رومانيا (لغه ادب في)
Romania - Roumanie
اللغة
هي لغة شعب رومانيا الذي يربو على خمسة وعشرين مليون نسمة، وهي من أسرة اللغات الهندية الأوربية[ر]، ومن مجموعة لغات الرومانس[ر] التي تضم أيضاً الفرنسية والإيطالية والإسبانية والبرتغالية. تشكلت اللغة الرومانية من اللهجات اللاتينية التي تكلمت بها الولايات البلقانية في الامبراطورية الرومانية القديمة. وعلى الرغم من أن اللغة الرومانية لاتينية المنشأ، فقد عاشت في بيئةٍ من لغات شبه جزيرة البلقان وعلى رأسها البلغارية والألبانية، وفي وسطٍ من اللهجات اليونانية الجديدة، فكان لذلك تأثير كبير في لغة رومانيا جعلها تحمل سمات هذين الوسطَين وتجلى هذا في الحصيلة اللغوية الكبيرة من الكلمات الدخيلة في القاموس الروماني من السلافية والهنغارية وحتى التركية.
ظهرت الأوابد المكتوبة باللغة الرومانية في القرن السادس عشر الميلادي، عندما تُرجمت إلى هذه اللغة نصوص الكنيسة السلافية، ثم ظهرت في القرن التالي مدونات تاريخية بلهجة لاتينية، لذا عدَّ الباحثون القرن السابع عشر تاريخاً لظهور هذه اللغة. إلا أن تشكل اللغة الرومانية القومية لم يتم إلا في أواسط القرن التاسع عشر بعد أن تشكلت ثقافة وأدب روماني قومي، ارتبط ظهوره بتطور اللغة الرومانية، وهذا ما لم يحدث إلا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر حين ظهرت إبداعات رومانية حقّة.
من أهم العوامل التي أسهمت في تكوّن اللغة القومية الرومانية ما قام به الكتّاب الرومانيون انفسهم، مثل إيمينسكو M.Eminescu وألكسندري V.Alecsandri وكارَغياله Y.Caragiale، وكريانغا Y.Creanga. ولم يجر وضع قواعد صرف ونحو لهذه اللغة إلا في نهاية القرن الثامن عشر، إلا أن هذه القواعد بقيت في الظل بعيداً عن معايير اللغة الأدبية، ولم تنشر إلا في عام 1828. ولم تبدأ الدراسات الأكاديمية للغة الرومانية إلا في أواخر القرن التاسع عشر، عندما أُحدِثت الأكاديمية الرومانية في عام 1886 وأخذت على عاتقها وضع أول قاموس للغة الرومانية وكتابة قواعد صرفها ونحوها ونشرِ ذلك.
الأدب
تعود أقدم صيغ الأدب الروماني إلى أصل فولكلوري شفهي غنائي ملحمي، يشمل أغاني الفرسان في انتفاضتهم على الاحتلال التركي ونظام القنانة الإقطاعي، وهو فولكلور أخذ طابعاً أسطورياً حيناً وواقعياً في حين آخر، وشمل أغاني الفروسية والأغاني الدينية وأغاني المناسبات، وأسهم هذا الفولكلور الشعبي في تشكل اللغة الرومانية والأدب الروماني القومي. وقد حالت قرون من الاحتلال والسيطرة الإقطاعية من دون توحد الرومان واكتمال تكون قوميتهم، مما أعاق طويلاً تطور أدبهم. عاش الرومان في كنَفٍ سلافي ربطتهم به أواصر الجوار والدين والمصالح المشتركة والكتابة بأبجدية واحدة حتى القرن التاسع عشر، أي إلى حين استبدلت الأبجدية السلافية بالأبجدية اللاتينية. وقد أدى ظهور الطباعة وحركة الترجمة في الربع الأخير من القرن السادس عشر إلى اعتماد الرومانية لغةً بديلة عن السلافية.
