زريق بغدادي
Ibn Zouriq al-Bugdadi - Ibn Zouriq al-Bugdadi
ابن زريق البغدادي
(…ـ نحو 420هـ/… ـ 1029م)
ابن زريق البغدادي شاعر،اختلف العلماء في اسمه، فمنهم من يقول إنه أبو الهيجاء محمد بن عمران بن زريق الكاتب البغدادي، ومنهم من يقول: محمد بن زريق، ومنهم من يقول: أبو علي الحسن بن زريق الكوفي الكاتب، غير أن كل الروايات تشترك في أنه ابن زريق، أو حفيده، وزريق هذا رجل مغمور، لكن بعض المصادر ذكرت أنه كان على صلة بالوزير عميد الملك محمد ابن منصور الذي كان وزيراً للسلطان طغرلبك وتوفي نحو سنة 457هـ، وذكر الصفدي أن قصيدته العينية المشهورة كانت في عميد الملك هذا، وهي في مدحه، والغريب أن قارئ هذه القصيدة لا يعثر فيها على مديح أو إشارة إلى هذا الوزير، بل فيها أبيات توحي ببعد قائلها عن بغداد وما حولها؛ وهو قوله:
أستودعُ اللهَ في بغدادَ لي قمَراً
بالكرخِ من فلكِ الأزرارِ مطلعُهُ
وفيها أبيات يتحدث فيها عن نفسه لا تناسب موقف المدح كقوله:
رزقتُ ملكاً فلم أحسِنُ سياسَتَه
وكلُّ منْ لا يسوسُ الملكَ يُخلَعُهُ
اشتغل ابن زريق بالكتابة في الدواوين، وكان شاعراً، ولكننا لا نعرف من آثاره غير قصيدته العينية التي مطلعها:
لا تَعذليهِ فإنَّ العذلَ يولِعُهُ
قد قلتِ حقاً ولكنْ ليسَ يسمَعُهُ
وذكر الصفدي أن له قصيدة طويلة في رثاء ديك، يقول فيها:
خطْبٌ طرقْتَ بهِ أمرَّ طروقِ
فظُّ الحلولِ عليَّ غيرُ شفيقِ
أوردت بعض المصادر أن ابن زريق هاجر إلى الأندلس طمعاً بعطاء ملوكها وأمرائها، ـ وهذا هو المشهور من خبر قصيدته العينية ـ وأنه مدح بعضهم فلم يعطوه ما كان يأمل، فخاب ظنه ونظم رائعته القصيدة العينية المشهورة يشتكي فيها سوء حاله، وتروي المصادر أن هذه القصيدة هي آخر ما كتبه في حياته وأنها وجدت تحت وسادته التي مات عليها.
تبلغ القصيدة أربعين بيتاً تسيل عذوبة ورقة ومشاعر وألماً، وفيها يظهر الحنين إلى دياره في بغداد وإلى أحبته فيها، ويستسلم بعد أن هدّه الزمان، وأوهن من عزيمته، ومن أبياتها الجميلة قوله:
ما آبَ منْ سفرٍ إلا وأزعَجَه
رأيٌ إلى سفرٍ بالرغمِ يجمَعُهُ
كأنّما هو منْ حلٍّ ومُرْتحلٍ
موكّلٌ بفضاءِ الأرضِ يذرعُهُ
ومنها:
ودَّعتُهُ وبودّي أن يودِّعَني
صفوُ الحياةِ وأنِّي لا أودِّعُهُ
وقد روي عن ابن حزم الظاهري أنه قال في هذه القصيدة: من تختم بالعقيق، وقرأ لأبي عمرو وتفقه للشافعي، وحفظ قصيدة ابن زريق، فقد استكمل الظرف.
اهتم العلماء بقصيدة ابن زريق فعارضوها وخمسوها وشرحوها؛ فممن عارضها أحمد بن جعفر الواسطي، وخمسها أحمد بن ناصر الباعوني، وشرحها علي بن عبد الله العلوي وولي الدين يكن.
وتعد هذه القصيدة من أشهر قصائد الشعر العربي، وقد أورثت صاحبها شهرة كبيرة.
