الصداع Headache - Céphalée : هووجع الرأس، سواء شمله كله أو أحد شقيه، أو بعضاً منه،

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصداع Headache - Céphalée : هووجع الرأس، سواء شمله كله أو أحد شقيه، أو بعضاً منه،

    الصداع

    ينطبق تعريف الصداع headache لغة واصطلاحاً، على وجع الرأس، سواء شمله كله أو أحد شقيه، أو بعضاً منه، أو تنقل من جهة إلى أخرى. وقد تكون صفة الوجع فيه بما يشبه النبض المتكرر، أو الثقل، أو الشد وكأن الرأس معصوب، أو غير ذلك. وقد يأتي الصداع منفرداً، أو ترافقه أعراض أخرى كالغثيان أو الانزعاج من الضوء أو الأصوات وذلك حسب أنواع الصداع المختلفة.
    أنواع الصداع
    ينقسم الصداع إلى قسمين رئيسين، أولهما:عندما يكون الصداع مرضاً قائماً بذاته والثاني:حينما يكون عرضاً لمرض آخر، وفيما يأتي بعض التفصيل:
    1ـ ينقسم الصداع عندما يكون مرضاً قائماً بذاته إلى أنواع شتى ومن أكثرها شيوعاً:
    ـ الشقيقة [ر] migraine.
    ـ الصداع العنقودي cluster headach وهو وجع يصيب أحد شقي الرأس، وبخلاف الشقيقة يصيب الذكور أكثر من الإناث، كما أنه بخلافها لا ينتقل بين اليمين والشمال وإنما يلتزم الطرف نفسه دائماً، ويكون في مقدمة الرأس في الجبهة، أو حول العين أو الصدغ، وتدوم الهجمة من 15دقيقة إلى ثلاث ساعات، ثم تزول.لكنه سرعان ما يعاود المريض بتواتر يتراوح بين مرة كل يومين إلى ثماني مرات في اليوم والليلة، ومما يميز هذا النوع من الصداع أنه يأتي بالموعد ذاته في كل مرة، وكأنه يقرأ الساعة، وترافقه أعراض ذات علاقة بالجهاز العصبي المستقلautonomic nervous syste، فقد يحدث احمرار في ملتحمة العين، أو صغر في حدقتها، أو انسدال في جفنها، أو تعرّق في الجبهة أو دماع، أو سيلان من الأنف أو احتقان فيه وذلك في الطرف نفسه الذي يصيبه الألم، ويعتقد أن مكاناً في الدماغ يسمى الوطاءhypothalamus (تحت المهاد) له دور في هذا النوع من الصداع.
    ـ الصداع التوتري المزمن: وهو ألم يصيب شطري الرأس معاً ويستمر مدة تزيد على 4ساعات في اليوم الواحد، ويصيب مؤخرة الرأس أكثر من مقدمه، ويعاود المريض لأكثر من 15يوماً في الشهر، ويتكرر ذلك في أكثر من ستة أشهر في السنة، وتكون درجة الألم بين الخفيفة والمتوسطة، ولا يمنع صاحبه من مزاولة عمله، وتكون صفته بشعور ثقل في الرأس أو ضغط فيه. وبخلاف الشقيقة لايزداد هذا النوع من الصداع بالحركة كنزول الدرج أو القفز، ولايترافق مع القيء، وقلما يصحبه غثيان أو إنزعاج من الضياء أو الأصوات، ويعتقد أن مرده فرط حساسية في العصب المثلث التوائم trigeminal nerve. ويترافق هذا النوع من الصداع مع مشكلات صحية أخرى، كترافقه بحالات نفسية كالاكتئاب والقلق، كما يتصاحب مع إفراط في تعاطي الأدوية المسكنة.
    ـ ومن المهم الإشارة إلى أنه قد يكون مرد الصداع الأول الإفراط في تعاطي الأدوية المسكنة.
