اختراعها غيّر المجتمع للأبد ..
روث هاندلر هي أوبنهايمر في «باربي»
لوس أنجلوس ـ «سينماتوغراف»
كان أحد أكثر الشخصيات نفوذاً في القرن الماضي هو الذي ينجح في بناء عنصر متفجر من شأنه أن يغير المجتمع إلى الأبد، وهو موضوع فيلم ضخم افتتح هذا الأسبوع... لكنه ليس "أوبنهايمر".
ابتكرت روث هاندلر، المؤسسة المشاركة لشركة "ماتيل"، طريقة جديدة لبيع الألعاب. ثم أطلقت الدمية الأكثر شهرة في التاريخ: "باربي".
وبذلك، جسدت هاندلر شخصية الفيزيائي الأميركي روبرت أوبنهايمر، مدير مشروع مانهاتن لتصنيع السلاح النووي الأول فى الحرب العالميه الثانية، لكن في عالم "باربي". وهي سيدة أعمال مدمنة على العمل، وشخصية رائدة تستحق سيرتها الذاتية العرض.
وبينما كان الرجال يختبرون القنابل الذرية في الصحراء، كانت هذه المرأة تؤسس شركتها الخاصة في مرآب لتصليح السيارات. ولم تكن الدمية الأكثر شهرة في التاريخ الفكرة الأكثر أهمية لديها.
وفي الأيام الأولى لـ"ماتيل"، الشركة الناشئة التي أسستها هاندلر مع زوجها، لتصبح أكبر شركة ألعاب حول العالم، اتخذت سلسلة من القرارات التسويقية الجريئة، قادت إلى إطلاق دمية "باربي" وفيلم "باربي" ومجمع "باربي" الصناعي بأكمله. وما تعلمته من تجربتها بنى قدرتها على بيع المليارات من الدمية.
وخرقت هاندلر القواعد بثلاث طرق: كيف باعت الدمية، ومتى باعتها، ومن اشتراها.
وأدركت قبل أي شخص في مجال عملها أن الآباء ليسوا هدفها، بل الأطفال. وأنفقت مبلغاً ضخماً من المال للإعلان عن منتجها عبر البرامج التلفزيونية على مدار السنة.
لذا، من أجل فهم "باربي"، فلا بد من فهم هاندلر.
وقال روبن غربر، مؤلف كتاب "باربي وروث"، وهو سيرة ذاتية للمرأة التي تقف وراء الدمية الأيقونية لعام 2009: "كانت على استعداد للقيام بما لم يفعله أي شخص آخر. وكانت الميزة الرئيسية لديها هي استعدادها للمخاطرة... وما تخاطر به هو الفشل. لكن لو لم تقم بذلك، لما نجحت أبداً".
إلى ذلك، انتهكت هاندلر القواعد بطرق غير قانونية. واتهمتها لجنة الأوراق المالية والبورصات عام 1978 بارتكاب جرائم مالية مختلفة من ذوي الياقات البيضاء، بما في ذلك الاحتيال والإبلاغ الكاذب.
وُلدت هاندلر في موسكو عام 1916، وكانت الأصغر بين 10 أطفال لمهاجرين بولنديين. وتزوجت من إيزي هاندلر بخلاف رغبة عائلتها وشجعته على التخلي عن اسمه الأول لصالح إليوت، الذي بدا لها أقل دلالة على اليهودية في زمن معاداة السامية الشديدة. وانتقلت هاندلر وإليوت إلى لوس أنجلس وعاشا في شقة صغيرة تنتشر فيها الصراصير.
وأسس الثنائي بعد ذلك شركته في مرآب لتصليح السيارات، وأطلق عليها اسم "ماتيل". وتعامل إليوت مع التصميم بينما ركزت روث على الأعمال. وكانت تقول: "إن استطاع أن يصنعها، فيمكنني بيعها".
وعام 1955، بعد ثلاث سنوات من دخول "بوتاتو هيد" التاريخ كأول لعبة يُعلن عنها عبر شاشة التلفزيون، عقدت "ماتيل" اجتماعاً لمدة ساعة مع مندوب مبيعات من "أي بي سي"، الذي قام بتوجيه فريق هاندلر نحو طريقة تأسر كل طفل في أميركا: برنامج تلفزيوني جديد من إنتاج شركة ديزني يُدعى "ميكي ماوس كلوب هاوس".
وكانت المصيدة أن "ديزني" أرادت التزاماً يعلن عنه الرعاة لمدة عام كامل، ما يكلف حوالي 500 ألف دولار.
