الإنجيل Evangile كلمة يونانية معناها البشارة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإنجيل Evangile كلمة يونانية معناها البشارة





    انجيل

    Evange - Evangile

    الإنجيل

    الإنجيل Evangile كلمة يونانية معناها البشارة، وتحتوي على سيرة السيد المسيح عليه السلام وتعاليمه ومعجزاته. والإنجيل عند المسلمين أحد الكتب السماوية، أُنزل على المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، ودوَّنه تلاميذه من بعده. وقد ذكر الإنجيل في القرآن الكريم اثنتي عشرة مرة، منها )نزَّلَ عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام( (آل عمران 3).
    والإنجيل في المفهوم المسيحي إلهام إلهي وبشرى بميلاد المسيح وتعاليمه التي نشرها، وسيرته كما سجلها تلاميذه من بعده. وقد اتخذت هذه الكلمة مدلولها الأولي في المسيحية على أنها بشرى الخلاص (مر1/1) وإعلان هذه البشرى. الإنجيل إذن هو التبشير بالخلاص وتجسيد ملكوت الله في شخص يسوع المسيح، وهو المفهوم الذي أشار إليه الرسول بولس في رسائله.
    وفي القرن الثاني الميلادي أصبحت كلمة إنجيل تعني عند آباء الكنيسة الكتاب الذي يحتوي البشارة السارة المعلنة شفهياً، التي تشمل ميلاد يسوع ومعجزاته وتعاليمه وأعماله وموته وقيامته، في حين قد تطلق الكلمة جمعاً على الأسفار المعروفة بالأناجيل الأربعة المنسوبة إلى مؤلفيها: متى ومرقس ولوقا ويوحنا، وتمتد أحياناً لتشمل جميع أسفار العهد الجديد.
    يجب مراعاة عنصرين مهمين في دراسة الأناجيل Gospels هما عنصر الوحي الإلهي Revelation وعنصر الفهم والتأويل الإنساني بغية الكشف عن الأحوال العامة التي تساوقت مع كتابة هذه الأناجيل إذ إنها كُتبت بعد نحو أربعين عاماً من وفاة السيد المسيح.
    إن دراسة الأناجيل بتسلسلها الزمني الذي كُتبت فيه ذو فائدة كبيرة لأنه يمكّن من تعقب مسيرة تطور الفكر المسيحي إبان مرحلة تكوين العهد الجديد New Testament. فالأدب المسيحي نتاج الحركة المسيحية وليس سبباً لها. ولابد من أجل فهم العهد الجديد والأناجيل فهماً جيداً من فهم محتويات كل إنجيل مع مراعاة الأوضاع التاريخية التي كُتب فيها، ومعرفة مصادر كل منها على حدة، والطريقة التي نُظِم بها، إضافة إلى معرفة هدف كاتب كل إنجيل ومنهجه في تحقيق هذا الهدف.
    مراحل تكوين الإنجيل
    من المؤكد أن يسوع المسيح لم يكتب أو يترك شيئاً سوى حضور ذاته سيرة وتعليماً ومآثر نقشها في نفوس أتباعه الحواريين الذين اختارهم على اختلاف بيئاتهم ليحملوا البشارة كما تلقوها فيبشروا بها في كل مكان. وهؤلاء هم تلامذته الاثنا عشر الذين واكبوا أعماله ومعجزاته فكانوا بذلك شهوداً لتعاليمه وحياته، وهم الإنجيل المقول، لأنهم حفظوا جميع تفاصيل حياته ومآثره، وصار لهم في كل أرض يطؤوها جماعات من المسيحيين يترأسهم كاهن يهتم بشؤونهم. وقد نمت تلك الجماعات وانضوى بعضها تحت جمعيات سرية عرفت لاحقاً باسم الكنائس، وكانت تعمد إلى كتابة رسائل تلقينية واعظة تبين فيها مبادئ العقيدة المسيحية Christian Dogma. كتب بعض هذه الرسائل القديس بولس[ر] Paul الذي نشأ في بيئة تقليدية يهودية، ثم اعتنق المسيحية، وأصبح مبشراً ومؤسساً لكنائس جديدة ومربياً لأعضائها. واستمر أتباعه في كتابة مثل هذه الرسائل إلى الكنائس حتى بعد وفاته. وتشغل الرسائل التي كتبها بولس الرسول ثلث العهد الجديد، وقد كتبها قبل ظهور أي من الأناجيل المعروفة اليوم بوقت طويل. وكانت هذه الرسائل الركيزة والأساس الأول للإنجيل.
