بعض القضايا الأخرى المتعلقة بالنظرية العامة للصحافة :
عرف فاتاريلو الصحفي بانه فني اعلام ، ولكن مؤلفين بورجوازيين آخرين خطوا خطوة عملاقة واعلنوا ان الصحفي هو مجرد هوائي ( انتين ) ، لا يعرف الشكوى أو التذمر ، ومهمته النقل والاستقبال، وابرز من يقول بذلك المؤلفان الفرنسيان برنارفوين وجوزيه دو بروكار مؤلفا الكتاب المدرسي ( ممارسة الاعلام )(٢٥). ماهي آراء هذين المؤلفين ؟ وما هو تأثير كتابهما المدرسي هذا على اولئك الذين يدرسونه ؟ اعلن المؤلفان انه ليس لديهما أية نية للتنظير ، وان غايتهما هي ان يساعدا الصحفيين الشباب على ان يتعرفوا على اسرار المهنة ، معتمدين في ذلك على الاستخدام الجيد للصحافة الفرنسية المعاصرة (٢٦). طبعاً ، المقصود هو الصحافة الفرنسية المعاصرة البورجوازية .
كتب المؤلفان : ( ان اساس مهنتنا هو ان نعرف الآخرين بذلك
الذي عرفناه نحن منذ وقت قصير) . (۲۷) لقد طور فوين ودو بروکار موضوعة حيدة ( وليس موضوعية ) الاعلام ، ومن المعروف ان هذه الموضوعة موقف بورجوازي نموذجي. وقالوا ان الصحفي هو مجرد هوائي ( انتين ) ينقل الاشياء التي كان قد استقبلها ، بدون رأي أو تعليق ، وبدون موقف ، وبدون ايديولوجيا أو سياسة . هذا التزييف مسألة معروفة جيدا . وهو بدون اي نقاش يحمل السمة البورجوازية. ويحاول المؤلفان بهذه الطريقة ان يقدما للصحفيين البورجوازيين تسهيلا وتبريرا لاخطائهم ، وان يقنعوهم بان عملهم ميكانيكي ، ولا علاقة له بالسياسة ، وانه بدون اي مبالغة عبارة عن استقبال و نقل آلي - ميكانيكي لا علاقة للذهن به ، تماما كالآلة التي تقوم بتسجيل الحرارة في الجو أو نسبة الرطوبة أو كمية البخر ... وغيرها ، وذلك دون ان يكون لهذه الآلة اي تأثير على الأشياء . وبهذا الصدد نرى ان آراء فاتوريلو واغناتسيو فايس اكثر واقعية .
متابعين باصرار نقطة انطلاقهم حول الطابع الحرفي للعمل الصحفي ، كتب هذان المؤلفان ... في الصحافة يجب ان يتحدث كشاهد وليس كقاض . ويجب استبعاد أية كلمة أو اي تعبير من شأنهما ان يشكلا اي انحياز أو ان يقدما أي تقييم . ان مهمة الاعلام ليست ان يدين او يلوم بل مهمته هي ان يصف فقط (۲۸). ان الغاية الخبيثة لهذه النظرية واضحة - عندما يستبعد من الاعلام كل ما يحوي تقييماً أو موقفا أو رأيا أو ايديولوجية أو سياسة ، فان الهدف الاعلام في الوسائل الصحفية البورجوازية للتأثير الجماهيري للقارىء كحقيقة صرفة ومقدسة لم يجر عليها اي تغيير ، وذلك بالرغم من ان الاعلام الذي تقدمه الصحافة البورجوازية معد بانتظام ومثابرة ومنهجية بشكل يخدم الرأسمالية والايديولوجية والسياسة والثقافة والاخلاق البورجوازية. والمهمة المحددة هي ان يتقبل القراء والمستمعون والمشاهدون هذا الاعلام وكأنه موضوعي لا سياسي ، بالرغم من انه ايديولوجية بورجوازية صرفة ، ولكنه مُقدم بطريقة تحجب جوهره الفكري – السياسي . وفي هذا تكمن مجمل فلسفة فوين و دو بر و كار . وتقدم صحافة الاحتكارات الفرنسية الاساس الحقيقي للدفاع عن هذه الموضوعة المراثية ، وحتى ان المؤلفين انفسهما قد اكدا انهما اقاما نظريتهما على اساس ( الاستخدام الجيد ) للصحافة الفرنسية ، بالطبع البورجوازية، ذلك الذي لم يذكراه .