أحمد نتوف
Ibn Zouriq al-Bugdadi - Ibn Zouriq al-Bugdadi
ابن زريق البغدادي
(…ـ نحو 420هـ/… ـ 1029م)
ابن زريق البغدادي شاعر،اختلف العلماء في اسمه، فمنهم من يقول إنه أبو الهيجاء محمد بن عمران بن زريق الكاتب البغدادي، ومنهم من يقول: محمد بن زريق، ومنهم من يقول: أبو علي الحسن بن زريق الكوفي الكاتب، غير أن كل الروايات تشترك في أنه ابن زريق، أو حفيده، وزريق هذا رجل مغمور، لكن بعض المصادر ذكرت أنه كان على صلة بالوزير عميد الملك محمد ابن منصور الذي كان وزيراً للسلطان طغرلبك وتوفي نحو سنة 457هـ، وذكر الصفدي أن قصيدته العينية المشهورة كانت في عميد الملك هذا، وهي في مدحه، والغريب أن قارئ هذه القصيدة لا يعثر فيها على مديح أو إشارة إلى هذا الوزير، بل فيها أبيات توحي ببعد قائلها عن بغداد وما حولها؛ وهو قوله:
أستودعُ اللهَ في بغدادَ لي قمَراً
بالكرخِ من فلكِ الأزرارِ مطلعُهُ
وفيها أبيات يتحدث فيها عن نفسه لا تناسب موقف المدح كقوله:
رزقتُ ملكاً فلم أحسِنُ سياسَتَه
وكلُّ منْ لا يسوسُ الملكَ يُخلَعُهُ
اشتغل ابن زريق بالكتابة في الدواوين، وكان شاعراً، ولكننا لا نعرف من آثاره غير قصيدته العينية التي مطلعها:
لا تَعذليهِ فإنَّ العذلَ يولِعُهُ
قد قلتِ حقاً ولكنْ ليسَ يسمَعُهُ
وذكر الصفدي أن له قصيدة طويلة في رثاء ديك، يقول فيها:
خطْبٌ طرقْتَ بهِ أمرَّ طروقِ
فظُّ الحلولِ عليَّ غيرُ شفيقِ
أوردت بعض المصادر أن ابن زريق هاجر إلى الأندلس طمعاً بعطاء ملوكها وأمرائها، ـ وهذا هو المشهور من خبر قصيدته العينية ـ وأنه مدح بعضهم فلم يعطوه ما كان يأمل، فخاب ظنه ونظم رائعته القصيدة العينية المشهورة يشتكي فيها سوء حاله، وتروي المصادر أن هذه القصيدة هي آخر ما كتبه في حياته وأنها وجدت تحت وسادته التي مات عليها.
تبلغ القصيدة أربعين بيتاً تسيل عذوبة ورقة ومشاعر وألماً، وفيها يظهر الحنين إلى دياره في بغداد وإلى أحبته فيها، ويستسلم بعد أن هدّه الزمان، وأوهن من عزيمته، ومن أبياتها الجميلة قوله:
ما آبَ منْ سفرٍ إلا وأزعَجَه
رأيٌ إلى سفرٍ بالرغمِ يجمَعُهُ
كأنّما هو منْ حلٍّ ومُرْتحلٍ
موكّلٌ بفضاءِ الأرضِ يذرعُهُ
ومنها:
ودَّعتُهُ وبودّي أن يودِّعَني
صفوُ الحياةِ وأنِّي لا أودِّعُهُ
وقد روي عن ابن حزم الظاهري أنه قال في هذه القصيدة: من تختم بالعقيق، وقرأ لأبي عمرو وتفقه للشافعي، وحفظ قصيدة ابن زريق، فقد استكمل الظرف.
اهتم العلماء بقصيدة ابن زريق فعارضوها وخمسوها وشرحوها؛ فممن عارضها أحمد بن جعفر الواسطي، وخمسها أحمد بن ناصر الباعوني، وشرحها علي بن عبد الله العلوي وولي الدين يكن.
وتعد هذه القصيدة من أشهر قصائد الشعر العربي، وقد أورثت صاحبها شهرة كبيرة.
أحمد نتوف