بوسترات الأفلام، فن قائم بذاته

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بوسترات الأفلام، فن قائم بذاته

    بوسترات الأفلام، فن قائم بذاته
    مع قراءتنا لعنوان أي فيلم لا بد أن تسقط أعيننا على صورة واحدة مهمة جدا تحكي لنا القصة رغم كونها صورة ثابتة إما مرسومة أو مأخوذة من أحد المشاهد.
    هذا هو البوستر، الذي تتطلب صناعته براعة كبيرة لأنه يلتقط الفكرة ويطرحها دون أن يكشف تماما عن النتيجة. إنه فن اقتناص روح الفيلم والتعبير عنها مع احترام التفاصيل والعموميات. وهو أمر لا يخلو من صعوبة بالتأكيد !!!
    حاليا يلجأ صناع البوسترات إلى الكومبيوتر والرقميات لإنتاج ما يحتاجون إليه ويعني هذا أن وسائل الإنتاج قد تطورت ولكن فعل الاقتناص والتعبير عن روح الفيلم ما يزال كما هو، ويبقى مهمة صعبة حتى لو سهَّلت الوسائل أمر الإنتاج.

    بدايات
    من المعتقد أن أول بوستر للأفلام ظهر في عام 1890 في فرنسا بعد أن اكتشف فنان يُدعى جول شيريه تقنية تسمح بطبع صور بألوان ذات جودة. رافق البوستر فيلما قصيرا عنوانه "عروض فنية" ونرى فيه فتاة تحمل لوحة كتبت عليها مواعيد العرض.
    ولم يشهد فن صناعة البوستر تطورا حقيقيا إلا بعد 1910. أما قبلها فكان مجرد تذكير بالأسماء وإعلان عن إنتاج جديد وتحديد للمواعيد. وبعد ذلك التاريخ بدأ منتجو السينما ينتبهون إلى أهمية البوستر التجارية بهدف جذب أكبر عدد ممكن من المتفرجين ودفعهم إلى شراء تذاكر.
    وبين منتصف العشرينات حتى منتصف الأربعينات أصبح لكل شركة سينمائية أسلوبها الخاص في إنتاج البوستر وحتى نوعية ورقها والألوان التي تستخدمها بمشاركة فنانين كبار إدراكا منها لأهمية تلك الصورة في خلق أول انطباع لدى المشاهد.
    فن البوستر فن قائم بحد ذاته وكانت شركات الإنتاج تؤجر البوسترات الرسمية لصالات العرض على أن تستعيدها بعد توقف عرض الفيلم أو تحولها إلى صالات عرض أخرى وفقا لبرنامج محدد مسبقا. ويعني ذلك أنها كانت تجمع البوسترات ولا تتركها للتداول لا سيما خلال سنوات الكساد العظيم والحرب العالمية الثانية وهو ما أدى إلى ندرة ما هو موجود من بوسترات تلك الأزمان. ويُعتقد حاليا أن هناك أقل من عشرين بوستر قديم يعود إلى ما بين 1930 و 1945، في العالم كله، ولذلك تباع بأسعار خيالية قد تصل إلى آلاف الدولارات.
    وإضافة إلى البوسترات بأحجامها المختلفة كانت شركات الإنتاج تطبع كارتات فيها رسوم أو مشاهد من الفيلم في شكل مجاميع من ثمانية.
    والملاحظ أن البوسترات تحولت إلى فن اعتبارا من عشرينات القرن الماضي مع تطور تقنيات الطباعة بالألوان وكانت أغلبها ترسم باليد. وفي الثلاثينات ركزت البوسترات على الشخصيات لا سيما وجوه أبطال الفيلم. وفي الأربعينات ركزت على أشخاص كاملين ثم شهد عقد الخمسينات المعروف بأنه كان عقد الأفكار الجديدة تطورا فكريا في إنتاج البوستر إذ بدأ الفنانون يركزون على المعنى أكثر من الأشخاص. وأفضل مثل على ذلك بوستر فيلم "حب ما بعد الظهيرة" حيث لا نرى وجها ولا شخصا بل مجرد خطوط ترمز إلى فكرة.
    وشهد عقد الستينات بروز نجوم صغار في السن ثم شيوع أفلام الآكشن والمغامرات مثل سلسلة أفلام جيمس بوند فبدأت البوسترات تعرض جملا ومسدسات وفتيات وما شابه.
    وفي السبعينات بدأ الابتعاد عن الرسم باليد وأخذ محترفو التصوير يهتمون بصناعة البوستر وهو ما يحدث لأول مرة. وفي الثمانينات انتشرت محال تأجير أفلام الفيديو فواكبت صناعة البوسترات هذا التطور وتحولت إلى صور مخصصة لهذا الغرض فيها توازن بين كلمة أو اثنتين وصورة شخص أو منظر.
    وفي التسعينات بدأ استخدام الكومبيوتر الذي أنتج أشكالا غير مألوفة وكائنات غريبة أضيفت إلى البوسترات على خلفية صورة مأخوذة من الفيلم مع العنوان وأسماء الممثلين الرئيسيين التي تكتب في العادة في الجزء الأسفل من البوستر.
    وظهر أهم تطور سريع في عالم البوسترات مع بدء القرن الجديد على صعيد تقنية الطباعة والتصميم وتوزيع العناصر المهمة على البوستر. مثل فيلم "فارس الظلام The Dark Knight" وفيلم "مدفون Buried".
    حاليا، ما يزال فن البوستر في تطور متواصل ولا أحد يدري ما ستأتي به التكنولوجيا في المستقبل خاصة مع وجود الإنترنيت. ولكن الفكرة الأساسية ما تزال كما هي: لكل فيلم يتم إنتاجه بوستر خاص به وأحيانا أكثر من واحد يُعرض في الشارع أو صالات العرض أو على صفحات الإنترنيت بغض النظر عن وسائل الترويج المتطورة الأخرى.
    أخيرا، يعتبر معنيون أن أفضل بوستر أنتج على مدى 35 عام سابق هو بوستر فيلم صمت الحملان.

يعمل...
X