    ـ كما قد يظهر الصداع كلما زال مفعول الدواء المسكن فيسمى حينئذ الصداع الآيبrebound headache.
    ـ وهناك نوع من الصداع يدعى الصداع الشقي المستمر hemicrania countinuaويختلف عن الشقيقة والصداع العنقودي، إذ يكون الألم فيه متواصلاً لا على شكل نوبات.
    ـ ومن ألم الرأس أيضا نوع خاص يسمى ألم العصب المثلث التوائم، ويأتي على هيئة ومضات كالتي يشعر بها من لامس الكهرباء، تدوم كل ومضة ثواني، ويصيب المريض على نحو متلاحق، وقد تثار نوبه بلمس مواضع معينة من الوجه أو الرأس أو حتى تناول طعام أو شراب.
    2ـ إن النوع الرئيسي الآخر للصداع والذي يكون فيه الصداع عرضا لمرض آخر يختلف بحسب سببه، ويتميز بالأعراض الأخرى التي ترافقه طبقا لذلك المرض المسِّبب، وأنواع هذا الصداع كثيرة:
    ـ فالأمراض الخمجية تسبب الصداع في أحيان كثيرة، ولكن الحمى هي أهم علامة تميزها وتنبه إليها، فقد يشكو المصاب بالتهاب الرئة، أو بالنزلة الوافدة (الأنفلونزا)، أو الرشح من الصداع، لكن الأمر يكون أشدّ خطراً حينما يصيب الخمج الجملة العصبية نفسها كما في التهاب الدماغ أو التهاب السحايا، فعندها يكون الصداع مبرَحاً والحمى شديدة، ويشكو المريض من إعياء وقيء، وقد يصاب باضطرابٍ في الصحو والإدراك.
    ـ كما يحدث الصداع إذا تبدل الضغط داخل القحف، فالجملة العصبية تسبح في السائل الدماغي الشوكي الذي يجري في مسار محدد تحت ضغط محدد، فإذا ما انخفض هذا الضغط عن حد معين، كما يحصل أحياناً بعد سحب كمية من هذا السائل لتحليلها، يحدث صداع، كما أن ارتفاع الضغط فيه فوق حد معين يسبب الصداع أيضاً، سواء كان سبب ارتفاع الضغط واضحاً كما في أورام الدماغ المختلفة، وخثرة الجيوب الوريدية في الدماغ، أم سببه غير واضح أو ما يدعى الورم القحفي الكاذب.
    ـ وقد ينجم الصداع عن مرض في أحد الأعضاء المجاورة للدماغ كما في بعض الإصابات العينية كالزرق [ر] glaucoma أو التهاب الجيوب [ر] sinusitis أو آفات العمود الفقري الرقبي.
    ـ وقد يحرِّض الصداعَ تعاطي بعض الأدوية، أو ينشأ عنها، كما هو الأمر في عقاقير نقص التروية القلبية الحاوية على مادة النترات التي توسع الأوردة الدماغية.
    ـ ومن الأسباب المهمة للصداع، وإن لم تكن شائعة، نزيفُ الدماغ، وخاصة ما كان منه في البطانة العنكبوتية للدماغ arachnoideaوالتي تسبب صداعاً يصل في ذروته إلى ألم لا يطاق خلال لحظات معدودة، وقد يخيل للمريض من فجاءة الألم أن أحداً ضربه من القفا، ويترافق هذا النوع مع القيء ونقص الوعي أو فقده كليّاً.
    ـ وأخيراً لا شك أن للحالة النفسية دوراً مهماً في كل من الصداع القائم بذاته أو الذي يظهر كعرض لمرض آخر، فكثيراً ما يشكو المصاب بالكآبة من الصداع، بل قد لا يفصح عن الكآبة ولكن يكني عنها بالصداع ثم يتبين من أسئلة الطبيب أن الصداع ليس إلا جزءاً يسيراً من مشكلة أعم، وبالمقابل فقد يسبب الصداع المتكرر القلق أو الكآبة.
