صيانة التربة والمياه
صيانة التربة هي مجموعة التقنيات الميكانيكية والزراعية التي تنفذ للحفاظ على خصوبة التربة وإنتاجيتها بصورة مستدامة. ويندرج ضمنها مقاومة انجراف التربة بجميع أنواعه، واستصلاح الأراضي، وترشيد استعمال مياه الري، وتطبيق الدورات الزراعية الملائمة والإدارة الحكيمة للموارد الأرضية.
أما صيانة المياه فهي مجموعة التقنيات الموجهة للحفاظ على نظافة الموارد المائية وحمايتها من التلوث والضياع والهدر، بهدف تلبية احتياجات السكان وفروع الاقتصاد الوطني المختلفة بالكميات الكافية من المياه الجيدة النوعية.
التربة هي المورد الحيوي الرئيس للمواد الغذائية والألياف وغيرها من منتجات، يتجدد إنتاجها بزراعة المحاصيل المختلفة فيها لتعويض ما يستهلك منهـا، أما التربة التي تنتج تلك المحاصيل فإنها تتكون ببطء شديد وتُعد من الموارد الطبيعية غير المتجددة عملياً.
ومن الطبيعي أن يقلق الإنسان عند حدوث نقص شديد في إنتاج الأغذية أو غيرها من الموارد الطبيعية المتجددة نتيجة الكوارث المتنوعة، إذ إن التغيرات التدريجية المستمرة الناتجة من انجراف التربة مائيّاً وهوائيّاً سيؤدي إلى تدني إنتاجيتها على المدى الطويل، ويجب أن تحظى هذه التغيرات باهتمام كبير مقارنة بالنقص الحاد والمؤقت للموارد الطبيعية.
ينبغي أن تتضمن صيانة التربة كلاً من استعمالها والحفاظ على قدرتها الإنتاجية. كما تجدر الإشارة إلى أن الزراعة المكثفة يمكن أن تؤدي في كثير من الأحيان إلى فقد التربة من المناطق المنحدرة بفعل الانجراف، أو إلى تلويثها بإساءة استعمال المدخلات الزراعية المختلفة، لذلك يجب أن يعتمد اختيار أنماط استعمال الأراضي وإدارتها على أسس مبدأ التنمية المستدامة، وفي الوقت ذاته تلبية الاحتياجات الراهنة للإنسان والحيوان، والحفاظ على البيئة.
عوامل تدهور الترب وصيانتها
ازدياد الطلب على المنتجات الزراعية: يزداد الطلب على المنتجات الزراعية النباتية والحيوانية بسبب التزايد المطرد زمنيّاً في عدد السكان، وارتفاع سوية معيشتهم، ويفرض ذلك عبئاً ثقيلاً على إنتاجية التربة. ومن المعروف أنه يمكن الزراعة خارج التربة كما في الماء أو الرمال أو الحصى أو غيرها، إلا أن تكاليف الإنتاج تكون باهظة، ولايسد هذا الإنتاج قسطاً يذكر من الاحتياجات الغذائية.
وحتى العقود الأخيرة الماضية، فإن زيادة الإنتاج الزراعي اعتمدت غالباً على التوسع الأفقي في زراعة مساحة بعض الأراضي الأقل ملاءمة للزراعة، كما حدث نتيجة قطع أشجار الغابات عشوائيّاً وفلحت السهوب والمراعي ورويت الأراضي الجافة والصحراوية.
وفي كثير من البلدان أصبح نصيب الفرد من المساحة المزروعة منخفضاً جداً. ولا يتعلق الإنتاج الزراعي بمساحة الأرض فحسب، وإنما بنوعية التربة وإدارة الإنتاج الزراعي ونوع المحصول والمناخ السائد وغيرها، وقد لايكون هكتار واحد للشخص كافياً في بعض المناطق، لكنه قد يفيض عن حاجته في مناطق أخرى من العالم.
