أدى النمو ال كبير للأنظمة الرأسمالية في القرنين الثامن و التاسع عشر إلى بروز طبقة جديدة من المفكرين ، طبقة ثائرة بكل ما في الكلمة من معنى لم تكتف فقط بانتقاد الأوضاع الإجتماعية و الإقتصادية لتلك الحقبة بل أدت إلى تغيير كامل لنظم التفكير السائدة ، مجبرة المفكرين على إعادة النظر حول العديد من المسلمات ، أثمرت هذه الثورة الفكرية واحدا من أكثر المذاهب المعاصرة تأثيرا ، ألا وهو الماركسية .
ما هي الماركسية؟
الماركسية ، هو مذهب أسس وطور من طرف كارل ماركس ((Karl Marx ، وبشكل أقل تأثيرا ، من طرف فريدريك إينجلس (Friedrich Engels) خلال منتصف القرن التاسع عشر.ابتدأت الماركسية بثلاثة أفكار مرتبطة : أنثربولوجيا فلسفية ( الأنثربولوجيا هو علم دراسة الإنسان و تطوره) ، نظرية حول التاريخ ، و برنامج سياسي و اقتصادي.
يقصد بالماركسية كذلك ما تم فهمه وممارسته من قبل الحركات ألاشتراكية خاصة قبل سنة 1914.لتأتي بعدها الماركسية السوفيتية المطورة من قبل فلاديمير إليش لينين (Vladimir Ilich Lenin) و معدلة من قبل جوزيف ستالين (Joseph Stalin ) ، والتي سميت بشكل نهائي بالماركسية اللينينة (Marxism-Leninsm ) ، لتصبح المذهب الفكري الأساسي للأحزاب الشيوعية بعد الثورة الروسية سنة 1917 .تفرع هذا المذهب ليؤدي إلى الماركسية كما تم تفسيرها من قبل معارض ستالين : ليون تروتسكي (Leon Trsotsky) و أتباعه. أما الصين فقد تفرعت الماركسية لتؤدي إلى الماو زيدونغ (Mao Zedong) ، هذا دون ذكر أنواع أخرى منه ظهرت في العالم النامي.
هناك أيضا الماركسية الغير الدوغمائية (ما بعد الحرب العالمية الثانية ) و التي عدلت من فكر ماركس عبر الإستعارة من الفلسفات المعاصرة ، خاصة تلك التي تخص إدموند هاسل (Edmund Hussel ) و مارتن هيدغر (Martin Heidegger ) و سيغموند فرويد (Sigmund Freud) و آخرون.
نظرا للثورة الفكرية التي جاء بها كارل ماركس والتي تشعبت في معظم فروع المعرفة البشرية ، من الصعب الإحاطة بكل إنجازاته لذلك سنكتفي بذكر مساهماته في مجال الاقتصاد.
فكر كارل ماركس
لا يمكن تقليص عمل ماركس إلى الفلسفة ، فما بالك بنظام فلسفي .هو نقد جذري للفلسفة بأكملها.خاصة نظام هيجل المثالي (G.W.F Hegel) و الفلسفات اليمينية واليسارية ما بعد الهيجيلية، ولكنها رغم ذلك لا تشكل رفضا لهاته الفلسفات،بل إعلان لضرورة جعل الفلسفة واقعا. لا يجب الإكتفاء بتفسير العالم فحسب ،بل يجب الاهتمام بتحويله،مما يعني تحويل العالم نفسه و الوعي البشري للعالم.للقيام بهاته العملية ، كان لابد من القيام بنقد للتجربة بالإضافة إلى نقد للأفكار. في الحقيقة ،اعتقد ماركس أن كل حقيقة تحتوي على نقد للأفكار.ولكن رغم ذلك ، لم يكن ماركس تجريبيا،بل زخر عمله بالمفاهيم ( التخصيص ، الإغتراب ، تطبيق العملي ،العمل الخلاق ، القيمة وهكذا ) المستوحات من سابقيه من الفلاسفة و الإقتصاد مثل ، هيجل ، جوهان فيشت (Johann Fichte) ، إيمانويل كانط (Immanuel Kant ) ، أدم سميث (Adam Smith) (راجع مقالة أنا أصدق العلم حول الإقتصاد الكلاسيكي لمعرفة المزيد) ، دافيد ريكاردو (David Ricardo ) و جون ستيوارت ميل (John Stuart Mill) .الذي ميز فكر ماركس هو أنه بدلا من القيام بتأكيدات مجردة حول مجموعة من المشاكل الفكرية ك الطبيعة البشرية ، المعرفة و المادة.قيم ماركس كل مشكل بعلاقته الدينامية مع الآخرين و فوق كل شيء ،حاول ربطهم بالحقائق التاريخية، الإجتماعية ، السياسية و الإقتصادية.
