فالادون (ماري كليمانتين المعروفة بسوزان -)
(1865-1938)
ماري كليمانتين المعروفة بسوزان فالادون Marie-Clémentine dite Suzanne Valadon رسامة فرنسيّة، ولدت في بِسِّين Bessines وتوفيت في باريس، وهي ابنة غير شرعيّة لامرأة كانت تعمل في غسل الثياب.
عملت فالادون في الخامسة عشرة من عمرها لاعبة بهلوانات (أكروبات) acrobate في السيرك، وظلت كذلك إلى أن تعرضت لحادث في أثناء العمل؛ جعلها تتخلى نهائياً عن هذه المهنة، ولأنها كانت على قسط وافر من الجمال؛ لجأت إلى العمل أنموذجاً (موديل) modèle لدى عدد من الرسامين، وعن طريق هذه المهنة تمكنت فالادون من التقاط أسرار الرسم والتصوير وكثير من التقانات الفنية، مما جعلها فيما بعد، تدلي بدلوها في هذا الميدان، وتصير فنانة مشهورة.
من الفنانين الذين عملت أنموذجاً لديهم، واستفادت كثيراً من وجودها في مراسمهم إدغار ديغا Edgar Degas وهنري تولوز لوترك Henri de Toulouse-Lautrec وبيير أوغست رنوار Pierre-Auguste Renoir وبيير بوفي دي شافان Pierre- Puvis de Chavannes، وعُرف عنها ترددها الدائم على الحانات (البارات) الرخيصة في باريس.
من أشهر اللوحات والرسومات التي شكلت فالادون موضوعها الرئيس «رقصة في البوجيفال» Dance at Bougival للفنان رنوار نفذها عام 1883، وفي العام نفسه صوَّرها في لوحة أخرى تحمل اسم «رقصة المدينة» City Dance. وفي العام 1885 عاد وصوَّرها في لوحة وجهيّة بعنوان «فتاة تجدل شعرها» A Girl Braiding Her Hair. أما الفنان هنري تولوز لوتريك فصوَّرها في عام 1889 لوحة شخصيّة بعنوان «هانغوفر» The Hangover.
بعد هذه المرحلة من عملها أنموذجاً لدى عدد كبير من الفنانين المعروفين الذين صاروا فيما بعد، من أبرز رموز الفن العالمي المعاصر وأهمها، طرقت فالادون أبواب مهنة الفن، متسلحة بملاحظاتها وانطباعاتها ومعلوماتها التي كوّنتها عن أسرار الفن وتقاناته، فوضعت كثيراً من الرسوم واللوحات، دلت على أنها فنانة موهوبة ومتمكنة، ولاسيما أنها تلقت كثيراً من الدعم والتشجيع من الفنانين الذين عملت لديهم أنموذجاً، ثم من قبل محبي الفن ومقتنيه الذين تهافتوا على شراء أعمالها، ومع ذلك، لم تستطع العيش من مردود فنها، وإنما من دخل ابنها موريس فالادون Maurice Valadon الذي رزقت به وهي في الثامنة عشرة من عمرها، من رجل لم تصرح باسمه؛ مما دفع ابنها المولود عام 1883 إلى تغيير اسمه فيما بعد فأصبح يدعى موريس أوترلو Utrillo نسبة إلى اسم عائلة أحد أصحابه المقربين، وقد صار ابنها هذا ناقداً ورساماً ومصوراً معروفاً، وغدا من أشهر فناني مونمارتر Montmartre في باريس.
أُعجب الفنان ديغا بخطوط الفنانة فالادون العريضة القوية، وبرسمها الدقيق المتقن؛ فشجعها على المضي في الرسم.
تناولت فالادون في أعمالها الموضوعات التقليديّة المطروقة في الرسم والتصوير، منها: الطبيعة الصامتة، والمناظر الطبيعيّة الخلويّة، والصور الشخصيّة، والوجوه. وتتميز أعمالها بالجمع الموفق بين قيم الرسم واللون. كما برعت في إقامة حالة من الانسجام الشديد بين درجات ألوانها النابضة بالحياة، والزاهية، والحساسة، وبين الموضوعات المتناولة فيها. كما تميزت واشتهرت بتناولها موضوع النساء بحساسية عاليّة، وتعبير عميق.
أقامت أول معرض لها في بداية العقد التاسع من القرن التاسع عشر، وفيه عرضت مجموعة لوحات تناولت فيها الصور الشخصيّة والوجوه خاصة، ومن بينها وجه «إريك ساتي» Erik Satie الذي كان متيماً ومعجباً بجمالها، مما دفعه إلى طلب الزواج بها، غير أنها رفضت طلبه، لانشغالها بفنها وابنها، فقد أخفقت مرتين في زواجها، نتيجة شغفها بالفن.
كانت الفنانة فالادون أول امرأة تُقبَل عام 1894 في الجمعية العالمية للفنون الجميلة، وقد أمضت ما يربو على ثلاثة عشر عاماً، وهي منكبة على تنفيذ لوحاتها الزيتية التي أتقنتها، وأظهرت براعة لافتة في معالجتها، غير أنها تكتمت عليها كل هذه المدة، ولم تعرضها.
