المشاكلة في البلاغة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المشاكلة في البلاغة

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	images (4).jpg 
مشاهدات:	3 
الحجم:	21.2 كيلوبايت 
الهوية:	139354


    ما هي المشاكلة في البلاغة؟
    تُعرّف المشاكلة لغة بأنها المشابهة والمماثلة.

    أما المشاكلة في البلاغة فتدخل تحت فرع علم البديع، وتعرّف اصطلاحاً بأنها "ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته تحقيقاً أو تقديراً".



    أمثلة على المشاكلة
    في الآتي أمثلة على المشاكلة في القرآن الكريم وفي الشعر العربي:



    أمثلة على المشاكلة في القرآن
    في الآتي أمثلة على المشاكلة التي وردت في القرآن الكريم:

    على نحو الآية الكريمة التي تقول: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)،[٣] فمقابلة الاعتداء بمثله لا يسمى (اعتداءً) ولكنه سمّي بذلك من باب المشاكلة، إذ إن كلمة (اعتداء) تعني تجاوز حدود الحق.


    يقول الله تعالى: (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك)،[٤] ومراد الآية: لا أعلم ما في عندك، ولكن ذُكرت (نفسك) من باب المشاكلة.


    يقول تعالى: (كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم)،[٥] أي أهملهم، ففي الآية ذُكر (الإهمال) بلفظ (النسيان) من باب المشاكلة.


    أمثلة على المشاكلة في الشعر العربي
    في الآتي أمثلة المشاكلة التي وردت في الشعر:

    على نحو قول الشاعر عمرو بن كلثوم:
    ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا

    الشاعر هنا سمّى تأديب الجاهل على جهله (جهلاً) من باب المشاكلة، على الرغم من أن التأديب والعقاب لا يدخل تحت مفهوم الجهل، علماً أنّ المعنى المراد للجهل في البيت: السفه والغضب والشيء المنافي للحِلْم.



    يقول الشاعر:
    قالوا: اقترحْ شيئاً لك طبْخهُ قلت: اطبخوا لي جبة وقميصاً

    في البيت الشعري طلب الشاعر طبخ جبة وقميص على سبيل المشاكلة، لطلبهم في أول البيت أن يطبخوا له شيئاً يأكله، وفي دلالة على أنه يريد شيئاً ليرتديه.



    يقول المتنبي:
    ومن ينفق الساعات في جمع ماله مخافة فقرة، فالذي فعل الفقر

    فاللفظ الأول لـ (الفقر) هو الحاجة والقلة وهو المعنى الحقيقي، وناسبه أن يشاكله بفقر آخر -مجازاً-، ومعنى البيت أن البخيل الذي يهدر وقته وهو يجمع المال ظناً منه أنه يفعل الخير، فذلك الفقر، إذ إنه بذلك ينشغل عن الإنفاق على نفسه وإعطائها حقها، فكأنه الفقير المعدم في حاله وصورته التي صار إليها بسبب بخله.



    يقول الشاعر:
    وما بكت النساء على قتيل بأشرف من قتيل الغانيات

    كلمة (قتيل) الأولى أتت بمعناها الحقيقي، وهو من لقي مصرعه فعلاً ومات، بينما (قتيل) الثانية فأتت على معنى المجاز، وقصد الشاعر العاشق المحب الذي أصبح نحيفاً واهناً يشبه الميت بسبب الحب، من باب المشاكلة، وذلك للدلالة على أثر الحب وصدق العاطفة.



    ما الغرض من المشاكلة؟
    تفيد المشاكلة لفت نظر السامع إلى جمال العبارة وسمو المعاني، من خلال إضفاء عنصر المفاجأة على دلالة اللفظ المشاكل الذي يتميز عن اللفظ الأول بمعناه الذي يُدرَك بالتأمل والتفكر ورسوخ الفهم، حتى يستقر في الذهن وترتاح إليه النفس
    الملفات المرفقة

  • #2
    ومن باب التذكير أعرف علم البديع إذ أن المشاكلة تدخل تحت فرع علم البديع

    ويعرفه ابن خلدون بأنه «هو النظر في تزيين الكلام وتحسينه بنوع من التنميق: إما بسجع يفصله، أو تجنيس يشابه بين ألفاظه، أو ترصيع يقطع أوزانه، أو تورية عن المعنى المقصود بإيهام معنى أخفى منه، لاشتراك اللفظ بينهما، أو طباق بالتقابل بين الأضداد وأمثال ذلك».

