الفخار pottery مزيج من تراب غني بالأملاح المعدنية مع الماء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفخار pottery مزيج من تراب غني بالأملاح المعدنية مع الماء

    الفخاريات
    اتفاقية ايبلا (تل مرديخ) حوالي 2400ق.م
    إبريق للقرابين السائلة على شكل قنفذ
    جبل عرودة 3500-3200ق.م
    قالب للحلوى من الفخار
    ماري (تل الحريري) 2040-1870ق.م
    الشكل (1)
    الفخار pottery هو مزيج من تراب غني بالأملاح المعدنية مع الماء، يخمَّر جيداً ويُشكَّل يدوياً أو آلياً، ثم يشوى بفرن بدرجات حرارة معينة فإذا طلي الفخار بعد شيّه الأولي وعولج بألوان ومواد خاصة ثم أعيد شيّه مرة أخرى صار خزفاً[ر. الخزف والخزافة]. وقد استخدم الإنسان الفخار منذ القدم حتى صار من معالم كثير من الحضارات القديمة، ووصل إلى مستوى متطور في الحضارة العربية (الشكل -1).
    لمحة تاريخية
    عُرفت صناعة الفخار منذ أزمنة بعيدة جداً. ويُشير بعض المؤرخين إلى أن تشكيل الطين وتجفيفه في الشمس أو النار عُرف منذ العصر الحجري. وكانت الصين وكوريا واليابان من أهم مراكز صنع الفخار في شرقي آسيا، صُنع الفخار منذ العصر الحجري الحديث Neolithic، وتأثر الكوريون بالفخار الصيني، ولكنهم أنتجوا نماذج متميزة خاصة بهم. ويعود الفخار الياباني القديم إلى حضارة فترة جومون Jomon period (الألف الخامسة إلى 250ق.م). وقد وُجد الفخار في الإكوادور في أمريكا الجنوبية منذ نحو 3200ق.م، وفي المكسيك نحو 1500-1000ق.م.
    يُعدُّ فخـار منطقة شطل هيوك Satal Hüyük في الأناضول أقدم فخار شرق أوسطي، ويعود إلى نحـو 6500ق.م ويعامده الفخار الذي عثر عليه في سورية (بُقرص وتل الرماد)، كما صُنع الفخار في مصر في الألفية الخامسة ق.م.
    وامتاز الفخار المنتج في سورية وبلاد الرافدين وإيران فيما بين الألف السابع والرابع ق.م بلونه القاتم، وكان يُصنع يدوياً ويُصقل من دون زخارف، وبعد ذلك تطورت نوعية الأواني الفخارية ورسومها وزخارفها، حتى اكتملت هذه الصناعة في الألف الخامس أو الرابع ق.م في رأس الشمرا وتل الرماد (جنوب شرقي دمشق) وفي جميع أنحاء منطقة الهلال الخصيب. وقد اكتشفت نماذج عديدة من الصناعات الفخارية في أوغاريت بموقع رأس الشمرا، ومن أهمها نحو 3000 من الُرُقم الفخارية تعود للقرنين 14 و13ق.م، مكتوبة بلغات المنطقة، وخاصة الكنعانية. ولكن أعظمها هو الرقيم الذي نقشت عليه الأبجدية التي عُدت أقدم أبجدية في التاريخ.
    وفي نهاية الألف السادس وبداية الألف الخامس ق.م، تطورت الصناعات الفخارية في تل حلف شمالي سورية حيث ظهر الفخار الملون، وامتاز بالأواني ذات الصناعة الراقية والألوان الزاهية اللامعة لُونت بالبني الغامق والأسود والأحمر، وعليها زخارف نباتية وحيوانية.
    في مطلع الألف الخامس ق.م، ظهرت حضارة تل عُبيد Ubaid حيث ازدهرت صناعة الفخار من حيث الإنتاج، لكنها انخفضت من حيث المستوى، وقلَّ الاهتمام بالزخرفة. وبعد اختراع دولاب الفخار البطيء ثم السريع اختفى الفخار الملون وحلَّ مكانه فخار عادي مزخرف.