    وحرصاً على التعاليم من التحريف والضياع ظهرت الحاجة إلى تدوين البشرى ولاسيما بعد اضطهاد الرومان للمسيحيين، وتقدم السن بالرسل الأولين، إضافة إلى بروز انحرافات عقائدية ذات أبعاد دينية وثنية أو عصبية يهودية. لذلك كان لابد أن يعمد بعضهم إلى جمع ما تلقوه وحفظوه من التقاليد الشفهية حول جوهر بشارة يسوع المسيح وتدوينه بما يتوافق مع المعطيات الذهنية والدينية والفكرية والاجتماعية للبيئات التي كانت آنذاك من اليهودية واليونانية والرومانية والعربية. إن مرحلة التقليد الشفهي تكشف لنا إيمان الجماعات المسيحية الأولى وحياتها، وتظهر التركيز على كل خطبة أو مأثرة للسيد المسيح بمعزل عن أي إطار زمني أو جغرافي دقيق. فلكل رواية وجودها المستقل عن الأخرى وقد قام الإنجيليون بتنسيقها، ثم صهرها في صيغ أدبية ثابتة إلى حد ما. هذا شأن الروايات والأحداث التي تتصل بأقوال السيد المسيح ومعجزاته ومن هنا ظهر الإنجيل المكتوب واحداً في جوهره ومتعدداً في تجلّيه، فالبشرى واحدة لكن المبشرين كثيرون. وهي تعكس صورة صحيحة ومتكاملة عن الرسالة التي بشر بها يسوع ولقنها تلامذته. وقد دوّنها أربعة أشخاص هم متى ويوحنا من الرسل الأولين وقد استقيا معلوماتهما مباشرة من يسوع، ومرقس ولوقا من تلاميذ كبيري الرسل بولس وبطرس وقد استقيا معلوماتهما منهما. وقد اهتم كل من الإنجيليين الأربعة بإبراز معنى البشرى بالتعبير الدقيق عن المضمون الحرفي لأقوال المسيح وأعماله بأسلوب ينسجم مع قابلية تلك البيئات. وقد عدّ هذا العرض للتقليد مرجعاً متيناً متأصلاً في تاريخ حياة يسوع الناصري وأعماله وتعاليمه. ومع أن هذه الأناجيل الأربعة تتفق على مسائل كثيرة إلا أنها تختلف في مسائل أخرى، فهي تبدو مفككة ظاهرياً لخلو تصميمها من التنسيق وغلبة التناقضات فيها ولابتعادها عن فن التوثيق الأدبي، فالذين سجلوها ليسوا كتاباً اعتمدوا على وثائق مبوبة تسرد سيرة يسوع الناصري من ميلاده إلى موته، ولكنهم نقلوا عن يسوع المسيح بشرى الملكوت وما قاله وقام به من أعمال ذات مغزى وما بشر به التلاميذ ثم الوعّاظ بقيامته وما رووه من أقواله وأعماله بحسب حاجات حياة الكنيسة في مدى أربعين عاماً. وتحولت تلك المواد في هذه المدة إلى صيغة مكتوبة شملت العبارات الطقسية كشهادات الإيمان، أو مجموعات من أقوال يسوع، أو رواية الآلام. ولقد أثار تأخر كتابة الإنجيل إلى نحو أربعين عاماً بعد وفاة السيد المسيح مشاكل كثيرة حول مصداقية الإنجيل. والمشكلة تزداد تعقيداً بسبب عدم تماثل ما في الأناجيل جميعها كما أنه ليس بالإمكان التوفيق تماماً بين كل محتوياتها.
    وثوقية الإنجيل
    انطلقت الدعوة المسيحية من فلسطين إلى سورية فآسيا الصغرى وقبرص وبلاد الغال، ثم مصر وشمالي إفريقية ورومة واليونان. وقد أجمعت الكنائس والأوساط المسيحية كلها قديماً وحديثاً بمختلف أتباعها ومذاهبها على وحدة الإنجيل في ترجماته الأربع وصحة تلك الترجمات وأمانتها في نقل البشرى وعدم تحريفها، فكانت بذلك المصدر التاريخي الوحيد لما جاء عن يسوع المسيح، سيرة وأعمالاً وتعليماً.
    وقد أكدت دراسة المخطوطات الإنجيلية اليوم صحة تلك الترجمات وتطابق نصوصها مع نصوص الأناجيل القديمة المحفوظة في أشهر مكتبات العالم ومتاحفه كالنسخة الفاتيكانية باليونانية (ق4م)، والنسخة السينائية في المتحف البريطاني باليونانية (ق 4م(، ونسخة الاسكندرية في المكتبة الوطنية بلندن باليونانية (ق5 م)، والنسخة الافرامية المحفوظة في المكتبة الوطنية بباريس (ق5م)، والنسخة البيزية، نسبة إلى مكتشفها الفرنسي بيزا، المكتوبة باللغتين اليونانية واللاتينية (ق6 م) في مكتبة كمبريدج في بريطانية، والنسخة البودميرانية، نسبة إلى مكتشفها السويسري بودمير، وهي من أقدم المخطوطات وترجع إلى القرن الثاني ميلادي وتحتوي فقط على 14 فصلاً من إنجيل يوحنا وقد كتبت باليونانية على ورق البردي، وأخيراً النسخة الموراتورية، نسبة إلى مكتشفها الإيطالي موراتوري، وهي مخطوط لاتيني يضم فهرساً وثوقياً لأسفار العهد الجديد القانونية كما أقرتها الكنيسة في رومة آنذاك.
