رواندا
Rwanda - Rwanda
رواندا
رواندا Rwanda، دولة في شرقي إفريقيا الوسطى، يحدها من الشمال أوغندا ومن الشرق تنزانيا ومن الجنوب بوروندي[ر]، ومن الغرب الكونغو الديمقراطية (زائير سابقاً). مساحتها 26.338ألف كم2، والمسافة بين أقصى شرقي البلاد وغربيها 233كم، وبين شماليها وجنوبيها 177كم، وهي دولة داخلية عديمة الاتصال بالبحر أو المحيط. تمتاز المظاهر الجغرافية بالتنوع الكبير حيث الأودية النهرية المتعرجة، إلى جانب السهول التي تغطيها المروج والحشائش، والبحيرات ذات المناظر الجميلة، والهضاب والجبال ذات الفوهات البركانية، وبعض هذه البراكين نشيطة تثور بين الحين والآخر، وينطلق منها بعض الغازات السامة، وتترك آثاراً بيئية مختلفة، وتتسبب في موت الكثير من الكائنات الحية، ولكنها من جهة أخرى تشكل مظاهر طبيعية رائعة، وتعد محمية متنزه فولكانو الوطني فوق جبل فيرونجا Virunga، من المحميات الطبيعية المميزة التي يعيش فيها عدد كبير من الحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض، كالغوريلا وغيره من الحيوانات.
الجغرافية الطبيعية
تغطي الجبال المرتفعة والأراضي الوعرة معظم أرجاء رواندا، وتسود في الأجزاء الشمالية الغربية المرتفعات البركانية الشاهقة، وأهمها جبال فيرونجا التي يصل ارتفاعها إلى 4510م فوق مستوى سطح البحر، وتمثل بحيرة كيفو Kivu ونهر روسيزي Rusiziجزءاً مهماً من الحدود الغربية للبلاد ويشكلان جزءاً هاماً من الأخدود الإفريقي العظيم، ويصل ارتفاع الجبال المحيطة ببحيرة كيفو إلى 2700م، بينما يغطي نهر اكانيارو Akanyaru أجزاء من حدود رواندا الجنوبية، وتغطي الأجزاء الشرقية من البلاد سلسلة من الهضاب المرتفعة التي يراوح ارتفاعها بين 1500ـ2100م فوق مستوى سطح البحر، ويزداد انحدار هذه الهضاب بالاتجاه نحو الشرق، وتصبح حوافها الشرقية شديدة الانحدار، بينما تنتشر المستنقعات في المناطق المنخفضة من هذه الهضاب، يساير نهر الكاغيرا Kagera جزءاً من الحدود الشرقية للبلاد.
ومع أن رواندا تقع إلى الجنوب قليلاً من خط الاستواء، فإنها تمتاز بمناخ معتدل مائل إلى البرودة قليلاً،وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى تنوع التضاريس، وارتفاع الجبال والهضاب، ويراوح وسطي درجة الحرارة في البلاد بين 17 ـ 32 ْم، حيث تنخفض درجات الحرارة مع الارتفاع عن سطح البحر، بينما يكون معدل الأمطار بعكس ذلك، إذ تزيد كمية الأمطار مع الارتفاع، ويراوح المعدل السنوي للأمطار بين 750مم و 1500مم/سنة.
الجغرافية الاقتصادية
رواندا ذات اقتصاد بدائي يسيطر عليه الرأسمال الأجنبي، وهو اقتصاد زراعي بشكل رئيسي، إذ تسهم الزراعة بأكثر من 40% من إجمالي الدخل الوطني، و يعمل90%من السكان تقريباً بالزراعة، وأهم المحاصيل الزراعية المنيهوت، السرغوم، الموز، الذرة، البطاطا، الفاصولياء، إضافة إلى الشاي والبن الذي يعد أهم المحاصيل في رواندا، ويزرع البن كغيره من المزروعات، في الارتفاعات المناسبة لكل منها، فعلى ارتفاع أقل من 1400م يزرع البن سريع الذوبان، وفي الارتفاعات الأعلى وحتى 1800م يزرع البن العربي.
كما يتم الاهتمام بالثروة الحيوانية، إذ تربى الأبقار والأغنام والماعز. ومن الثروات الباطنية حجر القصدير (الكاسترايت) والتنغستن والبريليوم. وقطاع الصناعة في رواندا لا يزال ضعيفا،ً ويتمثل في وجود منشآت ومعامل صغيرة لتكرير السكر وصناعة الإسمنت والأحذية والدهانات وغيرها.وأهم الصادرات من رواندا البن والشاي، والقصدير والتنغستن.
