كيف تتشكل النجوم؟

ندين لوجودنا في هذا الكون للشمس و كذلك للنجوم الأخرى التي جاءت قبلها و التي بموتها تبرعت لنا بالعناصر التي نحتاجها للحياة و لكن كيف تتم عملية تشكل نجم؟
بدأت النجوم كغيوم كبيرة من جزئيات الهيليوم و الهيدروجين الباردة التي خلفها الانفجار الكبير (بيغ بانغ). يمكن لهذه الغيوم أن تنتشر على مساحة كبيرة تصل لمئات السنوات الضوئية و تحتوي المواد الخام أكثر بآلاف أو حتى ملايين المرات من كتلة الشمس. بالاضافة للهيدروجين تحوي هذه الغيوم عناصر أثقل من النجوم التي ماتت منذ زمن بعيد. تم حفظها نتيجة قوة جاذبيتها الداخلية و قوة ضغط الجزيئات المتجهة للخارج. في النهاية يحدث خلل ما في هذا التوازن و يتسبب في انهيار تلك الغيمة. هذا لخلل أو هذه الدفعة تنتج عن انفجارات بعض النجوم أو اصطدامها مع غيمة أخرى أو من خلال موجة ضغط ناتجة عن مرور مجرة حلزونية في نفس المنطقة. عندها تتفكك هذه الغيمة الى أجزاء أصغر حتى تشكل عقد تمتلك تقريبا كتلة نجم. عند تسخين تلك المنطقة فإن ذلك يمنع المزيد من المواد من السقوط للداخل. في مركز هذه التجمعات الصغيرة تبدأ المواد بزيادة الحرارة و الكثافة عندما يحدث توازن بين الضغط الخارجي و قوة الجذب الداخلي يتشكل حينها نجم أولي. ما يحدث لاحقا يعتمد على كمية المادة. بعض الاجسام لا تجمع كمية كافية للاشتعال النجمي و تبقى أجسام تحت نجمية. اذا كان للنجم مادة كافية فإنه ينتج ضغط و حرارة كافية في مركزه ليبدأ انصهار الدويتريوم (نظير الهيدروجين). هذه العملية تبطئ من عملية الانهيار و تحضر النجم للدخول في التالية و التي تتواجد بها شمسنا حاليا و التي تبدأ مع بداية الانصهار الهيدروجيني.
اذا امتلك النجم الأولي نفس كتلة الشمس أو أقل حينها تبدأ سلسلة من تفاعلات بروتون بروتون التي تحول الهيدروجين الى هيليوم. أما في حال امتلك النجم حوالي 1.3 من كتلة الشمس فإن الهيليوم يتشكل عن طريق تفاعلات حلقة كربون-نتيروجين-اوكسجين. تعتمد الفترة الزمنية التي يبقى فيها النجم على قيد الحياة على كتلته و على سرعة استهلاكه للهيدروجين.