تحليل ماركس للاقتصاد
حلل ماركس نظام اقتصاد السوق في كتابه ‘رأس المال’ )بالألمانية الأصلية : Das Kapital) .في عمله هذا ، استعار معظم المفاهيم من الإقتصاديين الإنجليز الكلاسكيين كسميث و ريكاردو و أقلامهم ليقدم مفاهيم جديدة كالقيمة المضافة (surplus value ) . من النقاط الأكثر أهمية في رأس المال هو دراسة الإقتصاد ككل و ليس انطلاقا من إحدى جوانبه.اعتمد تحليله على فكرة أن كون الإنسان كائنا منتجا و أن كل قيمة اقتصادية تأتي من العمل البشري.حلل ماركس نظام منتصف القرن التاسع عشر في انجلترا، نظام قائم على المقاولة الفردية و التنافس الذي ظهر منذ القرن السادس عشر من تطوير الطرقات البحرية ، التجارة الدولة و الإستعمارية (colonialism ) . ساعد نموه التغيير الذي حصل في قوى الإنتاج ( تقسيم العمل و تركيز ورشات العمل ) ،اعتماد المكننة ، و التطور التقني. بنت المجتمعات المعتمدة على هذا النظام ثروة كبيرة عبر “مراكمة هائلة للسلع .وبهذا ، بدأ ماركس بدراسة هذا التراكم ، و تحليل التبادلات غير المكافئة التي تحدث في السوق.
بالنسبة لماركس ، إذا ما قدم الرأسمالي رؤوس أمواله لشراء القطن و استعمله لإنتاج منسوجات قطنية ليبيعه بثمن أكبر من ثمن شراءه،فقد يستطيع استثمار الفرق ( أي الربح) في إنتاجيات إضافية.” تقديم رؤوس الأموال لن يبقيها فقط في الدائرة الإقتصادية ، بل سيغير حجمها ، ويزيد من قيمتها ،هي عملية تحول تلك القيمة المضافة إلى رأسمال”. هذا التحول، بالنسبة لماركس ، ممكن فقط بسبب استيلاء الرأسمالي على وسائل الإنتاج ، بما فيها قوة العمل الخاصة بالعامل.الآن أصبحت قوة العامل (أي قدرته ) تنتج أكثر من قيمتها. تحدد قيمة قوة العمل بكمية العمل الضرورية من أجل إعادة انتاجها،بعبارة أخرى ، بالكمية اللازمة للعامل للبقاء على قيد الحياة وتوفير احتياجات ذريته.ولكن بين يدي الرأسمالي ، قوة العمل المستعملة خلال اليوم تنتج أكثر من قيمة احتياجات العامل وعائلته للبقاء.الفرق مابين القيمتين يستولى عليه من طرف الرأسمالي، و الذي يوافق بشكل مثالي للقيمة المضافة المحققة من طرف الرأسمالي في السوق.