ويحدد المؤلفان مفاهيمهما حول مادة الاعلام ببعض الاحداث التي يرونها هامة والتي يجب على الصحفي ان يلاحقها ويبحث عنها ويطاردها ، وان يكشفها ويصيغها ، وذلك كي يكون صحفيا جيدا وهذه الاحداث :
١ - المناسبات غير السعيدة .
۲ – الاحتفالات .
٣ - الجرائم من شتى الانواع .
٤ - الاستقبالات الاجتماعية .
٥ - الاجراءات وخاصة القضائية منها .
٦ - العروض .
۷ - الرياضة .
٨ - العواصف دائرة القضايا الأكثر اهمية التي يوصي : بها المؤلفان باعتبارها جوهر المادة الاعلامية الصحفية . وهذه الدائرة تفتقر الى القضايا الاقتصادية والمسائل الايديولوجية والسياسية الحياة الثقافية بمعناها الواسع ، كما تفتقر الى القضايا العلمية . ومن الواضح ان هذه المادة الاعلامية تهدف الى تبليد القراء والمستمعين والمشاهدين وابعاد انتباههم عن مشاكل الحياة اليومية المعقدة التي تعتمد عليها حياة قطاعات واسعة من الشعب .
يسعى فوين ودوبروكار عبر هذا التنظير للاحتفالات والجرائم وشتى انواع الاثارة ان يضعا اساسا علميا » للصحافة البورجوازية الصفراء الفاسدة . وان يقدماها كقمة الانجازات الصحفية .
اعطى المؤلفان اهتماما خاصا الى ما اسمياه ( مراكز الاهتمام ) لدى القراء . كتبا : . . . . ان اهتمام قارىء ما يمكن ان يثار فقط عبر الدوائر المركزية التي تبدأ من نقطة واحدة يوجد فيها القارىء ذاته. (۲۹). هذه الفكرة التي لم يعبرا عنها بوضوح يمكن ان تفسر باشكال مختلفة . ولكن مؤلفي هذا الكتاب المدرسي عن الصحافة بعيدان عن فكرة ان يضعا في مركز الاهتمام ضرورة فهم المصالح الطبقية والاهتمامات بالتطور التقدمي للمجتمع وبالاشتراكية. لقد حاولا تصنيف مراكز اهتمامات القراء بالطريقة التالية :
۱ - موت الشخصيات الشهيرة ، الجرائم ، الانتحار ، الكوارث ، الأمراض والعمليات الجراحية
٢ - القدر ، الحوادث ، الغرائب ، الظواهر المفاجئة ، المظاهر الغريبة .
٣ - المسائل الجنسية ، الاعراس ، الولادات ، الطلاق ، القصص المثيرة ، الجرائم العاطفية ، القصص الجذابة .
٤ - النزاعات ، السلم والحرب ، المناقشات السياسية الهامة .
ه - المال .
٦ - الوقت .
۷ - الاحسان .
٨ - الشفقة ، قصص الاطفال ، وخاصة المأساوية منها .
هذا التحديد لمراكز اهتمامات القراء الذي قام به فوین و دو برو کار هو اساس الصحافة البورجوازية الصفراء والمثيرة والرخيصة . ولقد وجدا نفسيهما مضطرين لذكر الاحداث السياسية ، بالرغم من وضعها في المكان الرابع ، بعد حوادث موت الشخصيات المشهورة ، وبعد القدر، وبعد القصص الجنسية. ولكن كيف يفهمان الموضوع السياسي ؟ فقط بمنظور النزاعات . وبالنسبة لهما من الغريب تماما التفسير والتوضيح الذي تقدمه الصحافة بشكل منظم وجدي وهادىء للقضايا السياسية الصحافة بالنسبة لهما الاثارة ، وهما يريان كل شيء وفق هذا المنظور. وهذا هو منظور صحافة الاثارة البورجوازية . ان حقيقة كون آراء هذين المؤلفين تشكل اساسا نظريا لصحافة الاثارة البورجوازية تصبح اكثر وضوحا بالوصفة التي وصفاها للفن كي يصبح قادرا على اثارة الاهتمام. وفيما يلي نقدم وصفتهما للكيفية التي يجب ان تكتب بها المواد الصحفية بشكل مثير .
١ - تبدأ المادة بهجوم لانتزاع اهتمام القراء منذ الكلمات الاولى للمادة . المهمة الأولى هي القبض على الغنيمة وعدم التفريط بها .
٢ - مقدمة ، اعلان الشيء الهام والاساسي في المادة بكلمات قليلة.
٣ - هجوم مفاجأة . يرى المؤلفان ان هدف هذا الهجوم – المفاجأة ه ان يضرب في المعدة وان يقطع النفس » .
