ريف دمشق (محافظه) Damascus countryside

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ريف دمشق (محافظه) Damascus countryside

    ريف دمشق (محافظه)

    Damascus countryside - Rurales Damas

    ريف دمشق (محافظة ـ)

    محافظة في الجمهورية العربية السورية، تم إحداثها بتاريخ 20/1/1972، تتألف من الناحية الإدارية من: 9 مناطق و27 ناحية، وفيها 28 مدينة و190 قرية و83 مزرعة.
    تمثل محافظة ريف دمشق الجزء الشمالي من إقليم الجنوب الغربي من سورية، وتمتد أراضيها بين خطي الطول 8 َ 35 ْو 10 َ 37 ْ إلى الشرق من خط غرينتش، وبين درجتي العرض 8 َ 33 ْ و 7 َ 34 ْ، إلى الشمال من خط الاستواء، وتشغل نحو9.7% من المساحة الإجمالية لسورية، بمساحة تصل إلى 18.018ألف كيلو متر مربع.
    تشكل المحافظة بموقعها صلة الوصل بين محافظات القطر الجنوبية (درعا، القنيطرة، السويداء) وباقي المحافظات الوسطى والشمالية، كما أنها حلقة الوصل بين الأقطار العربية المجاورة: لبنان في الغرب والشمال الغربي والعراق و الأردن في الشرق والجنوب الشرقي، وتمر عبر أراضيها الطرق الدولية التي تربط سورية بالدول المجاورة، وكذلك الطرق الداخلية التي تربط مدينة دمشق بباقي أجزاء المحافظة و المحافظات السورية الأخرى.
    ألأوضاع الطبيعية
    تنقسم أراضي المحافظة من الناحية التضريسية إلى ثلاثة أقسام متمايزة من حيث أشكال السطح: الجبال العالية في الغرب والشمال الغربي، ومنطقة الهضاب في الجنوب والشرق، ومنطقة السهول المنخفضة، المتمثلة بحوضة دمشق في الوسط بين الجبال والهضاب.
    تشكل السلاسل الجبلية العالية العمود الفقري للمحافظة، فسلسلة جبال لبنان الشرقية تفصلها عن القطر اللبناني، وفي الجزء الجنوبي من هذه الجبال يوجد جبل الشيخ الذي يرتفع إلى 2814 متراً فوق سطح البحر، ليشكل بذلك أعلى قمة في سورية، وتتفرع عن سلسلة جبال لبنان الشرقية سلاسل جبال القلمون الأقل ارتفاعاً، والمتجهة نحو الشمال الشرقي، ويتخلل منطقة الجبال العالية بعض الأحواض المنخفضة، كما هي الحال في حوض عرنة ووادي نهر الجناني وسهل الزبداني وحفرة وادي العشائر وحوض المجر وحوض النبك ومنخفض جيرود.
    تأثرت الجبال العالية بالحركات الالتوائية والصدعية فشوشتها وأدت إلى تخلعها، ومن ثم انقلابها إلى تضاريس ذات بنية إلتوائية ـ إنهدامية، والطبقات الصخرية الرسوبية هي السائدة في هذه المنطقة، باستثناء رقعة صغيرة من المسكوبات البركانية في منطقة حضر وحرفا عند أقدام جبل الشيخ، والحزام البركاني المساير لحوض عرنة في جبل الشيخ.
    تشكل الطبقات الجوراسية أقدم الصخور الرسوبية في المنطقة، وتتألف هذه الصخور من الحجر الكلسي والدولوميت، وتظهر هذه الصخور في كتلة جبل الشيخ وجبال الزبداني، وهي تتمتع بأهمية بالغة لأنها تحتل أعالي الجبال حيث يكثر التهطال المطري والثلجي، وقدرتها على اختزان كميات كبيرة من المياه، مما يجعلها أهم مصادر المياه الجوفية في المحافظة، وينبثق منها عدد من الينابيع الكبيرة والصغيرة، أهمها نبع بردى وينابيع نهر الأعوج.
    أما الهضاب فتسيطر على القسم الشرقي والجنوبي من المحافظة، وتتمثل بشكل أساسي بهضبة الحماد التي يبلغ متوسط ارتفاعها بين 500 و550متراً.