    في الألف الثالث ق.م، عصر البرونز في بلاد الشام، عصر السلالات الباكرة في بلاد الرافدين، ظهرت الأواني ذات الأشكال الهندسية المصنوعة على الدولاب، والتي تحمل رسوماً بشرية ومشاهد حيوانات يُضحى بها وعربات حربية. كما ظهر نوع آخر من الفخار الرقيق القاسي والمصقول ذي اللون الأحمر اللامع والفخار المعدني، ومن أهم أنواعه فخار إيبلا.
    وفي الألف الثاني ق.م عُرفت الأواني الفخارية الملونة بالأحمر والبني (أواني الخابور). وفي الألف الأول ق.م، ظهر نوع جديد من الفخار المزخرف بالنباتات والورود والطيور (فخار نوزي نسبة إلى مدينة نوزي القديمة في شمالي العراق).
    وفي العصور الآرامية، عاد الفخار إلى بساطته حيث زالت التلوينات والزخارف حتى الفترة الهلنستية، ثم عادت الألوان والزخارف والرسومات على كامل الآنية الفخارية تجسيداً للأساطير الكلاسيكية.
    أما الفخار الإسلامي، فقد امتاز ببعض النقوش والعناصر الزخرفية وطغى عليه الخزف الملون، مثل ألواح القاشاني والفخار المزجج ذي العناصر الزخرفية البارزة كالكتابات الكوفية.
    تركيب الفخار وطرائق تصنيعه
    تعتمد صناعة الفخار على الطفل المستخرج من المناطق ذات التربة الصالحة. والطفل هو مركب من سيليكات الألمنيوم المائية والحديد وكربونات الكالسيوم والكوارتز والماء، ويمكن أن تتنوع مركبات الطفل تبعاً لنوع التربة والشوائب والأملاح المعدنية التي تحتويها. لذا يتحدد لون الفخار بعد إجراء عملية الشي تبعاً لمركبات المادة الأولية أو طريقة الشي ذاتها ودرجات الحرارة.
    يتكون الفخار من مواد طينية متماسكة وصلبة نتيجة تعرضها للحرارة العالية، ونتيجة قساوته فإنه عرضة للتفتت والكسر بسبب الصدمات المباشرة، لذلك كان التركيز في تطوير صناعة الفخار للتوصل إلى أصناف مقاومة للصدمات والحرارة في آن واحد.
    كان تشكيل الفخار سابقاً يتم باليد أو بمساعدة بعض التجهيزات التقليدية، وذلك بعد إضافة كميات كافية من الماء إلى الغضار ليصبح عجينة لزجة متماسكة طرية، ثم تُعمل على شكل كتلة طينية يتم تشكيلها يدوياً. وقد تطورت أجهزة تشكيل الفخار، وانتشر استعمال أجهزة البثق بمساعدة مكبس بدفع الغضار المعجون عبر فتحة قالب خاص يمنح المنتج النهائي حدوده الخارجية.
    تعدُّ نوعية عملية الشي ومدتها الخطوة المحورية المهمة في تصنيع الفخار، وفي أثنائها تنقص درجة مسامية المنتج، وتتشكل وصلات وروابط بين الذرات بالصهر الجزئي، وهي مسؤولة عن إكساب الفخار قوته، كما أنها مسؤولة عن مقاومته مياه المطر والتجمد والذوبان.
    كان أسلوب الشي بسيطاً في البداية، حيث توضع وحدات الفخار ضمن غرفة بعضها فوق بعض على رفوف تفصل بينها. تملأ القطع المصفوفة الغرفة حتى سقفها، ثم يحرق الخشب ضمن الغرفة التي تمثل الفرن التقليدي لشي الفخار.
    ومنذ بداية أربعينات القرن العشرين حلَّت الأفران القمعية (المخروطية) مكان الأفران المختلفة، لأنها تصلح لإنتاج فخار متماثل الخصائص، واختصر زمن الشيّ إلى نحو 30 ساعة بعد أن كان يستغرق نحو 5 أيام، ويلاحظ أن وحدات الفخار التي تشوى في مكان منخفض الحرارة تكون عالية المسامية، ويمكن أن تحك بسكين فتعطي ألواناً برتقالية، أما وحدات الفخار في الأماكن العالية الحرارة فتكون أقسى من المعدن، وتمتاز بكتامتها ولونها قرميدي أو أشد دكنة، ويلاحظ الاختلاف بوضوح في وحدات الفخار المصمتة أكثر من الجوفاء لأنها ذات وزن حجمي أكبر.
