محمد صالح الفُرفُور الحسني الدمشقيAl-Furfoor علاَّمة فقيه، أديب، شاعر، مربٍّ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محمد صالح الفُرفُور الحسني الدمشقيAl-Furfoor علاَّمة فقيه، أديب، شاعر، مربٍّ

    الفُرفُور (محمد صالح -)
    (1318-1407هـ/1901-1986م)
    محمد صالح بن عبد الله بن محمد صالح الفُرفُور الحسني الدمشقي، علاَّمة فقيه، أديب، شاعر، مربٍّ، أحد رواد النهضة العلمية بدمشق في العصر الحديث.
    ولد في حي العمارة الجوانية بدمشق، ونشأ منذ طفولته الأولى على طلب العلم، فأخذ عن جمهرة من مشاهير علماء الشام: القرآن الكريم، وعلوم العربية، والفقه، في المدرسة الكاملية وغيرها، ومال إلى العصامية مبكراً، فاستمر في طلب العلم وتحصيله، وتعلَّم صنعة النجارة، كحال كثير من طلبة العلم آنذاك، فمهر في هذه الصنعة كما كان ماهراً في طلب العلم وتحصيله، واستعان بدخله من صنعته على تربية أولاده والإنفاق على المحيطين به من طلبة العلم في أواخر أيام ممارسته لتلك الصنعة الشريفة، وانقطع - بعد أن تزود بأسباب العلم وشؤونه وأدواته - للتدريس وإفادة الطلبة، فالتفت حوله كوكبة من الطلبة المجدين ممن أصابوا من بعد شهرة عمَّت الآفاق، وكانت هذه الكوكبة من الطلبة النواة الأولى لمعهد الفتح الإسلامي بدمشق الذي أسسه بعد ذلك سنة 1376هـ/1956م.
    وقد استطاع المترجم له أن يكون مثلاً صالحاً لأهله وأولاده قبل أن يكون مثلاً صالحاً للآخرين. وحرص على تعليم أبنائه وبناته والارتقاء بهم إلى أعالي درجات السُلَّم العلمي، فكان متميزاً من معظم أقرانه بسلوك أبنائه وبناته جميعاً درب العلم الشرعي وبلوغهم فيه مراحل متقدمة في التحصيل.
    وكانت له رحلات علمية ودعوية عديدة إلى عدد من الأقطار العربية والإسلامية استقبل فيها الاستقبال الذي يليق بأمثاله من كبار العلماء، وخصوصاً في الأزهر الشريف بمصر، فقد كان شيوخ الأزهر يحرصون على استقباله وسماعه ومحاورته والجلوس إليه.
    وكان يحث الشبان على طلب العلم وعدم إضاعة الوقت بما لا طائل تحته من الأمور. وظلَّ همه الأكبر أن يستمر معهد الفتح الإسلامي بأداء رسالته من بعده، فوضع له نظاماً دقيقاً، واختار له مجلس إدارة من أكْفَاء العلماء والوجهاء بدمشق، يتقدمهم جمع من تلامذته الكبار، وعدد من أبنائه، وعقد اتفاقية مع جامعة الأزهر الشريف بالقاهرة تتعلق بمتابعة طلبة المعهد الدراسة فيه، فكانت تلك الاتفاقية المدخل الحقيقي لإحداث قسم التخصص والدراسات التخصصية فيه لاحقاً، وكان يردد على مسامع طلبته وأبنائه في السنوات الأخيرة من حياته: «سيتحول هذا المعهد إلى جامعة مستقبلاً إن شاء الله».
    وقال عنه عبد القادر الأرناؤوط وكان من تلامذته الكبار: «كان محباً للخير، حريصاً على طلبته يؤثرهم على نفسه وعلى أهل داره، زاهداً في الدنيا، منقطعاً للعلم والتدريس والإفادة».
    وقد خلَّف المترجم له من المؤلفات ما هو أقل بكثير مما كان ينبغي لمثله من كبار العلماء أن يخلّفه، لانصرافه كليّاً إلى شؤون معهده وأحوال طلبته.
    فمن مؤلفاته: «المحدّث الأكبر الشيخ بدر الدين الحسني كما عرفته»؛ وهو سيرة مفصّلة لشيخه المذكور، و«من مشكاة النبوة»؛ وهو شرح على كتاب «متن الأربعين النووية» للإمام يحيى بن شرف النووي الدمشقي، و«من نفحات الخلود» و«من رشحات الخلود» و«من نسمات الخلود» و«النسائيات من الحديث النبوي» و«رسالة في العقيدة الإسلامية» و«الدر المنثور على الضياء الموفور» للشيخ محمد جميل الشطِّي، وهو في التراجم. وله «ديوان شعر» مخطوط.
    وكتب عدداً من المقالات نشرتها له بعض المجلات بدمشق وسواها.
    كان أحد الأعضاء المؤسسين لجمعية العلماء بدمشق، ثم عضواً في رابطة العلماء فيها. وأسهم بالتدريس في الكلية الشرعية بدمشق، كما أسهم بالتدريس لبعض الوقت في كلية بيروت الشرعية، كما تولى الإشراف العام على شؤون الطلبة فيها.
    كانت له دروس في المسجد الأموي الكبير بدمشق، وتولى الخطابة في جامع سنان آغا بسوق المناخلية بدمشق وفي جامع السادات أيضاً، وكان له حضور عظيم في نفوس العوام والخواص على حدٍّ سواء. وظلَّ يؤدي رسالة العلم والتعليم إلى أن وافاه الأجل ببيته بدمشق، وصُلِّي عليه في المسجد الأموي الكبير، وكانت له جنازة حاشدة خرج فيها الكبير والصغير والعالم والطالب من سكان دمشق وأطرافها، ودفن بمقبرة مسجد الشيخ رسلان الشهيرة إلى جوار الباب الشرقي لمدينة دمشق القديمة.
    محمود الأرناؤوط
يعمل...
X