    تعليق


    • #3
      أنواع المشاكلة: تحقيقية وتقديرية

      أولًا: المشاكلة التحقيقية: وهي ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته تحقيقا.
      1- ومنه قول الشاعر : أَلَا لَا يَجْهَلَنَّ أَحَدٌ عَلَينَا *** فَنَجْهَلَ فوقَ جَهْلِ الجَاهِلِينَا

      فقوله ( فنجهل ) من باب المشاكلة لأن تأديب الجاهل العقوبة وليس الجهل، ولكن لما وقع اللفظ الثاني (فنجهل) في صحبة الأول (لا يجهلن) حسنت المشاكلة للشاعر.
      والغرض من ذلك: هو لفت نظر السامع، وإظهار مقدرة الشاعر علي رد الصاع صاعين، وهذا أسرع في تثبيت المعنى في النفس، والتأثير على المخاطب .
      2- قالوا اقترحْ شيئًا نُجِدْ لك طَبْخَهُ *** قلت اطبخوا لي جُبَّةً وَقَمِيصًا
      فأصل الكلام (خِيطُو لي جُبَّةً وَقَمِيصًا)، ولكن ساغ للشاعر أن يعبر عن الخياطة بالطبخ لوقوع اللفظ الثاني (اطبخوا) في صحبة الأول (طَبْخَهُ).

      ثانيًا: المشاكلة التقديرية: هي ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته تقديرا.
      1- قال تعالى: (صِبْغَةَ اللهِ وَمَن أَحْسَنُ من اللهِ صِبْغةً ونحن له عابدون )

      كان النصارى يغمسون أولادَهم في ماء أصفر يسمونه المعمودية، ويقولون : إن ذلك تطهير لهم، فنزلت هذه الآية ردًا عليهم حيث أمرهم أن يقولوا (صبغة الله) وتطهيره أفضل من صبغتكم وتطهيركم.
      ولفظ (صبغة) هنا: مشاكلة تقديرية، وإن لم يذكر صبغة قبلها، ولكن القرينة دلت على ذلك.
      2- مَنْ مُبْلِغٌ أَفْنَاءَ يَعْرُبَ كُلِّهَا*** أَنِّي بَنَيْتُ الجارَ قَبْلَ المنزلِ
      قوله (بنيت) من المشاكلة تقديرية، والتقدير: إن بنيت الجار قبل بناء المنزل؛ لأن الجار لا يُبنى، وإنما الجدار، ولكن الذي سوغ ذلك هو وقوع هذا المعنى بصحبة البناء الحقيقي، وهو بناء المنزل

      تعليق


      • #4
        اجتماع المشاكلة مع المحسنات البديعية

        هل تجتمع المشاكلة مع الطباق ؟
        نعم، يجوز الجمع بينهما:
        ومن ذلك قول القاضي شريح لرجل: (إنَّك لبسطُ الشهادةِ) أي: سهل ناعم كالشعر، فقال له الرجل: (إِنَّها لم تُجْعَدْ عَنِّي) أي: لم تصعب علي.
        حيث جاء اللفظ الثاني (لم تجعد) مشاكلا للأول (سبط) لأنه في صحبته، كما أن اللفظين بينهما تضاد .

        هل تجتمع المشاكلة مع الجناس ؟
        نعم: يجوز الجمع بينهما: مثل قوله تعالي : (وجزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا)

        حيث سميت العقوبة سيئة على المشاكلة، لأن (سيئة) الثانية وقعت في صحبة الأولى، كما أن بين اللفظين جناس تام، لأنهما اتفقا في اللفظ واختلفا في المعنى فالأول بمعنى السيئة والثاني بمعنى العقوبة

        تعليق


        • حسن
          حسن تم التعليق
          تعديل التعليق
          قد تجتمع المشاكلة والطباق وكلاهما من المحسنات المعنوية.
          - قد تجتمع المشاكلة (من المحسنات المعنوية) مع الجناس (من المحسنات اللفظية).
          - وردت المشاكلة في القرآن والحديث والشعر.
          - مشاكله اللفظ الثاني للفظ الأول كثيرة، بينما مشاكله اللفظ الأول للثاني قليلة.