أضحت الموارد الأرضية في العقود الحالية ثابتة نسبياً وقد تميل إلى التدهور في بعض البلدان، وقد أدخل معظم الأراضي الجيدة في الاستعمال الزراعي ويتزايد ري الأراضي في بعض الأقطار على حساب الأراضي البعلية. كما أن المساحات المحدودة المضافة للزراعة سنوياً تكاد لا تغطي مساحة الأراضي التي تخرج من الاستثمار الزراعي نتيجة شق الطرقات وإنشاء المساكن والمصانع وغيرها من مكونات البنى التحتية.
تتحقق اليوم زيادة الإنتاج الزراعي نتيجة زيادة الغلة وتكثيف استعمالات الأراضي في الزراعة، وإن إدخال أصناف المحاصيل المحسنة، وزيادة معدلات التسميد ومكافحة الآفات، واتباع الدورات الزراعية المكثفة هي عوامل مهمة لإنتاج غلال وفيرة، كما يتحكم مباشرة نمط استعمالات الأراضي في درجة انجراف التربة.
انجراف التربة: يحدث انجراف التربة soil erosion بطرائق عدة وبفعل عوامل مختلفة، فأي شيء متحرك كالمياه أو الرياح أو الحيوانات أو الآليات يمكن أن يشكل أحد عوامل الانجراف، كما أن الجاذبية الأرضية تعمل على نقل التربة زحفاً على المنحدرات الخفيفة على نحو بطئ جداً، أو انزلاقاً سريعاً على السفوح الشديدة الانحدار.
ولايعمل الانجراف المائي أو الريحي على ضياع جزء من التربة فحسب، وإنما يؤدي أيضاً إلى فقد أهم مكوناتها الغضارية والدبالية، وهي مكونات تتحكم في معظم خصائص التربة الفيزيائية والكيمياوية والحيوية ومن ثَمَّ في خصوبتها وإنتاجيتها. وتعد الترب التي تعرضت للانجراف ترباً متدهورة فيزيائيّاً وكيمياويّاً وحيويّاً ومتدنية الإنتاجية.
وقد اتضح علميّاً وعمليّاً أن وقاية التربة من الانجراف أسهل بكثير من مكافحة آثاره المدمرة.
تقنيات مقاومة انجراف التربة
1ـ التقنيات الزراعية: تنفذ لمقاومة الانجراف المائي تقنيات زراعية تتعلق بتنظيم وضبط السيح السطحي لمياه الأمطار والثلوج بخفض سرعتها وحجمها، بغية تسهيل عمليات تسربها ورشحها داخل التربة، ومنعاً لهدم بنيتها، ويمكن تحقيق ذلك بتنفيذ الحراثات الملائمة العميقة منها أو المحيطية، وإنشاء المصاطب والأهلة والحياض الصغيرة والسدّات الترابية أو الحجرية على السفوح الجبلية والمنحدرات.
ولمقاومة الانجراف الناجم عن الرياح: تنصب الجهود على تخزين الرطوبة وحفظها في التربة، وحماية سطح التربة من سفي الرياح، ويمكن أن يتحقق ذلك باستخدام آلات حراثة خاصة مناسبة لهذا الغرض. كما أن إضافة الأسمدة العضوية والمعدنية تحسِّن نمو المحاصيل وتكوين مجموعات جذرية كثيفة، كما تحسِّن بنية التربة وزيادة نفاذية الماء فيها، مما يساعد على الحد من انجراف التربة بنوعيه المائي والريحي. كما أن تغطية سطح التربة بمخلفات المحاصيل الزراعية يحميها من التأثير الهدمي لقطرات المطر، ويتيح فرصة أكبر لتسرب الماء داخل التربة، ويحد من السيح السطحي وانجراف التربة، ويساعد عدم حرث التربة عميقاً في الحفاظ على بنيتها.
تحتل زراعة الأحزمة الحراجية حول الحقول والوديان الضيقة والوهاد والمسيلات مكانة مرموقة في مقاومة الانجراف، والسيطرة على سيح مياه الأمطار، والحفاظ على الغطاء النباتي الطبيعي، ولهذه الغاية تزرع المنحدرات بالأعشاب أو الشجيرات والأشجار، بحسب درجة انحدارها، ويعد تثبيت الكثبان الرملية بالزراعات المناسبة أحد الوسائل التي تحد من حركتها ومن الانجراف الريحي.