عرف فاتاريلو الصحفي بانه فني اعلام ، ولكن مؤلفين بورجوازيين آخرين خطوا خطوة عملاقة واعلنوا ان الصحفي هو مجرد هوائي ( انتين ) ، لا يعرف الشكوى أو التذمر ، ومهمته النقل والاستقبال، وابرز من يقول بذلك المؤلفان الفرنسيان برنارفوين وجوزيه دو بروكار مؤلفا الكتاب المدرسي ( ممارسة الاعلام )(٢٥). ماهي آراء هذين المؤلفين ؟ وما هو تأثير كتابهما المدرسي هذا على اولئك الذين يدرسونه ؟ اعلن المؤلفان انه ليس لديهما أية نية للتنظير ، وان غايتهما هي ان يساعدا الصحفيين الشباب على ان يتعرفوا على اسرار المهنة ، معتمدين في ذلك على الاستخدام الجيد للصحافة الفرنسية المعاصرة (٢٦). طبعاً ، المقصود هو الصحافة الفرنسية المعاصرة البورجوازية .
كتب المؤلفان : ( ان اساس مهنتنا هو ان نعرف الآخرين بذلك
الذي عرفناه نحن منذ وقت قصير) . (۲۷) لقد طور فوين ودو بروکار موضوعة حيدة ( وليس موضوعية ) الاعلام ، ومن المعروف ان هذه الموضوعة موقف بورجوازي نموذجي. وقالوا ان الصحفي هو مجرد هوائي ( انتين ) ينقل الاشياء التي كان قد استقبلها ، بدون رأي أو تعليق ، وبدون موقف ، وبدون ايديولوجيا أو سياسة . هذا التزييف مسألة معروفة جيدا . وهو بدون اي نقاش يحمل السمة البورجوازية. ويحاول المؤلفان بهذه الطريقة ان يقدما للصحفيين البورجوازيين تسهيلا وتبريرا لاخطائهم ، وان يقنعوهم بان عملهم ميكانيكي ، ولا علاقة له بالسياسة ، وانه بدون اي مبالغة عبارة عن استقبال و نقل آلي - ميكانيكي لا علاقة للذهن به ، تماما كالآلة التي تقوم بتسجيل الحرارة في الجو أو نسبة الرطوبة أو كمية البخر ... وغيرها ، وذلك دون ان يكون لهذه الآلة اي تأثير على الأشياء . وبهذا الصدد نرى ان آراء فاتوريلو واغناتسيو فايس اكثر واقعية .
متابعين باصرار نقطة انطلاقهم حول الطابع الحرفي للعمل الصحفي ، كتب هذان المؤلفان ... في الصحافة يجب ان يتحدث كشاهد وليس كقاض . ويجب استبعاد أية كلمة أو اي تعبير من شأنهما ان يشكلا اي انحياز أو ان يقدما أي تقييم . ان مهمة الاعلام ليست ان يدين او يلوم بل مهمته هي ان يصف فقط (۲۸). ان الغاية الخبيثة لهذه النظرية واضحة - عندما يستبعد من الاعلام كل ما يحوي تقييماً أو موقفا أو رأيا أو ايديولوجية أو سياسة ، فان الهدف الاعلام في الوسائل الصحفية البورجوازية للتأثير الجماهيري للقارىء كحقيقة صرفة ومقدسة لم يجر عليها اي تغيير ، وذلك بالرغم من ان الاعلام الذي تقدمه الصحافة البورجوازية معد بانتظام ومثابرة ومنهجية بشكل يخدم الرأسمالية والايديولوجية والسياسة والثقافة والاخلاق البورجوازية. والمهمة المحددة هي ان يتقبل القراء والمستمعون والمشاهدون هذا الاعلام وكأنه موضوعي لا سياسي ، بالرغم من انه ايديولوجية بورجوازية صرفة ، ولكنه مُقدم بطريقة تحجب جوهره الفكري – السياسي . وفي هذا تكمن مجمل فلسفة فوين و دو بر و كار . وتقدم صحافة الاحتكارات الفرنسية الاساس الحقيقي للدفاع عن هذه الموضوعة المراثية ، وحتى ان المؤلفين انفسهما قد اكدا انهما اقاما نظريتهما على اساس ( الاستخدام الجيد ) للصحافة الفرنسية ، بالطبع البورجوازية، ذلك الذي لم يذكراه .