    معالجة الصداع
    إذا كان الصداع عرضاً لمرض آخر فإن علاج المرض المسبب هو الجزء الأهم للشفاء، وإن كان ذلك لا يمنع من إعطاء بعض المسكنات ريثما يشفى المرض المسبِّب ويزول معه الصداع. وفيما عدا ذلك فإن معالجة الصداع تختلف طبقا لنوعه، وشدته، وللظروف الخاصة للمريض المصاب به.
    فالصداع الخفيف قد يزول بقليل من الراحة، أو بوضع عصابة تشد الرأس، أو بشراب يحوي الكافئين كالقهوة والشاي، أو بمسكن خفيف كمادة الباراسيتامولparacetamol أو الأسيتامينوفينacetaminophen أو الأسبرين.
    أما الصداع الذي لايستجيب لهذه السبل البسيطة من العلاج فيداوى وفقا لمبدأين، الأول منهما إخماد ثورته، والثاني محاولة توقي عودته سواء بتجنب ما قد يثيره من عوامل مختلفة، على كل مريض أن يحاول الانتباه إليها، أو بالأدوية المناسبة.
    وفيما يأتي لمحة عن المعالجات حسب أنواع الصداع التي سلف ذكرها:
    ففي الصداع العنقودي يمكن استخدام طائفة من الأدوية تدعى تربتان triptan، مثل سوما تربتان وذلك بشكله الذي يحقن تحت الجلد أو يرذّ في الأنف أو كمثل زوميغ zomigالذي يرذّ في الأنف أيضاً، كما يفيد إنشاق نسبة عالية من الأكسجين أو إعطاء حقنة من مادة دي هيدرو أرغوتامين (DHE) dihydroergotamin، لكن لابد أن تشفع هذه المعالجة المناسبة في أثناء الألم بأدوية تجنب معاودة الهجمات المتلاحقة مثل الستيروئيدات أو الفيراباميل verapamil أو الليثيوم lithium أو الميلاتونين melatonin.
    أمّا الصداع التوتري المزمن فيعتمد في معالجته على برنامج وقائي طويل الأمد أكثر مما يعتمد على أدوية مسكنة قد تفلح آنياً في تخفيف الألم الذي سرعان ما يعود، وهذا البرنامج يشمل تناول أقل شيء ممكن من المسكنات، ومعالجة الاضطرابات النفسية المشاركة للصداع، وتشجيع المريض على شيء من الرياضة اليومية حسب ظروفه، مع تفهم المريض للأهداف الواقعية للمعالجة، وحقيقة أنها تأخذ زمناً طويلاً.
    ويعالج الصداع المسبب بالإفراط بالمسكنات بالتخلص منها، سواء تم ذلك على نحو تدريجي، أم بإدخال المريض المستشفى لتخليصه منها على نحو فوري وتام، وبالمثل فإن الصداع الآيب مردّه إلى انتهاء مفعول أحد الأدوية المسكنة، ولذا فإن اجتنابها أو استبدالها ينفي هذا النوع من الصداع. ويعالج الصداع الشقي المستمر بمادة الإندوميتاسين indomethacin.
    ويعالج ألم العصب المثلث التوائم ببعض أدوية الصرع كالتغريتول tegretolوالغابابنتين gabapentine وبعض أدوية الكآبة كالأميتريبتيلين amitriptyline، وقد يكون هذا النوع من الصداع معنداً لايستجيب للأدوية السالفة الذكر مما قد يستلزم الجراحة بوضع حاجز يفصل عقدة العصب المثلث التوائم عن شرايين الدماغ المجاورة، أو يستلزم جراحة تخرب فيها عقدة العصب بالتخثير الكهربي radiofrequency thermo coagulation of trigeminal ganglion.
    سالم الحلبي

يعمل...
X