2ـ التقنيات المائية: وتختلف نوعيتها بحسب درجة انحدار السفوح، وتعتمد أساساً على إنشاء المصاطب المتنوعة والمدرجات واستخدام طرائق الري الحديثة مثل الري بالتنقيط أو بالرشح.
3ـ النظم الزراعية: يؤدي تحديد واستخدام نظم وتقنيات جيدة لمقاومة الانجراف بحسب المناخ والتربة والتضاريس إلى تنمية جيدة للإنتاج الزراعي. ويتطلب ذلك استشراقاً تاماً للمستقبل، واستعمالاً حكيماً للأراضي والمياه يمنع عمليات انجراف الترب أو يحد من خطورتها.
4ـ التملح: تنتشر هذه الظاهرة بصورة واسعة في مشروعات ري المناطق الجافة، حيث ترتفع قيم السطوع الشمسي ومعدلات التبخر. وقد ازدادت شدة التملح نتيجة الإسراف في المقننات التقليدية للري، مما أدى إلى استبعاد مساحات واسعة من الأراضي المروية من الاستثمار الزراعي. ويمكن السيطرة على ملوحة التربة بغسل الترب المالحة والاستعمال الرشيد لمياه الري.
5ـ تلوث التربة والمياه: يمكن تصنيف ملوثات التربة والمياه في ملوثات صلبة، مثل مخلفات البناء والمناجم والحفر، وملوثات سائلة تطرحها المدن والقرى والمصانع مع مياه الصرف الصحي أو الصناعي، والمواد النفطية في حقول النفط ومناطق تكريره، إضافة إلى التلوث الإشعاعي والحيوي، والتلوث بالمبيدات والأسمدة، والتكثيف الزراعي المفرط. ولكل حالة من التلوث طرائق خاصة لمعالجتها ومقاومتها.
6ـ سوء استعمال الموارد المائية:تؤدي أساليب الري التقليدية إلى تملح التربة من جهة، وفقد كميات كبيرة من المياه من جهة أخرى. كما أن الإفراط في استعمال المياه في الري وإهمال صرف الزائد منها يؤديان إلى تدهور التربة، وفقدان المياه. وكذلك فإن استعمال مياه مالحة في الري سيؤدي إلى تملح الترب وتدهور إنتاجيتها.
7ـ تدهور الغطاء النباتي: ويتمثل بحرق الغابات أو قطع أشجارها عشوائيّّاً وسوء إدارة المراعي. وينعكس هذا على خصائص التربة ويجعلها عرضة للانجراف.
عوامل تدهور المياه وصيانتها
يعد نقص الموارد المائية من أخطر أسباب تدهور المياه، وتتدنى نوعية المياه في كثير من المناطق لأسباب عدة مثل التملح والتلوث والإسراف في الري، وقد أصبحت الحاجة ملحة لإيلاء هذا الموضوع كل الاهتمام لدعم الموارد المائية والمحافظة عليها نظيفة وترشيد استعمالاتها. ومن الضروري الاهتمام بما يأتي:
ـ ترشيد استهلاك المياه في جميع المجالات، واعتماد طرائق الري الحديثة ولاسيما أن الري يشكل في بعض البلدان العربية أكثر من 80% من الاستهلاك الكلي.
ـ إتباع جميع السبل التي تحفظ المياه سواء في التربة أو في الخزانات المائية، والحد من فقدها وهدرها.
ـ صيانة الموارد المائية السطحية والجوفية من التلوث بمختلف أنواعه.
ـ البحث عن مصادر مياه غير تقليدية، ومعالجة مياه الصرفين الصناعي والصحي قبل إعادة استعمالها. وأن يكون ذلك تحت رقابة صارمة، مع توخي الحذر عند استعمال مياه الصرف الزراعي فـي الري.