بدأت حركة التنوير في رومانيا على عتبات القرن الثامن عشر، وكان من أبرز أعلامها ديمتري كانتيمير (1673ـ1723) D.Cantemir الذي كتب أول رواية في الأدب الروماني «تاريخ الهيروغليفية» (1704ـ1705). وفي نهاية القرن الثامن عشر ظهر في الأدب الروماني ما سمي بالمدرسة اللاتينية، أو المدرسة الترانسيلفانية (نسبة إلى منطقة Transylvania) وكان من أبرز ممثليها ميكو ـ كلاين C.Miku-Klyn وشينكاي G.Schinkay ومايور B.Mayor. وقد ركزت هذه المدرسة اهتمامها على هوية الشعب الروماني. وعلى تخوم القرن التاسع عشر صارت اللغة الرومانية لغة الأدب والفصاحة. ومن أوائل شعراء هذه المرحلة يوان Yoann وكوبيلوك Kopiluk وميللو M.Millo الذين مهدوا لظهور أدب روماني أصيل كان من أهم ممثليه في تلك الحقبة إينيكيتسه Enekitse، أليكو Aleku، فيكيريسكو N.Vekerescu، كوناكي K.Konaki، وبوداي ديليانو Budai-Deleanu صاحب الملحمة الشعرية البطولية الساخرة «غجريات» Tsiganiada.
في مطلع القرن التاسع عشر بدأ القص الحكائي الشعري بالظهور والارتقاء عند دونيتش (1806ـ1866) A.Donitch وألكساندريسكو G.Alexandrescu (1810ـ1885)، وتطور أيضاً أدب الرحلات والشعر الرومنسي الغنائي عند كريلوفي (1809ـ1831) V.Krilovi وبولينتنيانو (1819ـ1872) V.Bolintineanu ، وصدرت في عام 1840 قصة نغروتسي K.Negrutsy الشهيرة «الكساندرو ليبوشينيانو»، وقد اكتسى أدب هذه المرحلة كله بحلة إبداعية (رومنسية) زاهية، لكن نهوض البرجوازية وتراجع السيطرة الإقطاعية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر أديا إلى فقدان الرومنسية زهوها تدريجياً لتنهض الواقعية النقدية، فكتب روسو A.Russo عام 1855 «أغنية رومانيا» التي أشاعت كثيراً من المقولات الديمقراطية، وكتب هاشيدو B.P.Hachedu عام 1872 كوميديا «ثلاثة مبعدين من الشرق» لتتجلى فيها الواقعية النقدية بقوة، وأصدر فيلمون (1819ـ1865)N.Filimon روايته «مستثمرون قدماء وجدد»، وأصدر مايورسكو T.L.Maiorescu مجلة «أحاديث أدبية» Convorbiri Leterare التي روّجت لمقولة «الفن الخالص» فجذبت كثيراً من الأدباء الرومانيين من مثل سلافيتشي Y.Slavici وكريانغِه وكوشبوك Coshbuc، ثم مالبثت أن تنامت حركة احتجاج ضد جماليات مايورسكو ومجلته قادها دوبرجيانو ـ غيريا (1855 ـ 1920) الذي نادى بنظرية الفن الموجه فكان لهذه النظرية تأثيران؛ أولهما أنها دفعت بالرومنسية الثورية المرتبطة بالحركة العمالية النامية إلى الأمام، وثانيهما أنها أسهمت في التأسيس لجماليات المذهب الواقعي في أعمال إيبرئيليانو (1871ـ1936) G.Ibrailean التي روجت لأفكار الاشتراكية (قصائد: ميلِه 18610Millet ـ1927، ونيكولاتسة 1859ـ1904). ومع تفتت الحزب الاشتراكي الديمقراطي ووهن الحركة العمالية في مطلع القرن العشرين خمد الشعر الرومنسي الثوري وطفت على السطح المسألة الفلاحية على صفحات مجلة «فياتسا رومينياسكه» (الحياة الرومانية) التي أصدرها في عام 1906 كلٌ من ستيره K.Stere وبوجور P.Bugeor ليكون ايبرئيليانو موجهها الروحي الذي ظل يطالب بمنهج جمالي يستطيع تصوير الحالة المأساوية التي يعاني منها الفلاح تصويراً عادلاً، فأسهم ذلك إلى حدٍ كبير في تطور الواقعية النقدية الرومانية في أهجيات «من الربيع إلى الخريف» التي نشرها كارَغياله عام 1907، وظهرت قصائد فلاخوتسِه Vlahutse وأقاصيصه، وهجا ج. كوشبوك البرجوازية، وصدرت قصص ديلافرانتشي Delavranci وسادوفيانو M.Sadoveanu وبوبيسكو D.Popescu وغالاكتيون G.Galaction، ثم قصائد يوسف Ch.Jyocuf وغوغاO.Goga . ثم ظهر تيار جديد يسعى إلى تحطيم الصيغ التقليدية والتوجه نحو الرمز، برز في أعمال باكوفيا Bacovia ومينولسكو Minolescu.