ماركس لم يكن مهتما بحقيقة أنه من الممكن أن تكون مصادر متعددة للقيمة المضافة في المجتمع الرأسمالي عدا استغلال قوة العمل ، تمت الإشارة إلى هذا بواسطة جوزيف شومبيتر (Joseph Schumpeter ) قي الرأسمالية ، الاشتراكية ، والديمقراطية (1942) (.(Capitalism, Socialism and Democracy
عبر تحليله ، جادل ماركس على تطور الرأسمالية ،مرافق بزيادة في تناقضاته.على سبيل المثال ، اختراع الآلة مربح بالنسبة للفرد الرأسمالي لأنه يمكنه من إنتاج المزيد من السلع بتكلفة أقل ، ولكن هذه التقنيات الجديدة تتجاوز بشكل سريع من طرف المنافسين.نمو الإنفاق على الآلات يتزايد بشكل أسرع من نمو الإنفاق على الأجور.وبما أن العمل وحده يستطيع إنتاج القيمة المضافة الذي يشتق منها الربح ،فإن نسبة ربح الرأسمالي من إنفاقه الكامل ستتناقص. وبتناقص الربح ، تزداد نسبة البطالة، وهكذا فإن توازن النظام محفوف بالمخاطر ،عرضة لضغوطات داخلية ناتجة عن تطوره.تنتشر الأزمات عبر مكوناته مؤدية إلى أزمة عامة تمحي النظام بأكمله.يزداد اختلال النظام بزيادة عدد العاطلين وتكوين جيش احتياطي من العاملين، من عمال المصانع و المزارع ،الذين يزدادون فقرا على فقر .
“يطور الإنتاج الرأسمالي كلا من تقنياته و مزيج إنتاجه الاجتماعي عبر استنزاف ينبوع كل ثروة: الأرض و العامل ”
بالنسبة للماركسية الديالكتية ، يمكن تجاوز هذه التناقضات عبر تغيير النظام الرأسمالي إلى نظام جديد ، النظام الاشتراكي ، حيث الملكية عامة لوسائل الإنتاج.
أدى ظهور الماركسية إلى إعادة تقييم العديد من المفاهيم الأساسية كالتاريخ ، الثروة و الاقتصاد مما مهد الطريق لولادة أنظمة اجتماعية و إدارية جديدة كالاشتراكية ، الشيوعية و الرأسمالية الجديدة ، إن هذه التحولات هي ما تجعل التطور التاريخي للمجتمعات تطورا للفكر الإنساني ككل، وعلى الرغم من العديد مما قدمته الماركسية من ايجابيات، فشلت هذه المدرسة عندما أتى دور التطبيق، فهي أتاحت لمن يتحكم بالسياسة امتلاك كامل مفاتيح اللعبة، و فتحت الباب أمام استغلال السلطة المطلقة و مركزية القرار منتجة فسادًأ أدى الى ضؤول المدرسة الفكرية الماركسية و بروز مدارس فكرية اقتصادية أخرى أخذت ببعض مبادئها.
ما هي الماركسية؟
الماركسية ، هو مذهب أسس وطور من طرف كارل ماركس ((Karl Marx ، وبشكل أقل تأثيرا ، من طرف فريدريك إينجلس (Friedrich Engels) خلال منتصف القرن التاسع عشر.ابتدأت الماركسية بثلاثة أفكار مرتبطة : أنثربولوجيا فلسفية ( الأنثربولوجيا هو علم دراسة الإنسان و تطوره) ، نظرية حول التاريخ ، و برنامج سياسي و اقتصادي.
يقصد بالماركسية كذلك ما تم فهمه وممارسته من قبل الحركات ألاشتراكية خاصة قبل سنة 1914.لتأتي بعدها الماركسية السوفيتية المطورة من قبل فلاديمير إليش لينين (Vladimir Ilich Lenin) و معدلة من قبل جوزيف ستالين (Joseph Stalin ) ، والتي سميت بشكل نهائي بالماركسية اللينينة (Marxism-Leninsm ) ، لتصبح المذهب الفكري الأساسي للأحزاب الشيوعية بعد الثورة الروسية سنة 1917 .تفرع هذا المذهب ليؤدي إلى الماركسية كما تم تفسيرها من قبل معارض ستالين : ليون تروتسكي (Leon Trsotsky) و أتباعه. أما الصين فقد تفرعت الماركسية لتؤدي إلى الماو زيدونغ (Mao Zedong) ، هذا دون ذكر أنواع أخرى منه ظهرت في العالم النامي.
هناك أيضا الماركسية الغير الدوغمائية (ما بعد الحرب العالمية الثانية ) و التي عدلت من فكر ماركس عبر الإستعارة من الفلسفات المعاصرة ، خاصة تلك التي تخص إدموند هاسل (Edmund Hussel ) و مارتن هيدغر (Martin Heidegger ) و سيغموند فرويد (Sigmund Freud) و آخرون.
