فيروز الديلميFairuz al-Daylami أمير من الصحابة، فارسي الأصل من أبناء أهل فارس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فيروز الديلميFairuz al-Daylami أمير من الصحابة، فارسي الأصل من أبناء أهل فارس

    فيروز الديلمي

    أبو عبد الله، فيروز الديلمي، أمير من الصحابة، فارسي الأصل من أبناء أهل فارس الذين بعثهم كسرى إلى اليمن مع سيف بن ذي يزن لطرد الأحباش منه، فلما قُتل سيف بن ذي يزن تولّى الحاكم الساساني أمر إدارة اليمن، يُساعده على ذلك أفراد من القوة الساسانية، وحدثت في هذه الفترة اضطرابات في الدولة الساسانية، جعلت مركز هذا الوالي ضعيفاً، فقوي نفوذ القبائل والأمراء المحليين وثاروا على الحكم الساساني، وحصروا نفوذه في صنعاء.
    في السنة العاشرة للهجـرة، أسلم حـاكـم صنعاء الفـارسي بـاذام، وأسلم فيـروز الديلمي والأبناء، ووفـد فيروز على الرسول r وسمع منه، وجمع الرسول r - رغبة منه في أن يبين لأتباعه أن لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى - لباذام عمل اليمن كلها وأمَّره على جميع مخاليفها، فلم يزل عاملاً لرسول الله حتى مات، ففرَّق الرسول اليمن على عدد من الصحابة وولَّى شهر بن باذام على صنعاء، فلما خرج الأسود العنسي ذو الخمار عبهلة بن كعب من وادي خُبَّان، أيَّدته مذحج وواعدته نجران وأخرجوا عمال الرسول من نجران وما بين نجران ورمع وزبيد، وقتل الأسود العنسي شهر بن باذام، وفي رواية البلاذري أنَّ الأسود كان متجبراً، استذلَّ الأبناء فاستخدمهم وأضرَّ بهم وتزوَّج امرأة شهر بن باذام، ومما يثير الانتباه أن الرسول r عندما أرسل وَبَر بن يُحنَّس بكتابه إلى اليمن، طلب من الأبناء وليس من عرب اليمن القيام على دينهم والنهوض في الحرب، والعمل على التخلص من الأسود إما غيلة أو مصادمة، وتَمَّ مقتل الأسود العنسي على يد فيروز، وعن ابن عمر قال: «أتى الخبر النبي من السماء الليلة التي قتل فيها العنسي ليبشرنا فقال: قُتل العنسي البارحة قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين، قيل من هو؟ قال: فيروز فاز فيروز».
    بعد مقتل العنسي عادت الأمور إلى مجاريها في اليمن، ولكن ما إن وصل الخبر بوفاة الرسول r حتى انتقضت الأمور واضطربت الأرض وارتدَّ قيس ابن عبد يغوث، واعتمد الخليفة أبو بكر على الأبناء وعلى فيروز خاصة للقضاء عليها، وطلب أبو بكر من وجوه أهل اليمن أن يعينوا الأبناء وأن يسمعوا من فيروز لأنه قد ولاّه، وعندما سمع قيس ابن عبد يغوث بالأمر وهو الكاره للمكانة التي يتمتع بها الأبناء، أرسل إلى ذي الكلاع وأصحابه يقول لهم: «إنّ الأبناء نُزّاع في بلادكم ونقلاء فيكم، وإن تتركوهم لا يزالوا عليكم، وقد أرى من الرأي أن أقتل رؤوسهم وأخرجهم من بلادنا» ولكن ذا الكلاع وأصحابه وقفوا موقف الحياد، فلم يمالئوا قيساً ولم ينصروا الأبناء، وقتل قيس داذويه وهو من زعماء الأبناء، ونجا فيروز بنفسه وتوجَّه نحو جبل خولان وهم أخوال فيروز، وعمد قيس إلى الأبناء ففرقهم ثلاث فرق، أقرَّ من أقام وأقرّ عياله، وفرّق عيال الذين هربوا إلى فيروز فرقتين فوجَّه إحداهما إلى عدن ليحملوا في البحر، وحمل الأخرى في البر وقال لهم جميعاً: «الحقوا بأرضكم» فلما سمع فيروز ما فعله قيس، وأنّ عوام أهل اليمن ساندوه، أرسل إلى بني عقيل بن ربيعة بن عامر ابن صعصعة رسولاً يطلب مساعدتهم لإنقاذ الأبناء، وأرسل إلى عك يستمدهم ويستنصرهم كذلك، فاستطاعوا أن ينقذوا عيالات الأبناء، ثم اجتمعوا على قتال قيس ومن انضم إليه من أتباع الأسود العنسي، واضطر قيس إلى الهرب، وقُضي على ردة اليمن الثانية.
    تنقطع أخبار فيروز في المصادر بعد القضاء على ردة اليمن، ولكن ابن سعد في طبقاته يذكر أنه توفي في اليمن في خلافة عثمان بن عفان.
    نجدة خماش
يعمل...
X