فاز الأمريكيّان ويليام نوردهاوس William D. Nordhaus من جامعة ييل وبول م. رومر Paul M. Romer من جامعة نيويورك بجائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2018، وذلك لإسهامهما في المعرفة طويلة الأمد بشأن قضايا المناخ والابتكار التكنولوجي في مجال الاقتصاد.
قالت الأكاديمية السويدية الملكية مُعلِّقةً على فوزهما: «نجح العالمان في تصميم أساليبَ لمعالجة بعضٍ من أكثر الأسئلة الأساسية والملحّة في وقتنا حول كيفية خلقنا للنمو الاقتصادي طويل الأجل والمستدام».
بدأ نوردهاوس البالغ من العمر 77 عامًا العملَ في القضايا البيئية في أوائل السبعينيات كجزءٍ من الجهود المبذولة لوضع تكاليفٍ اقتصاديةٍ على ظاهرة الاحتباس الحراري، وفي التسعينات، ابتكر العلماء النموذج الأول الذي يحسب التفاعل بين الاقتصاد والمناخ.
يأتي تركيز جائزة هذا العام في الوقت الذي أصدرت فيه الأمم المتّحدة تحذيرًا قاسيًا بشأن الحاجة الملحّة للتصدّي لتغيّر المناخ، وحذر نوردهاوس منذ فترةٍ طويلةٍ من عدم قدرة الدول على تحقيق الأهداف المحدّدة في اتفاقية باريس للمناخ، وإنّ تأخير السياسة لهذه المساعي قد يرفع سعر الكربون اللازم لتحقيق الهدف من الاتفاقية.
يؤكد نوردهاوس أنّ عدم اليقين ليس مبرِّرًا للتقاعس عن العمل، وحتّى في حالة تضمين حالات عدم اليقين البارامترية الرئيسية، لن يكون هناك أيّ فرصةٍ لكي يصبح ارتفاع درجة الحرارة أقلّ من الهدف بدرجتين مئويتين دون تطبيق سياساتٍ أكثر تشدّدًا في مجال تغيّر المناخ.
كان بول رومر – البالغ من العمر 62 عامًا والذي استقال في بداية هذا العام من منصب كبير الاقتصاديّين في البنك الدولي بعد فترةٍ صعبةٍ – قد تجادل في موضوعٍ يشير إلى أنّ صانعي السياسة يجب أن يتوقّفوا عن محاولة ضبط دورة الأعمال التجارية، وعوضًا عن ذلك يجب أن يحاولوا تسخير التكنولوجيا لتعزيز النمو، وقد كان كتابه المنشور عام 1990 بمثابة أساسٍ لما يسمّى (نظرية النمو الداخلي)، وهي مجموعة قيّمة من الأبحاث التي تُترجَم إلى سياساتٍ وقوانينٍ تشجّع الأفكار الجديدة لضمان الازدهار على المدى الطويل.
ويقول رومر إنّه بدأ التحقيق في سبب تسارع وتيرة النمو الاقتصادي عالميًّا، وأدرك في جزءٍ منه أنّ ذلك يرجع إلى حقيقة أنّ المزيد من الناس أصبحوا متّصلين بالتكنولوجيا، وقال في مؤتمرٍ صحفيٍّ في نيويورك: «إنّ العولمة لا تتعلّق فقط بالأمور التجارية، الأمر يتعلّق أيضًا بتقاسم الأفكار».
وقد أصدر تحذيرًا حول الجدل السياسي الحالي، وقال: «على الرغم من كوني لا زلت متفائلًا بشأن التطور التكنولوجي، فقد بدأنا نفقد التزامنا بالحقائق».
يقول جاكوب سفينسون، وهو أستاذ الاقتصاد ومدير معهد الدراسات الاقتصادية الدولية بجامعة ستوكهولم: «إنّ كلًّا من أساليبهما والأسئلة الأساسية التي يتناولونها في البحث ذات أهميةٍ قصوى لرفاهية الإنسان، ونأمل أن يستخدم متّخذو القرار والسياسيون نتائجَهم للتفكير في القضايا العالمية على المدى الطويل».