    وبين الجبال المرتفعة في الغرب والشمال، والهضاب في الشرق والجنوب، تمتد الأراضي السهلية المتمثلة بحوضة دمشق التي تضم غوطة دمشق ومرجها، وتتميز أرضها بسيادة سطح شديد الاستواء ضعيف الانحدار من أطرافه الشرقية باتجاه منخفض العتيبة ـ الهيجانة، وتشذ الأجزاء الجنوبية من الحوضة عن هذه القاعدة، حيث يبرز فوق السطح المنبسط، تلال ومرتفعات وجبال متفرقة اندفاعية الأصل تعلو السطح العام بفارق نسبي يقع بين 50 و200 متر. ولعل أبرز ما يميز أرض الحوضة هو وجود العديد من التلال المنخفضة (5 ـ12م)، وهي جميعها تلال اصطناعية ذات قيمة تاريخية وأثرية، كتل فرزات وتل العريفة وتل أسود وتل الخزامى.
    ينتمي مناخ المحافظة إلى النموذج المتوسطي الداخلي الذي يتأثر تأثراً كبيراً بالتضاريس من حيث الارتفاع والاتجاه، إذ تسود فيه النماذج الرطبة وشبه الرطبة في جبل الشيخ، والنماذج الجافة وشبه الجافة في الأجزاء الشرقية من المحافظة، ويظهر تأثير ذلك بوضوح في اختلاف كميات الأمطار ودرجات الحرارة بين الأجزاء الغربية والأجزاء الشرقية من المحافظة، حيث يزيد معدل الأمطار السنوي على 800 مم في أعالي جبل الشيخ، بينما تقل كمية الأمطار عن 50 مم سنوياً في الأجزاء الشرقية، كذلك الأمر فيما يتعلق بدرجات الحرارة حيث تنخفض درجات الحرارة نسبياً صيفاً وشتاءً في القسم الغربي، وترتفع درجات الحرارة صيفاً وتنخفض شتاءً في القسم الشرقي من المحافظة.
    وتهب على المحافظة الرياح من شتى الاتجاهات، وأهمها الرياح الغربية والجنوبية الغربية التي يشتد هبوبها ويتكرر في فصل الشتاء، وتحمل معها الرطوبة عادةً، أما في الصيف فتصبح حارة وجافة وتثير الغبار في الجو.
    تمتلك محافظة ريف دمشق ثروة مائية سطحية هامة، تقدمها الأنهار والينابيع والسيول، ويعد نهر بردى شريان الحياة بالنسبة لحوضة دمشق التي تشغل المركز الأول في اقتصاديات المحافظة. ينبع نهر بردى من حضيض جبل الشير (الشيخ ) منصور في سهل الزبداني وينتهي في بحيرة العتيبة، ويبلغ طوله نحو 71 كم ومتوسط غزارته 11م3 / ثا، ويبلغ معدل تصريفه السنوي نحو 400 مليون م3 سنوياً، وكذلك نهر الأعوج الذي ينبع من سفوح جبل الشيخ ويصب في بحيرة الهيجانة، ويبلغ طوله 66 كم وتصريفه 2.5 م3 / ثا تقريباً، ومعدل تصريفه نحو100 مليون م3 سنوياً، إضافة إلى ذلك، هناك مجموعة كبيرة من الينابيع والعيون التي تنتشر في أرجاء المحافظة.
    السكان
    ارتفع عدد سكان المحافظة من 621 ألف نسمة عام 1970 إلى 2163 ألف نسمة عام 2001، فتكون الكثافة العامة للسكان نحو 120 نسمة/كم2. وهي أعلى من متوسط الكثافة على مستوى الجمهورية العربية السورية، كذلك فإن معدل النمو السنوي للسكان مرتفع حيث يصل إلى 3.4%، وهو أيضاً أعلى من المعدل العام للقطر، والسبب في ذلك يرجع إلى الهجرة من المحافظات الأخرى إلى محافظة ريف دمشق، وكذلك الهجرة من مدينة دمشق إلى الريف، بحثاً عن أسعار المساكن الرخيصة، بعد أن ارتفعت الأسعار ارتفاعاً كبيراً في مدينة دمشق.
    يمكن تقسيم السكان إلى سكان المدن، ويشكلون نحو 49% من مجموع سكان المحافظة وسكان القرى ويشكلون أكثر من 50%، إلى جانب قلةٍ من البدو الرحل في الهوامش الشرقية والجنوبية الشرقية من المحافظة، وهؤلاء هم في الواقع أنصاف بدو، أخذوا بأسباب الحياة المستقرة على أطراف القرى الشرقية من المحافظة.
