"الأورغن" .. أكبر آلة موسيقية وأميزها في المنطقة
- إدريس مراد
- 25 تمّوز 2023
دمشق
من أضخم الآلات الموسيقية وأغناها في التلوين ويتدرج حجمها بين الصغر والضخامة،، وتبنى فكرة "الأورغن" على أساس دفع الهواء خلال أنابيب لكل منها درجة صوتية، ويتحكم العازف في تشغيل هذه الأنابيب بواسطة أصابع تشبه التي تتواجد في البيانو، عملها وصل أو قطع تيار الهواء عن الأصوات التي تصدر من الأنابيب ويمكن أن يتحكم بها العازف بأرجله كقيادة السيارة، كما يستطيع أن يخلط بين الأصوات بواسطة دواسات أخرى.
في حلب ودمشق
توجد في "سورية" ثلاث آلات أورغن، كما يقول الباحث "علي الشاهر"، إضافة إلى بقايا واحدة بالكنيسة "الإنجيلية" في "باب توما"، لم يبق منها غير الأنابيب فقط ولم تعد صالحة نهائياً.
تعرفت على هذه الآلة في دار الأوبرا في شهر أيلول سنة 1999 عندما تم إحضارها من "ألمانيا" وعندما بدأت عمليات تركيبها في شهر آب، حينها كنت قد قدمت لأنتسب إلى المعهد العالي للموسيقا، كعازف بيانو، وتم تركيبه من شخصين هما "براوند" و"شمودس"، تدربت معهما وتعلمت منهما
ويتابع "الشاهر" حديثه: «الآلة الأولى موجودة بكنيسة "اللاتين" في "حلب"، تحتاج إلى إصلاح ولم تستعمل منذ زمن طويل، وهي غير قابلة للاستعمال بهذا الشكل، أما "الأورغن" الموجود في كنيسة القديس "أنطونيوس" بحي "الصالحية" في "دمشق"، عمرها يعود إلى عام 1936، صنعت في العاصمة النمساوية "فيينا"، ويعمل باستمرار منذ ذلك الحين، وتستعمل عادة كل يوم سبت وأحد، حيث كان يعزف عليها عازف مختص يدعى "نعيم زابيطة" والسيد "حداد" وكاهن في الكنيسة».
الأورغن لديكور المسرح والعزف
وأضاف: كذلك يأتي بعض المختصين من السفارت البابوية اليونانية خصيصاً ليقدموا بعض المقطوعات على هذه الآلة في أيام أخرى، وفي النصف الأول من عام 1993 وصل من "ألمانيا" إلى "دمشق" كل من "كريستيناكهن" و"مارتن لانجر" لإجراء عمليات الصيانة للآلة المذكورة، وحينها صرحا بأن الآلة لابأس بها، رغم مرور خمسين سنة على صنعها.."، كما جرى لها عملية صيانة أخرى قبل الحرب وتم تدشينها بأمسية، وحالياً تحتاج إلى حركة إصلاح جديدة لأنها تعرضت للإهمال نوعاً ما أيام الحرب، وتم طلب ذلك من السفارة النمساوية لإعادة بناء الآلة من جديد».
جوهرة الأوبرا
للوهلة الأولى وأنت تدخل المسرح الكبير في دار الأوبرا لحضور حفلة تشارك فيها "الأورغن"، يخيل لك بأنك أمام ديكور جميل في عمق المسرح، مبني من الخشب، عليه خطوط فضية مختلفة الطول، ولا تدرك بأنها جانب من آلة "الأورغن" والخطوط العريضة هي أنابيبها، إلا إذا كنت على دراية بهذه الآلة من قبل.