ريكرت (هاينرش)
Rickert (Heinrich-) - Rickert (Heinrich-)
ريكرت (هاينرش ـ)
(1863 ـ 1936)
هنري هاينرش ريكرت Heinrich Rickert، فيلسوف مثالي ألماني، أسهم مع معاصره الألماني فندلباند Windelband في تأسيس مدرسة فرايبورغ للكَنْتية المحدثة. ولد بدانزغ، وتعلم بستراسبوغ، وعلّم بفرايبورغ وهايدلبرغ.
من أهم كتبه: «حول موضوع المعرفة» (1892)؛ «تشكيل حدود مفهوم العلم الطبيعي» (1896)؛ «المشكلات الأساسية لمناهج البحث ومبحث الوجود ومبحث الإنسان في الفلسفة» (1934).
منهجه
حول ريكرت منحى الكنتية الجديدة نحو المثالية اللاعقلانية التي أصبحت من أكثر أشكال الفلسفة البرجوازية تأثيراً، ورأى أن مهمة الفلسفة الأساسية هي دراسة مناهج المعرفة في مختلف العلوم. بيد أنه اهتم كثيراً في العلوم التاريخية والمباحث الفلسفية. وذهب ريكرت إلى أن منهجية العلم تنحصر أولاً في التجريد المعمم في العلوم الطبيعية، وثانياً التجريد المفرد في العلوم التاريخية. ويسمح المنهج الأول بصياغة نسق من المفاهيم والقوانين الكلية؛ في حين يتيح المنهج الثاني إقامة علاقات بين أحداث وظواهر معينة وبين قيم أخلاقية، هي الجواهر المثالية على النمط الأفلاطوني التي يختارها المرء محض إرادته.
وقد أكد ريكرت ضرورة تصنيف العلوم حسب نواحي دراستها، وبما أن مادة أي علم تمثل نتاجاً يشكل قدرات الوعي، فلابد أن يكون الأساس الأولي لتصنيف العلوم تصنيفاً للقدرات المنطقية، أو تصنيفاً لطرق ومنهجية البحث.
فلسفته
تتسم فلسفته بأنها نقدية تاريخية، فالتاريخ هو العلم الذي يجمع بين الواقع والقيم، ومنهجه تخصيصي يعكس منهج العلوم الطبيعية التعميمي، ولذلك فهو أقدر على تفسير ما تتّصف به المجتمعات والتاريخ من صفات تعددية دينامية وعقلية، فهو منهج لا يزيف التاريخ ويصنع منه ظاهرة كلية، بل يدرس العلاقات التي تربط الظاهرة التاريخية بالبيئة، فإذا ما عولجت قضايا التاريخ كالظواهر الطبيعية من حيث العمومية، تصبح الظواهر التاريخية طبيعية.
والمنهج التاريخي منهج انتقائي، تعمل فيه أحكام القيمة من البداية، كما يعكس المنهج التعميمي الذي يحرر موضوعاته من علاقاتها بالقيم. ومع أن التاريخ هو علم القيمة فإن المؤرخ الذي يعتسف النتائج يتردّى حتماً في الدعاية، ولكي يكون التاريخ موضوعياً لابد لقيمه من أن تكون عامة أساسها إبستيمولوجي، وعلاقاتها بالظواهر الاجتماعية علاقات تجريبية. ولأنه يكتب للمثقفين، فلابد أن تكون مادته النشاط الاجتماعي، ولابد أن يكون معيار المؤرخ هو الثقافة، لأن القيم والنشاط الاجتماعي لا يجتمعان إلا في الثقافة، فهدف الثقافة تحقيق القيم العامة، ومن ثم يسمي ريكرت العلوم التاريخية بالعلم الثقافي بالموازنة إلى تسمية دلتاي لها بالعلم الروحي أو العقلي.
وقد رفض ريكرت فكرة كَنْت عن الذات (الواقع الموضوعي)، فهو ينسب الوجود إلى الوعي البشري بوصفه حالة وعي عامة متماثلة لدى الناس كافة. إنه مفهوم الوعي اللاشخصي الذي يمثل حالة مادية مطلقة للوعي الاجتماعي، لأنه يعد من حيث المضمون مستقلاً عن كل فرد. ويعتقد ريكرت بأن كل واقع خارج عن حدود الوعي، يمثل مادة للإيمان، ويمثل انعكاساً موضوعياً للواقع. أما نتيجة عمل الوعي المبدع فيشكل الواقع الذي يُدرك بجملة شعورية غير مترابطة.
ويربط ريكرت في أواخر أيامه تعاليمه الدينية مع الفلسفة محاولة منه لوضع منهج علم جديد للكائنات، يفهم مغزى الحياة وقيمتها، بهذا كان لآرائه الأخلاقية تأثير كبير على علم الاجتماع المعاصر.
