فياض (نقولا -)
(1873-1958م)
نقولا يوسف فياض، طبيب وأديب وخطيب وشاعر ومترجم لبناني، وأحد أعضاء المجمع العلمي العربي (مجمع اللغة العربية) بدمشق، وهو شقيق الشاعر إلياس فياض (1872-1930). ولد في بيروت، وتلقى علومه في مدرسة «الثلاثة الأقمار» الأرثوذكسية، حيث غرس معلمه نقولا يافث في نفسه حب الأدب.
عمل في التجارة سنتين، ثم تركها ودخل كلية الطب الفرنسية في بيروت عام 1899م، وبعد تخرجه فيها مارس الطب في مستشفى القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس في بيروت.
سافر عام 1906 إلى باريس طلباً للتخصص في الطب، فقضى فيها خمس سنوات، عاد بعدها إلى مصر وأمضى فيها أكثر من عشرين عاماً متنقلاً بين الإسكندرية والقاهرة، وأسهم في الحركة الأدبية فيها إسهاماً واسعاً.
عاد في عام 1930 إلى بيروت وخلف أخاه الشاعر إلياس فياض في مقعده النيابي بمجلس النواب اللبناني، ثم عين مديراً لمديرية البريد والبرق والهاتف مدة أربع سنوات، ثم اعتزل الوظائف، وآثر الانصراف إلى الأدب والكتابة والترجمة ونظم الشعر، حتى وافته المنية وهو في الخامسة والثمانين من عمره.
عمل في الصحافة بمصر، فراسل المقتطف والهلال والأهرام، وحرر في الأخبار والبصير والشرق، كما كتب في مجلة الأديب ببيروت.
نظم الشعر، وألقى الخطب الرنانة حتى لقب بـ «أمير المنابر» وترجم عن اللغة الفرنسية، التي كان يتقنها، أكثر من كتاب وديوان شعر، ومن أهم آثاره المؤلفة: «الخطابة» (1930) و«خواطـر في الصحـة والأدب» (1972) و«دنيـا وأديـان» (1948) و«على المنبر» (1931) و«كيف تغلب الإنسان على الألم» (1946) و«كيف تغلب الإنسان على المرض» (1946) و«المرأة والشعر» (1904) و«من نافذة العقل» (1951).
أما آثاره المترجمة فهي: «الخداع والحب» لشيلر Schiller عام (1903)، «حول سرير الإمبراطور نابليون» لكابانيس Capanis عام (1926)، «مملكة الظلام أو حياة الأرصفة» لمترلنك Maeterlinck عام (1927)، ديوان « أنت وأنا» لبول جيرالدي Paul Geraldy الذي ترجمه شعراً موزوناً مقفى وطبع عام (1960)، كما أصدر ديوانين هما: «رفيف الأقحوان» (1950) و«بعد الأصيل» (1957).
تأثر الدكتور نقولا فياض بالأدب الفرنسي إلى حد بعيد ولاسيما الشعر، فترجم قصائد «البحيرة» للامارتين Lamartine، و« اذكريني» لألفرد دي موسيه Alfred de musset، و«سيف» لسولي برودوم Sully Prudhomme، و«الزهرة والفراشة» لفكتور هيغو Victor Hugo.
يقول في قصيدة « البحيرة» للامارتين التي لاقت شهرة منقطعة النظير:
أهكذا أبداً تمضي أمانينا
نطوي الحياة وليل الموت يطوينا
تجري بنا سفن الأعمار ماخرةٌ
بحر الوجود ولا نلقي مراســينا
بحيرة الحب حيّاكِ الحيا فلكم
كانت مياهك بالنجوى تحيينــا
قد كنت أرجو ختام العام يجمعنا
واليوم للدهر لا يرجى تلاقينــا
فجئت أجلس وحدي حيثما أخذت
عني الحبيبة آي الحب تلقينــا
كما نظم الشعر الطلق، وتلاعب بالقوافي والأبحر الشعرية من دون أن يسيء إلى الوزن، فكان في طليعة شعراء لبنان أمثال: أديب مظهر، وإلياس فياض، ووديع عقل، وأمين تقي الدين، وبشارة الخوري (الأخطل الصغير)، وشبلي وتامر الملاط، وإلياس أبي شبكة، وفوزي المعلوف، وصلاح لبكي.
كان كما وصفه الشاعر رياض المعلوف (1912-2002): «لبقاً، أنيقاً بلبسه وحديثه وشعره، ورقة إحساسه وأخلاقه ولست ناسياً ذلك الابيضاض في شعره كأنه قمة جبل صنين، وما غابت عن نظري ربطة عنقه وأناقتها وهي معقودة ومجتمعة كالفراشة فكأنه خلق شاعراً بحركاته ووقفاته، وكما كسا قوافيه تلك المعاني والمباني الظريفة، اكتست قامته الهيبة والطلعة والإطلالة... لم تبطره الوظائف العالية، وظل الرجل المهذب الراقي المتواضع اللطيف المعشر والحديث...».
ومن أروع شعره قصيدته التي ألقاها في مهرجان المتنبي بدمشق ومنها قوله:
لبنان يسكب في جفون الشام
قبلاً كذوب الطل في الأكمــام
قبل الشقيق إلى الشقيق حملتها
ومزجت فيها صبـوتي وهيامي
قالت تحب الشام قلت وهل سوى
بردى يبرّد يا شــــآم أوامي
الشرق شرق أين لاحت شمسه
ودم العروبة في دمي وعظامي
عيسى فتوح
(1873-1958م)
نقولا يوسف فياض، طبيب وأديب وخطيب وشاعر ومترجم لبناني، وأحد أعضاء المجمع العلمي العربي (مجمع اللغة العربية) بدمشق، وهو شقيق الشاعر إلياس فياض (1872-1930). ولد في بيروت، وتلقى علومه في مدرسة «الثلاثة الأقمار» الأرثوذكسية، حيث غرس معلمه نقولا يافث في نفسه حب الأدب.