عودة إلى الوراء
لقد كان رومر حاضرًا منذ فترةٍ طويلةٍ على قائمة نوبل القصيرة، وأُعلِن عنه عن طريق الخطأ كحائزٍ لجائزة نوبل من قبل جامعة نيويورك في عام 2016.
لكنّ هجومه على النماذج الاقتصادية ومهنته بالبنك الدولي في السنوات الأخيرة أثارت غضب العديد من زملائه.
في ورقةٍ مبنيةٍ على محاضرةٍ في كانون الثاني عام 2016، أعلن رومر: «لأكثر من ثلاثة عقود، ذهب الاقتصاد الكلي إلى الوراء بالتخلّي عن الالتزام بالحقائق لصالح النماذج، وإنّ الحقائق تذهب بنا إلى ما هو أبعد من المفارقة الساخرة لدرجة أنّه يستحق تصنيفًا خاصًّا، لذا أقترح أن نسمّيها (ما بعد الحقيقة)».
لا تتزامن جوائز عام 2018 مع تحذير الأمم المتّحدة بشأن التهديد المتنامي لتغير المناخ فقط، ولكنّها تأتي أيضًا بعد مرور أكثر من عامٍ على قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب أكبر اقتصاد في العالم من اتفاقية باريس بشأن المناخ.
إجابات عن الأسئلة
قالت الأكاديمية السويدية: «إنّ نوردهاوس ورومر لا يقدّمان إجاباتٍ قاطعةٍ، لكنّ نتائجهما أوصلتنا إلى حدٍّ كبيرٍ من الإجابة عن السؤال حول كيفية تحقيق نمو اقتصادي عالمي مستدام».
ولد نوردهاوس في ولاية نيو مكسيكو عام 1941، وكان طالبًا جامعيًّا في جامعة ييل وحصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام 1967.
وعاد إلى جامعة ييل للتدريس ذلك العام وكان في جامعة نيو هافن في كونيتيكت، وظلّ بجامعة ييل منذ ذلك الحين باستثناء عامين عمل فيهما كعضوٍ في مجلس المستشارين الاقتصاديين للرئيس جيمي كارتر من عام 1977 إلى عام 1979.
وهو أيضًا مؤلّفٌ مشارك لكتابٍ دراسيٍّ شهيرٍ في الاقتصاد مع الراحل بول سامويلسون، الذي فاز بجائزة نوبل في الاقتصاد عام 1970.
مباشرةً إلى الموضوع
وُلد بول رومر في دنفر، وهو ابن روي رومر الحاكم السابق لولاية كولورادو، وحصل على درجة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة شيكاغو، وبعد ذلك حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة نفسها في عام 1983.
درس في عام 1995 على يد روبرت لوكاس الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، والذي تأثر بنظريات السوق الحرة لميلتون فريدمان، ومع ذلك، فقد رفض فكرة الجامعة الراسخة التي تفيد بأنّ الأسواق تحقق دائمًا نتائجًا فعالةً، مُعتبِرًا أنّ المنافسة ليست مثاليةً دائمًا وتحتاج أحيانًا إلى المساعدة.
أثناء ترؤّسه لإدارة الأبحاث في البنك الدولي، دخل رومر في صراعٍ مع زملائه لمطالبتهم بخفض استخدام (واو العطف) في كتاباتهم، وطلب أيضًا أن تكون رسائل البريد الإلكتروني أقصرَ، وأصرّ على أن تكون العروض التقديمية مُركِّزةً بصورةٍ مباشرةٍ على الموضوع.
يقول رومر وهو يرى خيبةَ أمل الزملاء الأكبر سنًّا – بصفته أحد العلماء الشباب – إنّه وعد نفسه ألّا يريد أو يتوقّع أبدًا الحصول على جائزة نوبل في الاقتصاد لأنّ ذلك يمكن أن يمزّقه.
وقال رومر في المؤتمر الصحفي: «إنّ المهم هو الالتزام بشيءٍ أكبر من ذاتك والذي سيستمرّ إلى ما بعد حياتك».