خرجت الواقعية النقدية عن الحدود الضيقة للموضوع الفلاحي مع بدء الحرب العالمية الأولى وقيام الثورة الاشتراكية في روسيا، فتنامى فيها الطابع الحماسي الفضّاح، وزالت منها أوهام الثورية الرومنسية لتبدأ مرحلة ازدهار الرواية الاجتماعية، وصدرت روايات سادوفيانو «شارع ليابوشنيانو» وريبريانو (1885ـ1944) L.Rebreanu «غابة المشانيق»، وبيترسكو (1892ـ1961)Petrescu «التعتيم»، و«ليلة الحب الأخيرة ـ ليلة الحرب الأولى» الصادرة عام 1930.
عاش الأدب الروماني في القرن العشرين صراع تيارات ونظريات، ففي مرحلة ما بين الحربين صعد تيار حداثي وتيار طبيعي وآخر نفسي. أما تجديد اللغة الشعرية والبحث عن الشكل فقد بدا واضحاً في قصائد آرغيزي (1880ـ1967) Arghezi ول. بلوغا (1895ـ1961) L.Bloga ، ومينوليسكو وباكوفي ومانيوManiu.. وانصهر التوجه الشكلاني مع إحساس بوحدة الفرد وغربته والسعي نحو الديمومة والأبدية اللتين يهفو الإنسان إليهما. وظهر في فترة ما بين الحربين أيضاً تيار أدبي اتخذ مجلة «هينديريا» (فكرة) منبراً له وكان من أبرز دعاته كراينيك N.Crainic، الذي نحا نحواً صوفيا ما لبث أن تحول إلى تيار شوفيني ثم إلى تيار فاشي، لكنه ظلَّ محدود الانتشار، إذ جوبه بتيار نقيض كان من رواده ج. توبارتشيانو G.Tôparceanu وكازيميرتس Kazimierz وبوتيز Botez وفيليبيده Philippide.
نهضت الحركة العمالية الرومانية في فترة ما بين الحربين فظهر ما سمي حينها بأدب الطبقة العاملة، وكان من أبرز أعلامه ساخيا (1908ـ1937) A.Sahia الذي دعا إلى وحدة الطبقة العاملة في مواجهة الرأسمالية ومناهضة الحرب والفاشية.