    ثمة نحو 2000 مخطوط للأناجيل الأربعة و400 مخطوط لأعمال الرسل و250 مخطوط للرؤيا، ولكن يمكن القول إن هناك فقط 50 مخطوطاً للعهد الجديد يحتوي على 27 كتاباً معظمها فيه الأناجيل الأربعة، التي أقرتها الكنيسة واعترفت بها كتاباتٍ قانونيةً كنسيةً مقدسةً. وقد أظهرت نسخ الأناجيل بلا شك وجود تنويعات نصية مع المخطوطات اليونانية الكلاسيكية التي سجلت على ورق البردي أو الرق (البرشمان) قبل اختراع الطباعة في القرن الخامس عشر الميلادي.
    تتسم هذه المخطوطات المبكرة للعهد الجديد باستخدامها للأحرف الصغيرة والكبيرة من القرن الرابع حتى القرن التاسع الميلاديين، لكن في القرن الحادي عشر الميلادي أصبحت جميعها بأحرف صغيرة تخلو من وجود فراغ بين الأحرف أو الكلمات، كما تخلو من أي تقسيمات لفصول وآيات، ولا وجود لأي من علامات الترقيم أو التنقيط أو حركات تشكيل على الكلمات اليونانية، إلى جانب وجود كثير من الاختصارات الرمزية. وقد وجدت في بعض المخطوطات المتأخرة علامات التشكيل التي أمكن بها التفريق بين معاني بعض الكلمات، كما وجدت فيها بعض علامات الترقيم. وقبيل العصور الوسطى أصبحت هذه النصوص تزود بتقسيمات مساعدة، أي فصول (ق12م) وآيات (ق16م). وكان ورق البرشمان يُصبغ أحياناً بالأرجواني والحبر بالفضي، وغالباً ما توضح الأحرف الاستهلالية البدائية بألوان ساطعة كالحبر الأحمر.
    الإنجيل والكنيسة
    ثمة أسباب كثيرة دفعت بالكنيسة المسيحية إلى دمج القانون الكنسي Canonization وتحديده كتعرض التعليم الشفوي بعد مرحلة الرسل للفساد والتشويه والانحراف بسبب وفاة أكثرهم وتناقص عدد شهود العيان، إضافة إلى حاجة الكنيسة إلى الإنجيل للتفاعل مع معتنقي الديانة وبلورة أذهانهم بما يتناسب مع العقيدة المسيحية وتحديد الطقوس والعبادات الدينية المناسبة لها بعدما كانت تعتمد لأكثر من مائة عام على طقوس العهد القديم لأداء الصلاة. وكذلك ظهور بعض الكتب والمؤلفات الهرطقية التي أثارت بدعاً وانحرافات عقائدية كبيرة في الديانة المسيحية، كالكتب المنحولة أو الزائفة (الأبوكريفا Apocrypha)، كتلك التي أحدثتها الكتب الغنوصية.
    الأبوكريفا العهد الجديد (الكتب المنحولة): انتشرت ظاهرة الأدب المسيحي المنحول في حوض البحر المتوسط قبل وجود الأسفار القانونية للعهد الجديد في أواخر القرن الثاني تقريباً. فظهرت هناك مؤلفات كثيرة نسبت إلى بعض الرسل الأولين، وتضم أناجيلَ تنطوي على انحرافات عقائدية سلّم بها بعض الكتّاب واللاهوتيين المسيحيين ولم تعترف بها الكنيسة على اختلاف مذاهبها. وفي الواقع أطلقت تسمية «المنحول» أو «أبوكريفا» على التعاليم والمؤلفات الغنوصية الهرطقية (البدعية).