نظرا للثورة الفكرية التي جاء بها كارل ماركس والتي تشعبت في معظم فروع المعرفة البشرية ، من الصعب الإحاطة بكل إنجازاته لذلك سنكتفي بذكر مساهماته في مجال الاقتصاد.
فكر كارل ماركس
لا يمكن تقليص عمل ماركس إلى الفلسفة ، فما بالك بنظام فلسفي .هو نقد جذري للفلسفة بأكملها.خاصة نظام هيجل المثالي (G.W.F Hegel) و الفلسفات اليمينية واليسارية ما بعد الهيجيلية، ولكنها رغم ذلك لا تشكل رفضا لهاته الفلسفات،بل إعلان لضرورة جعل الفلسفة واقعا. لا يجب الإكتفاء بتفسير العالم فحسب ،بل يجب الاهتمام بتحويله،مما يعني تحويل العالم نفسه و الوعي البشري للعالم.للقيام بهاته العملية ، كان لابد من القيام بنقد للتجربة بالإضافة إلى نقد للأفكار. في الحقيقة ،اعتقد ماركس أن كل حقيقة تحتوي على نقد للأفكار.ولكن رغم ذلك ، لم يكن ماركس تجريبيا،بل زخر عمله بالمفاهيم ( التخصيص ، الإغتراب ، تطبيق العملي ،العمل الخلاق ، القيمة وهكذا ) المستوحات من سابقيه من الفلاسفة و الإقتصاد مثل ، هيجل ، جوهان فيشت (Johann Fichte) ، إيمانويل كانط (Immanuel Kant ) ، أدم سميث (Adam Smith) (راجع مقالة أنا أصدق العلم حول الإقتصاد الكلاسيكي لمعرفة المزيد) ، دافيد ريكاردو (David Ricardo ) و جون ستيوارت ميل (John Stuart Mill) .الذي ميز فكر ماركس هو أنه بدلا من القيام بتأكيدات مجردة حول مجموعة من المشاكل الفكرية ك الطبيعة البشرية ، المعرفة و المادة.قيم ماركس كل مشكل بعلاقته الدينامية مع الآخرين و فوق كل شيء ،حاول ربطهم بالحقائق التاريخية، الإجتماعية ، السياسية و الإقتصادية.
تحليل ماركس للاقتصاد
حلل ماركس نظام اقتصاد السوق في كتابه ‘رأس المال’ )بالألمانية الأصلية : Das Kapital) .في عمله هذا ، استعار معظم المفاهيم من الإقتصاديين الإنجليز الكلاسكيين كسميث و ريكاردو و أقلامهم ليقدم مفاهيم جديدة كالقيمة المضافة (surplus value ) . من النقاط الأكثر أهمية في رأس المال هو دراسة الإقتصاد ككل و ليس انطلاقا من إحدى جوانبه.اعتمد تحليله على فكرة أن كون الإنسان كائنا منتجا و أن كل قيمة اقتصادية تأتي من العمل البشري.حلل ماركس نظام منتصف القرن التاسع عشر في انجلترا، نظام قائم على المقاولة الفردية و التنافس الذي ظهر منذ القرن السادس عشر من تطوير الطرقات البحرية ، التجارة الدولة و الإستعمارية (colonialism ) . ساعد نموه التغيير الذي حصل في قوى الإنتاج ( تقسيم العمل و تركيز ورشات العمل ) ،اعتماد المكننة ، و التطور التقني. بنت المجتمعات المعتمدة على هذا النظام ثروة كبيرة عبر “مراكمة هائلة للسلع .وبهذا ، بدأ ماركس بدراسة هذا التراكم ، و تحليل التبادلات غير المكافئة التي تحدث في السوق.