الجدير بالذكر هو إنشاء جوائز سنوية للإنجازات في الفيزياء والكيمياء والطبّ والسلام والأدب تطبيقًا لوصية ألفريد نوبل وهو المخترع السويدي للديناميت والذي توفِّي عام 1896. وأضاف بعد ذلك البنك المركزي السويدي جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1968.
قالت الأكاديمية السويدية الملكية مُعلِّقةً على فوزهما: «نجح العالمان في تصميم أساليبَ لمعالجة بعضٍ من أكثر الأسئلة الأساسية والملحّة في وقتنا حول كيفية خلقنا للنمو الاقتصادي طويل الأجل والمستدام».
بدأ نوردهاوس البالغ من العمر 77 عامًا العملَ في القضايا البيئية في أوائل السبعينيات كجزءٍ من الجهود المبذولة لوضع تكاليفٍ اقتصاديةٍ على ظاهرة الاحتباس الحراري، وفي التسعينات، ابتكر العلماء النموذج الأول الذي يحسب التفاعل بين الاقتصاد والمناخ.
يأتي تركيز جائزة هذا العام في الوقت الذي أصدرت فيه الأمم المتّحدة تحذيرًا قاسيًا بشأن الحاجة الملحّة للتصدّي لتغيّر المناخ، وحذر نوردهاوس منذ فترةٍ طويلةٍ من عدم قدرة الدول على تحقيق الأهداف المحدّدة في اتفاقية باريس للمناخ، وإنّ تأخير السياسة لهذه المساعي قد يرفع سعر الكربون اللازم لتحقيق الهدف من الاتفاقية.
يؤكد نوردهاوس أنّ عدم اليقين ليس مبرِّرًا للتقاعس عن العمل، وحتّى في حالة تضمين حالات عدم اليقين البارامترية الرئيسية، لن يكون هناك أيّ فرصةٍ لكي يصبح ارتفاع درجة الحرارة أقلّ من الهدف بدرجتين مئويتين دون تطبيق سياساتٍ أكثر تشدّدًا في مجال تغيّر المناخ.
كان بول رومر – البالغ من العمر 62 عامًا والذي استقال في بداية هذا العام من منصب كبير الاقتصاديّين في البنك الدولي بعد فترةٍ صعبةٍ – قد تجادل في موضوعٍ يشير إلى أنّ صانعي السياسة يجب أن يتوقّفوا عن محاولة ضبط دورة الأعمال التجارية، وعوضًا عن ذلك يجب أن يحاولوا تسخير التكنولوجيا لتعزيز النمو، وقد كان كتابه المنشور عام 1990 بمثابة أساسٍ لما يسمّى (نظرية النمو الداخلي)، وهي مجموعة قيّمة من الأبحاث التي تُترجَم إلى سياساتٍ وقوانينٍ تشجّع الأفكار الجديدة لضمان الازدهار على المدى الطويل.
ويقول رومر إنّه بدأ التحقيق في سبب تسارع وتيرة النمو الاقتصادي عالميًّا، وأدرك في جزءٍ منه أنّ ذلك يرجع إلى حقيقة أنّ المزيد من الناس أصبحوا متّصلين بالتكنولوجيا، وقال في مؤتمرٍ صحفيٍّ في نيويورك: «إنّ العولمة لا تتعلّق فقط بالأمور التجارية، الأمر يتعلّق أيضًا بتقاسم الأفكار».
وقد أصدر تحذيرًا حول الجدل السياسي الحالي، وقال: «على الرغم من كوني لا زلت متفائلًا بشأن التطور التكنولوجي، فقد بدأنا نفقد التزامنا بالحقائق».
يقول جاكوب سفينسون، وهو أستاذ الاقتصاد ومدير معهد الدراسات الاقتصادية الدولية بجامعة ستوكهولم: «إنّ كلًّا من أساليبهما والأسئلة الأساسية التي يتناولونها في البحث ذات أهميةٍ قصوى لرفاهية الإنسان، ونأمل أن يستخدم متّخذو القرار والسياسيون نتائجَهم للتفكير في القضايا العالمية على المدى الطويل».
عودة إلى الوراء
لقد كان رومر حاضرًا منذ فترةٍ طويلةٍ على قائمة نوبل القصيرة، وأُعلِن عنه عن طريق الخطأ كحائزٍ لجائزة نوبل من قبل جامعة نيويورك في عام 2016.