    تطورت المحافظة تطوراً كبيراً منذ عام 1970، حيث وصل عدد المدن إلى 28 مدينة يزيد عدد سكان الواحدة منها على10 آلاف نسمة ( دوما 150 ألف نسمة، الزبداني 24 ألف نسمة)، وقد نمت هذه المدن بالقرب من مدينة دمشق بصورة أساسية، جراء الهجرة إليها من القرى القريبة منها ومن المحافظات الأخرى، كذلك الأمر فيما يتعلق بالقرى التي تطورت تطوراً ملحوظاً، حيث تنعم هذه القرى بميزة موقعها الجغرافي قرب العاصمة دمشق، فقد استفادت ولا زالت تستفيد من شتى الخدمات وسرعة وسهولة إيصال هذه الخدمات إلى المدن والقرى. فالكهرباء وصلت جميع القرى تقريباً، وارتفعت نسبة المستفيدين من الكهرباء إلى 98%، وكذلك المياه النقية 6.82% والصرف الصحي 96%. وتطورت شبكة الطرق في المحافظة تطوراً كبيراً حتى وصلت أطوال الطرق البرية إلى 3206كم، كما انتشرت المدارس في كل المدن والقرى، حيث وصل عدد المدارس إلى 925مدرسة تضم أكثر من 300ألف طالب وطالبة في التعليم ما قبل الجامعي، وقد زاد عدد الطلاب في التعليم الجامعي ازدياداً كبيراً، كما تم مؤخراً افتتاح جامعة خاصة في مدينة دير عطية، ووصل عدد المراكز الصحية والاجتماعية إلى 123مركزاً، وظهرت آثار ذلك كله في ارتفاع المستوى التعليمي لأبناء المحافظة لأكثر من 90% بين السكان البالغين.
    الاقتصاد
    بسبب افتقار المحافظة إلى الثروات المعدنية، وبسبب غناها بالثروات الطبيعية المتمثلة بالماء والتربة والمناخ المناسب، إضافة إلى الموقع الجغرافي المتميز، احتلت الزراعة مركزأ مهماً في اقتصاد المحافظة، وتقسم الزراعة إلى نمطين: بعلي يعتمد على الأمطار، ومروي يعتمد على مياه الأنهار والقنوات المشتقة منها ومياه العيون والينابيع، والمياه الجوفية من الآبار التي تضخ المياه منها بوساطة المضخات، وقد أخذ هذا الأسلوب بالازدياد مع تناقص كميات المياه السطحية المخصصة للزراعة، وتكثر هذه المضخات في المنطقة الشرقية والجنوبية الشرقية، حيث تنخفض كمية الأمطار عن الحد الذي يضمن نجاح الزراعة البعلية. وقد دخلت أساليب الزراعة الحديثة على نطاق واسع في الزراعة، إذ يزداد باستمرار استخدام أدوات الزراعة الحديثة من جرارات وحصادات وبذارات وغيرها من الآلات، وكذلك الأسمدة والمبيدات الحشرية، إلى جانب الأدوات الزراعية القديمة التي تنتشر أساساً في بساتين الغوطة الصغيرة المساحة.
    تنتشر الزراعة الكثيفة والمروية في غوطة دمشق وأطراف الأودية (بردى، الأعوج، منين)، وتنتج عدداً كبيراً من المحاصيل الزراعية الشتوية والصيفية، يأتي في مقدمتها الخضار والفواكه والحبوب الغذائية والعلفية، وكذلك الأشجار المنتجة للأخشاب، وتحتل المحافظة مركز الصدارة في كثير من المحاصيل، ولاسيما الفاكهة كالمشمش والتفاح والأجاص والخوخ، وفي المحاصيل العلفية كالشعير الرعوي والبيقية. وقد تراجعت مساحات المحاصيل الزراعية ولا سيما الحبوب ( القمح ) بعد الاتجاه نحو زراعة الخضار ذات المردود النقدي العالي، كما تنتج المحافظة الأخشاب من أشجار الحور المنتشرة على ضفاف الأنهار والقنوات وحول الحقول.
    وتنتشر في المحافظة تربية الحيوان، وقد تطورت هذه الحرفة تطوراً كبيراً، فارتفع عدد الحيوانات بجميع أنواعها، فقد وصل عدد الأغنام في عام 2000 إلى 1311 ألف رأس والماعز 137 ألف رأس والأبقار 198 ألف رأس، وقد أدى ذلك إلى زيادة إنتاج الحليب واللحم، فقد وصل إنتاج الحليب إلى 394 ألف طن واللحوم الحمراء إلى 33 ألف طن. وساعد على ذلك إنشاء الواحات في البادية على الطرق العامة، مثل واحة البطمة على طريق دمشق تدمر، وتضم البادية حالياً ثماني عشرة بئراً، أغلبها مجهز بمحركات للضخ مهمتها تغطية حاجة الثروة الغنمية الموجودة في البادية من الماء، كما انتشرت تربية الدواجن بالأساليب الحديثة على نطاق واسع في المحافظة، ولاسيما في منطقة القلمون، كما أخذ الاهتمام بتربية النحل بالتزايد للأرباح الكبيرة التي تدرها تربيته.