بدأ الأدب الروماني حقبة جديدة في تطوره بعد هزيمة الفاشية عقب انتهاء الحرب وقيام الدولة الاشتراكية في رومانيا عام 1946، وأسهم فيها كتاب جيلين: الجيل المخضرم والجيل الجديد، في سعي منهما إلى تصوير تجربة الشعب الروماني التاريخية محاولين استنباط حلول للمشاكل الجديدة الطارئة على حياة هذا الشعب، فوقفوا جُلَّ أدبهم في هذا المنحى. ومن هؤلاء سادفيانوSadoveanu في «نيكوراه بودكوفا»، وك. بيتريسكو C.Petrescu في «إنسان أصيل»، وش. بيتريسكو في «أناس من أيام مضت وأيام حاضرة وأيام قادمة». ومن الجيل المخضرم؛ ومن الجيل الجديد: بينيوك M.Beniuc وستانكو Z.Stancu وباراسكيفيسكو Paraskivescu ومونتيانوMuntianu، وبوبوفيتشي T.Popovici و بريدا M.Preda وباربو E.Barbu. كانت النزعة الغالبة على أدب الدولة الرومانية الاشتراكية نزعةً ماركسية لينينية حتى أواخر خمسينيات القرن العشرين، وكان قوام هذه النزعة الالتزام والجماهير وتصوير الحياة في ظل التطور الثوري. لكن هذا الأدب راح في النصف الثاني من القرن العشرين يبحث بدأب عن أشكال جديدة وموضوعات ملحة تكسبه حياة جديدة، فبدأت القصة الرومانية تأخذ شكلاً جديداً على يد بوبيسكو ونياغو Niagu وفيليا N.Velia وغيرهم. أما المسرحية فقد توجهت نحو صراعاتٍ جديدة قائمة تنزع نحو خلق إنسان جديد في تشكله الروحي والأخلاقي والجمالي (دافيدوغلوDavidoglu، ديمتيريسكو L.Demetriscu، بارانغا A.Baranga، خ. لوفينسكو Lovinescu، أ. ميرودان A.Mirodan وغيرهم). أما الحركة الشعرية في النصف الثاني من القرن العشرين فقد اتسمت بجنوحٍ نحو الرمزية وتوظيف للأسطورة ولجوء إلى مداخل ذاتية وغنائية في التعبير الشعري، ظهر في قصائد ن.ستانيسكو N.Stanescu، وبالتاغ Baltag، وي. كَريون Caraion، وف. تيودوريسكو V.Theodariscu، وفي روايات بانولِسكو Banulescu «شتاء الشجعان»، وبريبان N.Breban «فانتشيسكا»، ونياغو «قيامة الملاك» وايفاسيوك A.Ivasiuc «العتبة» و«المسافة» و«تعارف كيليّ»، وم. بريدا «الغريب»، و ستانكو «كم أحببتك»، وفي مسرحيات م. سوريسكو M.Sorescu وغيرهم.
ومع انتهاء الحقبة الاشتراكية يبدأ في الأدب الروماني عهد جديد في قرن جديد.
رضوان القضماني
Romania - Roumanie
اللغة
هي لغة شعب رومانيا الذي يربو على خمسة وعشرين مليون نسمة، وهي من أسرة اللغات الهندية الأوربية[ر]، ومن مجموعة لغات الرومانس[ر] التي تضم أيضاً الفرنسية والإيطالية والإسبانية والبرتغالية. تشكلت اللغة الرومانية من اللهجات اللاتينية التي تكلمت بها الولايات البلقانية في الامبراطورية الرومانية القديمة. وعلى الرغم من أن اللغة الرومانية لاتينية المنشأ، فقد عاشت في بيئةٍ من لغات شبه جزيرة البلقان وعلى رأسها البلغارية والألبانية، وفي وسطٍ من اللهجات اليونانية الجديدة، فكان لذلك تأثير كبير في لغة رومانيا جعلها تحمل سمات هذين الوسطَين وتجلى هذا في الحصيلة اللغوية الكبيرة من الكلمات الدخيلة في القاموس الروماني من السلافية والهنغارية وحتى التركية.
ظهرت الأوابد المكتوبة باللغة الرومانية في القرن السادس عشر الميلادي، عندما تُرجمت إلى هذه اللغة نصوص الكنيسة السلافية، ثم ظهرت في القرن التالي مدونات تاريخية بلهجة لاتينية، لذا عدَّ الباحثون القرن السابع عشر تاريخاً لظهور هذه اللغة. إلا أن تشكل اللغة الرومانية القومية لم يتم إلا في أواسط القرن التاسع عشر بعد أن تشكلت ثقافة وأدب روماني قومي، ارتبط ظهوره بتطور اللغة الرومانية، وهذا ما لم يحدث إلا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر حين ظهرت إبداعات رومانية حقّة.