لكنّ هجومه على النماذج الاقتصادية ومهنته بالبنك الدولي في السنوات الأخيرة أثارت غضب العديد من زملائه.
في ورقةٍ مبنيةٍ على محاضرةٍ في كانون الثاني عام 2016، أعلن رومر: «لأكثر من ثلاثة عقود، ذهب الاقتصاد الكلي إلى الوراء بالتخلّي عن الالتزام بالحقائق لصالح النماذج، وإنّ الحقائق تذهب بنا إلى ما هو أبعد من المفارقة الساخرة لدرجة أنّه يستحق تصنيفًا خاصًّا، لذا أقترح أن نسمّيها (ما بعد الحقيقة)».
لا تتزامن جوائز عام 2018 مع تحذير الأمم المتّحدة بشأن التهديد المتنامي لتغير المناخ فقط، ولكنّها تأتي أيضًا بعد مرور أكثر من عامٍ على قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب أكبر اقتصاد في العالم من اتفاقية باريس بشأن المناخ.
إجابات عن الأسئلة
قالت الأكاديمية السويدية: «إنّ نوردهاوس ورومر لا يقدّمان إجاباتٍ قاطعةٍ، لكنّ نتائجهما أوصلتنا إلى حدٍّ كبيرٍ من الإجابة عن السؤال حول كيفية تحقيق نمو اقتصادي عالمي مستدام».
ولد نوردهاوس في ولاية نيو مكسيكو عام 1941، وكان طالبًا جامعيًّا في جامعة ييل وحصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام 1967.
وعاد إلى جامعة ييل للتدريس ذلك العام وكان في جامعة نيو هافن في كونيتيكت، وظلّ بجامعة ييل منذ ذلك الحين باستثناء عامين عمل فيهما كعضوٍ في مجلس المستشارين الاقتصاديين للرئيس جيمي كارتر من عام 1977 إلى عام 1979.
وهو أيضًا مؤلّفٌ مشارك لكتابٍ دراسيٍّ شهيرٍ في الاقتصاد مع الراحل بول سامويلسون، الذي فاز بجائزة نوبل في الاقتصاد عام 1970.
مباشرةً إلى الموضوع
وُلد بول رومر في دنفر، وهو ابن روي رومر الحاكم السابق لولاية كولورادو، وحصل على درجة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة شيكاغو، وبعد ذلك حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة نفسها في عام 1983.
درس في عام 1995 على يد روبرت لوكاس الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، والذي تأثر بنظريات السوق الحرة لميلتون فريدمان، ومع ذلك، فقد رفض فكرة الجامعة الراسخة التي تفيد بأنّ الأسواق تحقق دائمًا نتائجًا فعالةً، مُعتبِرًا أنّ المنافسة ليست مثاليةً دائمًا وتحتاج أحيانًا إلى المساعدة.
أثناء ترؤّسه لإدارة الأبحاث في البنك الدولي، دخل رومر في صراعٍ مع زملائه لمطالبتهم بخفض استخدام (واو العطف) في كتاباتهم، وطلب أيضًا أن تكون رسائل البريد الإلكتروني أقصرَ، وأصرّ على أن تكون العروض التقديمية مُركِّزةً بصورةٍ مباشرةٍ على الموضوع.
يقول رومر وهو يرى خيبةَ أمل الزملاء الأكبر سنًّا – بصفته أحد العلماء الشباب – إنّه وعد نفسه ألّا يريد أو يتوقّع أبدًا الحصول على جائزة نوبل في الاقتصاد لأنّ ذلك يمكن أن يمزّقه.
وقال رومر في المؤتمر الصحفي: «إنّ المهم هو الالتزام بشيءٍ أكبر من ذاتك والذي سيستمرّ إلى ما بعد حياتك».
الجدير بالذكر هو إنشاء جوائز سنوية للإنجازات في الفيزياء والكيمياء والطبّ والسلام والأدب تطبيقًا لوصية ألفريد نوبل وهو المخترع السويدي للديناميت والذي توفِّي عام 1896. وأضاف بعد ذلك البنك المركزي السويدي جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1968.