    واشتهرت محافظة ريف دمشق بالصناعات التي تعتمد على الإنتاج الزراعي، كتجفيف الفواكه وعصر الزيتون وبعض الصناعات النسيجية كالبروكار، وصناعة القماش الدمشقي والسجاد اليدوي، كما اشتهرت ببعض الصناعات التقليدية كصناعة الموزاييك والزجاج والأواني الفخارية والآجر ودباغة الجلود، كما عرفت المحافظة صناعة الأدوات النحاسية والمعدنية وصناعة الأدوات الزراعية.
    وشهدت المحافظة تطوراً شاملاً في القطاع الصناعي، وقد تجلى ذلك بزيادة عدد الاستثمارات وزيادة رؤوس الأموال وعدد العمال وتطور أساليب الإنتاج ونوعية المنتجات، فقد زاد عدد شركات القطاع العام في الصناعات الأساسية (الغذائية، النسيجية، الكيميائية ـ الهندسية)، كما شهدت الصناعة في المحافظة تطوراً في عدد المنشآت الصناعية في القطاع الخاص، وقد شملت هذه التطورات جميع القطاعات الصناعية ـ مثل صناعة المنتجات البلاستيكية والطاقة الشمسية وحفظ الخضار والفواكه ـ إضافة إلى تطور صناعة النسيج والتريكو والألبسة الجاهزة، كما شهدت المحافظة تطوراً في صناعة الأدوية.
    ونشطت التجارة نشاطاً كبيراً على الصعيد الداخلي، إذ تعد المحافظة أكبر مستهلك للسلع والمنتجات الغذائية والصناعية المنتجة محلياً والمستوردة من الأقاليم والمحافظات الأخرى ومن خارج القطر. وقد ساعد انتشار طرق المواصلات في المحافظة انتشاراً واسعاً على ازدهار حركة التجارة، فليس هناك أي تجمع سكاني في المحافظة لم تصله الطرق المعبدة، وترسم شبكة الطرق مخططاً شعاعياً مركزه مدينة دمشق ومنها تنتشر في جميع الاتجاهات. ويقع في المحافظة أيضاً مطار دمشق الدولي وهو الميناء الجوي الأول في سورية وصلة الوصل بينها وبين العالم.
    وتتمتع محافظة ريف دمشق بموقع سياحي هام في القطر العربي السوري، يجتذب أعداداً كبيرة ومتزايدة من السائحين والزائرين الراغبين بزيارة الآثار والمعالم السياحية المنتشرة بكثرة في أرجاء المحافظة، ولاسيما المعالم الدينية الإسلامية والمسيحية.
    سكن الإنسان محافظة ريف دمشق منذ أقدم العصور، ودلت على ذلك اللقى التي يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 9000سنة مضت، في تل أسود وتل العريفة وتل الخزامى. واستمر إعمار المحافظة منذ ذلك التاريخ، وقد زاد عدد التجمعات السكانية في العهود اليونانية والرومانية والبيزنطية، لكن أهم فترات التطور والازدهار للمنطقة كان خلال العهد الإسلامي (ولاسيما الدولة الأموية). وقد تركت هذه العهود بصماتها واضحة على المنطقة، فمن خلال اللغة الآرامية مازالت أربع قرى تتحدث إحدى لهجاتها (جبعدين، معلولا، الصرخة، الجبة)، كما أن أسماء كثير من التجمعات البشرية تعود إلى أصل آرامي (مضايا، يبرود، حزرما، حرستا).
    ومن عهود اليونان والرومان والبيزنطيين آثار عمرانية تتمثل في المعابد والأديرة والطرق والأقنية، منها كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة في يبرود، ودير القديسة تقلا في معلولا ودير سيدة صيدنايا وكنيسة القديس بطرس.
    ومن آثار العهد الإسلامي مسجد قارة الكبير وضريح السيدة زينب وبقايا قصور الأمويين في البادية والخانات المنتشرة على طول الطرق القديمة والتي ما تزال قائمة حتى اليوم، مثل خان العروس وخان سعسع.
    وعلى الرغم من تعرض المحافظة للغزو وانعدام الأمن وتخريب القرى وشبكات الري في فترات الصراع للاستيلاء على دمشق، كما هي الحال في غزوات التتار والغول، كما تأثرت قرى المحافظة من أحداث الثورة السورية ضد الاستعمار الفرنسي فهجر بعضها لأمد، وتخرب بعضها الآخر، لكنها استعادت سكانها وحيويتها بعد الاستقلال.
    عبد الرؤوف رهبان
يعمل...
X