من أهم العوامل التي أسهمت في تكوّن اللغة القومية الرومانية ما قام به الكتّاب الرومانيون انفسهم، مثل إيمينسكو M.Eminescu وألكسندري V.Alecsandri وكارَغياله Y.Caragiale، وكريانغا Y.Creanga. ولم يجر وضع قواعد صرف ونحو لهذه اللغة إلا في نهاية القرن الثامن عشر، إلا أن هذه القواعد بقيت في الظل بعيداً عن معايير اللغة الأدبية، ولم تنشر إلا في عام 1828. ولم تبدأ الدراسات الأكاديمية للغة الرومانية إلا في أواخر القرن التاسع عشر، عندما أُحدِثت الأكاديمية الرومانية في عام 1886 وأخذت على عاتقها وضع أول قاموس للغة الرومانية وكتابة قواعد صرفها ونحوها ونشرِ ذلك.
الأدب
تعود أقدم صيغ الأدب الروماني إلى أصل فولكلوري شفهي غنائي ملحمي، يشمل أغاني الفرسان في انتفاضتهم على الاحتلال التركي ونظام القنانة الإقطاعي، وهو فولكلور أخذ طابعاً أسطورياً حيناً وواقعياً في حين آخر، وشمل أغاني الفروسية والأغاني الدينية وأغاني المناسبات، وأسهم هذا الفولكلور الشعبي في تشكل اللغة الرومانية والأدب الروماني القومي. وقد حالت قرون من الاحتلال والسيطرة الإقطاعية من دون توحد الرومان واكتمال تكون قوميتهم، مما أعاق طويلاً تطور أدبهم. عاش الرومان في كنَفٍ سلافي ربطتهم به أواصر الجوار والدين والمصالح المشتركة والكتابة بأبجدية واحدة حتى القرن التاسع عشر، أي إلى حين استبدلت الأبجدية السلافية بالأبجدية اللاتينية. وقد أدى ظهور الطباعة وحركة الترجمة في الربع الأخير من القرن السادس عشر إلى اعتماد الرومانية لغةً بديلة عن السلافية.
بدأت حركة التنوير في رومانيا على عتبات القرن الثامن عشر، وكان من أبرز أعلامها ديمتري كانتيمير (1673ـ1723) D.Cantemir الذي كتب أول رواية في الأدب الروماني «تاريخ الهيروغليفية» (1704ـ1705). وفي نهاية القرن الثامن عشر ظهر في الأدب الروماني ما سمي بالمدرسة اللاتينية، أو المدرسة الترانسيلفانية (نسبة إلى منطقة Transylvania) وكان من أبرز ممثليها ميكو ـ كلاين C.Miku-Klyn وشينكاي G.Schinkay ومايور B.Mayor. وقد ركزت هذه المدرسة اهتمامها على هوية الشعب الروماني. وعلى تخوم القرن التاسع عشر صارت اللغة الرومانية لغة الأدب والفصاحة. ومن أوائل شعراء هذه المرحلة يوان Yoann وكوبيلوك Kopiluk وميللو M.Millo الذين مهدوا لظهور أدب روماني أصيل كان من أهم ممثليه في تلك الحقبة إينيكيتسه Enekitse، أليكو Aleku، فيكيريسكو N.Vekerescu، كوناكي K.Konaki، وبوداي ديليانو Budai-Deleanu صاحب الملحمة الشعرية البطولية الساخرة «غجريات» Tsiganiada.