فلاح أبو نقطة
صيانة التربة هي مجموعة التقنيات الميكانيكية والزراعية التي تنفذ للحفاظ على خصوبة التربة وإنتاجيتها بصورة مستدامة. ويندرج ضمنها مقاومة انجراف التربة بجميع أنواعه، واستصلاح الأراضي، وترشيد استعمال مياه الري، وتطبيق الدورات الزراعية الملائمة والإدارة الحكيمة للموارد الأرضية.
أما صيانة المياه فهي مجموعة التقنيات الموجهة للحفاظ على نظافة الموارد المائية وحمايتها من التلوث والضياع والهدر، بهدف تلبية احتياجات السكان وفروع الاقتصاد الوطني المختلفة بالكميات الكافية من المياه الجيدة النوعية.
التربة هي المورد الحيوي الرئيس للمواد الغذائية والألياف وغيرها من منتجات، يتجدد إنتاجها بزراعة المحاصيل المختلفة فيها لتعويض ما يستهلك منهـا، أما التربة التي تنتج تلك المحاصيل فإنها تتكون ببطء شديد وتُعد من الموارد الطبيعية غير المتجددة عملياً.
ومن الطبيعي أن يقلق الإنسان عند حدوث نقص شديد في إنتاج الأغذية أو غيرها من الموارد الطبيعية المتجددة نتيجة الكوارث المتنوعة، إذ إن التغيرات التدريجية المستمرة الناتجة من انجراف التربة مائيّاً وهوائيّاً سيؤدي إلى تدني إنتاجيتها على المدى الطويل، ويجب أن تحظى هذه التغيرات باهتمام كبير مقارنة بالنقص الحاد والمؤقت للموارد الطبيعية.
ينبغي أن تتضمن صيانة التربة كلاً من استعمالها والحفاظ على قدرتها الإنتاجية. كما تجدر الإشارة إلى أن الزراعة المكثفة يمكن أن تؤدي في كثير من الأحيان إلى فقد التربة من المناطق المنحدرة بفعل الانجراف، أو إلى تلويثها بإساءة استعمال المدخلات الزراعية المختلفة، لذلك يجب أن يعتمد اختيار أنماط استعمال الأراضي وإدارتها على أسس مبدأ التنمية المستدامة، وفي الوقت ذاته تلبية الاحتياجات الراهنة للإنسان والحيوان، والحفاظ على البيئة.
عوامل تدهور الترب وصيانتها
ازدياد الطلب على المنتجات الزراعية: يزداد الطلب على المنتجات الزراعية النباتية والحيوانية بسبب التزايد المطرد زمنيّاً في عدد السكان، وارتفاع سوية معيشتهم، ويفرض ذلك عبئاً ثقيلاً على إنتاجية التربة. ومن المعروف أنه يمكن الزراعة خارج التربة كما في الماء أو الرمال أو الحصى أو غيرها، إلا أن تكاليف الإنتاج تكون باهظة، ولايسد هذا الإنتاج قسطاً يذكر من الاحتياجات الغذائية.
وحتى العقود الأخيرة الماضية، فإن زيادة الإنتاج الزراعي اعتمدت غالباً على التوسع الأفقي في زراعة مساحة بعض الأراضي الأقل ملاءمة للزراعة، كما حدث نتيجة قطع أشجار الغابات عشوائيّاً وفلحت السهوب والمراعي ورويت الأراضي الجافة والصحراوية.
وفي كثير من البلدان أصبح نصيب الفرد من المساحة المزروعة منخفضاً جداً. ولا يتعلق الإنتاج الزراعي بمساحة الأرض فحسب، وإنما بنوعية التربة وإدارة الإنتاج الزراعي ونوع المحصول والمناخ السائد وغيرها، وقد لايكون هكتار واحد للشخص كافياً في بعض المناطق، لكنه قد يفيض عن حاجته في مناطق أخرى من العالم.