    وكان لبروز مثل هذه الظاهرة أسباب كثيرة بعضها نفسي اجتماعي يحفزه حماس المسيحيين الأوائل وتعطشهم لكل ما يمت إلى حياة المسيح بصلة، ومنها ما هو عقائدي لاهوتي بسبب مقاومة اليهودية للمسيحية وتسلل كثير من البدع والهرطقات إلى العقيدة المسيحية. فقد ظهرت في القرن الثاني على سبيل المثال بعض الأناجيل التي نسبت إلى بعض الغنوصيين منها: «إنجيل مرقيون» (140م)، و«الإنجيل الغنوصي الضائع» لبطرس، و«إنجيل الحقيقة» لإيريناوس (185م) الذي نشر سنة 1956، وهو موجود اليوم في الترجمة القبطية ضمن مجموعة الكتابات الغنوصية في مصر، ومبني على تعاليم الغنوصي فالنتينيوس من الاسكندرية في منتصف القرن الثاني الميلادي، و«إنجيل المصريين»، و«الإنجيل بحسب توماس» (في القبطية) وهو إنجيل يحتوي على مجموعة من الأقوال الخطيرة، وجد في اللغة اليونانية (140م)، وكان آباء الكنيسة في المدة مابين القرن الثاني والقرن الرابع الميلاديين قد حذروا منه كثيراً بوصفه هرطقياً بحتاً، و«الإنجيل بحسب فيليب». وقد تنوعت الكتب المنحولة تنوع أسفار العهد الجديد. وحفظ التاريخ أسماء بعضها فقط، بينما حفظ بعضها الآخر بكامل نصوصه، ومنها ما يسمى «الحديث» أو «أقوال المسيح». وثمة مجموعة معروفة باسم «الأناجيل» وفيها ما يسمى بأناجيل الطفولة وتضم: «إنجيل يعقوب» (ق2م)، و«إنجيل يوسف النجار» (ق4/5م)، و«الإنجيل العربي» (ق5م)، و«إنجيل انتقال مريم» (ق4/5م)، ومنها ما يسمى بأناجيل الآلام وتضم: «إنجيل بطرس» (ق2م)، و«إنجيل نيقوديموس» (ق4م). وتأتي بعد الأناجيل مجموعة خماسية معروفة باسم «الأعمال» و تضم خمسة أسفار، وهي أعمال كل من (يوحنا وبطرس وبولس وأندراوس وتوماس). وتؤلف وحدة كاملة تعود إلى القرن الرابع الميلادي.
    هنالك أيضاً مجموعة من الرسائل المنحولة منها «رسالة الرسل» (ق2م)، و«رسالة برنابا» Barnabas التي عثر عليها سنة 1859 العالم الألماني تيشندورف في المخطوط السينائي الشهير، مما يدل على أنها عُدّت في زمن ما جزءاً من الكتاب المقدس، وليس ثمة دليل على أنها من وضع الرسول برنابا. وكان أول من نسبها إليه كليمنت الاسكندري وتلميذه أوريجين. ويرجح بأن واضعها مصري ويهودي متنصّر كتبها في القرن الثاني الميلادي، بغية الدعوة إلى التحرر من وصاية اليهودية على المسيحية.
    وثمة أيضاً مجموعة منحولة تحمل اسم الرؤيا وتضم كتابين هما: «رؤيا بطرس» (ق2م)، و«رؤيا بولس» (ق3م). تلك هي القائمة الكاملة بالمؤلفات المنحولة التي تناقلتها الأيدي في القرون المسيحية الأولى، مما قاد الكنيسة إلى اتخاذ موقف عملي حاسم يفصل بين الكتب المنحولة والصحيحة بالاستناد إلى مقياسين أساسيين هما: رسولية الكتاب وإجماع الكنيسة على هذه الرسولية. ونتيجة للتباين الكبير بين هذين النوعين من المؤلفات عقدت مجامع محلية كثيرة ومتلاحقة في مصر سنة 357م وشمالي إفريقية سنة 359م وآسيا الصغرى سنة 363م ورومة سنة 382م وأخيراً في تونس سنة 397م، لتعيين قائمة أسفار العهد الجديد التي اعتمدتها الكنيسة نهائياً في كل الأقطار حتى اليوم. وأصدر البابا جيلاسيوس سنة 495م مرسوماً رسولياً لحسم كل الخلافات حول الكتب المنحولة والكتب القانونية في الكنيسة جمعاء. وبهذا أثبتت التحريات العلمية أن «إنجيل برنابا» الذي ظهر سنة 1908 وترجمه خليل سعادة من الإنكليزية إلى العربية عن المخطوط الإيطالي الذي عَثر عليه لأول مرة الكونت غرامير سنة 1709 وأعيدت طباعته سنة 1954 و1958، هو وليد العصور الوسطى وثمة براهين كثيرة تدعم هذه الحقيقة من حيث الهدف والمضمون ومن حيث اللغة والخط والتعبير والشكل.
    وجدير بالذكر أن بعض مفكري الكنيسة الأوائل لم يهتموا بلائحة الأسفار الكنسية في القرن الثالث الميلادي، فلقد استفاد اللاهوتي كليمنت الاسكندري من إنجيل العبرانيين وإنجيل المصريين ورسالة برنابا وكتابات أخرى. وكذلك فعل تلميذه أوريجين أسقف الاسكندرية المعروف. إذ فرق بين ثلاثة أنواع من الكتابات، وفقاً لشيوعها وكثرة استخدامها:
    ـ الكتابات المتماثلة غير المشكوك فيها وتشمل الأناجيل الأربعة وأعمال الرسل و13 رسالة لبولس ورسالة بطرس الأولى ورسالة يوحنا الأولى والرؤيا.
    ـ الكتابات الملتبسة (المبهمة) المشكوك فيها (رسالة بطرس الثانية ورسالة يوحنا الثانية والثالثة والعبرانيين ويعقوب ويهوذا).