عمل في التجارة سنتين، ثم تركها ودخل كلية الطب الفرنسية في بيروت عام 1899م، وبعد تخرجه فيها مارس الطب في مستشفى القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس في بيروت.
سافر عام 1906 إلى باريس طلباً للتخصص في الطب، فقضى فيها خمس سنوات، عاد بعدها إلى مصر وأمضى فيها أكثر من عشرين عاماً متنقلاً بين الإسكندرية والقاهرة، وأسهم في الحركة الأدبية فيها إسهاماً واسعاً.
عاد في عام 1930 إلى بيروت وخلف أخاه الشاعر إلياس فياض في مقعده النيابي بمجلس النواب اللبناني، ثم عين مديراً لمديرية البريد والبرق والهاتف مدة أربع سنوات، ثم اعتزل الوظائف، وآثر الانصراف إلى الأدب والكتابة والترجمة ونظم الشعر، حتى وافته المنية وهو في الخامسة والثمانين من عمره.
عمل في الصحافة بمصر، فراسل المقتطف والهلال والأهرام، وحرر في الأخبار والبصير والشرق، كما كتب في مجلة الأديب ببيروت.
نظم الشعر، وألقى الخطب الرنانة حتى لقب بـ «أمير المنابر» وترجم عن اللغة الفرنسية، التي كان يتقنها، أكثر من كتاب وديوان شعر، ومن أهم آثاره المؤلفة: «الخطابة» (1930) و«خواطـر في الصحـة والأدب» (1972) و«دنيـا وأديـان» (1948) و«على المنبر» (1931) و«كيف تغلب الإنسان على الألم» (1946) و«كيف تغلب الإنسان على المرض» (1946) و«المرأة والشعر» (1904) و«من نافذة العقل» (1951).
أما آثاره المترجمة فهي: «الخداع والحب» لشيلر Schiller عام (1903)، «حول سرير الإمبراطور نابليون» لكابانيس Capanis عام (1926)، «مملكة الظلام أو حياة الأرصفة» لمترلنك Maeterlinck عام (1927)، ديوان « أنت وأنا» لبول جيرالدي Paul Geraldy الذي ترجمه شعراً موزوناً مقفى وطبع عام (1960)، كما أصدر ديوانين هما: «رفيف الأقحوان» (1950) و«بعد الأصيل» (1957).
تأثر الدكتور نقولا فياض بالأدب الفرنسي إلى حد بعيد ولاسيما الشعر، فترجم قصائد «البحيرة» للامارتين Lamartine، و« اذكريني» لألفرد دي موسيه Alfred de musset، و«سيف» لسولي برودوم Sully Prudhomme، و«الزهرة والفراشة» لفكتور هيغو Victor Hugo.
يقول في قصيدة « البحيرة» للامارتين التي لاقت شهرة منقطعة النظير:
أهكذا أبداً تمضي أمانينا
نطوي الحياة وليل الموت يطوينا
تجري بنا سفن الأعمار ماخرةٌ
بحر الوجود ولا نلقي مراســينا
بحيرة الحب حيّاكِ الحيا فلكم
كانت مياهك بالنجوى تحيينــا
قد كنت أرجو ختام العام يجمعنا
واليوم للدهر لا يرجى تلاقينــا
فجئت أجلس وحدي حيثما أخذت
عني الحبيبة آي الحب تلقينــا
كما نظم الشعر الطلق، وتلاعب بالقوافي والأبحر الشعرية من دون أن يسيء إلى الوزن، فكان في طليعة شعراء لبنان أمثال: أديب مظهر، وإلياس فياض، ووديع عقل، وأمين تقي الدين، وبشارة الخوري (الأخطل الصغير)، وشبلي وتامر الملاط، وإلياس أبي شبكة، وفوزي المعلوف، وصلاح لبكي.
كان كما وصفه الشاعر رياض المعلوف (1912-2002): «لبقاً، أنيقاً بلبسه وحديثه وشعره، ورقة إحساسه وأخلاقه ولست ناسياً ذلك الابيضاض في شعره كأنه قمة جبل صنين، وما غابت عن نظري ربطة عنقه وأناقتها وهي معقودة ومجتمعة كالفراشة فكأنه خلق شاعراً بحركاته ووقفاته، وكما كسا قوافيه تلك المعاني والمباني الظريفة، اكتست قامته الهيبة والطلعة والإطلالة... لم تبطره الوظائف العالية، وظل الرجل المهذب الراقي المتواضع اللطيف المعشر والحديث...».
ومن أروع شعره قصيدته التي ألقاها في مهرجان المتنبي بدمشق ومنها قوله:
لبنان يسكب في جفون الشام
قبلاً كذوب الطل في الأكمــام
قبل الشقيق إلى الشقيق حملتها
ومزجت فيها صبـوتي وهيامي
قالت تحب الشام قلت وهل سوى
بردى يبرّد يا شــــآم أوامي
الشرق شرق أين لاحت شمسه
ودم العروبة في دمي وعظامي
عيسى فتوح