في مطلع القرن التاسع عشر بدأ القص الحكائي الشعري بالظهور والارتقاء عند دونيتش (1806ـ1866) A.Donitch وألكساندريسكو G.Alexandrescu (1810ـ1885)، وتطور أيضاً أدب الرحلات والشعر الرومنسي الغنائي عند كريلوفي (1809ـ1831) V.Krilovi وبولينتنيانو (1819ـ1872) V.Bolintineanu ، وصدرت في عام 1840 قصة نغروتسي K.Negrutsy الشهيرة «الكساندرو ليبوشينيانو»، وقد اكتسى أدب هذه المرحلة كله بحلة إبداعية (رومنسية) زاهية، لكن نهوض البرجوازية وتراجع السيطرة الإقطاعية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر أديا إلى فقدان الرومنسية زهوها تدريجياً لتنهض الواقعية النقدية، فكتب روسو A.Russo عام 1855 «أغنية رومانيا» التي أشاعت كثيراً من المقولات الديمقراطية، وكتب هاشيدو B.P.Hachedu عام 1872 كوميديا «ثلاثة مبعدين من الشرق» لتتجلى فيها الواقعية النقدية بقوة، وأصدر فيلمون (1819ـ1865)N.Filimon روايته «مستثمرون قدماء وجدد»، وأصدر مايورسكو T.L.Maiorescu مجلة «أحاديث أدبية» Convorbiri Leterare التي روّجت لمقولة «الفن الخالص» فجذبت كثيراً من الأدباء الرومانيين من مثل سلافيتشي Y.Slavici وكريانغِه وكوشبوك Coshbuc، ثم مالبثت أن تنامت حركة احتجاج ضد جماليات مايورسكو ومجلته قادها دوبرجيانو ـ غيريا (1855 ـ 1920) الذي نادى بنظرية الفن الموجه فكان لهذه النظرية تأثيران؛ أولهما أنها دفعت بالرومنسية الثورية المرتبطة بالحركة العمالية النامية إلى الأمام، وثانيهما أنها أسهمت في التأسيس لجماليات المذهب الواقعي في أعمال إيبرئيليانو (1871ـ1936) G.Ibrailean التي روجت لأفكار الاشتراكية (قصائد: ميلِه 18610Millet ـ1927، ونيكولاتسة 1859ـ1904). ومع تفتت الحزب الاشتراكي الديمقراطي ووهن الحركة العمالية في مطلع القرن العشرين خمد الشعر الرومنسي الثوري وطفت على السطح المسألة الفلاحية على صفحات مجلة «فياتسا رومينياسكه» (الحياة الرومانية) التي أصدرها في عام 1906 كلٌ من ستيره K.Stere وبوجور P.Bugeor ليكون ايبرئيليانو موجهها الروحي الذي ظل يطالب بمنهج جمالي يستطيع تصوير الحالة المأساوية التي يعاني منها الفلاح تصويراً عادلاً، فأسهم ذلك إلى حدٍ كبير في تطور الواقعية النقدية الرومانية في أهجيات «من الربيع إلى الخريف» التي نشرها كارَغياله عام 1907، وظهرت قصائد فلاخوتسِه Vlahutse وأقاصيصه، وهجا ج. كوشبوك البرجوازية، وصدرت قصص ديلافرانتشي Delavranci وسادوفيانو M.Sadoveanu وبوبيسكو D.Popescu وغالاكتيون G.Galaction، ثم قصائد يوسف Ch.Jyocuf وغوغاO.Goga . ثم ظهر تيار جديد يسعى إلى تحطيم الصيغ التقليدية والتوجه نحو الرمز، برز في أعمال باكوفيا Bacovia ومينولسكو Minolescu.
خرجت الواقعية النقدية عن الحدود الضيقة للموضوع الفلاحي مع بدء الحرب العالمية الأولى وقيام الثورة الاشتراكية في روسيا، فتنامى فيها الطابع الحماسي الفضّاح، وزالت منها أوهام الثورية الرومنسية لتبدأ مرحلة ازدهار الرواية الاجتماعية، وصدرت روايات سادوفيانو «شارع ليابوشنيانو» وريبريانو (1885ـ1944) L.Rebreanu «غابة المشانيق»، وبيترسكو (1892ـ1961)Petrescu «التعتيم»، و«ليلة الحب الأخيرة ـ ليلة الحرب الأولى» الصادرة عام 1930.