وكتب غربر في كتابه: "أي شركة ألعاب يمكنها وضع استراتيجية مبيعات على مدار العام سيكون لها ميزة كبيرة تتفوق فيها على منافسيها".
ونظرت هاندلر في عرض "ديزني"، وتطلعت إلى استراتيجية مبيعات للشركة على مدار العام. وعند مغادرة الاجتماع، كانت قد اتخذت قرارها.
كانت تراهن على القيمة الكاملة لشركتها على الإعلانات التجارية لـ"ميكي ماوس كلوب"، وهي تعرف المنتج الذي يستحق المخاطرة باستثمار 500 ألف دولار.
وطلبت هاندلر من وكالة إعلانات الشركة أن تصمم إعلانات تجارية لـ"جاك إن ذا بوكس" واللعبة التي كانت تهتم بها بشكل خاص، وهي "بورب غان". وكانت مخاطر الترويج لبندقية آلية في عرض للأطفال وجودية بالنسبة إلى الشركة.
وجاءت نسبة المبيعات متدنية خلال الأشهر الستة بعد العرض الأول في تشرين الأول (أكتوبر) 1955. لكن هاندلر لم تكن تعلم أن الأمر استغرق ستة أسابيع حتى تصل أرقام المبيعات من متاجر الألعاب إلى الشركات المصنعة، وهذا التأخير يعني أن المعلومات تطلبت ستة أسابيع قبل الوصول إلى مكتبها. واستغرق الأمر ستة أسابيع من عرض حلقات "ميكي ماوس كلوب هاوس" لتدرك "ماتيل" أن "بورب غان" كان منتجاً ناجحاً.
أدركت هاندلر أن مستهلكي شركتها هم الأطفال وليسوا الآباء، ويمكنها الوصول إليهم من خلال الإعلانات عبر البرامج التلفزيونية التي يشاهدونها.
أما "باربي"، فعُرضت في المتاجر عام 1959. ولم يدرك المشترون أن هاندلر غيرت عالمهم ليستضيف "باربي".
وفي العام التالي، طرحت "ماتيل" للاكتتاب العام. واليوم، تقدر قيمة الشركة التي وضعت في بداياتها رهاناً ضخماً بقيمة 500 ألف دولار بأكثر من 7 مليارات دولار.
http://cinematographwebsite.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك
روث هاندلر هي أوبنهايمر في «باربي»
لوس أنجلوس ـ «سينماتوغراف»
كان أحد أكثر الشخصيات نفوذاً في القرن الماضي هو الذي ينجح في بناء عنصر متفجر من شأنه أن يغير المجتمع إلى الأبد، وهو موضوع فيلم ضخم افتتح هذا الأسبوع... لكنه ليس "أوبنهايمر".
ابتكرت روث هاندلر، المؤسسة المشاركة لشركة "ماتيل"، طريقة جديدة لبيع الألعاب. ثم أطلقت الدمية الأكثر شهرة في التاريخ: "باربي".
وبذلك، جسدت هاندلر شخصية الفيزيائي الأميركي روبرت أوبنهايمر، مدير مشروع مانهاتن لتصنيع السلاح النووي الأول فى الحرب العالميه الثانية، لكن في عالم "باربي". وهي سيدة أعمال مدمنة على العمل، وشخصية رائدة تستحق سيرتها الذاتية العرض.
وبينما كان الرجال يختبرون القنابل الذرية في الصحراء، كانت هذه المرأة تؤسس شركتها الخاصة في مرآب لتصليح السيارات. ولم تكن الدمية الأكثر شهرة في التاريخ الفكرة الأكثر أهمية لديها.
وفي الأيام الأولى لـ"ماتيل"، الشركة الناشئة التي أسستها هاندلر مع زوجها، لتصبح أكبر شركة ألعاب حول العالم، اتخذت سلسلة من القرارات التسويقية الجريئة، قادت إلى إطلاق دمية "باربي" وفيلم "باربي" ومجمع "باربي" الصناعي بأكمله. وما تعلمته من تجربتها بنى قدرتها على بيع المليارات من الدمية.
وخرقت هاندلر القواعد بثلاث طرق: كيف باعت الدمية، ومتى باعتها، ومن اشتراها.
وأدركت قبل أي شخص في مجال عملها أن الآباء ليسوا هدفها، بل الأطفال. وأنفقت مبلغاً ضخماً من المال للإعلان عن منتجها عبر البرامج التلفزيونية على مدار السنة.
لذا، من أجل فهم "باربي"، فلا بد من فهم هاندلر.
