نقد النظرية البورجوازية في الصحافة ٢_a .. كتاب دراسات نظرية في علم الصحافة
والذين سحقوا بوحشية كل فكرة تقدمية ، فرضوا نظرية المسؤولية الاجتماعية في الصحافة بعد ان فسروا بالطبع هذه المسؤولية كمسؤولية أمام الهتلرية والفاشية . ان عدم تحديد مفهوم ( المسؤولية الاجتماعية ) يعطي امكانية ان تفسر هذه المسؤولية بطرق متعددة ومتناقضة ، وان يوضع فيها بالتالي اي مضمون .
عقد في ايطاليا الفاشية في ذات العام ١٩٤٢ الذي تشكلت فيه لجنة حرية الصحافة التي وجدت على اساس تقاريرها نظرية المسؤولية الاجتماعية للصحافة ، عقد اللقاء الصحفي الهتلري - الغاشي ، الذي سمي المؤتمر الاول لاتحاد الروابط الصحفية الوطنية : وفي هذا اللقاء استخدم على نطاق واسع وبأكثر الاشكال تنوعا تعبير ( المسؤولية الاجتماعية للصحافة )، ولقد تحدث بوضوح غوبلز ، وزير الدعاية الهتلرية ، في التحية التي ارسلها الى المؤتمر عن ( الصحافة الواعية لمسؤوليتها في الدول ذات النظام الجديد ) .(۱۱) وجاء في مداخلة ممثل الصحافة اليابانية - الفاشية في هذا المؤتمر : ( .... فوق الحرية توجد الآن المسؤولية، وهذا أمر قطعي يقوم بدور القائد الموجه في عمل الصحافة.) (۱۲) أكد البيان الصادر عن هذا المؤتمر ان الصحافة رسالة يعمل فيها فقط اولئك الصحفيون الذين يأخذون على عاتقهم مسؤولية غير محدودة ازاء الضمير الوطني وحكم التاريخ (۱۳) وفي ذات الوقت كتبت الصحيفة المركزية للحزب الهتلري ، فيولكيشريبر باختر ، ان النظام الجديد الاشتراكي الوطني للصحافة قد اقيم ليس على اساس المفاهيم المستهلكة لحرية الصحافة ، بل على اساس المفاهيم الحديثة عن المسؤولية الاجتماعية (١٤)
النتيجة واضحة ، وهي انه ليس ثمة اي اساس لادعاء الامريكيين سواء بأصالة أو بحق اختراع مقولة ( المسؤولية الاجتماعية للصحافة ) طالما انه في ذات الوقت الذي اوجدت فيه هذه المقولة في الولايات المتحدة الامريكية كان منظرو الصحافة الهتارية الفاشية المعادية للانسانية يفرضونها ويستخدمونها على نطاق واسع. وانها لقضية اخرى وجود خلاف في التفاصيل وفي التغليف الذي يغطي الهدف الأساسي ذاته وهو وضع الصحافة في خدمة الرأسمال الاحتكاري الكبير الذي يظهر في اشكال خارجية متعددة مثل الفاشية الايطالية والهتلرية الالمانية والامبريالية الأمريكية الخ .
أكد البروفيسور زاسورسكي ، في معرض تحليله النقدي لنظرية المسؤولية الاجتماعية ، ان هذه النظرية تعترف بغياب الحرية الحقيقية للصحافة في العالم البورجوازي . ي أن رقابة الحكومة على الصحافة التي تحدث عنها تقرير لجنة حرية الصحافة سوف يكون من شأنها فقط ان تزيد من سلطة الشريحة العليا الحاكمة من الاحتكارات والشركات على الصحافة وعلى وسائل الاعلام الجماهيري الاخرى . ان المسؤولية الاجتماعية للصحافة في ظروف الولايات المتحدة الأمريكية تعني في الواقع المسؤولية امام المجتمع البورجوازي وامام الدولة الامبريالية وامام الحكومة التي يسيطر عليها كبار الاحتكارات والشركات . ان مقولة المسؤولية الاجتماعية للصحافة أحد الاشكال الخاصة النظرية الرأسمالية الشعبية ... إن ما يظهر من تتبع الصحافة البورجوازية وأمام من هي مسؤولة ، ليس نظرية المسؤولية الاجتماعية للصحافة ، بل ذلك الاعتراف الصادق لوليم هاميلتون ، الذي يعمل في صحيفة ( وول ستريت جورنال ) ، والذي كتب : ... ان الصحيفة مؤسسة خاصة ولا يربطها اي شيء بالمجتمع وليس للمجتمع اي صوت مسموع فيها.. وبسبب ذلك ليس المصالح المجتمع اي تأثير على الصحيفة . ان الصحيفة هي قبل كل شيء ملك لصاحبها الذي يبيع السلعة الجاهزة على مسؤوليته الخاصة ، وهو الذي يتحمل المخاطرة (١٥) . هذه. الحقيقة الكبرى للصحافة البورجوازية بعد ان تنزع منها الاسلحة الكثيرة التي زودها بها المنظرون . أما فيما يتعلق بالنظرية الاشتراكية في الصحافة فقد عرفتها المؤلفون الأمريكيون الثلاثة في كتابهم بشكل مشوه .