    ـ


  • #2
    الكتابات الزائفة: إنجيل المصريين، إنجيل توماس وغيره. وقد استخدم كلمة كتاب مقدس للدلالة على رسالة برنابا وسفر هرمس Hermas إلا أنه لم يعدهما من ضمن لائحة الأسفار القانونية الكنسية.
    كذلك اعترف أوسيبيوس Eusebius (ق4م) بالأناجيل الأربعة فقط وأعمال الرسل و14 رسالة لبولس ورسالة يوحنا الأولى ورسالة بطرس الأولى. وعدّ الكتابات المشكوك فيها نوعين: مؤلفات معروفة ومسلّم بها (رسالة يعقوب ويهوذا وبطرس الثانية ويوحنا الثانية والثالثة)، ومؤلفات مزيفة (سفر هرمس وسفر بطرس ورسالة برنابا وأعمال يوحنا).
    أما أثناسيوس Athanasius، أسقف الاسكندرية اللاهوتي الأرثوذكسي (ق4م)، فقد رفض الكتب المنحولة كلها، ولجأ إلى تسوية الخلاف بين الشرق والغرب على أساس تضمين كل من الرؤيا ورسالة العبرانيين في قانون الأسفار الكنسية. وقد اعترفت الكنيسة اللاتينية بفضل تأثير جيروم بقانون أثناسيوس الذي يضم 27 كتاباً للعهد الجديد. أما الكنيسة السريانية فقد اعتمدت تعاليم تاتيان الهرطقية حتى زمن متأخر. وفي القرن السابع الميلادي توافق القانون السرياني مع قانون العهد الجديد (27 كتاباً)، وقد أثارت رؤيا يوحنا بعض الخلافات في الكنيسة اليونانية.
    أما مارتن لوثر (ق16م) فقد شدد على وجوب احتواء القانون الكنسي لكل ما هو رسولي أو ذو طبيعة رسولية، لهذا أدرج رسالة العبرانيين ورسالة يعقوب ورسالة يهوذا والرؤيا في آخر العهد الجديد. في حين استبعد لاهوتيو الأرثوذكس الروس في القرن التاسع عشر تلك الكتابات المشكوك بصحتها من الكتاب المقدس. كذلك فعلت الكنيسة الأنغليكانية في القرن العشرين، إذ صنفت هذه المؤلفات في مجلدات منفصلة.
    استغرق تطوير هذه الكتابات لتكون أدباً مقدساً زمناً طويلاً. فلم يتم الإجماع بين الكنائس حول العدد اللازم تضمينه من هذه الكتابات في العهد الجديد حتى القرن الرابع الميلادي. ومع وجود نحو 27 كتاباً منها في العهد الجديد اليوم مازال هناك كتابات أخرى يستلزم وضعها نقاشاً جدياً لإضافتها إلى العهد الجديد.
    الأناجيل الثلاثة الإزائية Synoptic
    منذ عام 1780م أشير إلى الأناجيل الثلاثة (متى ومرقس ولوقا) بعبارة الأناجيل المقروءة معاً أي الأناجيل الإزائية بسبب التشابه الكبير في البناء اللغوي وتركيب الألفاظ و ترتيب الآيات والفقرات ترتيباً متوازياً وبسبب تماثل المضمون وتطابقه أحياناً. وقد وصف جون كالفن (كلفن) John Calvin (ق16م) هذا الانسجام و التوافق في التنظيم بين هذه الأناجيل الثلاثة بعبارة «تآلف الإنجيل».
    وتكمن الحقيقة الإزائية في تفسير وجوه الائتلاف والاختلاف بين الأناجيل الثلاثة من حيث المضمون والبناء اللغوي والترتيب. يترتب على هذا دراسة نظرية أصل الأناجيل ومصدرها وأسبقيتها، لأنه من المرجح أن الصيغة والشكل الحاليين للأناجيل الأربعة قد استمد من مصدر قديم يرجع عهده إلى زمن يقارب زمن الحوادث التي سجلت فيها.
    فمن المتفق عليه عموماً منذ العهد الكنسي المبكر أن إنجيل مرقس هو أقدم هذه الأناجيل المتشابهة الثلاثة وهو النموذج الأول الذي اعتمد عليه مصدراً أساسياً واستفاد منه كل من متى ولوقا في سردهم لحوادث كتبهم وموادها، إذ إن ثلثي موضوعات إنجيل مرقس مضمنة في إنجيلي متى ولوقا، إضافة إلى مصادر أخرى خاصة بكل منهما على حدة. ويشير معظم النقاد إلى وجود مصدرين أساسيين: إنجيل مرقس ووثيقة مشتركة أخرى قد استمد منها متى ولوقا بقية تقاريرهم عن حياة السيد المسيح وتعاليمه.
