المشغل الفوتوغرافي Photographic operator kahlil altayar
الاختزال والتعبير في اللون
خيمة الصبر ..مرئية "لرحيم السيلاوي"
خليل الطيار
كما هو متوقع، يقدم المصور المحترف "رحيم السيلاوي" مرئيات نادرة التشكل، يحاول أن يبتعد فيها عن اللًقطْ التقليدي لوقائع المشهد "العاشورائي".
فقدم لنا في هذا الموسم مرئية استثنائية، أعتمد فيها لغة الإيجاز البَصًري لمأساة الطف الخالدة. أستند فيها على قاعدة التدليل والتعبير اللوني واستثمار مضاداته.
هذا العام اختار بناء مشهد "سرديته" البَصًرية الجديدة ، أمام كتلة دخان أسود كثيف، تعبيرا عن هوية الجناة، وحجم ما ارتكبوه من أفعال مأساوية بشعة وحاقدة، لم يضاهها فعل مشين آخر في التاريخ البشري...
وأظهر قبالها راية بيضاء، بقيت ترفرف بسمو ورفعة منتمية لفسحة ضياء أبيض،شق غيوم الدخان المتصاعد، تدليلا عن انتماء أصحاب الراية إلى رسالة السماء المحمدية.
كما ترك علامة واضحة لمادية لون أخضر اكتساه غطاء الخيمة، تعبيرا عن أصحاب النفوس الزكية من آل بيت النبوة الأطهار.
ورغم احتراقها،لكن"السيلاوي" أصر بزاويته أن يظهر قدر من الكبرياء لخيمته، وهي ترتكز على أعمدتها بقوة، رافضة الانحناء والانكسار.
وراح يتوج قيمة التعبير المختزل في مشهده الدرامي، بإعطاء حيز لظهور قربة ماء "حامي الشريعة" إشارة لهوية وشجاعة المدافعين عنها، وهم يحملونها لإطفاء جمر المأساة المشتعلة في نفوس أصحابها.
خيمة محترقة اختزالت، بَصًريا واقعة مأساة تاريخية عظيمة، تمثلت باستشهاد الإمام الحسين"ع"وآل بيته، وثلة من أصحابه، يصر "المصور "رحيم السيلاوي" أن يقدمها لنا سنويا بمرئيات استثنائية، مدروسة بعناية، تكوينا وتعبيرا.
********************************
كل التفاعلات:
Raheem Alsilawi، وعلاء الاسدي
تعليق