عيسى بشارة
Rickert (Heinrich-) - Rickert (Heinrich-)
ريكرت (هاينرش ـ)
(1863 ـ 1936)
هنري هاينرش ريكرت Heinrich Rickert، فيلسوف مثالي ألماني، أسهم مع معاصره الألماني فندلباند Windelband في تأسيس مدرسة فرايبورغ للكَنْتية المحدثة. ولد بدانزغ، وتعلم بستراسبوغ، وعلّم بفرايبورغ وهايدلبرغ.
من أهم كتبه: «حول موضوع المعرفة» (1892)؛ «تشكيل حدود مفهوم العلم الطبيعي» (1896)؛ «المشكلات الأساسية لمناهج البحث ومبحث الوجود ومبحث الإنسان في الفلسفة» (1934).
منهجه
حول ريكرت منحى الكنتية الجديدة نحو المثالية اللاعقلانية التي أصبحت من أكثر أشكال الفلسفة البرجوازية تأثيراً، ورأى أن مهمة الفلسفة الأساسية هي دراسة مناهج المعرفة في مختلف العلوم. بيد أنه اهتم كثيراً في العلوم التاريخية والمباحث الفلسفية. وذهب ريكرت إلى أن منهجية العلم تنحصر أولاً في التجريد المعمم في العلوم الطبيعية، وثانياً التجريد المفرد في العلوم التاريخية. ويسمح المنهج الأول بصياغة نسق من المفاهيم والقوانين الكلية؛ في حين يتيح المنهج الثاني إقامة علاقات بين أحداث وظواهر معينة وبين قيم أخلاقية، هي الجواهر المثالية على النمط الأفلاطوني التي يختارها المرء محض إرادته.
وقد أكد ريكرت ضرورة تصنيف العلوم حسب نواحي دراستها، وبما أن مادة أي علم تمثل نتاجاً يشكل قدرات الوعي، فلابد أن يكون الأساس الأولي لتصنيف العلوم تصنيفاً للقدرات المنطقية، أو تصنيفاً لطرق ومنهجية البحث.
فلسفته
تتسم فلسفته بأنها نقدية تاريخية، فالتاريخ هو العلم الذي يجمع بين الواقع والقيم، ومنهجه تخصيصي يعكس منهج العلوم الطبيعية التعميمي، ولذلك فهو أقدر على تفسير ما تتّصف به المجتمعات والتاريخ من صفات تعددية دينامية وعقلية، فهو منهج لا يزيف التاريخ ويصنع منه ظاهرة كلية، بل يدرس العلاقات التي تربط الظاهرة التاريخية بالبيئة، فإذا ما عولجت قضايا التاريخ كالظواهر الطبيعية من حيث العمومية، تصبح الظواهر التاريخية طبيعية.
والمنهج التاريخي منهج انتقائي، تعمل فيه أحكام القيمة من البداية، كما يعكس المنهج التعميمي الذي يحرر موضوعاته من علاقاتها بالقيم. ومع أن التاريخ هو علم القيمة فإن المؤرخ الذي يعتسف النتائج يتردّى حتماً في الدعاية، ولكي يكون التاريخ موضوعياً لابد لقيمه من أن تكون عامة أساسها إبستيمولوجي، وعلاقاتها بالظواهر الاجتماعية علاقات تجريبية. ولأنه يكتب للمثقفين، فلابد أن تكون مادته النشاط الاجتماعي، ولابد أن يكون معيار المؤرخ هو الثقافة، لأن القيم والنشاط الاجتماعي لا يجتمعان إلا في الثقافة، فهدف الثقافة تحقيق القيم العامة، ومن ثم يسمي ريكرت العلوم التاريخية بالعلم الثقافي بالموازنة إلى تسمية دلتاي لها بالعلم الروحي أو العقلي.
وقد رفض ريكرت فكرة كَنْت عن الذات (الواقع الموضوعي)، فهو ينسب الوجود إلى الوعي البشري بوصفه حالة وعي عامة متماثلة لدى الناس كافة. إنه مفهوم الوعي اللاشخصي الذي يمثل حالة مادية مطلقة للوعي الاجتماعي، لأنه يعد من حيث المضمون مستقلاً عن كل فرد. ويعتقد ريكرت بأن كل واقع خارج عن حدود الوعي، يمثل مادة للإيمان، ويمثل انعكاساً موضوعياً للواقع. أما نتيجة عمل الوعي المبدع فيشكل الواقع الذي يُدرك بجملة شعورية غير مترابطة.
ويربط ريكرت في أواخر أيامه تعاليمه الدينية مع الفلسفة محاولة منه لوضع منهج علم جديد للكائنات، يفهم مغزى الحياة وقيمتها، بهذا كان لآرائه الأخلاقية تأثير كبير على علم الاجتماع المعاصر.
عيسى بشارة