      • #5
        المشاكلة في القرآن الكريم

        أ – المكر

        قال الله تعالى:

        ﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ﴾

        الأنفال: 30

        المكر عمل ينطوي على خداع واستعمال للحيلة والدهاء والتآمر، والله سبحانه وتعالى عن كل ذلك منزه وإنما جاءت الصفتان مسندتان إلى الله من قبيل المشاكلة، فالمقصود بمكر الله وكيده أنه سيجازي الماكرين من العالمين عقابًا من جنس عملهم وما يستحقونه من العذاب .

        ب – السخرية

        قال الله تعالى:

        ﴿ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ ﴾

        التوبة: 79

        فالله سبحانه وتعالى يستحيل أن تصدر منه صفة السخرية، وجزاء الساخرين منه عز وجل بما يناسب عملهم الشنيع يعتبر عدلا وردعا لهم، وإنما وصف هذا الجزاء بالسخرية لوقوعه في صحبة سخر الساخرين.

        ت -الخداع

        قال الله تعالى:

        ﴿ يخادعون الله وهو خادعهم ﴾

        البقرة : 142

        وهو خادعهم أي يجازيهم على خِداعهم

        ث -الكيد

        قال الله تعالى:

        ﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا. وَأَكِيدُ كَيْدًا ﴾

        الطارق : 15- 17

        إن المكذبين للقرآن، يكيدون ويدبرون؛ ليدفعوا بكيدهم الحق ويؤيدوا الباطل، وأكيد كيدًا لإظهار الحق .

        ج – النسيان

        قال الله تعالى:

        ﴿ نسوا الله فنسيهم ﴾

        التوبة : 67

        فنسيهم معناه تركهم في العذاب .

        قال الله تعالى:

        ( وَقِيلَ اليَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ )

        الجاثية: 34

        إن إسناد صفة النسيان إلى الله في الآية من قبيل المشاكلة لأن الله سبحانه وتعالى منزه عن هذه الصفة

        قال الله تعالى :

        ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾

        مريم :

        ح- الاستهزاء

        قال الله تعالى :

        ﴿ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ﴾

        البقرة : 15

        فالله سبحانه وتعالى متنزه عن صفة الاستهزاء، وإنما يقصد بذلك أن الله سبحانه وتعالى سيجازي المستهزئين ويتولى عقابهم على قدر صنيعهم السيئ ويُلحق بهم الذل والصغار والتحقير.

        خ- عمل السيئة

        قال الله تعالى:

        ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ﴾

        الشورى : 40

        فإن الله وصف جزاء السيئة بالسيئة وهو في الحقيقة عكس ذلك وإنما هي قصاص وعدل وتقويم لازم وردع مناسب للمخالفين لأوامر الله، فوصف مجازاة المسيئين بالسيئة من قبيل المشاكلة لوقوعها في صحبة السيئة الأولى الحقيقية.

        د – النفس

        قال الله تعالى:

        ﴿ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ﴾

        المائدة : 116

        فالله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء ويتعالى سبحانه أن تكون له نفس كنفوسنا ولكن ذكرت النفس الأخيرة منسوبة إلى الله مشاكله للنفس الأولى؛ فالمراد يعلم الله ما في نفسي ولا أعلم ما عند الله عز وجل.

        ذ- الصبغة

        قال الله تعالى:

        ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴾

        البقرة : 138

        صبغة الله أي تطهير الله؛ لأن الإيمان يطهر النفوس، فَعُبّر عن الإيمان بصبغة الله للمشاكلة بهذه القرينة .

        فليس المقصود من هذه الآيات، وصفه سبحانه بالخداع والمكر و الكيد و النسيان ، فالله سبحانه منـزه عن مثل هذه الصفات وما شابهها، وإنما الآيات جاءت على أسلوب المشاكلة والمقابلة والمجاراة، وهو أسلوب معهود في كلام العرب، بحيث يذكرون الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته .

        أن اللفظ يشبة اللفظ وأنه جاء من قبيل الجزاء من جنس العمل. فهو في جهة الله تسمية العقوبة باسم الذنب
        التعديل الأخير تم بواسطة حسن; الساعة 07-30-2023, 08:58 PM.

        تعليق

        يعمل...
        X