أضحت الموارد الأرضية في العقود الحالية ثابتة نسبياً وقد تميل إلى التدهور في بعض البلدان، وقد أدخل معظم الأراضي الجيدة في الاستعمال الزراعي ويتزايد ري الأراضي في بعض الأقطار على حساب الأراضي البعلية. كما أن المساحات المحدودة المضافة للزراعة سنوياً تكاد لا تغطي مساحة الأراضي التي تخرج من الاستثمار الزراعي نتيجة شق الطرقات وإنشاء المساكن والمصانع وغيرها من مكونات البنى التحتية.
تتحقق اليوم زيادة الإنتاج الزراعي نتيجة زيادة الغلة وتكثيف استعمالات الأراضي في الزراعة، وإن إدخال أصناف المحاصيل المحسنة، وزيادة معدلات التسميد ومكافحة الآفات، واتباع الدورات الزراعية المكثفة هي عوامل مهمة لإنتاج غلال وفيرة، كما يتحكم مباشرة نمط استعمالات الأراضي في درجة انجراف التربة.
انجراف التربة: يحدث انجراف التربة soil erosion بطرائق عدة وبفعل عوامل مختلفة، فأي شيء متحرك كالمياه أو الرياح أو الحيوانات أو الآليات يمكن أن يشكل أحد عوامل الانجراف، كما أن الجاذبية الأرضية تعمل على نقل التربة زحفاً على المنحدرات الخفيفة على نحو بطئ جداً، أو انزلاقاً سريعاً على السفوح الشديدة الانحدار.
ولايعمل الانجراف المائي أو الريحي على ضياع جزء من التربة فحسب، وإنما يؤدي أيضاً إلى فقد أهم مكوناتها الغضارية والدبالية، وهي مكونات تتحكم في معظم خصائص التربة الفيزيائية والكيمياوية والحيوية ومن ثَمَّ في خصوبتها وإنتاجيتها. وتعد الترب التي تعرضت للانجراف ترباً متدهورة فيزيائيّاً وكيمياويّاً وحيويّاً ومتدنية الإنتاجية.
وقد اتضح علميّاً وعمليّاً أن وقاية التربة من الانجراف أسهل بكثير من مكافحة آثاره المدمرة.
تقنيات مقاومة انجراف التربة
1ـ التقنيات الزراعية: تنفذ لمقاومة الانجراف المائي تقنيات زراعية تتعلق بتنظيم وضبط السيح السطحي لمياه الأمطار والثلوج بخفض سرعتها وحجمها، بغية تسهيل عمليات تسربها ورشحها داخل التربة، ومنعاً لهدم بنيتها، ويمكن تحقيق ذلك بتنفيذ الحراثات الملائمة العميقة منها أو المحيطية، وإنشاء المصاطب والأهلة والحياض الصغيرة والسدّات الترابية أو الحجرية على السفوح الجبلية والمنحدرات.
ولمقاومة الانجراف الناجم عن الرياح: تنصب الجهود على تخزين الرطوبة وحفظها في التربة، وحماية سطح التربة من سفي الرياح، ويمكن أن يتحقق ذلك باستخدام آلات حراثة خاصة مناسبة لهذا الغرض. كما أن إضافة الأسمدة العضوية والمعدنية تحسِّن نمو المحاصيل وتكوين مجموعات جذرية كثيفة، كما تحسِّن بنية التربة وزيادة نفاذية الماء فيها، مما يساعد على الحد من انجراف التربة بنوعيه المائي والريحي. كما أن تغطية سطح التربة بمخلفات المحاصيل الزراعية يحميها من التأثير الهدمي لقطرات المطر، ويتيح فرصة أكبر لتسرب الماء داخل التربة، ويحد من السيح السطحي وانجراف التربة، ويساعد عدم حرث التربة عميقاً في الحفاظ على بنيتها.
تحتل زراعة الأحزمة الحراجية حول الحقول والوديان الضيقة والوهاد والمسيلات مكانة مرموقة في مقاومة الانجراف، والسيطرة على سيح مياه الأمطار، والحفاظ على الغطاء النباتي الطبيعي، ولهذه الغاية تزرع المنحدرات بالأعشاب أو الشجيرات والأشجار، بحسب درجة انحدارها، ويعد تثبيت الكثبان الرملية بالزراعات المناسبة أحد الوسائل التي تحد من حركتها ومن الانجراف الريحي.
