في الشهر الأول من 2018، كان الدَّين القومي للولايات المتحدة الأمريكية حوالي 20 تريليون دولار، والمملكة المتحدة 2.5 تريليون دولار، واليابان 9.5 تريليون دولار، والصين ما يقارب 4.6 تريليون دولار، والدَّين القومي للهند يصل تقريبًا 1.1 تريليون دولار (1).
هذه الدول هي أكبر الكيانات الاقتصادية في العالم، وكما توضح هذه البيانات بما لا يدعو للشك فيه، فإن هذه الدول تمتلك ديونًا هائلة، وللتوضيح فإن التريليون هو واحد وبجانبه 12 صفرًا.
كثيرًا ما نسمع عبر نشرات الأخبار عن الديون القومية المتصاعدة للدول ونتساءل في لحظتها عن مدى ضخامة هذه الديون، مع هذا، هل توقّفت لمرة وفكّرت من أين تستدين هذه الدول؟ بمعنى آخر، من يُقرض هذه الكمية المهولة من المال إذا كانت الدول نفسها في حال عجز مالي.
هناك بعض المصادر التي تحصل منها حكومة بلد ما على المال والذي يُضاف إلى الدين العام:
1- الديون بين الحكومية
تستطيع الدولة الاقتراض من مؤسساتها الحكومية والشركات التابعة لها، فالولايات المتحدة تَدين بـ 5.6 تريليون دولار لعدد من وكالاتها الفيدرالية والذي يعادل 30% من الدين القومي العام، إذا أردت وصف هذا الدين بكلمات منمّقة؛ تستطيع القول أن 30% من الدين القومي الأمريكي هو اقتراض ما بين حكومي.
(ترجمة الصورة: لماذا تَدين الحكومة بالمال للوكالات التابعة لها؟)
هذا سؤال مهم؛ والإجابة هي أن بعض الوكالات الحكومية -كصندوق الضمان الاجتماعي ومكتب إدارة شؤون المتقاعدين- تجني من الضرائب ما يزيد عن حاجتها لهذا بدلًا من إخفاء هذا الفائض من الأموال في الخزائن، تشتري هذه الوكالات “عادةً” سندات الخزانة الأمريكية، بهذه الطريقة تساعد هذه الوكالات الحكومة في إنفاقها وتنال في الوقت عينه تقييمًا لائقًا للمال الذي تُقرضه.
هذا شيء أنيق، أليس كذلك؟
2- دول أجنبية
كما تتخيّل فإن الجزء الأكبر من الدين القومي لأي دولة هو بيد دول أخرى (هذا الجزء يقع تحت تسمية الدين المقبوض من الشعب).
الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، تَدين بـ 1176.6 مليار دولار للصين والدول القابعة تحت سيطرتها، 1084.1 مليار دولار لليابان، 328.7 مليار دولار لإيرلندا، وكمية مماثلة من مليارات الدولارات لعدة دول أخرى (2) إذًا كيف تُقرض هذه الدول المال للولايات المتحدة الأمريكية؟
(تعليق على الصورة: سند خزينة أمريكية يعود للعام 1979، الدول قد تشتري كميات كبيرة من هذه السندات، وبالتالي يقومون بعملية إقراض للدولة التي تصدر هذه السندات)
الديون عادةً تُصدَر عن طريق سندات الخزينة، ما تفعله هذه الدول الأجنبية هو شراء سندات الخزينة الأمريكية (عادة تُسمى T-bonds)، هذه السندات تُعتبر أصولًا سائلة، ويمكن بيعها بسهولة ولا تخسر قيمتها (باستثناء أحداث غير متوقعة؛ كالأزمة الاقتصادية العالمية التي حدثت عام 2008)، في حالات أخرى يمكن لدولة مجاورة أن توفر كميات كبيرة من المال لإعانة دولة أخرى، وهذا بالتأكيد يضاف إلى الدين العام.
3- المواطنون
نعم، حتى مواطنو الدولة يقرضون المال للحكومة والذي -بالتأكيد- يُضاف إلى الدين العام
العامل المهم الآخر في استدانة المال هو الشعب! الدين المقبوض من الشعب يشكل جزءًا مهمًا من مجموع الدين العام للدولة.
مثل الدول الأجنبية؛ يستطيع المواطنون شراء سندات تُصدرها الحكومة وبهذا تقترض الحكومة منهم المال، العديد من المواطنين يريدون إقراض المال للحكومة، لأنهم يعرفون أنهم سيستردون أموالهم، مما يعطيهم قيمة أسمى بالمجمل.
هل سمعت بدَيْنٍ ذي تمويل مشترك؟ هذا النوع من التمويل يُستثمر في خليط من الدين أو الضمانات ثابتة الإيرادات، كالضمانات الحكومية، والفواتير المالية، والسندات المشتركة… إلخ، هذا التمويل له تقييم ثابت ويُعتبر استثمارًا آمنًا لأنه استثمار في الحكومة.
لذا، إذا استثمرت بدين ذي تمويل مشترك، فأنت تقرض المال لحكومتك.
هذا ملخص للمصادر المهمة التي تشكّل الدين الحكومي.
في الواقع، إن الدين الحكومي معقد جدًا فهو يضم مئات المساهمين والمشاركين.
