اسامه منقذ Usama Bin Munqedh من أمراء بني منقذ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اسامه منقذ Usama Bin Munqedh من أمراء بني منقذ

    أسامة بن منقذ

    اسامه منقذ

    Usama Bin Munqedh - Oussama Ben Munquedh

    أسامة بن مُنْقِذ
    (488ـ584هـ/ 1095ـ1188م)

    أسامة بن مُرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ. أبو المظفر مؤيَّد الدولة، عربي كناني، من أمراء بني منقذ، وهم أسرة مجيدة، اشتهر كثير من رجالها بالفروسية والشعر والأدب، حكمت شيزر وما جاورها مدة من الزمن. وشيزر مدينة في الشمال الغربي من حماة، يحيط بها نهر العاصي من جهات ثلاث، وتقع على الهضبة قربها، قلعة شيزر التي كان لها أهميتها الحربية على مرّ العصور.
    شبّ أسامة جريئاً لا يهاب الصعاب، واقتحم منذ صغره الأخطار، واشترك في المعارك التي دارت بين أسرته والصليبيين، وتلقى الثقافة التي كان يتلقاها الأمراء في ذلك العصر على شيوخ كبار أحضرهم والده ليعلموه وإخوته، فسمع الحديث من الشيخ صالح السينسي، كما قرأ النحو على أبي عبدالله الطّليطلي، ودرس الفقه واللغة وحفظ كثيراً من الشعر، وكان كأبيه مولعاً بالصيد والكتابة ونظم الشعر، فعُرف فارساً من فرسان العرب الشجعان، وأديباً وشاعراً مقرباً من الملوك والسلاطين.
    لم يقبل أبوه ـ أبو سلامة مرشد ـ تولي إمارة شيزر بعد أن مات أخوه الأكبر أبو المرهف نصر وقال: «والله لا وليتها، ولأخرجنّ من الدنيا كما دخلتها»، وفضّل عليها الاشتراك في حرب الصليبيين والصيد ونسخ القرآن. فتولى الحكم أخوه الأصغر، أبو العساكر سلطان، فكان أسامة معجباً بعمه مقرّباً إليه، وقد هيأه هذا ليكون أميراً بعده، فأولاه عنايته وعهد إليه بكثير من المهام، لكنه انقلب عليه وتغيرت عواطفه نحوه بعد أن رزق أولاداً خاف عليهم من شهرة أسامة وإخوته . وقد ظهرت عداوة سلطان لأبناء أخيه واضحةً بعد وفاة أخيه مرشد إذ أخرج أبناء أخيه من الحصن كرهاً. فترك أسامة القلعة عام 524هـ/ 1129م وقضى تسعة أعوام في جيش الأتابك عماد الدين زنكي[ر] ثم قصد دمشق عام 533هـ/ 1137م وعمل مع معين الدين أنر، مدبر أمور دمشق للدولة البورية، وأتاحت له المعاهدات التي أبرمت مع مملكة بيت المقدس الصليبية فرصة زيارة القدس والاتصال بالفرنج الصليبيين، فعرف الكثير من عاداتهم وأخلاقهم، فكان يحاربهم في زمن الحرب ويصادقهم في السلم.
    وفي عام 540هـ/ 1144م انتقل إلى مصر في عهد الخليفة الحافظ وابنه الظافر[ر] والوزير ابن سلاّر[ر]. ثم ما لبث أن تحوّل إلى دمشق سنة 549هـ/ 1154م واتصل بحاكمها نور الدين زنكي، واشترك معه في عدة حملات على الفرنج الصليبيين. وفي سنة 552هـ/ 1157م أصاب قلعة شيزر زلزال قتل فيه تحت الأنقاض كل من كان من آل منقذ في القلعة.
    ويظهر أنه، بعد زهاء عشر سنين قضاها في دمشق، وجد نفسه في حاجة إلى الراحة والبعد عن تكاليف السلطان وخدمة الملوك، فمضى إلى حصن كيفا، المشرف على نهر دجلة، وهناك عكف على البحث والدرس والتأليف، وكان ذلك في عام 559هـ/ 1163م. وربما اختار أسامة هذا المكان لما كان فيه من مكتبات ضخمة غنية.
    وبعد عشر سنوات من إقامته هناك عاد إلى دمشق مرة أخرى، وكان يحكمها صلاح الدين الأيوبي، وكان أسامة قد تجاوز الثمانين، وفي أثناء إقامته هذه في دمشق أرسله صلاح الدين الأيوبي بسفارة إلى الموحدين لطلب المعونة لقتال الصليبيين، ومات في دمشق بعد أن عمّر طويلاً وأربى على التسعين.
    ترك أسامة طائفة من الكتب منها: كتاب «العصا» وقد أورد فيه شواهد نثرية وشعرية تتحدث عن العصا التي عرفت في التاريخ، وأثبت فيه كذلك كثيراً من شعره. وكتاب «المنازل والديار» جمع فيه المؤلف ما تخيّره مما كتب في البكاء على المنازل العافية والأطلال الدارسة، من شعر الجاهليين ومن تلاهم حتى أيامه. وقد حفزه إلى جمعه ما نال بلاده من الخراب، وما أصابها من الزلازل التي أبادت أسرته. وقد حفظ في هذا الكتاب كثيراً من أمهات الشواهد الشعرية. وكتاب «لباب الآداب» وقد ألفه أسامة وهو ابن إحدى وتسعين سنة، كما ذكر في آخر الكتاب. وكتاب «الاعتبار» وفيه أملى المؤلف، وهو بعد سن التسعين، ذكرياته ومشاهداته من معارك حربية وأحداث سياسية في مصر والشام، مصوراً الوقائع التي جرت بين العرب والصليبيين، مبيناً طبائعهم وأخلاقهم وعقائدهم، والمعارك التي جرت بين قومه ومن حولهم من حكام، ذاكراً المؤامرات التي جرت في آخر الحكم الفاطمي. ويعدّ كتابه تاريخاً سياسياً واجتماعياً صادقاً للقرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي. وقد كتب بإنشاء عادي بعيد عن التصنع. ويعدّ كتاب «الاعتبار» ـ وهو أشهر كتب أسامة ـ أول سيرة ذاتية في الآداب العربية، رمى المؤلف من ورائه إلى إبراز فكرة هي: أن ركوب المخاطر في الحرب أو في السلم لا تنقص من الأجل المكتوب. وقد استاق القصص من دون تنظيم منطقي. وامتازت المذكرات بالأمانة في النقل والصدق في الرواية والدقة في الملاحظة، مع الموازنة بين ما جرت عليه تقاليد العرب المسلمين وحياتهم اليومية وبين ما درج عليه الإفرنج الذين أقاموا في البلاد في ذلك العصر.
    ولأسامة ديوان شعر مطبوع رتّبه بحسب أغراض الشعر الغنائي، وشعره من النوع الجزل الفخم.
    عني المؤرخون العرب بأخبار أسامة وآل منقذ، فورد ذكرهم في كثير من الكتب التي تتحدث عن بلاد الشام في القرنين الخامس والسادس للهجرة. وسمع عن أسامة الحافظ أبو سعد السمعاني صاحب كتاب «الأنساب» والحافظ ابن عساكر صاحب «تاريخ دمشق» والعماد الكاتب الأصفهاني وغيرهم. كما عني المستشرقون بآثار أسامة فترجم بعضها إلى الفرنسية والألمانية والروسية والإنكليزية.
    ج.ت
يعمل...
X