    ويتضح الاختلاف بين هذه الأناجيل الإزائية بالنظر إلى عدد الآيات. إذ إن عدد آيات إنجيل مرقس661 آية، ظهر منها نحو 600 آية في إنجيل متى و350 آية في إنجيل لوقا. في حين اختفت 31 آية من إنجيل مرقس من كليهما. والجدير بالذكر أن معظم المواد المستمدة من إنجيل مرقس قد استعملها متى ولوقا حرفياً إنما بطرق مختلفة.
    الأناجيل الأربعة وخصائصها المميزة
    الإنجيل بحسب مرقس: يعد إنجيل مرقس الأقدم بين الأناجيل، وترتيبه الثاني في النظام الكنسي للأناجيل؛ إلا أنه الأكثر وثوقية من الناحية التاريخية. ويعتقد أنه يتزامن مع الوثيقة المشتركة على الرغم من انعدام الصلة بينهما.
    كان مرقس قد رافق الرسولين بولس وبرنابا في بعض جولاتهما التبشيرية الأولى، كما كان تلميذاً لبطرس ورافقه في سنواته الأخيرة التي قضاها في رومة قبل استشهاده، ثم رحل إلى مصر وأنشأ كنيسة في الاسكندرية. يرمز إلى مرقس في الرسوم المسيحية بالأسد لأنه بدأ إنجيله بالنبوءة «أنا صوت صارخ في البرية».
    وإنجيل مرقس إنجيل موجز وصغير نسبياً، حفظ بصيغته إلى اليوم. كتبه مرقس في رومة ما بين 65 - 70م بلغة يونانية صعبة ذات أسلوب إنشائي معقد. ووجهه إلى بيئة وثنية رومانية بدليل شرحه للعادات والتقاليد اليهودية، وتفسيره لبعض العبارات الآرامية. سجل فيه الحوادث الرئيسية المتعلقة بحياة المسيح وتعاليمه ورتبها ترتيباً زمنياً باستثناء رواية آلام المسيح. ويعد ما سمعه من قصص وتعاليم من بطرس الرسول الركيزة الأساسية لإنجيله. وتشغل رواية الآلام 40% من إنجيل مرقس، ويلاحظ وجود بعض الكلمات الآرامية في الإنجيل وقد كتبت بحروف يونانية وترجمت فيما بعد لتعزيز بعض معجزات المسيح.
    يركز هذا الإنجيل على سيرة يسوع منذ المعمودية وبدء البشارة من دون التطرق لذكر أي من المعلومات حول أسلوب ولادة يسوع أو طفولته. ولا يركز على إنسانية يسوع المسيح.
    الإنجيل بحسب متى: وترتيبه الأول في النظام الكنسي للأناجيل الأربعة، إلا أنه ليس أول ما كتب. وغالباً ما يسمى بالإنجيل الكنسي لاعتماد الكنيسة عليه بسبب اهتمامه الواضح بحياة أعضاء الكنيسة وسلوكهم.
    ومتى هو أحد الرسل الاثني عشر وأول الإنجيليين. ويعرف باسم «لاوي» أيضاً، ولد في الناصرة، وكان واسع الاطلاع على التعاليم والتقاليد اليهودية، فهو يتبنى الأركان الثلاثة الكبرى التي تقوم عليها التقوى اليهودية (الصدقة والصلاة والصوم) ولم يكن هناك حاجة لشرح هذه العادات في إنجيله. ولا تعرف سنة وفاته. ويرمز إليه في الرسوم المسيحية بالملاك لكثرة ما ورد ذكر «الملاك».
    يعد إنجيل متى إنجيل الكنيسة الأول، وأكثر الأناجيل وثوقية ودقة. وقد كتب بلغة سلسة وفقت بين آرامية الأصل واليونانية المترجمة، لكن النسخة الآرامية فقدت ولم يعرف إلا ترجمتها اليونانية. ولهذا عُدّ إنجيل متى وثيقة ومخطوطاً يونانياً أصلياً، موجهاً إلى الوثنيين المتنصرين، الناطقين باليونانية. وتدل فقرات الإنجيل أنه قد كُتب في سورية في أنطاكية أو فينيقية ما بين سنة 80 - 85م تقريباً. ويعد إنجيل مرقس المصدر الأساسي لإنجيل متى مع خلاف بعدد المواد وحجمها ويضاف ذلك إلى مصدر متى الخاص به لانفراده بقصص عدة لا تذكرها الأناجيل الأخرى. يتسم هذا الإنجيل بانتظام تقسيم فقراته وأفكاره وتصدرها بمقدمة وخاتمة وباعتماده على فن الأسلوب الروائي في السرد من دون إعطاء أهمية زمنية للأحداث، وفيه بعض الغموض في تحديد الإشارات المكانية. وهو أول إنجيل يتطرق مباشرة لذكر الكنيسة ومبادئها، حتى إنه يستعمل لها الكلمة اليونانية ekklesia ويؤكد ما للكنيسة من أثر في الشؤون والطقوس الكنسية. ويلاحظ استخدامه التسلسل التاريخي للحوادث المسجلة في إنجيل مرقس وعدد من مواعظ السيد المسيح التي ألقاها في أوقات ومناسبات مختلفة. وهناك استفادة واضحة من الصياغة اليهودية في تنظيم الأحداث والوقائع والتعاليم ومقابلتها مع الأعداد المقدسة عندهم (2- 3- 5- 7) وفيه تعاطف قوي مع رواية الآلام وإبراز لجريمة اليهود في حق يسوع بالمقارنة مع إنجيل مرقس.
