الثريات العازبات يتفوقن على الرجال في مجال ريادة الأعمال
وجدت دراسة اقتصاديّة جديدة من قِبَل جامعتي ستيرلنغ ولندن في المملكة المتحدة أن هناك اختلاف في مشاكل السيولة بين الرّجال والنّساء بحيث يواجه العازبات منهنّ قيودًا على مداخيلهنّ. كما وجدت الدراسة أنّ الإناث العازبات اللواتي تتزايد ثروتهن الخاصة بشكلٍ غير متوقع (كحصولها على ميراث) تتزايد لديهن احتمالية إنشاء مشروع جديد مقارنةً بنظرائهن من الرجال.
يصعب على الطموحين من مالكي المشاريع أو رواد الأعمال الحصول على التمويل اللازم لإنشاء مشروع جديد أو توسيع مشروع قائم، إذ تزايدت نسبة الرجال من أصحاب الأعمال الحرة* بنسبة 6% على خلاف النساء اللواتي ارتفعت لديهن النسبة لتصل إلى 22% وذلك خلال الفترة نفسها.
ورغم النمو الكبير نسبياً في معدل الإناث ذوات الأعمال الحرة، إلا أن هناك عقباتٍ لا تزال موجودة أمام النساء من الراغبات في الانخراط في أنشطة ريادية، ومن إحدى هذه العقبات التي تواجه هؤلاء مشكلة كيفية الحفاظ على استمرار السيولة النقدية اللازمة لمشاريعهم.
وتوصل الباحثون باستخدام البيانات التي كشف عنها استطلاع الأصول والثروات إلى دليلٍ يكشف عن وجود اختلافاتٍ واضحة بالنسبة للسيولة لدى كلّ من الجنسين في المملكة المتحدة. واستناداً إلى النتائج التي تم التوصل إليها فإن نسب الاستعداد لتدشين مشروع جديد ترتفع بارتفاع حجم الثروة الشخصية، وتكون هذه العلاقة أكثر وضوحاً لدى النساء منها لدى الرجال، وكذلك فإن هذه العلاقة تصبح أقوى بكثير بالنسبة للعازبات من الإناث.
وقد وجد الباحثون أن كلّ زيادة قيمتها ١٠٠٠ جنيه استرليني يرافقها زيادة ٨.٥٪ في احتمال إنشاء عمل على يد أنثى عزباء.
وقالت الباحثة (تانية ولسون-Tanya Wilson) من قسم الاقتصاد في جامعة ستيرلنغ : «هناك العديد من التفسيرات إزاء قيود السيولة لدى النساء العازبات، ومنها استحواذهنّ على ضمانات أقل لتأمين قرض. كما يمكن وجود تمييز جنسي في إعطائهن رصيد أو أنهنّ يبتعدن عن اقتراض الأموال حتّى لو اضطررن لذلك في المستقبل. وإذا كان غياب الضمانات هو العقبة الأساسية أمام النساء العازبات لإنشاء الأعمال أو توسيع مهنهنّ، فإن إقامة مبادرة خاصّة أو سياسة عامّة لتأمين ضمانات للّواتي يواجهن مشاكل في السيولة أمرٌ ذو أهميّة اقتصاديّة واجتماعيّة. فالسياسات العامة التي تشجع إنشاء عمل موجودة حاليًا لكنّها مقيدة جدًّا ولا تؤثّر على نسبة كبيرة من النساء العازبات».
*يقصد بها هنا من يعمل لحساب نفسه دون أن يرتبط بمدير أو شخص يتبع له، كالمؤلفين والكتاب والمترجمين