بالنسبة لماركس ، إذا ما قدم الرأسمالي رؤوس أمواله لشراء القطن و استعمله لإنتاج منسوجات قطنية ليبيعه بثمن أكبر من ثمن شراءه،فقد يستطيع استثمار الفرق ( أي الربح) في إنتاجيات إضافية.” تقديم رؤوس الأموال لن يبقيها فقط في الدائرة الإقتصادية ، بل سيغير حجمها ، ويزيد من قيمتها ،هي عملية تحول تلك القيمة المضافة إلى رأسمال”. هذا التحول، بالنسبة لماركس ، ممكن فقط بسبب استيلاء الرأسمالي على وسائل الإنتاج ، بما فيها قوة العمل الخاصة بالعامل.الآن أصبحت قوة العامل (أي قدرته ) تنتج أكثر من قيمتها. تحدد قيمة قوة العمل بكمية العمل الضرورية من أجل إعادة انتاجها،بعبارة أخرى ، بالكمية اللازمة للعامل للبقاء على قيد الحياة وتوفير احتياجات ذريته.ولكن بين يدي الرأسمالي ، قوة العمل المستعملة خلال اليوم تنتج أكثر من قيمة احتياجات العامل وعائلته للبقاء.الفرق مابين القيمتين يستولى عليه من طرف الرأسمالي، و الذي يوافق بشكل مثالي للقيمة المضافة المحققة من طرف الرأسمالي في السوق.
ماركس لم يكن مهتما بحقيقة أنه من الممكن أن تكون مصادر متعددة للقيمة المضافة في المجتمع الرأسمالي عدا استغلال قوة العمل ، تمت الإشارة إلى هذا بواسطة جوزيف شومبيتر (Joseph Schumpeter ) قي الرأسمالية ، الاشتراكية ، والديمقراطية (1942) (.(Capitalism, Socialism and Democracy
عبر تحليله ، جادل ماركس على تطور الرأسمالية ،مرافق بزيادة في تناقضاته.على سبيل المثال ، اختراع الآلة مربح بالنسبة للفرد الرأسمالي لأنه يمكنه من إنتاج المزيد من السلع بتكلفة أقل ، ولكن هذه التقنيات الجديدة تتجاوز بشكل سريع من طرف المنافسين.نمو الإنفاق على الآلات يتزايد بشكل أسرع من نمو الإنفاق على الأجور.وبما أن العمل وحده يستطيع إنتاج القيمة المضافة الذي يشتق منها الربح ،فإن نسبة ربح الرأسمالي من إنفاقه الكامل ستتناقص. وبتناقص الربح ، تزداد نسبة البطالة، وهكذا فإن توازن النظام محفوف بالمخاطر ،عرضة لضغوطات داخلية ناتجة عن تطوره.تنتشر الأزمات عبر مكوناته مؤدية إلى أزمة عامة تمحي النظام بأكمله.يزداد اختلال النظام بزيادة عدد العاطلين وتكوين جيش احتياطي من العاملين، من عمال المصانع و المزارع ،الذين يزدادون فقرا على فقر .
“يطور الإنتاج الرأسمالي كلا من تقنياته و مزيج إنتاجه الاجتماعي عبر استنزاف ينبوع كل ثروة: الأرض و العامل ”
بالنسبة للماركسية الديالكتية ، يمكن تجاوز هذه التناقضات عبر تغيير النظام الرأسمالي إلى نظام جديد ، النظام الاشتراكي ، حيث الملكية عامة لوسائل الإنتاج.
أدى ظهور الماركسية إلى إعادة تقييم العديد من المفاهيم الأساسية كالتاريخ ، الثروة و الاقتصاد مما مهد الطريق لولادة أنظمة اجتماعية و إدارية جديدة كالاشتراكية ، الشيوعية و الرأسمالية الجديدة ، إن هذه التحولات هي ما تجعل التطور التاريخي للمجتمعات تطورا للفكر الإنساني ككل، وعلى الرغم من العديد مما قدمته الماركسية من ايجابيات، فشلت هذه المدرسة عندما أتى دور التطبيق، فهي أتاحت لمن يتحكم بالسياسة امتلاك كامل مفاتيح اللعبة، و فتحت الباب أمام استغلال السلطة المطلقة و مركزية القرار منتجة فسادًأ أدى الى ضؤول المدرسة الفكرية الماركسية و بروز مدارس فكرية اقتصادية أخرى أخذت ببعض مبادئها.