ألكسندر فلمنغ Alexander Fleming طبيب وعالم جراثيم اسكتلندي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ألكسندر فلمنغ Alexander Fleming طبيب وعالم جراثيم اسكتلندي

    فلمنغ (ألكسندر -)
    (1881-1955)
    ألكسندر فلمنغ Alexander Fleming طبيب وعالم جراثيم اسكتلندي. ولد في بلدة لوكفيلد Lochfield الصغيرة، وتوفي في لندن. وكان ثالث طفل لوالدين أنجبا سبعة أولاد. درس في البدء دراسة تقانية في لندن بعد إنهاء تعليمه الابتدائي والثانوي، وعمل في وكالة شركة بحرية مدة أربع سنوات، ثمَّ انتسب سنة 1901 إلى كلية الطب العائدة لمستشفى القديسة ماري في لندن، وأنهى دراسته عام 1906 بتقديم أطروحة عن الأخماج الجرثومية وطرق مكافحتها. بدأ فلمنغ عمله باحثاً مساعداً في المستشفى نفسه في المجموعة التي يرأسها أ. رايت Almroth Wright الرائد في بحوث المعالجة والمداواة باللقاحات، ثمَّ سُمِّي محاضراً وبقي في هذا المركز حتى عام 1914. وحينما أُعلنت الحرب العالمية الأولى أمضى مدة الحرب وهو يعمل طبيباً في الجيش البريطاني، وسعى جاهداً إلى إيجاد معالجة لتخفيض نسبة وفيات الجنود الذين يقضون من الجروح المخموجة، إذ كان يعتقد أن المطهرات لا تجدي نفعاً في منع إصابة الجروح بخمج، لكن نظريته رُفِضَت. وبعد انتهاء الحرب العالمية عام 1918 عاد فلمنغ إلى عمله في مستشفى القديسة ماري. وسـمي أستاذاً عام 1928، وأستاذاً للجراثيم في جامعة لندن عام 1948. اهتمَّ فلمنغ منذ فجر حياته الطبية بتأثير الجراثيم والمطهرات، وعمل على إيجاد مادة مضادة للأحياء المجهرية لا تؤذي النسج الحيوانية.
    ترك فلمنغ في عام 1928 علبة فيها مزروع من الجراثيم العنقودية على طاولة مخبره، قبل أن يذهب لعطلة استمرت أسبوعين، فلاحظ حين عودته هالة نيرة لم تنمُ فيها الجراثيم أحاطت بظهور فطر ذي لون أخضر ضارب للصفرة لوَّث المزرعة. وكان للمصادفة والحظ دور كبير في ذلك إذ إن فلمنغ يومها لم يضع مزرعته في الحاضنة بل تركها في الغرفة، مما أتاح لهذا الفطر الموجود في جو الغرفة أن يلوث المزرعة وينمو. وحينما أعاد التجربة وجد أن جراثيم العنقوديات قد غطت كامل سطح علبة المزرعة باستثناء المنطقة التي تحيط بالفطر. فاستنتج بأن هذا الفطر قد أفرز مادة منعت نمو الجراثيم، فأعاد التجربة وتأكد أن هذه المادة التي نمت قد حالت دون نمو المكورات العنقودية ولو مددت (رققت) 800 مرة، وأطلق عليها اسم بنسلين penicillin أو المكنسيات. نشر فلمنغ اكتشافه عام 1929 في المجلة الطبية للمرضيات التجريبية Journal of Experimental Pathology، ولكنها بقيت مهملة لم يلتفت إليها أحد نحو عقد من الزمن.