    ويهدف هذا الإنجيل إلى تبيان انتماء يسوع الناصري إلى الشعب اليهودي ماضياً منذ ولادته وإقامته في الناصرة حتى بشارته في فلسطين ثم رحلته إلى مصر وعودته إلى أورشليم، وتبنّيه للعادات اليهودية وتوجهه إلى شعب اليهود بالبشارة في بادئ الأمر ثم إلى انسلاخ يسوع عن اليهود وخروجه على عاداتهم وإعلانه تشريعاً جديداً يتمم ناموس العهد القديم ويعد اليهود بانتزاع الأمانة منهم، واختياره هيئة جديدة من عامة الناس لتبليغ البشرى المسيحية، وتأكيده المطلق حضوره معهم عبر الزمان حتى يتم الخلاص لمن كان لهم الإيمان، وإعلان عودته الأخيرة مع تلاميذه لإدانة البشرية ولاسيما الشعب اليهودي.
    الإنجيل بحسب لوقا: وترتيبه الثالث في النظام الكنسي للأناجيل. كتبه لوقا وأهداه إلى الروماني المسيحي تيوفيلوس Theophilus بهدف التعليم والتلقين وتوثيق التاريخ المبكر للحركة المسيحية. وهو الإنجيل الوحيد الذي له فاتحة كسائر المؤلفات اليونانية آنذاك. يسمَّى هذا الإنجيل أحياناً بالإنجيل التاريخي لاتباعه نموذج التأريخ اليوناني، كما يسمى إنجيل الرحمة لشموله على فكرة رفق الله بالبشر وسرده لحوادث وأمثال تنبض بالرحمة.
    والقديس لوقا يوناني الأصل والثقافة، تتلمذ على يد الرسول بولس ورافقه في معظم جولاته التبشيرية، وشاطره محنة الأسر الثاني في رومة، ولازمه حتى استشهد، لا يعرف أين عاش سنواته الأخيرة أو أين مات. وضع لوقا سفرين يكمل أحدهما الآخر، الأول هو الإنجيل ويركز على صعود يسوع إلى أورشليم وإتمام سر الفصح، ويهتم بسيرة يسوع وتعاليمه وقد استقى معلوماته تلك من شهود عيان، والثاني هو سفر أعمال الرسل يذكر فيه بعض الجوانب من حياة الكنيسة في نشأتها الأولى. يرمز للوقا في الرسوم المسيحية بالثور لأنه افتتح إنجيله ببشارة زكريا في الهيكل حيث تقدم ذبائح الثيران.
    تتسم حوادث إنجيل لوقا بترتيبها الزمني وفق مراحل محددة تعكس دقة لوقا التاريخية إذ يربط حوادث الإنجيل بحوادث تاريخية معاصرة لها. أما مصادر معلوماته الأساسية فهي إنجيل مرقس والوثيقة المشتركة ومصادره الخاصة. يرجع تاريخ هذا الإنجيل إلى نحو سنة 85 - 90م. وكتبه لوقا في رومة فهو يجهل جغرافية فلسطين، وصاغه بلغة يونانية صحيحة وبطريقة أدبية تتناسب مع العهد الهليني بقصد توجيهه إلى المسيحيين المثقفين باليونانية. اتخذت عباراته صبغة إنجيلية بحتة لاستفادة لوقا من الترجمة اليونانية السبعينية للتوراة. ويلاحظ في الإنجيل كثرة استخدام العبارات الآرامية وأسماء العلم.
    يتمحور إنجيل لوقا حول فرضية أساسية هي التركيز على أهمية الروح القدس، والحاجة لفكرة الخلاص. وهناك تأكيد على توسيع أُطر البشرى الجديدة لتصبح عالمية، فالدعوة الإلهية ليست وقفاً على شعب من دون آخر. ويلاحظ انسجام تعاليم الإنجيل مع مبادئ الكنيسة، وثورة لوقا على الاستغلال والفساد.
    يتصف هذا الإنجيل بالإحكام والسرد اليقيني إذ يهتم بذكر قصص خلت منها الأناجيل الأخرى تتعلق بولادة المسيح وطفولته والختان. كما انفرد بذكر معجزات أخرى تظهر قدرة يسوع الإلهية ورحمته للخاطئين. ويحرص لوقا على عدّ أورشليم مركزاً قديماً مقدساً لبداية الكنيسة. ويفيد توقع حدوث الصلب لتبيان آلام السيد المسيح في وفاته قبل دخوله مجد ملكوت السماء بعدم تفسير موت يسوع على أساس افتداء البشرية أو الخلاص، ذلك لأن لوقا يهتم برواية الآلام، على خلاف بولس الذي يعتني بوفاة السيد المسيح. وتعدّ تراتيل لوقا الأكثر استخداماً لفصول التلاوة في القداس.