تتوزع أعمالها الفنية حالياً، في العديد من المتاحف العالمية، منها مركز جورج بومبيدو Georges Pompidou في باريس، ومتحف الميتروبوليتان للفن Metropolitan Museum of Art في نيويورك. صدر عام 1998 كتاب عنها بعنوان: «سوزان فالادون سيدة مونمارتر» Suzanne Valadon-Mistress of Montmartre ألفه جون روز June Rose. وفي العام 2001 صدر كتاب آخر عنها بعنوان: «سوزان: الحب والفن» Suzanne: of Love and Art ألفته إيلين تود كورن Elaine Todd Koren.
محمود شاهين
(1865-1938)
ماري كليمانتين المعروفة بسوزان فالادون Marie-Clémentine dite Suzanne Valadon رسامة فرنسيّة، ولدت في بِسِّين Bessines وتوفيت في باريس، وهي ابنة غير شرعيّة لامرأة كانت تعمل في غسل الثياب.
عملت فالادون في الخامسة عشرة من عمرها لاعبة بهلوانات (أكروبات) acrobate في السيرك، وظلت كذلك إلى أن تعرضت لحادث في أثناء العمل؛ جعلها تتخلى نهائياً عن هذه المهنة، ولأنها كانت على قسط وافر من الجمال؛ لجأت إلى العمل أنموذجاً (موديل) modèle لدى عدد من الرسامين، وعن طريق هذه المهنة تمكنت فالادون من التقاط أسرار الرسم والتصوير وكثير من التقانات الفنية، مما جعلها فيما بعد، تدلي بدلوها في هذا الميدان، وتصير فنانة مشهورة.
من الفنانين الذين عملت أنموذجاً لديهم، واستفادت كثيراً من وجودها في مراسمهم إدغار ديغا Edgar Degas وهنري تولوز لوترك Henri de Toulouse-Lautrec وبيير أوغست رنوار Pierre-Auguste Renoir وبيير بوفي دي شافان Pierre- Puvis de Chavannes، وعُرف عنها ترددها الدائم على الحانات (البارات) الرخيصة في باريس.
من أشهر اللوحات والرسومات التي شكلت فالادون موضوعها الرئيس «رقصة في البوجيفال» Dance at Bougival للفنان رنوار نفذها عام 1883، وفي العام نفسه صوَّرها في لوحة أخرى تحمل اسم «رقصة المدينة» City Dance. وفي العام 1885 عاد وصوَّرها في لوحة وجهيّة بعنوان «فتاة تجدل شعرها» A Girl Braiding Her Hair. أما الفنان هنري تولوز لوتريك فصوَّرها في عام 1889 لوحة شخصيّة بعنوان «هانغوفر» The Hangover.
سوزان فالادون: «الجدة والحفيد» | |
(المتحف الوطني للفن المعاصر 1910) |
أُعجب الفنان ديغا بخطوط الفنانة فالادون العريضة القوية، وبرسمها الدقيق المتقن؛ فشجعها على المضي في الرسم.
تناولت فالادون في أعمالها الموضوعات التقليديّة المطروقة في الرسم والتصوير، منها: الطبيعة الصامتة، والمناظر الطبيعيّة الخلويّة، والصور الشخصيّة، والوجوه. وتتميز أعمالها بالجمع الموفق بين قيم الرسم واللون. كما برعت في إقامة حالة من الانسجام الشديد بين درجات ألوانها النابضة بالحياة، والزاهية، والحساسة، وبين الموضوعات المتناولة فيها. كما تميزت واشتهرت بتناولها موضوع النساء بحساسية عاليّة، وتعبير عميق.
أقامت أول معرض لها في بداية العقد التاسع من القرن التاسع عشر، وفيه عرضت مجموعة لوحات تناولت فيها الصور الشخصيّة والوجوه خاصة، ومن بينها وجه «إريك ساتي» Erik Satie الذي كان متيماً ومعجباً بجمالها، مما دفعه إلى طلب الزواج بها، غير أنها رفضت طلبه، لانشغالها بفنها وابنها، فقد أخفقت مرتين في زواجها، نتيجة شغفها بالفن.
كانت الفنانة فالادون أول امرأة تُقبَل عام 1894 في الجمعية العالمية للفنون الجميلة، وقد أمضت ما يربو على ثلاثة عشر عاماً، وهي منكبة على تنفيذ لوحاتها الزيتية التي أتقنتها، وأظهرت براعة لافتة في معالجتها، غير أنها تكتمت عليها كل هذه المدة، ولم تعرضها.
تتوزع أعمالها الفنية حالياً، في العديد من المتاحف العالمية، منها مركز جورج بومبيدو Georges Pompidou في باريس، ومتحف الميتروبوليتان للفن Metropolitan Museum of Art في نيويورك. صدر عام 1998 كتاب عنها بعنوان: «سوزان فالادون سيدة مونمارتر» Suzanne Valadon-Mistress of Montmartre ألفه جون روز June Rose. وفي العام 2001 صدر كتاب آخر عنها بعنوان: «سوزان: الحب والفن» Suzanne: of Love and Art ألفته إيلين تود كورن Elaine Todd Koren.
محمود شاهين