الأشرف (عمر بن يوسف-)
اشرف (عمر يوسف)
Al-Ashraf (Omar bin Yusuf-) - Al-Achraf (Omar ben Youssef-)
الأشرف (عمر بن يوسف ـ)
(… ـ 696هـ/ … ـ 1296م)
حمل عدد من سلاطين الدولة الرسولية [ر. رسول (بنو ـ)] في اليمن لقب الملك الأشرف وهم السلطان الملك الأشرف عمر بن يوسف، والملك الأشرف إسماعيل بن العباس سابع ملوكهم، والملك الأشرف إسماعيل بن أحمد عاشر ملوكهم، والملك الأشرف إسماعيل بن يحيى الثاني عشر من ملوكهم.
أما أشهر هؤلاء فهو السلطان الملك الأشرف ممهّد الدين عمر بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول أبو حفص ثالث سلاطين الدولة الرسولية (694-696هـ/ 1294-1296م). اهتم أبوه السلطان الملك المظفر يوسف بن عمر بتعليمه وتثقيفه، وكان مؤدبه الفقيه أبو محمد سعيد بن أسعد بن علي الحراري.
كان السلطان الأشرف عمر ساعد أبيه الأيمن في حروبه وتأديب الخارجين عليه، ومن ذلك تكليفه القضاء على الفتنة التي نشبت في «حَجّة» سنة 665هـ/ 1267م، وقتل فيها الأمير فخر الدين بكتمر الغلاب، على يد بني حمزة الأشراف، فأرسل السلطان الملك المظفر ابنه الملك الأشرف عمر بن يوسف لإطفاء نار هذه الفتنة في حجة، فحاصر حصن مُبين، واستولى عليه وخربه، ثم استولى على حصن المخلافة.
كذلك استعان به أبوه حين اضطربت أموره وخالف عليه أهالي مشرق اليمن ومغربها، وفسدت عليه البلاد من نَفَيل إلى صََعْدَة سنة 686هـ/ 1287م، فأقطع السلطان المظفر ابنه الأشرف صنعاء، وأرسله إليها، وكلفه قتال الخارجين، فانتصر عليهم، وأعاد الهدوء إلى السلطنة، وأبرم الصلح مع الخارجين سنة 687هـ/ 1288م، واستقبل في صنعاء استقبال الظافرين، وقام ثانية بعقد الصلح في صنعاء سنة 693هـ/ 1293م بين أبيه المظفر والخارجين عليه من الشهابيين وبني الراعي وغيرهم، فذاع صيته وعظم شأنه ومدحه الشعراء.
ولما عاد الأشرف من صنعاء ولاه أبوه السلطنة، وتنازل له عنها في جمادى الأولى سنة 694هـ/ 1294م، وخرج التقليد بمشهد من الملوك وكبار رجال الدولة، وما لبث السلطان المظفر أن توفي في شهر رمضان من السنة نفسها.
دانت الحصون والمدن وسائر المخاليف والبلاد للسلطان الأشرف عمر، وأخذت له البيعة من الجند والأمراء وأعيان الدولة، واتخذ حصن تعز مركزاً له. ولكن تنازل المظفر لابنه الأشرف عن السلطنة أدى إلى حسد أخيه المؤيد فتوجه بعد وفاة أبيه إلى الشحر وحضرموت عازماً على الخروج عن الطاعة، واستطاع أن يفرض أمره على عَدَن ولَحْج وأَبْيَن، ولكن السلطان الملك الأشرف تمكن من القبض على أخيه وسجنه في دار الأدب سنة 695هـ وصفا له حكم اليمن كلها حتى وفاته في تعز في شهر ذي الحجة سنة 696هـ، وكانت مدة حكمه أقل من سنتين. وتولى الحكم من بعده أخوه الملك المؤيد داود بن يوسف.
عني الملك الأشرف بالعلم والدرس والتأليف منذ عهد إمارته، وبرع في عدة علوم، وشارك فيما سواها، وترك مصنفات كثيرة في الأنساب والفلك وطب الإنسان والحيوان، منها «طرفة الأصحاب في معرفة الأنساب»، و«التبصرة في علم النجوم»، و«المعتمد في مفردات الطب» الذي ليس لأحد مثله على رأي صاحب العقود اللؤلؤية، وكتاب «المغني» في البيطرة. كما ألف كتاباً في الأسطرلاب بعد أن زاول عمله وأتقنه.
كذلك اشتهر الملك الأشرف بسيره في الأحكام سيرة حسنة، وكان رؤوفاً بالرعية محبوباً لدى الناس على اختلاف حالاتهم، وتباين طبقاتهم، أزال التكليف عمن فقد نخله، وسامح الرعية بالتكاليف بعد وافدة من الجراد أكلت الزرع والثمار، وكان صالحاً فاضلاً حسن السيرة براً بقرابته. أنشأ مدرسة في معزية تَعِزّ، واستوزر حسام الدين حسان بن أسعد العمراني.
