يعد بيل غيتس أحد أهم الأسماء، إن لم يكن أهمها في علوم الحاسوب، وهو محسن مخلِص مسؤول عن إنقاذ حيوات ملايين الناس، وثاني أغنى رجل في العالم؛ يسبقه جيف بيزوس فقط وصاحب شركة مايكروسوفت. إذن على ماذا قد يندم هذا الرجل؟ على ما يبدو أن خطأه يكمن في سماحه لشركة جوجل بإطلاق نظام أندرويد.
اعترف الرئيس التنفيذي السابق لمايكروسوفت بوخز الضمير فيما يتعلق بذلك في حدث «دروس مستفادة من الشخصيات البارزة» الذي استضافته القرية العالمية وهي ملتقى رأسمالي يُعقد في سان دييغو.
وقال بيل غيتس : «في عالم البرمجيات، وخصوصًا بالنسبة للمنصات، هناك قاعدة؛ واحد فقط من يحتل السوق، لذا فالخطأ الأعظم الذي ارتكبته بسوء إدارتي هو عدم وضع نظام تشغيل مايكروسوفت مكان أندرويد الآن».
تابع بالقول أن نظام أندرويد هو المنصة المعيارية للهواتف غير التابعة لشركة آبل، ما يجعل منه استثمارًا طبيعيًا لمايكروسوفت لتربح السوق.
وقال غيتس للجمهور: «حقيقةً، الرابح يحصل على كل شيء. يوجد مساحة مخصصة لنظام واحد لتشغيل الهواتف مغاير لنظام “ios” وما قيمته؟ 400 مليار دولار تنتقل من الشركة “G” (جوجل) إلى الشركة “M” (مايكروسوفت)».
يبدو أن السماح لجوجل بالحصول على أندرويد لم يكن خطأه وحده. اعترف جيتس بالندم على بعض التضحيات التي قام بها للموزانة بين عمله وحياته.
عندما يتعلق الأمر بإطلاق مشروع أو بداية عمل كما فعل بيل غيتس عند إطلاق مايكروسوفت، يقول أنه كان لديه «رؤية صارمة عن وجوب وجود تضحيات ضخمة في السنوات الأولى للمشروع».
ولكنه سبق هذا التصريح بقوله: «يمكنك أن تضفي قداسةً على فكرة العمل بجد»، معترفًا أنه لم يكن يحب عطل نهاية الأسبوع والعطل الطويلة.
وقال مازحًا: «أنا لا أنصح بهذا الفعل، لا أعتقد أن معظم الناس سيستمتعون بذلك. عندما بلغت الثلاثين من العمر لم أستطع تخيل ذلك، إذ دخل تصرف غريب على حياتي؛ أصبحت أحب عطل نهاية الأسبوع وخليلتي كانت تحب العطل الطويلة، يبدو أنه شيء منظم». وهذه كانت أكثر ما ندم عليه.
بالنسبة لأضخم إنجازاته؛ كشف غيتس في بداية هذه السنة عن أكبر استثمار لمؤسسة بيل وميليندا في مقال لصحيفة وول ستريت جورنال. قال إن التبرع بالمال للشركات التي تهتم بشراء وتوزيع الأدوية كان استثمارًا ناجعًا جدًا.
وفي حال كنت تتساءل؛ فإن بيل غيتس يستخدم هاتف أندرويد ويتمتع بعدة عطل طويلة. ويقول لو وُجد الشخص الذي كنت عليه في عشرينياتي ورأى ما أقوم به حاليًا لقرف مني.