تعاني رواندا من ضعف شبكة المواصلات ومعظم الطرق غير معبدة، ويبلغ طولها نحو 8500كم، ويوجد مطار دولي في العاصمة كيغالي. وأهم الدول التي تتاجر معها رواندا هي بلجيكا وتنزانيا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان.
تعاني رواندا من عدة مشكلات هامة تعيق التنمية الاقتصادية فيها، ومن هذه المشكلات ارتفاع كثافة السكان وانتشار مرض الإيدز بينهم والبعد عن البحر مما يعيق قدرتها على استيراد وتصدير منتجاتها، مما يزيد في التكاليف المادية، كما أنها تعاني من اتباع طرائق غير سليمة في الزراعة، وزراعة المنحدرات بعد القضاء على الغابات، مما يؤدي إلى انجراف التربة وتعرية الأرض، وتناقص مساحة الأراضي الصالحة للزراعة.
الجغرافية البشرية
بلغ عدد سكان رواندا نحو 9 ملايين نسمة عام 1998، وتقدر الكثافة السكانية بنحو 346 نسمة/كم2، 92% من السكان يعيشون في المناطق الريفية، و8% في المدن والمراكز الحضرية، ومن الناحية الإدارية فإن رواندا تنقسم إلى عشر ولايات، والعمران فيها مبعثر، وكذلك المزارع.
يعود نحو 90% من سكان رواندا في أصولهم السلالية إلى قبائل الهوتو، ويطلق عليهم أيضاً الباهوتو Bahutu، ومعظهم من الفلاحين وقليل منهم من الرعاة، وهم يتحدثون بإحدى لغات البانتو، كانوا سابقاً، وخلال مئات السنين، يعيشون تحت سيطرة قبائل التوتسي طوال القامة، التي تسمى أحياناً الواتوسي Watusi، وهم أقلية لا تتجاوز نسبتهم 5% من السكان، وفي عام 1959م ثارت قبائل الهوتو على هذا الوضع ونشبت حرب دموية مدمرة، أدت إلى مقتل نحو 150 ألف شخص من الجانبين، وكذلك مقتل الملك موامي موتارا الثالث، وهروب نحو 150 ألف من قبائل التوتسي إلى الدول المجاورة، ولاسيما بوروندي حيث تسيطر قبائل التوتسي على الحكم هناك، وبنتيجة ذلك استطاعت قبائل الهوتو السيطرة على الحكم، وعلى مقدرات البلاد الاقتصادية، ومازالت البلاد تشهد حركات عنف مدمرة بين الطرفين في بعض الأحيان. ويشكل أقزام توا Twa أقل من 1% من إجمالي سكان رواندا، كما يعيش فيها بعض الأوربيين، وهم يعملون في زراعة الشاي أو في قطاع التعدين، إضافة إلى البعثات التبشيرية المسيحية.
أهم المدن، مدينة كيغالي Kigali، عاصمة رواندا وأكبر مدنها، وقد نمت بوصفها مركزاً تجارياً للقوافل في مطلع القرن العشرين، وبعد استقلال رواندا عام 1962م، تحولت كيغالي من مدينة صغيرة إلى مدينة كبيرة مكتظة بالسكان، ويبلغ عدد سكانها نحو 160 ألف نسمة، تقع في وسط الإقليم على سهل ارتفاعه نحو 1500 متر فوق سطح البحر، وهي سوق رئيسة مركزية يقصدها التجار من مناطق عديدة لبيع بضائعهم وشراء أخرى.
أنشئ في مركز المدينة الكثير من الفنادق الحديثة والمنشآت الحكومية ومباني السفارات وغيرها. وفي المدة الأخيرة نزح إلى كيغالي الكثير من سكان المدن والقرى في رواندا بحثاً عن لقمة العيش، ولكنهم مع ذلك عانوا من شظف العيش والسكن في الأحياء الفقيرة. ومستوى المعيشة بشكل عام متدنٍ، ونصيب الفرد من الدخل الوطني 250 دولار فقط (عام 1985م). ومن المدن الأخرى مدينة بوتاري Butare، و فيها جامعة رواندا الوحيدة، وهي جامعة رواندا الوطنية، والتعليم في رواندا بشكل عام مجاني، وإلزامي بين سن السابعة والرابعة عشر، وتقدر نسبة الأمية بين البالغين بنحو 50%.
