روسيا (سينما في) Russia

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • روسيا (سينما في) Russia

    روسيا (سينما في)

    Russia - Russie

    السينما في روسيا

    انطلقت السينما الروسية في رحلتها الطويلة من حديقة اكفاريوم في بيتروغراد، عام 1896، حين عرض ساشين Sashin، وفيدفسكي Videvski مجموعة من الأفلام القصيرة تضمنت مشاهد من الحياة الروسية اليومية. وافتتح دريفكوف Draivkov، عام 1908، أول استوديو للسينما، وأنتج فيلم «ستينكا رازين» الاستعراضي. وقد بلغ مجموع ما أنتجته السينما الروسية حتى عام 1917 (2000) فيلم تميز منها «الدفاع عن سيفاستوبل» للمخرج غانشاروف Gancharov.
    قدم شاعر الثورة مياكوفسكي Mayakovski، عام 1918، بالتعاون مع سلافنسكي Slavinski فيلم «الفتاة والشرس». افتتحت الدولة، عام 1919، أول معهد تخصصي للسينما، ودعت للعمل فيه كبار المثقفين من أدباء ومهندسين. وأنتجت السينما الروسية، في سنوات الحرب الأهلية، عدداً كبيراً من الأفلام الدعائية العقائدية. بعد انتهاء الحرب الأهلية، تفرغ المهتمون بهذا الفن لدراسته ووضع القوانين لـه، وكان على رأسهم مؤسس فن المونتاج كوليشوف Kolishov، وتلميذاه بودوفكين Pudovkin وكماروف Kamarov واكتشفوا من خلال تجاربهم قدرة المونتاج التعبيرية عن الأفكار الإنسانية. أما رائد السينما العالمية السينمائي الروسي أيزنشتاين Eisenstein فقد كشف عن العلاقة المتكاملة بين فن المونتاج وتكوين الإطار (الكادر). وإن فيلميه «الإضراب» (1925) و«المدرعة بوتيمكين» (1927) اللذين احتلا المرتبة الأولى في التصنيف العالمي لأفضل عشرة أفلام كانا أنموذجاً مثالياً لقدرة هذا الفن التعبيرية.
    أخرج بودفكين، عام 1926، فيلم «الأم» وابتكر معه اصطلاح «لغة السينما» لتمييزه عن لغة الأدب. وخلقت ثلاثية أفلام «الأم»، و«سانت بطرسبورغ »، و«حفيد جنكيز خان» أسلوباً مبتكراً في التعبير عن طموحات الجماهير من خلال الأبطال ـ النماذج، ولم يعد ينحصر الأمر على التعبير عن الجماهير بالجماهير، كما فعل أيزنشتاين. وقد حلت معضلة الصوت في عام 1929.
    في الثلاثينات من القرن العشرين سادت موجة الأفلام الدعائية الساذجة للحياة السوڤييتية الرغيدة، فانصرف المبدعون إلى الأعمال التاريخية، وقدم أيزنشتاين فيلم «ألكسندر نيفيسكي»، وأخرج بودفكين فيلم «سوفوروف». وانعقد مهرجان موسكو الدولي في دورته الأولى عام 1935.
    في سنوات الحرب العالمية الثانية، أنجزت السينما السوڤييتية عدداً من الأفلام تمجد البطولات الحقيقية التي قام بها المواطنون السوڤييت. من أشهر هذه الأفلام «إنها تدافع عن الوطن»، و«زويا»، و«ماشنكا»، و«الغزو».
    بدأت السينما، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، باستيعاب دروس تلك الحرب المهولة ضمن سياقها التاريخي، وأنجز المخرج مِلر Meler فيلم «المنعطف الكبير» عن معارك ستالينغراد.وكان تأثير هذا الفيلم مع أفلام أخرى مثل «سقوط برلين»، و«قصة إنسان حقيقي»، و«الحرس الفتي» جلياً على مسار السينما العالمية. أما المخرج أيزنشتاين فقد أخرج الجزء الأول من فيلم «إيفان الرهيب» عام 1944 أتبعه بالجزء الثاني عام 1958، في حين جسد المخرج دوفجنكو Dovgenko فيلمه الشاعري «قصيدة عن البحر».