    وبقي فلمنغ يتابع تجاربه مدة تزيد على عشر سنوات لإيجاد الجوهر الفعال للبنسلين ليجعل منه دواء ضد الأخماج، لكنه لاقى صعوبات كثيرة مما اضطره إلى تركها. وفي سنة 1932 أوقف فلمنغ عمله فيما يتصل بالبنسلين، واقتصر على إعطاء نماذج من الفطر للباحثين الآخرين. وكان يقال بأنه لم يكن يتمتع بخبرة كيمياوية كافية لاستخراج البنسلين والإقناع إنه عقار يستطيع معالجة أخماج خطرة. ولكن بعد اثني عشر عاماً تجلَّت أهمية اكتشافه على الصعيد الطبي بالتجارب التي قام بها إرنست بوريس تشين Ernst Boris Chain عام 1939، الذي كان يعمل مع فريق هوارد فلوري Howard Florey في أكسفورد. وتشين كيميائي حيوي من أصل ألماني عمل في كمبردج ثم في أكسفورد، وهو الذي أجرى تجارب انتهت باستخراج البنسلين من الفطر Penicillium notatum، وقام بدراسته دوائياً (فرمكولوجياً) عام 1941. وبرهن هذا الفريق على أن استخراج كمية من مادة نقية من هذا المزيج يمكنها أن تقضي على عدد من الجراثيم إذا حقنت لفئران قضت عليها، وهي التجربة التي لم يقم بها فلمنغ. وقد نشر فريق أكسفورد نتائج تجاربه، وسرعان ما برهن على أن زرق مادة البنسلين ذات قدرة عجيبة في إنقاذ المرضى من أخماج عدة. وقد وضع هذا الفريق بين عامي 1939 و1942 طرقاً لصنع البنسلين الذي اكتشفه فلمنغ واستخرجه شين Chain، وكان وضع بريطانيا في أثناء الحرب العالمية الثانية، لا يسمح بصنع كميات كبيرة منه بسرعة، وقد أصبح مادة أساسية لمعالجة أخماج الجنود. ولم يتوقف فريق أكسفورد عند هذا الحد بل فكر بالحصول على كميات من هذه المادة لسد حاجات جنود الحرب العالمية الثانية. فقام في أواخر الثلاثينيات بحثّ الشركات البريطانية ثم الأمريكية في بداية الأربعينيات، على إنتاج البنسلين بكميات كبيرة، فذهب فلوري للولايات المتحدة لتسيير العمل بإيجاد طرق لزرع هذا الفطر واستخراج العنصر الفاعل فيه، حتى أصبحت كميات كبيرة منه جاهزة قبل نزول جيوش الحلفاء في النورماندي عام 1944، مما أنقذ حياة الملايين من الجنود.
    والواقع أن فلمنغ لم يكن أول من وصف خصائص البنسلين المضادة للجراثيم، فجون تندال John Tyndall قد لاحظ مثل هذه الملاحظة عام 1875 وكذلك د. غراسيا عام 1925؛ لكن الفارق بين فلمنغ ومن سبقه أنه قدَّر أهمية نتائجه ولذا قال فيما بعد: «إن فضلي الوحيد هو أني لم أهمل ما لاحظته وتابعت هذه الظاهرة كجراثيمي». ولكن على الرغم من متابعته للتجارب فإنه لم يحقن البنسلين لفئران مخموجة.
    أحدث اكتشاف فلمنغ صناعة دوائية مهمة توصلت إلى إيجاد البنسلين التركيبي الذي أوقف بعض الجائحات التي كانت تفتك بالإنسان منذ عهد قديم كالإفرنجي والموات والسل، وهي الأمراض التي نسجت حولها الأساطير العلمية.
    كشف فلمنغ عام 1921 في النسج وفي المفرزات الدمعية مادة تؤثر في الجراثيم أسماها الليزوزيم lysozyme، وابتدع طرقاً لتحليل بعض سوائل البدن ومعايرتها.
    نشر فلمنغ في مجلات طبية وعلمية عدداً من البحوث تتصل بالجراثيم والمناعة والمعالجة الكيمياوية مع وصف لليزوزيم والبنسلين.
    منح ملك بريطانيا فلمنغ لقب سير sir عام 1944، كما مُنح ألقاباً علمية عدة منها زميل في الجمعية الجراحية عام 1909، ووساماً عام 1946، وزميلاً في جمعية ميكل Mickle في جامعة لندن عام 1942، ووساماً من الجمعية الطبية الملكية 1947، ووسام استحقاق من الولايات المتحدة 1947. وانتخب عضو شرف في معظم الجمعيات الطبية والعلمية في العالم. كما منح درجة دكتوراه شرف من عدد من الجامعات الأوربية والأمريكية. وحاز مع فلوري وشين جائزة نوبل للفيزيولوجية والطب عام 1945. وظلَّ فلمنغ يعمل في المستشفى ذاته حتى قضت عليه نوبة قلبية مفاجئة.
    تتابعت التجارب بعد اكتشاف البنسلين للتوصل إلى صادات يكون طيف تأثيرها في الجراثيم أوسع فاكتشف ر. دوبو R.Dubos عام 1939 التيروتريسين tyrothricin، وتوصل س. فاكسمان S.Waksman عام 1943 لاكتشاف الستربتومسين streptomycin، وفي عام 1949 النيوميسين neomycin وحاز على جائزة نوبل للطب عام 1952. كما توصل ب.م. دوغار B.M.Dugar عام 1949 إلى إنتاج الأوريوميسين aureomycin. وب. بركهولدر P.Burkholder الكلوروميستين chloromycetin، وف. ملني F.Meleny البستراسين bacitracin عام 1945، ولا يزال اكتشاف صادات جديدة مستمراً حتى اليوم، ويمكن القول إن عدداً من الأمراض الخمجية هُزِمت بفضلها.
    عدنان تكريتي
يعمل...
X