اللغات الرسمية في رواندا هي الكينيا رواندا وهي من لغات البانتو ويتحدث بها معظم السكان، إضافة إلى الفرنسية، معظم سكان رواندا يدينون بالمسيحية ويتبعون الكنيسة الكاثوليكية، ويوجد نحو 15% من المسلمين، كما أنه يوجد في رواندا بعض المعتقدات الدينية التقليدية المحلية.
لمحة تاريخية
سكنت قبائل الهوتو والأقزام ما يعرف الآن برواندا منذ مئات السنين، وقبل 600سنة تقريباً تعرضت هذه البلاد إلى اعتداء خارجي من قبل قبائل التوتسي القادمة من الشمال، وقد اشتهرت هذه القبائل بقدراتها القتالية العالية، وعجزت قبائل الهوتو المحلية عن الانتصار عليها أو صد هجماتها، فقبلت قبائل الهوتو الهزيمة ووافقت على أن تكون في خدمة قبائل التوتسي المنتصرة، مقابل حمايتهم وتمكينهم من العيش، ووفقاً لذلك استمرت قبائل التوتسي في السيطرة على مقدرات البلاد حتى عام 1959م، كما ذكر سابقاً.
في نهاية القرن التاسع عشر وبالتحديد عام 1897م، سيطرت ألمانيا على الإقليم الذي كان يضم ً رواندا وبوروندي، وعقب الحرب العالمية الأولى فقدت ألمانيا مستعمراتها في القارة الأفريقية، وأصبح هذا الإقليم تحت وصاية عصبة الأمم، وكلفت بلجيكا بإدارته اعتباراً من عام 1923م، وأصبح تحت الانتداب البلجيكي، و بعد الاضطرابات التي حدثت في البلاد، وفي عام 1961م، صوت السكان لصالح النظام الجمهوري، وأصبحت في 1/ 7/ 1962م دولة مستقلة تشكل النصف الشمالي من الإقليم الذي كان يسمى رواندا ـ أورندي، بينما تشكل دولة بوروندي الحالية النصف الجنوبي من هذا الإقليم.
وجرى في نفس العام انتخاب غريغويري كيباندا أول رئيس لجمهورية رواندا، ينتخب لمدة خمس سنوات، ثم أُعيد انتخابه مرتين، وفي عام 1973م، قاد الجنرال ج. هابياريمانا انقلاباً عسكرياً، وتم اعتقال الرئيس كيباندا، وأصبح هابياريمانا نفسه رئيساً للدولة، وتم انتخابه ثلاث مرات على التوالي في الأعوام 1978 و1983 و1988، وفي عـام 1978م جرى اعتماد دستور جديد للبلاد، وكذلك انتخاب المجلس الوطني للتنمية (البرلمان)، وهو مجلس مكون من سبعين عضواً ينتخب لمدة خمس سنوات أيضاً. كما يوجد في رواندا حزب سياسي يسمى الحركة الوطنية الثورية من أجل التنمية، تأسس عام 1975م، وهو يدعو إلى تطبيق الديموقراطية الملائمة للبلاد، كما توجد بعض المنظمات الوطنية، مثل المنظمة النسائية الرواندية واتحاد الطلاب وغيرهما.
محمد سليمان
Rwanda - Rwanda
رواندا
رواندا Rwanda، دولة في شرقي إفريقيا الوسطى، يحدها من الشمال أوغندا ومن الشرق تنزانيا ومن الجنوب بوروندي[ر]، ومن الغرب الكونغو الديمقراطية (زائير سابقاً). مساحتها 26.338ألف كم2، والمسافة بين أقصى شرقي البلاد وغربيها 233كم، وبين شماليها وجنوبيها 177كم، وهي دولة داخلية عديمة الاتصال بالبحر أو المحيط. تمتاز المظاهر الجغرافية بالتنوع الكبير حيث الأودية النهرية المتعرجة، إلى جانب السهول التي تغطيها المروج والحشائش، والبحيرات ذات المناظر الجميلة، والهضاب والجبال ذات الفوهات البركانية، وبعض هذه البراكين نشيطة تثور بين الحين والآخر، وينطلق منها بعض الغازات السامة، وتترك آثاراً بيئية مختلفة، وتتسبب في موت الكثير من الكائنات الحية، ولكنها من جهة أخرى تشكل مظاهر طبيعية رائعة، وتعد محمية متنزه فولكانو الوطني فوق جبل فيرونجا Virunga، من المحميات الطبيعية المميزة التي يعيش فيها عدد كبير من الحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض، كالغوريلا وغيره من الحيوانات.