وقال روبن غربر، مؤلف كتاب "باربي وروث"، وهو سيرة ذاتية للمرأة التي تقف وراء الدمية الأيقونية لعام 2009: "كانت على استعداد للقيام بما لم يفعله أي شخص آخر. وكانت الميزة الرئيسية لديها هي استعدادها للمخاطرة... وما تخاطر به هو الفشل. لكن لو لم تقم بذلك، لما نجحت أبداً".
إلى ذلك، انتهكت هاندلر القواعد بطرق غير قانونية. واتهمتها لجنة الأوراق المالية والبورصات عام 1978 بارتكاب جرائم مالية مختلفة من ذوي الياقات البيضاء، بما في ذلك الاحتيال والإبلاغ الكاذب.
وُلدت هاندلر في موسكو عام 1916، وكانت الأصغر بين 10 أطفال لمهاجرين بولنديين. وتزوجت من إيزي هاندلر بخلاف رغبة عائلتها وشجعته على التخلي عن اسمه الأول لصالح إليوت، الذي بدا لها أقل دلالة على اليهودية في زمن معاداة السامية الشديدة. وانتقلت هاندلر وإليوت إلى لوس أنجلس وعاشا في شقة صغيرة تنتشر فيها الصراصير.
وأسس الثنائي بعد ذلك شركته في مرآب لتصليح السيارات، وأطلق عليها اسم "ماتيل". وتعامل إليوت مع التصميم بينما ركزت روث على الأعمال. وكانت تقول: "إن استطاع أن يصنعها، فيمكنني بيعها".
وعام 1955، بعد ثلاث سنوات من دخول "بوتاتو هيد" التاريخ كأول لعبة يُعلن عنها عبر شاشة التلفزيون، عقدت "ماتيل" اجتماعاً لمدة ساعة مع مندوب مبيعات من "أي بي سي"، الذي قام بتوجيه فريق هاندلر نحو طريقة تأسر كل طفل في أميركا: برنامج تلفزيوني جديد من إنتاج شركة ديزني يُدعى "ميكي ماوس كلوب هاوس".
وكانت المصيدة أن "ديزني" أرادت التزاماً يعلن عنه الرعاة لمدة عام كامل، ما يكلف حوالي 500 ألف دولار.
وكتب غربر في كتابه: "أي شركة ألعاب يمكنها وضع استراتيجية مبيعات على مدار العام سيكون لها ميزة كبيرة تتفوق فيها على منافسيها".
ونظرت هاندلر في عرض "ديزني"، وتطلعت إلى استراتيجية مبيعات للشركة على مدار العام. وعند مغادرة الاجتماع، كانت قد اتخذت قرارها.
كانت تراهن على القيمة الكاملة لشركتها على الإعلانات التجارية لـ"ميكي ماوس كلوب"، وهي تعرف المنتج الذي يستحق المخاطرة باستثمار 500 ألف دولار.
وطلبت هاندلر من وكالة إعلانات الشركة أن تصمم إعلانات تجارية لـ"جاك إن ذا بوكس" واللعبة التي كانت تهتم بها بشكل خاص، وهي "بورب غان". وكانت مخاطر الترويج لبندقية آلية في عرض للأطفال وجودية بالنسبة إلى الشركة.
وجاءت نسبة المبيعات متدنية خلال الأشهر الستة بعد العرض الأول في تشرين الأول (أكتوبر) 1955. لكن هاندلر لم تكن تعلم أن الأمر استغرق ستة أسابيع حتى تصل أرقام المبيعات من متاجر الألعاب إلى الشركات المصنعة، وهذا التأخير يعني أن المعلومات تطلبت ستة أسابيع قبل الوصول إلى مكتبها. واستغرق الأمر ستة أسابيع من عرض حلقات "ميكي ماوس كلوب هاوس" لتدرك "ماتيل" أن "بورب غان" كان منتجاً ناجحاً.
أدركت هاندلر أن مستهلكي شركتها هم الأطفال وليسوا الآباء، ويمكنها الوصول إليهم من خلال الإعلانات عبر البرامج التلفزيونية التي يشاهدونها.
أما "باربي"، فعُرضت في المتاجر عام 1959. ولم يدرك المشترون أن هاندلر غيرت عالمهم ليستضيف "باربي".
وفي العام التالي، طرحت "ماتيل" للاكتتاب العام. واليوم، تقدر قيمة الشركة التي وضعت في بداياتها رهاناً ضخماً بقيمة 500 ألف دولار بأكثر من 7 مليارات دولار.
http://cinematographwebsite.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك