صن يات سن
(1866ـ 1925)
صن يات سن Sun Yat- Sen سياسي صيني، وديمقراطي ثوري مثالي، يتحدر من عائلة ريفية اعتنقت المسيحية، تلقى تعليماً ثانوياً في المدارس التبشيرية الأجنبية، وتخرج طبيباً من هونغ كونغ عام 1892. تولى رئاسة الصين عام 1912، بعد الإطاحة بالنظام الملكي الامبراطوري وكان بذلك أول رئيس للجمهورية الصينية.
أسس صن عام 1894 أول تنظيم ثوري عرف باسم «جماعة إحياء الصين»، واستطاع أن يضم إليه لفيفاً من المثقفين من الصين وخارجها، ثم نجح عام 1911 في جمع القوى الثورية وإدماج منظمات بلده في منظمة واحدة باسم: «تونغ منغ يوي Tung Ming Hui» وعرفت اختصاراً باسم «الكومنتانغ Kuomintang».
قاد صن أربع عشرة محاولة انقلاب ضد الملكية الصينية، للإطاحة بأسرة كينغ الحاكمة، ونجح في إقامة حكومة جمهورية في المقاطعات الجنوبية. وتقوم فلسفته في الحكم على برنامج ديمقراطي قائم على مبادئ (أو نظريات) سياسية ثلاثة: القومية ـ الوطنية (الاستقلال الوطني للصين)، والديمقراطية (إقامة جمهورية)، ورفاهية الصين (اشتراكية البورجوازية الصغيرة: القضاء على اللامساواة الاجتماعية).
وقد حددّ ثلاث مراحل للثورة لتحويل الصين إلى جمهورية، تستند الأولى إلى الحكم العسكري وديكتاتورية الزعامة القوية المستنيرة بهدف خلع الحكومة الفاسدة واستئصال جهازها الإداري، وتنهض الثانية على ما يسميه القوامة (الرعاية) السياسية، ويعني بها تدريب الشعب على الممارسة الديمقراطية من خلال إعادة البناء القومي، ثم في المرحلة الثالثة تكون البلاد مهيأة لانتخاب حكومة وطنية ورئيس جمهورية.
لم يكن صن من أنصار الشيوعية، لأنه كان يعدها نظاماً مستورداً غريباً عن الصين. لذلك أخذ من التراث الصيني تعبير «معاش الشعب» كبديل للاشتراكية. ورغم نقد لينين لرأي صن في الرأسمالية المقيدة، فقد حظي برنامجه الثوري الديمقراطي بثقة لينين واحترامه.
كان لثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا تأثير بالغ في صن. فاقترب من الحزب الشيوعي في الصين، وأعاد تنظيم الكومنتانغ (الحزب الوطني)، وساند المطالب الخاصة بثورة ديمقراطية جديدة. وفي ظل الظروف الجديدة أعاد صن صياغة برنامجه الديمقراطي وتبنى سياسة ثلاثية تقوم على التحالف مع الاتحاد السوفييتي (سابقاً)، والتحالف مع الحزب الشيوعي الصيني، وتأييد الفلاحين والعمال. واشتمل برنامجه الاقتصادي على المطالبة برأسمال مقيد، أي تأميم رأس المال الأجنبي والمحلي.
كانت آراء صن الفلسفية الأساس النظري لديمقراطيته الثورية. وقد نظر إلى عملية المعرفة في علاقتها بالنشاط العملي للإنسان، ونادى بأن نتائج المعرفة والأفكار والمبادئ قوة فعالة تساعد على إعادة صياغة العالم،ولكنه ظل في تفسيره للظاهرة الاجتماعية مثاليّاً.
كان لصن يات قائد الثورة الصينية تأثير بالغ في تطور الصين الحديثة،وقد تبنى الوطنيون أفكاره الثورية، فكان حقاً الطوفان الذي طغى فوق سيطرة مانشو، ومبادئه الثلاثة ونظريته «الرعاية السياسية».
نَسبت له كل المصادر المعاصرة شخصية قوية وقدرة عظيمة على التسامح مع الضعفاء، ولعل معرفته الكبيرة بالشرق ومبادئه في القومية والديمقراطية وإعالة الشعب هي التي جعلت منه رمزاً للصين الحديثة، وجعلت الصين تدعوه بممهد الطريق إلى الثورة.
عبير الأطرش
(1866ـ 1925)
أسس صن عام 1894 أول تنظيم ثوري عرف باسم «جماعة إحياء الصين»، واستطاع أن يضم إليه لفيفاً من المثقفين من الصين وخارجها، ثم نجح عام 1911 في جمع القوى الثورية وإدماج منظمات بلده في منظمة واحدة باسم: «تونغ منغ يوي Tung Ming Hui» وعرفت اختصاراً باسم «الكومنتانغ Kuomintang».
قاد صن أربع عشرة محاولة انقلاب ضد الملكية الصينية، للإطاحة بأسرة كينغ الحاكمة، ونجح في إقامة حكومة جمهورية في المقاطعات الجنوبية. وتقوم فلسفته في الحكم على برنامج ديمقراطي قائم على مبادئ (أو نظريات) سياسية ثلاثة: القومية ـ الوطنية (الاستقلال الوطني للصين)، والديمقراطية (إقامة جمهورية)، ورفاهية الصين (اشتراكية البورجوازية الصغيرة: القضاء على اللامساواة الاجتماعية).
وقد حددّ ثلاث مراحل للثورة لتحويل الصين إلى جمهورية، تستند الأولى إلى الحكم العسكري وديكتاتورية الزعامة القوية المستنيرة بهدف خلع الحكومة الفاسدة واستئصال جهازها الإداري، وتنهض الثانية على ما يسميه القوامة (الرعاية) السياسية، ويعني بها تدريب الشعب على الممارسة الديمقراطية من خلال إعادة البناء القومي، ثم في المرحلة الثالثة تكون البلاد مهيأة لانتخاب حكومة وطنية ورئيس جمهورية.
لم يكن صن من أنصار الشيوعية، لأنه كان يعدها نظاماً مستورداً غريباً عن الصين. لذلك أخذ من التراث الصيني تعبير «معاش الشعب» كبديل للاشتراكية. ورغم نقد لينين لرأي صن في الرأسمالية المقيدة، فقد حظي برنامجه الثوري الديمقراطي بثقة لينين واحترامه.
كان لثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا تأثير بالغ في صن. فاقترب من الحزب الشيوعي في الصين، وأعاد تنظيم الكومنتانغ (الحزب الوطني)، وساند المطالب الخاصة بثورة ديمقراطية جديدة. وفي ظل الظروف الجديدة أعاد صن صياغة برنامجه الديمقراطي وتبنى سياسة ثلاثية تقوم على التحالف مع الاتحاد السوفييتي (سابقاً)، والتحالف مع الحزب الشيوعي الصيني، وتأييد الفلاحين والعمال. واشتمل برنامجه الاقتصادي على المطالبة برأسمال مقيد، أي تأميم رأس المال الأجنبي والمحلي.
كانت آراء صن الفلسفية الأساس النظري لديمقراطيته الثورية. وقد نظر إلى عملية المعرفة في علاقتها بالنشاط العملي للإنسان، ونادى بأن نتائج المعرفة والأفكار والمبادئ قوة فعالة تساعد على إعادة صياغة العالم،ولكنه ظل في تفسيره للظاهرة الاجتماعية مثاليّاً.
كان لصن يات قائد الثورة الصينية تأثير بالغ في تطور الصين الحديثة،وقد تبنى الوطنيون أفكاره الثورية، فكان حقاً الطوفان الذي طغى فوق سيطرة مانشو، ومبادئه الثلاثة ونظريته «الرعاية السياسية».
نَسبت له كل المصادر المعاصرة شخصية قوية وقدرة عظيمة على التسامح مع الضعفاء، ولعل معرفته الكبيرة بالشرق ومبادئه في القومية والديمقراطية وإعالة الشعب هي التي جعلت منه رمزاً للصين الحديثة، وجعلت الصين تدعوه بممهد الطريق إلى الثورة.
عبير الأطرش