تقترض الدولة المال من عدة مصادر وتستخدمه في الإنفاق الحكومي مما ينعكس على نمو الاقتصاد وتحسين معيشة المواطنين.
هذه الدول هي أكبر الكيانات الاقتصادية في العالم، وكما توضح هذه البيانات بما لا يدعو للشك فيه، فإن هذه الدول تمتلك ديونًا هائلة، وللتوضيح فإن التريليون هو واحد وبجانبه 12 صفرًا.
كثيرًا ما نسمع عبر نشرات الأخبار عن الديون القومية المتصاعدة للدول ونتساءل في لحظتها عن مدى ضخامة هذه الديون، مع هذا، هل توقّفت لمرة وفكّرت من أين تستدين هذه الدول؟ بمعنى آخر، من يُقرض هذه الكمية المهولة من المال إذا كانت الدول نفسها في حال عجز مالي.
هناك بعض المصادر التي تحصل منها حكومة بلد ما على المال والذي يُضاف إلى الدين العام:
1- الديون بين الحكومية
تستطيع الدولة الاقتراض من مؤسساتها الحكومية والشركات التابعة لها، فالولايات المتحدة تَدين بـ 5.6 تريليون دولار لعدد من وكالاتها الفيدرالية والذي يعادل 30% من الدين القومي العام، إذا أردت وصف هذا الدين بكلمات منمّقة؛ تستطيع القول أن 30% من الدين القومي الأمريكي هو اقتراض ما بين حكومي.
(ترجمة الصورة: لماذا تَدين الحكومة بالمال للوكالات التابعة لها؟)
هذا سؤال مهم؛ والإجابة هي أن بعض الوكالات الحكومية -كصندوق الضمان الاجتماعي ومكتب إدارة شؤون المتقاعدين- تجني من الضرائب ما يزيد عن حاجتها لهذا بدلًا من إخفاء هذا الفائض من الأموال في الخزائن، تشتري هذه الوكالات “عادةً” سندات الخزانة الأمريكية، بهذه الطريقة تساعد هذه الوكالات الحكومة في إنفاقها وتنال في الوقت عينه تقييمًا لائقًا للمال الذي تُقرضه.
هذا شيء أنيق، أليس كذلك؟
2- دول أجنبية
كما تتخيّل فإن الجزء الأكبر من الدين القومي لأي دولة هو بيد دول أخرى (هذا الجزء يقع تحت تسمية الدين المقبوض من الشعب).
الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، تَدين بـ 1176.6 مليار دولار للصين والدول القابعة تحت سيطرتها، 1084.1 مليار دولار لليابان، 328.7 مليار دولار لإيرلندا، وكمية مماثلة من مليارات الدولارات لعدة دول أخرى (2) إذًا كيف تُقرض هذه الدول المال للولايات المتحدة الأمريكية؟
(تعليق على الصورة: سند خزينة أمريكية يعود للعام 1979، الدول قد تشتري كميات كبيرة من هذه السندات، وبالتالي يقومون بعملية إقراض للدولة التي تصدر هذه السندات)
الديون عادةً تُصدَر عن طريق سندات الخزينة، ما تفعله هذه الدول الأجنبية هو شراء سندات الخزينة الأمريكية (عادة تُسمى T-bonds)، هذه السندات تُعتبر أصولًا سائلة، ويمكن بيعها بسهولة ولا تخسر قيمتها (باستثناء أحداث غير متوقعة؛ كالأزمة الاقتصادية العالمية التي حدثت عام 2008)، في حالات أخرى يمكن لدولة مجاورة أن توفر كميات كبيرة من المال لإعانة دولة أخرى، وهذا بالتأكيد يضاف إلى الدين العام.
3- المواطنون
نعم، حتى مواطنو الدولة يقرضون المال للحكومة والذي -بالتأكيد- يُضاف إلى الدين العام
العامل المهم الآخر في استدانة المال هو الشعب! الدين المقبوض من الشعب يشكل جزءًا مهمًا من مجموع الدين العام للدولة.
مثل الدول الأجنبية؛ يستطيع المواطنون شراء سندات تُصدرها الحكومة وبهذا تقترض الحكومة منهم المال، العديد من المواطنين يريدون إقراض المال للحكومة، لأنهم يعرفون أنهم سيستردون أموالهم، مما يعطيهم قيمة أسمى بالمجمل.
هل سمعت بدَيْنٍ ذي تمويل مشترك؟ هذا النوع من التمويل يُستثمر في خليط من الدين أو الضمانات ثابتة الإيرادات، كالضمانات الحكومية، والفواتير المالية، والسندات المشتركة… إلخ، هذا التمويل له تقييم ثابت ويُعتبر استثمارًا آمنًا لأنه استثمار في الحكومة.
لذا، إذا استثمرت بدين ذي تمويل مشترك، فأنت تقرض المال لحكومتك.
هذا ملخص للمصادر المهمة التي تشكّل الدين الحكومي.
في الواقع، إن الدين الحكومي معقد جدًا فهو يضم مئات المساهمين والمشاركين.
تقترض الدولة المال من عدة مصادر وتستخدمه في الإنفاق الحكومي مما ينعكس على نمو الاقتصاد وتحسين معيشة المواطنين.