيدين فكرياً وفنياً بمعاصره الأكبر مكسيم غوركي، كما أثر هو في معاصريه من الكتّاب السوڤييت المنتمين إلى الجيل الشاب والأجيال التالية، وغدت أعماله من كلاسيكيات الأدب السوڤييتي، وترجم بعضها إلى كثير من لغات العالم.
عدنان جاموس
(1892-1977)
كونستانتين ألكساندروڤيتش فيدين Konstantin Aleksandrovich Fedin كاتب سوڤييتي روسي، ولد في مدينة ساراتوف Saratov على نهر الڤولغا Volga حيث قضى سني طفولته وصباه في أسرة محافظة. سافر إلى ألمانيا في ربيع عام 1914، وهو طالب في المعهد التجاري، لتعلم اللغة الألمانية، فباغته اندلاع الحرب العالمية الأولى وهو هناك حيث احتجز بصفته أسيراً مدنياً. عاد إلى روسيا في خريف عام 1918 وعمل في الصحافة. انتسب عام 1921 إلى حلقة «الإخوة سيرابيون» Serapionovy bratya الأدبية في مدينة بيتروغراد Petrograd وانصرف إلى ممارسة النشاط الثقافي والأدبي، كما مارس نشاطاً اجتماعياً وسياسياً واسعاً. زار عدداً من الدول الأوربية الشرقية والغربية بصفته مراسلاً صحفياً وعضواً في الهيئة السوڤييتية للدفاع عن السلام. صار عام 1958 عضواً في أكاديمية العلوم السوڤييتية، وتولى منصب أمين السر الأول في إدارة اتحاد الكتاب السوڤييتية في الأعوام 1959-1971، ثم تولى منصب رئيس إدارة هذا الاتحاد منذ مطلع عام 1977 حتى وفاته في موسكو.
بدأ فيدين نـشر تجاربه الأدبية المبـكرة في الصحف في عامي 1913 و1914. وأصدر في عام 1923 مجموعة أقاصيص بعنوان «الَقََفر» Pustyr، ثم أصدر روايته الأولى «مـدن وسـنون» Goroda I gody عام (1924) التي انعكست فيها جزئياً أصداء محنة اعتقاله في ألمانيا، كما صور فيها سلوك المثقفين إبّان الثورة الاشتراكية والحرب الأهلية في روسيا. ونشر في عامي 1925-1926 عدداً من الأقاصيص والقصص التي تتحدث عن حياة الفلاحين، وأهمها قصة «ترانسڤال» Transvaal التي تعكس تأثر فيدين سلبياً بما سمي آنذاك «السياسة الاقتصادية الجديدة» NEP. وأصدر في عام 1927 رواية «الأشقاء» Bratya التي نبه فيها إلى العلاقة بين الفن والثورة وإلى أثر الفنان ومكانه في الواقع المعاصر. ونشر في عامي 1933-1935 جزأي رواية «اغتصاب أوربا» Pokhishcheniye yevropii التي صور فيها تعارض النظامين العالميين السوڤييتي الاشتراكي والغربي الرأسمالي. أما روايته «مصح آركتور»Sanatori Arktur عام (1940) فقد تضمنت نقداً للمجتمع البرجوازي وجوهره المعادي للمثل الإنسانية.
وتعد ثلاثية فيدين الروائية قمة أعماله الإبداعية، وهي تتألف من «المسرات الأولى» Pervye radosti عام (1945)، وقد ترجمت إلى العربية بعنوان «تلك الأفـراح»، وصور فيها أحـداثاً تبدأ في عام 1910 وتنطوي على إرهـاصات التغيير الثوري في روسيا، و«صيف غير عادي»Ne Obyknovennoye leto ما بين (1947-1948) وتجري أحداثها في عام 1919، وقد صور فيدين فيها البلاشفة قادةَ حركةٍ ثورية جبارة مهمتها بناء مجتمع جديد، وأخيراً «المِشعل» Kostyor بجزأيها «الاقتحام»Vtorjeniye عام (1961) و«حانت الساعة» Nastal chas عام (1965)، وتقع أحداثها في سنوات الحرب الوطنية العظمى 1941-1945، وتبدو فيها الجماهير الشعبية قوة تعي دورها الحاسم في حماية الثورة الاشتراكية والدفاع عن الوطن في وجه الفاشية.
كتب فيدين مسرحيتين هما «باكونين في دريـسدن» Bakunin v Drezden عام (1922)، و«امتحان العواطف»Ispitaniye Chuvstv عام (1943). وأصدر كتاب مذكرات بعنوان «غـوركـي بيننا»Gorki sredi nas ما بين (1941-1968)، ونشر بضع مجموعات ضمت أفضل ما كتبه من مقالات وقصص واقعية. ونشر كتاباً بعنوان «الكاتب، الفن، الزمن» Pisatel, iskusstvo, vremya عام (1957) صور فيه شخصيات أدباء روس وأجانب وضمنّه آراءه في الأدب والفن.
اتسم أسلوب فيدين الأدبي بالمزج بين التصوير الملحمي والغنائية والنقد الساخر والتأملات الفلسفية. وكان في بداياته متأثراً بالشكلانية formalism، ثم غلبت الواقعية النقدية على أعماله، وتبنى بعد ذلك مبادئ الواقعية الاشتراكية. كان اهتمامه في أعماله الكبرى منصباً على تبيان المثل الإنسانية العليا، وعلى إبراز سمات العصر من خلال التطور العام والخاص وتفاعلهما مع الأحداث الجديدة. واهتم بالكشف عن العالم الداخلي للشخصيات عن طريق التحليل النفسي الذي اتسم لديه في البدايات بسمات أسلوب دستويفسكي، ثم غلب عليه في مرحلة النضج طابع أسلوب تولستوي، من دون أن يقلد أياً منهما. وقد تأثر فيدين فكرياً وفنياً بمعاصره الأكبر مكسيم غوركي، كما أثر هو في معاصريه من الكتّاب السوڤييت المنتمين إلى الجيل الشاب والأجيال التالية، وغدت أعماله من كلاسيكيات الأدب السوڤييتي، وترجم بعضها إلى كثير من لغات العالم.
عدنان جاموس