الجغرافية الطبيعية
تغطي الجبال المرتفعة والأراضي الوعرة معظم أرجاء رواندا، وتسود في الأجزاء الشمالية الغربية المرتفعات البركانية الشاهقة، وأهمها جبال فيرونجا التي يصل ارتفاعها إلى 4510م فوق مستوى سطح البحر، وتمثل بحيرة كيفو Kivu ونهر روسيزي Rusiziجزءاً مهماً من الحدود الغربية للبلاد ويشكلان جزءاً هاماً من الأخدود الإفريقي العظيم، ويصل ارتفاع الجبال المحيطة ببحيرة كيفو إلى 2700م، بينما يغطي نهر اكانيارو Akanyaru أجزاء من حدود رواندا الجنوبية، وتغطي الأجزاء الشرقية من البلاد سلسلة من الهضاب المرتفعة التي يراوح ارتفاعها بين 1500ـ2100م فوق مستوى سطح البحر، ويزداد انحدار هذه الهضاب بالاتجاه نحو الشرق، وتصبح حوافها الشرقية شديدة الانحدار، بينما تنتشر المستنقعات في المناطق المنخفضة من هذه الهضاب، يساير نهر الكاغيرا Kagera جزءاً من الحدود الشرقية للبلاد.
الجغرافية الاقتصادية
رواندا ذات اقتصاد بدائي يسيطر عليه الرأسمال الأجنبي، وهو اقتصاد زراعي بشكل رئيسي، إذ تسهم الزراعة بأكثر من 40% من إجمالي الدخل الوطني، و يعمل90%من السكان تقريباً بالزراعة، وأهم المحاصيل الزراعية المنيهوت، السرغوم، الموز، الذرة، البطاطا، الفاصولياء، إضافة إلى الشاي والبن الذي يعد أهم المحاصيل في رواندا، ويزرع البن كغيره من المزروعات، في الارتفاعات المناسبة لكل منها، فعلى ارتفاع أقل من 1400م يزرع البن سريع الذوبان، وفي الارتفاعات الأعلى وحتى 1800م يزرع البن العربي.
كما يتم الاهتمام بالثروة الحيوانية، إذ تربى الأبقار والأغنام والماعز. ومن الثروات الباطنية حجر القصدير (الكاسترايت) والتنغستن والبريليوم. وقطاع الصناعة في رواندا لا يزال ضعيفا،ً ويتمثل في وجود منشآت ومعامل صغيرة لتكرير السكر وصناعة الإسمنت والأحذية والدهانات وغيرها.وأهم الصادرات من رواندا البن والشاي، والقصدير والتنغستن.
تعاني رواندا من ضعف شبكة المواصلات ومعظم الطرق غير معبدة، ويبلغ طولها نحو 8500كم، ويوجد مطار دولي في العاصمة كيغالي. وأهم الدول التي تتاجر معها رواندا هي بلجيكا وتنزانيا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان.
تعاني رواندا من عدة مشكلات هامة تعيق التنمية الاقتصادية فيها، ومن هذه المشكلات ارتفاع كثافة السكان وانتشار مرض الإيدز بينهم والبعد عن البحر مما يعيق قدرتها على استيراد وتصدير منتجاتها، مما يزيد في التكاليف المادية، كما أنها تعاني من اتباع طرائق غير سليمة في الزراعة، وزراعة المنحدرات بعد القضاء على الغابات، مما يؤدي إلى انجراف التربة وتعرية الأرض، وتناقص مساحة الأراضي الصالحة للزراعة.
الجغرافية البشرية
بلغ عدد سكان رواندا نحو 9 ملايين نسمة عام 1998، وتقدر الكثافة السكانية بنحو 346 نسمة/كم2، 92% من السكان يعيشون في المناطق الريفية، و8% في المدن والمراكز الحضرية، ومن الناحية الإدارية فإن رواندا تنقسم إلى عشر ولايات، والعمران فيها مبعثر، وكذلك المزارع.