    أثار عرض فيلم «الطلقة واحد وأربعون»، عام 1956، زوبعة كبيرة في أوساط النقد الفني، لما احتواه من معانٍ وأفكار تعبر عن تناقضات الإنسان الروسي بأبعادها العاطفية والعقائدية. وفي عام 1959، أنتج فيلم «مصير الإنسان»، و«الأحياء والأموات» (1964). ولا بد من الإشارة إلى أن فيلم «فاشية عادية» الوثائقي للسينمائي ميخائيل روم M.Romm صيغ وفق قوانين الفيلم الروائي.
    مع تنامي دور الرقابة العقائدية، لجأ المبدعون إلى الأعمال الأدبية الكلاسيكية، مثل فيلم «السيدة صاحبة الكلب»، و«الدون الهادئ». وتميزت أفلام المخرج كوزنتسيف Koznitsev «عطيل» (1956)، و«هاملت» (1964)، و«الملك لير» (1971) بقراءة جديدة لأدبيات شكسبير، عبر فيها عن أزلية الصراع بين الروح والجسد. أما روايات عملاق الأدب الروسي دوستويفسكي مثل «الأهبل» (1958)، و«الأخوة كارامازوف» (1959)، و«الحرب والسلام» لمخرجه بندرشوك Bandarchok فقد شقت طريقها بصعوبة بالغة إلى الشاشة الفضية نظراً لما تحتويه من تناقض حاد مع متطلبات الرقابة السوڤييتية العقائدية. وقد لمع اسم المخرج أندريه تاركوفسكي A.Tarkovski بدءاً من فيلمه الطويل الأول «طفولة إيفان» (1961).
    انقسم السينمائيون السوڤييت، في السبعينيات، إلى تيارين: أخذ الأول من مسألة الفرد- الذات مادة له، وظهرت أفلام «محطة بيلوروسيا» (1971)، و«البداية» (1970)، و«اسمحوا لي بكلمة» (1976)، في حين قدم الفريق الآخر مجموعة من الأفلام الملحمية مثل «التحرير»، و«حاربوا من أجل الوطن»، و«الفجر الهادئ هنا»، و«الثلج الحار».ومع أن الإمكانات التي توفرت لتلك الأفلام الملحمية كانت هائلة، ظلت بعيدة عن روح المواطن السوڤييتي الذي كان يعاني من اضمحلاله في مجتمع تسود فيه قوانين اجتماعية وسياسية صارمة.
    نتيجة هذه الأزمة المستفحلة، تولدت أفكار سينمائية جديدة تجاوزت مفاهيم وقوانين السينما التقليدية وأنواعها الدرامية، واتجهت نحو روح الشعب الروسي المتناقضة، وعبرت عن مشاعره وعزلته، وعن ابتسامته الحزينة. ومن أهم هذه الأفلام «قريب بين الغرباء غريب بين الأقرباء» لمخرجه نيكيتا ميخالكوف NMekhalkov، و«مارثون الخريف» لمخرجه دانيلوف Danelov، و«محطة الإثنين» لريزانوف Rezanov، وقد تميزت هذه الأفلام بلغة شاعرية خصبة. أما فيلم «مسرحية غير مكتملة للبيانو الآلي» لميخالكوف فكان تعبيراً صادقاً عن توق المشاهد السوڤييتي لأدب وفلسفة وحياة ما قبل الثورة. ولعل فيلم «موسكو لا تؤمن بالدموع» هو أنموذج لتلك الموجة من الأفلام النقدية الحزينة.
    وجد أندريه تاركوفسكي ضالته المعبرة عن فلسفته باعتبار المادة قيمة أخلاقية في فيلمه «سولياريس» (1972)، بعد فيلمه «أندريه روبلوف» (1971). أما فيلمه «المرأة» (1975) فكان محاولة جريئة لاستعادة الوعي من خلال الذاكرة. واستقر أخيراً على جدلية المادة والزمن في فيلمه «ستالكر» (1979)، وتوصل إلى نتيجة مفادها احتواء الشريط السينمائي على أزمنة ثلاثة؛ الحدث، وصناعة الفيلم، والعرض. أما فيلماه «الحنين»، و«القربان» فتعود ملكيتهما إلى دول أخرى.
    بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، عمّت موجة من الأفلام الروائية والوثائقية تحدثت عن معاناة الشعب السوڤييتي من الحكم الستاليني الشمولي، وتابع نيكيتا ميخالكوف أعماله الإبداعية، كان من آخرها «حلاق سيبيريا» الذي حاز على عدد كبير من الجوائز العالمية منها أوسكار الفيلم الأجنبي.
    محمد بدر خان
يعمل...
X