    المنتجات الفخارية الجمالية والنفعية
    الشكل (2)
    أساليب تمديد (القساطل) الفخارية وطرائق تنفيذها وموادها - نموذج مدينة دمشق القديمة
    الأقنية المائية: تميزت المدن العربية التاريخية بنظام توزيع لمياه الشرب وآخر للصرف الصحي، واستخدم في تنفيذها أنابيب فخارية بأقطار وأشكال متنوعة. وامتهن هذه الصناعة حرفيون تميزوا بدقة الصنعة. وكانت لهم تسميات تتبع مراحل تصنيع هذه المنتجات كالقساطلي، وهو من يقوم بتصنيع الأنابيب (القساطل) الفخارية. وكانت تصنع عجينة من التراب الأحمر تجفف بماء كاف وتترك حتى تتخمر ثم تعرك، وتصنع منها أنابيب (قساطل) مختلفة باستخدام قوالب مجوفة، ثم تجفف بالشمس، وبعد ذلك تشوى بفرن خاص. وكان للأنابيب (للقساطل) أحجام وأنواع بحسب الغرض من استخدامها.
    تستخدم الأنابيب (القساطل) لإسالة الماء العذب من الأقنية المائية إلى المباني السكنية. وكانت (القساطل) تمد تحت الأرض موصولة بعضها ببعض، وتلحم فيما بينها بوساطة حشوات من «اللاقونة» المكوَّنة من مدقوق بذور القطن وقليل من الكلس مع الزيت. ويبنى على جانبي (القساطل) مداميك من الآجر والمونة لتحميها، وتغطى بقوس مبنية من الآجر. ويلاحظ التطور الكبير لهذه المنتجات في مباني الحمامات التقليدية التي انتشرت انتشاراً واسعاً في ظل الحضارة العربية (الشكل -2).
    ومن الاستعمالات الأخرى للفخار المداخن الفخارية والآجر[ر] (القرميد) والعناصر العازلة التي تحمل الوشائع الكهربائية [ر. العزل الكهربائي] والأفران، كما يستخدم الفخار في صناعة الأواني الخزفية والسيراميك والبورسلين [ر. الخزف والخزافة].
    خصائص الفخار وعوامل تلفه
    المسامية: تقدر مسامية المادة الفخارية بنسبة وزن الفراغات الموجودة بين حبيبات المادة إلى وزن المادة ذاتها معبراً عنها بالنسبة المئوية. ويصلح الفخار ذو المسامية العالية لتنقية المياه وفي المرشحات.
    ـ معدل الامتصاص البدئي.
    عوامل تلف الفخار: يتأثر الفخار بعوامل عدة تؤدي إلى تلفه، منها ما يأتي:
    ـ ارتشاح الماء: تعدُّ قدرة الفخار على مقاومة رشح الماء عاملاً مهماً في الحفاظ عليه، إذ يؤدي تسرب الماء داخله إلى تكسره أو تشققه، بسبب عملية التجمد أو الانحلال في الماء. تقاوم معظم المنتجات الفخارية هذا العامل، إلا أن بعض المنتجات الرديئة منها لا يستطيع ذلك. والمسامية هي أهم ما يؤثر في مقاومة الفخار، لأن امتصاص الماء بنسبة أكبر من 12% قد يؤدي إلى تأثره بالتجمد أو الذوبان.
    ـ تبلور الأملاح: يؤدي الإشباع بالمحاليل الملحية إلى تضرر العناصر الفخارية بصورة مماثلة لحالات التجمد والذوبان، فالملح يتبلور ضمن المسام ويكوّن قوة دفع تؤدي إلى تحطم المواد.
    ـ العوامل الكيمياوية: تمتلك بعض أنواع المنتجات الفخارية الجيدة القدرة على تحمل بعض العوامل الكيمياوية.
    كذلك تتعرض المنتجات الفخارية إلى مؤثرات أخرى عدة تتسبب في تلفها منها:
    ـ الصدمات المباشرة.
    ـ درجات الحرارة والرطوبة وتغيراتها.
    ـ الوسط الذي تحفظ به، والتغيرات التي تطرأ عليها بسببه.
    ـ الاستعمال والمواد التي تحفظ بها أو التي تتخللها.
    موفق دغمان، أحمد سرية
يعمل...
X