عاش الأدب الروماني في القرن العشرين صراع تيارات ونظريات، ففي مرحلة ما بين الحربين صعد تيار حداثي وتيار طبيعي وآخر نفسي. أما تجديد اللغة الشعرية والبحث عن الشكل فقد بدا واضحاً في قصائد آرغيزي (1880ـ1967) Arghezi ول. بلوغا (1895ـ1961) L.Bloga ، ومينوليسكو وباكوفي ومانيوManiu.. وانصهر التوجه الشكلاني مع إحساس بوحدة الفرد وغربته والسعي نحو الديمومة والأبدية اللتين يهفو الإنسان إليهما. وظهر في فترة ما بين الحربين أيضاً تيار أدبي اتخذ مجلة «هينديريا» (فكرة) منبراً له وكان من أبرز دعاته كراينيك N.Crainic، الذي نحا نحواً صوفيا ما لبث أن تحول إلى تيار شوفيني ثم إلى تيار فاشي، لكنه ظلَّ محدود الانتشار، إذ جوبه بتيار نقيض كان من رواده ج. توبارتشيانو G.Tôparceanu وكازيميرتس Kazimierz وبوتيز Botez وفيليبيده Philippide.
نهضت الحركة العمالية الرومانية في فترة ما بين الحربين فظهر ما سمي حينها بأدب الطبقة العاملة، وكان من أبرز أعلامه ساخيا (1908ـ1937) A.Sahia الذي دعا إلى وحدة الطبقة العاملة في مواجهة الرأسمالية ومناهضة الحرب والفاشية.
بدأ الأدب الروماني حقبة جديدة في تطوره بعد هزيمة الفاشية عقب انتهاء الحرب وقيام الدولة الاشتراكية في رومانيا عام 1946، وأسهم فيها كتاب جيلين: الجيل المخضرم والجيل الجديد، في سعي منهما إلى تصوير تجربة الشعب الروماني التاريخية محاولين استنباط حلول للمشاكل الجديدة الطارئة على حياة هذا الشعب، فوقفوا جُلَّ أدبهم في هذا المنحى. ومن هؤلاء سادفيانوSadoveanu في «نيكوراه بودكوفا»، وك. بيتريسكو C.Petrescu في «إنسان أصيل»، وش. بيتريسكو في «أناس من أيام مضت وأيام حاضرة وأيام قادمة». ومن الجيل المخضرم؛ ومن الجيل الجديد: بينيوك M.Beniuc وستانكو Z.Stancu وباراسكيفيسكو Paraskivescu ومونتيانوMuntianu، وبوبوفيتشي T.Popovici و بريدا M.Preda وباربو E.Barbu. كانت النزعة الغالبة على أدب الدولة الرومانية الاشتراكية نزعةً ماركسية لينينية حتى أواخر خمسينيات القرن العشرين، وكان قوام هذه النزعة الالتزام والجماهير وتصوير الحياة في ظل التطور الثوري. لكن هذا الأدب راح في النصف الثاني من القرن العشرين يبحث بدأب عن أشكال جديدة وموضوعات ملحة تكسبه حياة جديدة، فبدأت القصة الرومانية تأخذ شكلاً جديداً على يد بوبيسكو ونياغو Niagu وفيليا N.Velia وغيرهم. أما المسرحية فقد توجهت نحو صراعاتٍ جديدة قائمة تنزع نحو خلق إنسان جديد في تشكله الروحي والأخلاقي والجمالي (دافيدوغلوDavidoglu، ديمتيريسكو L.Demetriscu، بارانغا A.Baranga، خ. لوفينسكو Lovinescu، أ. ميرودان A.Mirodan وغيرهم). أما الحركة الشعرية في النصف الثاني من القرن العشرين فقد اتسمت بجنوحٍ نحو الرمزية وتوظيف للأسطورة ولجوء إلى مداخل ذاتية وغنائية في التعبير الشعري، ظهر في قصائد ن.ستانيسكو N.Stanescu، وبالتاغ Baltag، وي. كَريون Caraion، وف. تيودوريسكو V.Theodariscu، وفي روايات بانولِسكو Banulescu «شتاء الشجعان»، وبريبان N.Breban «فانتشيسكا»، ونياغو «قيامة الملاك» وايفاسيوك A.Ivasiuc «العتبة» و«المسافة» و«تعارف كيليّ»، وم. بريدا «الغريب»، و ستانكو «كم أحببتك»، وفي مسرحيات م. سوريسكو M.Sorescu وغيرهم.
ومع انتهاء الحقبة الاشتراكية يبدأ في الأدب الروماني عهد جديد في قرن جديد.
رضوان القضماني