    الإنجيل بحسب يوحنا: هو الإنجيل الأخير بالترتيب الكنسي للأناجيل. وهو مختلف عن الأناجيل الإزائية الثلاثة. كتبه مؤلفه في كنيسة من كنائس آسيا الهلينية في أفسس غربي تركية اليوم (جنوب شرقي إزمير بنحو 65كم)، في نهاية القرن الأول الميلادي. وهو موجه إلى المسيحيين الوثنيين المتنصرين. سماه كليمنت الاسكندري (ق2م) بالإنجيل الروحي لأنه ذو طابع صوفي يبين أن جوهر الخلاص هو اتحاد وجداني بين الإله والإنسان.
    كان يوحنا بن زبدي من أعمدة الكنيسة في عهدها الأول، وكان مع أخيه يعقوب من أوائل الرسل الذين اختارهم يسوع لتكريز البشرى الإنجيلية، فهو شاهد عيان للبشارة وأول من شاهد القبر فارغاً ومن أبرز الشهود لقيامة يسوع. هو أيضاً من اختصه يسوع مع بطرس ويعقوب بمشاهدة ما لم يره سائر التلاميذ. وقد عاش في أفسس إحدى العواصم الكبرى التي كانت ملتقى لأشهر التيارات الفلسفية والدينية التي عرفت في زمانه. ويرمز إلى يوحنا في الرسوم المسيحية بالنسر لأنه بدأ إنجيله غائصاً في سر الله.
    كتب يوحنا هذا الإنجيل بلغة يونانية سليمة، شديدة البلاغة والتعبير، تحمل في طياتها أفكاراً فلسفية وصوفية صعبة المنال للجميع. فهو إنجيل مليء بالعلامات والرموز التي تشير إلى حقائق عميقة وأحداث فائقة للطبيعة، لا يراعى تسلسلها الزمني. وفيه كثير من العبارات الآرامية ومصطلحات العهد القديم. وهو يختلف بالأسلوب والصيغة عن الأناجيل الثلاثة الأخرى إذ إنه يكثر من استخدام التضاد والمقابلة في أسلوبه الإنشائي.
    تُعدّ الفرضية الأساسية المطروحة في هذا الإنجيل تجسيداً لواقع تاريخي وصوفي فلسفي في آن واحد، تتمحور حول إعطاء فكرة اللوغوس (العقل أو الكلمة) معنى جديداً في تجسد المسيح، بغية إثبات ألوهية المسيح. فما اللوغوس الإلهي وتجسد الكلمة وحلول الروح القدس في شخص يسوع الناصري وإنجازاته الإعجازية المحققة بفضل قوة الله وقدرته المطلقة إلا تعبير عن العلاقة بين الجانب الإلهي والإنساني في شخصه وحضور الله فيه.
    يتألف إنجيل يوحنا كباقي الأناجيل من فاتحة لاهوتية وقسمين مع الاختلاف في محتواهما عن الروايات السابقة.
    وعموماً، يمكن القول إن مضمون إنجيل يوحنا والخطوط الأساسية الكبرى لسيرة يسوع يتفق مع ما ورد في الأناجيل الإزائية، إلا أنه لا يذكر شيئاً بخصوص ولادة يسوع غير الطبيعية، إضافة إلى أنه ينفرد في ذكر أماكن تاريخية مهمة.
    ويسجل يوحنا في هذا الإنجيل عدداً أقل من المعجزات التي ذكرت في الأناجيل الأخرى. فيقتصر على سبع معجزات فقط ترمز إلى تجلي قدرة الله في المسيح.
    تعريب الإنجيل
    من الثابت تاريخياً أن أول ترجمة عربية منظمة ظهرت للإنجيل كانت في القرن 11م وهي ترجمة شيخ المعربين «عبد الله بن فضل الأنطاكي» للإنجيل الكنسي، ثم توالت الترجمات، فظهرت ترجمة الأنطاكي أثناسيوس الدباس سنة 1700، فترجمة المطران جرمانوس فرحات الماروني سنة 1729 عن النسخة السريانية المطبوعة في رومة عام 1703. وفي منتصف القرن التاسع عشر ظهرت ترجمات أخرى، فكانت الترجمة البروتستنتية لبطرس البستاني والشيخ ناصيف اليازجي سنة 1848، والترجمة اليسوعية بمساعدة الشيخ إبراهيم اليازجي سنة 1876 - 1878 في بيروت. وهكذا تعددت الطبعات الصادرة عن دار الكتاب المقدس - دار المشرق في بيروت حتى انتشر الإنجيل في كافة كنائس الشرق العربي.
    سوسن بيطار

    تعليق

    يعمل...
    X