أمينة بيطار
اشرف (عمر يوسف)
Al-Ashraf (Omar bin Yusuf-) - Al-Achraf (Omar ben Youssef-)
الأشرف (عمر بن يوسف ـ)
(… ـ 696هـ/ … ـ 1296م)
حمل عدد من سلاطين الدولة الرسولية [ر. رسول (بنو ـ)] في اليمن لقب الملك الأشرف وهم السلطان الملك الأشرف عمر بن يوسف، والملك الأشرف إسماعيل بن العباس سابع ملوكهم، والملك الأشرف إسماعيل بن أحمد عاشر ملوكهم، والملك الأشرف إسماعيل بن يحيى الثاني عشر من ملوكهم.
أما أشهر هؤلاء فهو السلطان الملك الأشرف ممهّد الدين عمر بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول أبو حفص ثالث سلاطين الدولة الرسولية (694-696هـ/ 1294-1296م). اهتم أبوه السلطان الملك المظفر يوسف بن عمر بتعليمه وتثقيفه، وكان مؤدبه الفقيه أبو محمد سعيد بن أسعد بن علي الحراري.
كان السلطان الأشرف عمر ساعد أبيه الأيمن في حروبه وتأديب الخارجين عليه، ومن ذلك تكليفه القضاء على الفتنة التي نشبت في «حَجّة» سنة 665هـ/ 1267م، وقتل فيها الأمير فخر الدين بكتمر الغلاب، على يد بني حمزة الأشراف، فأرسل السلطان الملك المظفر ابنه الملك الأشرف عمر بن يوسف لإطفاء نار هذه الفتنة في حجة، فحاصر حصن مُبين، واستولى عليه وخربه، ثم استولى على حصن المخلافة.
كذلك استعان به أبوه حين اضطربت أموره وخالف عليه أهالي مشرق اليمن ومغربها، وفسدت عليه البلاد من نَفَيل إلى صََعْدَة سنة 686هـ/ 1287م، فأقطع السلطان المظفر ابنه الأشرف صنعاء، وأرسله إليها، وكلفه قتال الخارجين، فانتصر عليهم، وأعاد الهدوء إلى السلطنة، وأبرم الصلح مع الخارجين سنة 687هـ/ 1288م، واستقبل في صنعاء استقبال الظافرين، وقام ثانية بعقد الصلح في صنعاء سنة 693هـ/ 1293م بين أبيه المظفر والخارجين عليه من الشهابيين وبني الراعي وغيرهم، فذاع صيته وعظم شأنه ومدحه الشعراء.
ولما عاد الأشرف من صنعاء ولاه أبوه السلطنة، وتنازل له عنها في جمادى الأولى سنة 694هـ/ 1294م، وخرج التقليد بمشهد من الملوك وكبار رجال الدولة، وما لبث السلطان المظفر أن توفي في شهر رمضان من السنة نفسها.
دانت الحصون والمدن وسائر المخاليف والبلاد للسلطان الأشرف عمر، وأخذت له البيعة من الجند والأمراء وأعيان الدولة، واتخذ حصن تعز مركزاً له. ولكن تنازل المظفر لابنه الأشرف عن السلطنة أدى إلى حسد أخيه المؤيد فتوجه بعد وفاة أبيه إلى الشحر وحضرموت عازماً على الخروج عن الطاعة، واستطاع أن يفرض أمره على عَدَن ولَحْج وأَبْيَن، ولكن السلطان الملك الأشرف تمكن من القبض على أخيه وسجنه في دار الأدب سنة 695هـ وصفا له حكم اليمن كلها حتى وفاته في تعز في شهر ذي الحجة سنة 696هـ، وكانت مدة حكمه أقل من سنتين. وتولى الحكم من بعده أخوه الملك المؤيد داود بن يوسف.
عني الملك الأشرف بالعلم والدرس والتأليف منذ عهد إمارته، وبرع في عدة علوم، وشارك فيما سواها، وترك مصنفات كثيرة في الأنساب والفلك وطب الإنسان والحيوان، منها «طرفة الأصحاب في معرفة الأنساب»، و«التبصرة في علم النجوم»، و«المعتمد في مفردات الطب» الذي ليس لأحد مثله على رأي صاحب العقود اللؤلؤية، وكتاب «المغني» في البيطرة. كما ألف كتاباً في الأسطرلاب بعد أن زاول عمله وأتقنه.
كذلك اشتهر الملك الأشرف بسيره في الأحكام سيرة حسنة، وكان رؤوفاً بالرعية محبوباً لدى الناس على اختلاف حالاتهم، وتباين طبقاتهم، أزال التكليف عمن فقد نخله، وسامح الرعية بالتكاليف بعد وافدة من الجراد أكلت الزرع والثمار، وكان صالحاً فاضلاً حسن السيرة براً بقرابته. أنشأ مدرسة في معزية تَعِزّ، واستوزر حسام الدين حسان بن أسعد العمراني.
أمينة بيطار