يعود نحو 90% من سكان رواندا في أصولهم السلالية إلى قبائل الهوتو، ويطلق عليهم أيضاً الباهوتو Bahutu، ومعظهم من الفلاحين وقليل منهم من الرعاة، وهم يتحدثون بإحدى لغات البانتو، كانوا سابقاً، وخلال مئات السنين، يعيشون تحت سيطرة قبائل التوتسي طوال القامة، التي تسمى أحياناً الواتوسي Watusi، وهم أقلية لا تتجاوز نسبتهم 5% من السكان، وفي عام 1959م ثارت قبائل الهوتو على هذا الوضع ونشبت حرب دموية مدمرة، أدت إلى مقتل نحو 150 ألف شخص من الجانبين، وكذلك مقتل الملك موامي موتارا الثالث، وهروب نحو 150 ألف من قبائل التوتسي إلى الدول المجاورة، ولاسيما بوروندي حيث تسيطر قبائل التوتسي على الحكم هناك، وبنتيجة ذلك استطاعت قبائل الهوتو السيطرة على الحكم، وعلى مقدرات البلاد الاقتصادية، ومازالت البلاد تشهد حركات عنف مدمرة بين الطرفين في بعض الأحيان. ويشكل أقزام توا Twa أقل من 1% من إجمالي سكان رواندا، كما يعيش فيها بعض الأوربيين، وهم يعملون في زراعة الشاي أو في قطاع التعدين، إضافة إلى البعثات التبشيرية المسيحية.
بحيرة كيفو |
أنشئ في مركز المدينة الكثير من الفنادق الحديثة والمنشآت الحكومية ومباني السفارات وغيرها. وفي المدة الأخيرة نزح إلى كيغالي الكثير من سكان المدن والقرى في رواندا بحثاً عن لقمة العيش، ولكنهم مع ذلك عانوا من شظف العيش والسكن في الأحياء الفقيرة. ومستوى المعيشة بشكل عام متدنٍ، ونصيب الفرد من الدخل الوطني 250 دولار فقط (عام 1985م). ومن المدن الأخرى مدينة بوتاري Butare، و فيها جامعة رواندا الوحيدة، وهي جامعة رواندا الوطنية، والتعليم في رواندا بشكل عام مجاني، وإلزامي بين سن السابعة والرابعة عشر، وتقدر نسبة الأمية بين البالغين بنحو 50%.
اللغات الرسمية في رواندا هي الكينيا رواندا وهي من لغات البانتو ويتحدث بها معظم السكان، إضافة إلى الفرنسية، معظم سكان رواندا يدينون بالمسيحية ويتبعون الكنيسة الكاثوليكية، ويوجد نحو 15% من المسلمين، كما أنه يوجد في رواندا بعض المعتقدات الدينية التقليدية المحلية.
لمحة تاريخية
سكنت قبائل الهوتو والأقزام ما يعرف الآن برواندا منذ مئات السنين، وقبل 600سنة تقريباً تعرضت هذه البلاد إلى اعتداء خارجي من قبل قبائل التوتسي القادمة من الشمال، وقد اشتهرت هذه القبائل بقدراتها القتالية العالية، وعجزت قبائل الهوتو المحلية عن الانتصار عليها أو صد هجماتها، فقبلت قبائل الهوتو الهزيمة ووافقت على أن تكون في خدمة قبائل التوتسي المنتصرة، مقابل حمايتهم وتمكينهم من العيش، ووفقاً لذلك استمرت قبائل التوتسي في السيطرة على مقدرات البلاد حتى عام 1959م، كما ذكر سابقاً.
رواندا: سوق شعبية |
وجرى في نفس العام انتخاب غريغويري كيباندا أول رئيس لجمهورية رواندا، ينتخب لمدة خمس سنوات، ثم أُعيد انتخابه مرتين، وفي عام 1973م، قاد الجنرال ج. هابياريمانا انقلاباً عسكرياً، وتم اعتقال الرئيس كيباندا، وأصبح هابياريمانا نفسه رئيساً للدولة، وتم انتخابه ثلاث مرات على التوالي في الأعوام 1978 و1983 و1988، وفي عـام 1978م جرى اعتماد دستور جديد للبلاد، وكذلك انتخاب المجلس الوطني للتنمية (البرلمان)، وهو مجلس مكون من سبعين عضواً ينتخب لمدة خمس سنوات أيضاً. كما يوجد في رواندا حزب سياسي يسمى الحركة الوطنية الثورية من أجل التنمية، تأسس عام 1975م، وهو يدعو إلى تطبيق الديموقراطية الملائمة للبلاد، كما توجد بعض المنظمات الوطنية، مثل المنظمة النسائية الرواندية واتحاد الطلاب وغيرهما.
محمد سليمان