ويحدد المؤلفان مفاهيمهما حول مادة الاعلام ببعض الاحداث التي يرونها هامة والتي يجب على الصحفي ان يلاحقها ويبحث عنها ويطاردها ، وان يكشفها ويصيغها ، وذلك كي يكون صحفيا جيدا وهذه الاحداث :
١ - المناسبات غير السعيدة .
۲ – الاحتفالات .
٣ - الجرائم من شتى الانواع .
٤ - الاستقبالات الاجتماعية .
٥ - الاجراءات وخاصة القضائية منها .
٦ - العروض .
۷ - الرياضة .
٨ - العواصف دائرة القضايا الأكثر اهمية التي يوصي : بها المؤلفان باعتبارها جوهر المادة الاعلامية الصحفية . وهذه الدائرة تفتقر الى القضايا الاقتصادية والمسائل الايديولوجية والسياسية الحياة الثقافية بمعناها الواسع ، كما تفتقر الى القضايا العلمية . ومن الواضح ان هذه المادة الاعلامية تهدف الى تبليد القراء والمستمعين والمشاهدين وابعاد انتباههم عن مشاكل الحياة اليومية المعقدة التي تعتمد عليها حياة قطاعات واسعة من الشعب .
يسعى فوين ودوبروكار عبر هذا التنظير للاحتفالات والجرائم وشتى انواع الاثارة ان يضعا اساسا علميا » للصحافة البورجوازية الصفراء الفاسدة . وان يقدماها كقمة الانجازات الصحفية .
اعطى المؤلفان اهتماما خاصا الى ما اسمياه ( مراكز الاهتمام ) لدى القراء . كتبا : . . . . ان اهتمام قارىء ما يمكن ان يثار فقط عبر الدوائر المركزية التي تبدأ من نقطة واحدة يوجد فيها القارىء ذاته. (۲۹). هذه الفكرة التي لم يعبرا عنها بوضوح يمكن ان تفسر باشكال مختلفة . ولكن مؤلفي هذا الكتاب المدرسي عن الصحافة بعيدان عن فكرة ان يضعا في مركز الاهتمام ضرورة فهم المصالح الطبقية والاهتمامات بالتطور التقدمي للمجتمع وبالاشتراكية. لقد حاولا تصنيف مراكز اهتمامات القراء بالطريقة التالية :
۱ - موت الشخصيات الشهيرة ، الجرائم ، الانتحار ، الكوارث ، الأمراض والعمليات الجراحية
٢ - القدر ، الحوادث ، الغرائب ، الظواهر المفاجئة ، المظاهر الغريبة .
٣ - المسائل الجنسية ، الاعراس ، الولادات ، الطلاق ، القصص المثيرة ، الجرائم العاطفية ، القصص الجذابة .
٤ - النزاعات ، السلم والحرب ، المناقشات السياسية الهامة .
ه - المال .
٦ - الوقت .
۷ - الاحسان .
٨ - الشفقة ، قصص الاطفال ، وخاصة المأساوية منها .
هذا التحديد لمراكز اهتمامات القراء الذي قام به فوین و دو برو کار هو اساس الصحافة البورجوازية الصفراء والمثيرة والرخيصة . ولقد وجدا نفسيهما مضطرين لذكر الاحداث السياسية ، بالرغم من وضعها في المكان الرابع ، بعد حوادث موت الشخصيات المشهورة ، وبعد القدر، وبعد القصص الجنسية. ولكن كيف يفهمان الموضوع السياسي ؟ فقط بمنظور النزاعات . وبالنسبة لهما من الغريب تماما التفسير والتوضيح الذي تقدمه الصحافة بشكل منظم وجدي وهادىء للقضايا السياسية الصحافة بالنسبة لهما الاثارة ، وهما يريان كل شيء وفق هذا المنظور. وهذا هو منظور صحافة الاثارة البورجوازية . ان حقيقة كون آراء هذين المؤلفين تشكل اساسا نظريا لصحافة الاثارة البورجوازية تصبح اكثر وضوحا بالوصفة التي وصفاها للفن كي يصبح قادرا على اثارة الاهتمام. وفيما يلي نقدم وصفتهما للكيفية التي يجب ان تكتب بها المواد الصحفية بشكل مثير .
١ - تبدأ المادة بهجوم لانتزاع اهتمام القراء منذ الكلمات الاولى للمادة . المهمة الأولى هي القبض على الغنيمة وعدم التفريط بها .
٢ - مقدمة ، اعلان الشيء الهام والاساسي في المادة بكلمات قليلة.
٣ - هجوم مفاجأة . يرى المؤلفان ان هدف هذا الهجوم – المفاجأة ه ان يضرب في المعدة وان يقطع النفس » .
تعليق