الصُّوري (عبد المحسن ـ)
(339 ـ 419هـ/950 ـ 1028م)
أبو محمد عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب بن غَلْبون الصوري، من شعراء جبل عامل في لبنان في العصر العباسي. ولد في بلدة صور على ساحل لبنان، لأسرة فقيرة تعيش على الكسب اليومي وأعطيات المحسنين، ونشأ فيها، وبدأ ينظم الشعر صغيراً، فيجتمع حوله أصدقاؤه يستمعون إليه، مما زاده حماسةً ورغبة في قول الشعر.
ثم تنقّل بين عدد من مدن بلاد الشام يلتقي أمراءها وأولي الشأن فيها، ويلقي أمامهم شعره مدحاً وتكسُّباً، فارتحل إلى صيدا وطرابلس وبيروت ودمشق وحلب وحمص والرملة وطبرية وعكا، واتصل بعدد من الأمراء الحمدانيين ومن قادتهم على البلاد ونال أعطياتهم، كما اتصل ببعض ولاة الإخشيديين على دمشق، وبالحاكم بأمر الله الفاطمي، وأمضى زمناً طيباً كثير العطايا والسرور وهو يجالس أبا الجيش حامد بن مُلهم والي دمشق وينادمه في مجالسه بعد أن انقطع إليه مدة من الزمن.
عاش الصوري نحو ثمانين عاماً، مما ساعده على الإكثار من الشعر، وارتفاع منزلته وشهرته بين الناس، وله ديوان كبير مخطوط إلا أنه لم ينشر بعد، وفيه كل الأغراض الشعرية من مدح وفخر وغزل وهجاء وغير ذلك، وربما طغى المدح على غيره من أغراض شعره، ومن مدحه قوله في أبي الجيش:
أبا الجيش حسب الشعر ما أنت صانع
فقد عجزت عن وصف ذاك القصائد
أما انصلحت للمال منك طوية
فتصلحَه حتى متى أنت حاقد
سبقت بني الدنيا فما هبّ قائم
سواك إلى جودٍ ولا قام قاعد
كما برز في شعره غرض الغزل الذي عبّر فيه عن عواطفه ومشاعره، وأكثر من الحديث عن العيون والجفون، من ذلك قوله:
أتُرى بثأرٍ أم بدَيْنِ
علِقتْ محاسنُها بعيني
في لحظها وقوامِها
ما في المهند والرديني
وبوجهها ماء الشبا
ب خليط نار الوجنتين
وكذلك برز عنده الرثاء وشيء من الهجاء، فمن رثائه قوله :
قالوا ألم تحضر علياً بعدما
دفنوه قلت هناك بئس المحضرُ
لا أستطيع أرى المعالي بينكم
محمولةً وأرى المكارم تُقبرُ
ومن هجائه:
حديثه كالحدث
يرفث كل الرفث
يود من يسمعه
لو أنه في جدث
وقد وصفه الثعالبي بقوله: «أحد الفضلاء، المجيدين الأدباء، وشعره بديع الألفاظ، حسن المعاني، رائق الكلام، مليح النظام، من محاسن أهل الشام».
ويتميز شعره بالنفس الطويل، والعناية بالألفاظ والمعاني، والرقة، وهو من شعراء القرن الرابع الهجري المتميزين.
علي أبو زيد
(339 ـ 419هـ/950 ـ 1028م)
أبو محمد عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب بن غَلْبون الصوري، من شعراء جبل عامل في لبنان في العصر العباسي. ولد في بلدة صور على ساحل لبنان، لأسرة فقيرة تعيش على الكسب اليومي وأعطيات المحسنين، ونشأ فيها، وبدأ ينظم الشعر صغيراً، فيجتمع حوله أصدقاؤه يستمعون إليه، مما زاده حماسةً ورغبة في قول الشعر.
ثم تنقّل بين عدد من مدن بلاد الشام يلتقي أمراءها وأولي الشأن فيها، ويلقي أمامهم شعره مدحاً وتكسُّباً، فارتحل إلى صيدا وطرابلس وبيروت ودمشق وحلب وحمص والرملة وطبرية وعكا، واتصل بعدد من الأمراء الحمدانيين ومن قادتهم على البلاد ونال أعطياتهم، كما اتصل ببعض ولاة الإخشيديين على دمشق، وبالحاكم بأمر الله الفاطمي، وأمضى زمناً طيباً كثير العطايا والسرور وهو يجالس أبا الجيش حامد بن مُلهم والي دمشق وينادمه في مجالسه بعد أن انقطع إليه مدة من الزمن.
عاش الصوري نحو ثمانين عاماً، مما ساعده على الإكثار من الشعر، وارتفاع منزلته وشهرته بين الناس، وله ديوان كبير مخطوط إلا أنه لم ينشر بعد، وفيه كل الأغراض الشعرية من مدح وفخر وغزل وهجاء وغير ذلك، وربما طغى المدح على غيره من أغراض شعره، ومن مدحه قوله في أبي الجيش:
أبا الجيش حسب الشعر ما أنت صانع
فقد عجزت عن وصف ذاك القصائد
أما انصلحت للمال منك طوية
فتصلحَه حتى متى أنت حاقد
سبقت بني الدنيا فما هبّ قائم
سواك إلى جودٍ ولا قام قاعد
كما برز في شعره غرض الغزل الذي عبّر فيه عن عواطفه ومشاعره، وأكثر من الحديث عن العيون والجفون، من ذلك قوله:
أتُرى بثأرٍ أم بدَيْنِ
علِقتْ محاسنُها بعيني
في لحظها وقوامِها
ما في المهند والرديني
وبوجهها ماء الشبا
ب خليط نار الوجنتين
وكذلك برز عنده الرثاء وشيء من الهجاء، فمن رثائه قوله :
قالوا ألم تحضر علياً بعدما
دفنوه قلت هناك بئس المحضرُ
لا أستطيع أرى المعالي بينكم
محمولةً وأرى المكارم تُقبرُ
ومن هجائه:
حديثه كالحدث
يرفث كل الرفث
يود من يسمعه
لو أنه في جدث
وقد وصفه الثعالبي بقوله: «أحد الفضلاء، المجيدين الأدباء، وشعره بديع الألفاظ، حسن المعاني، رائق الكلام، مليح النظام، من محاسن أهل الشام».
ويتميز شعره بالنفس الطويل، والعناية بالألفاظ والمعاني، والرقة، وهو من شعراء القرن الرابع الهجري المتميزين.
علي أبو زيد