2ـ التقنيات المائية: وتختلف نوعيتها بحسب درجة انحدار السفوح، وتعتمد أساساً على إنشاء المصاطب المتنوعة والمدرجات واستخدام طرائق الري الحديثة مثل الري بالتنقيط أو بالرشح.
3ـ النظم الزراعية: يؤدي تحديد واستخدام نظم وتقنيات جيدة لمقاومة الانجراف بحسب المناخ والتربة والتضاريس إلى تنمية جيدة للإنتاج الزراعي. ويتطلب ذلك استشراقاً تاماً للمستقبل، واستعمالاً حكيماً للأراضي والمياه يمنع عمليات انجراف الترب أو يحد من خطورتها.
4ـ التملح: تنتشر هذه الظاهرة بصورة واسعة في مشروعات ري المناطق الجافة، حيث ترتفع قيم السطوع الشمسي ومعدلات التبخر. وقد ازدادت شدة التملح نتيجة الإسراف في المقننات التقليدية للري، مما أدى إلى استبعاد مساحات واسعة من الأراضي المروية من الاستثمار الزراعي. ويمكن السيطرة على ملوحة التربة بغسل الترب المالحة والاستعمال الرشيد لمياه الري.
5ـ تلوث التربة والمياه: يمكن تصنيف ملوثات التربة والمياه في ملوثات صلبة، مثل مخلفات البناء والمناجم والحفر، وملوثات سائلة تطرحها المدن والقرى والمصانع مع مياه الصرف الصحي أو الصناعي، والمواد النفطية في حقول النفط ومناطق تكريره، إضافة إلى التلوث الإشعاعي والحيوي، والتلوث بالمبيدات والأسمدة، والتكثيف الزراعي المفرط. ولكل حالة من التلوث طرائق خاصة لمعالجتها ومقاومتها.
6ـ سوء استعمال الموارد المائية:تؤدي أساليب الري التقليدية إلى تملح التربة من جهة، وفقد كميات كبيرة من المياه من جهة أخرى. كما أن الإفراط في استعمال المياه في الري وإهمال صرف الزائد منها يؤديان إلى تدهور التربة، وفقدان المياه. وكذلك فإن استعمال مياه مالحة في الري سيؤدي إلى تملح الترب وتدهور إنتاجيتها.
7ـ تدهور الغطاء النباتي: ويتمثل بحرق الغابات أو قطع أشجارها عشوائيّّاً وسوء إدارة المراعي. وينعكس هذا على خصائص التربة ويجعلها عرضة للانجراف.
عوامل تدهور المياه وصيانتها
يعد نقص الموارد المائية من أخطر أسباب تدهور المياه، وتتدنى نوعية المياه في كثير من المناطق لأسباب عدة مثل التملح والتلوث والإسراف في الري، وقد أصبحت الحاجة ملحة لإيلاء هذا الموضوع كل الاهتمام لدعم الموارد المائية والمحافظة عليها نظيفة وترشيد استعمالاتها. ومن الضروري الاهتمام بما يأتي:
ـ ترشيد استهلاك المياه في جميع المجالات، واعتماد طرائق الري الحديثة ولاسيما أن الري يشكل في بعض البلدان العربية أكثر من 80% من الاستهلاك الكلي.
ـ إتباع جميع السبل التي تحفظ المياه سواء في التربة أو في الخزانات المائية، والحد من فقدها وهدرها.
ـ صيانة الموارد المائية السطحية والجوفية من التلوث بمختلف أنواعه.
ـ البحث عن مصادر مياه غير تقليدية، ومعالجة مياه الصرفين الصناعي والصحي قبل إعادة استعمالها. وأن يكون ذلك تحت رقابة صارمة، مع توخي الحذر عند استعمال مياه الصرف الزراعي فـي الري.
فلاح أبو نقطة