ان نظرية المسؤولية الاجتماعية للصحافة لا يمكن ايضا ان ترضي منظري الصحافة البورجوازية ، وحتى انها لم ترض ايا من مؤسسيها في الولايات المتحدة الأمريكية ، تيودور بيترسون الذي وضع مع ج . و. جونسون وويليام ب ريفرز ، في كتاب ( وسائل الاعلام الجماهيري والمجتمع المعاصر) نظرية جديدة تسمى « النظرية الموضوعية». لقد رأى واضعو هذه النظرية ان الخلاف الرئيسي لنظريتهم النظريات البورجوازية الاخرى هو ان هذه النظرية ليس لها طابع قياسي ، اي انها تعالج الموضوعات خارج اطار الذات ، وانها تعالج هذه الموضوعات بدون أي تحيز .
قدم البروفيسور زاسورسكي تحليلا علميا لهذه النظرية ، ووصفها بانها تعبر عن سعي المنظرين البورجوازيين للتهرب من الطبيعة الطبقية والاجتماعية للصحافة ، ولتركيز الانتباه على دراسة آلية تأثير الصحافة. ان المؤلفين الامريكيين الثلاثة وهم يدرسون الصحافة والاذاعة والتلفزة كأدوات للدعاية في المجتمع المعاصر يحاولون الابتعاد عن مضمون الدعاية والتوجه الى دراسة ما يسمونه ، جانبها الأدواتي ، وتحليل الدعاية ( من وجهة نظر متحررة نسبيا من الايديولوجية ومن تأثير الثقافة ) . لقد درسوا الصحافة كوسيلة للتكامل الاجتماعي ، كمنظومة للرسالة الانسانية ، وكجهاز للرقابة الاجتماعية ، معتمدين على علماء الاجتماع البورجوازيين المعاصرين . أكد مؤلفو هذا الكتاب ان الاهمية الاولى ليست للجانب الكتابي ( المضمون ) في مهنة الصحافة ، بل هي، والى حد كبير ، ايجاد علاقة للتأثير المتبادل بين الصحافة وبين مستهلكيها ( أي القراء ) ، ولم يعالجوا الصحافة كوسيلة لمعرفة العالم وقوانين المجتمع . ان مثل هذه المواقف الوضعية الجديدة والبراغماتية ( الذرائعية) تعكس ازمة الايديولوجية البورجوازية وعجزها عن ايجاد فلسفة منسجمة للحياة الاجتماعية .
والذين سحقوا بوحشية كل فكرة تقدمية ، فرضوا نظرية المسؤولية الاجتماعية في الصحافة بعد ان فسروا بالطبع هذه المسؤولية كمسؤولية أمام الهتلرية والفاشية . ان عدم تحديد مفهوم ( المسؤولية الاجتماعية ) يعطي امكانية ان تفسر هذه المسؤولية بطرق متعددة ومتناقضة ، وان يوضع فيها بالتالي اي مضمون .
عقد في ايطاليا الفاشية في ذات العام ١٩٤٢ الذي تشكلت فيه لجنة حرية الصحافة التي وجدت على اساس تقاريرها نظرية المسؤولية الاجتماعية للصحافة ، عقد اللقاء الصحفي الهتلري - الغاشي ، الذي سمي المؤتمر الاول لاتحاد الروابط الصحفية الوطنية : وفي هذا اللقاء استخدم على نطاق واسع وبأكثر الاشكال تنوعا تعبير ( المسؤولية الاجتماعية للصحافة )، ولقد تحدث بوضوح غوبلز ، وزير الدعاية الهتلرية ، في التحية التي ارسلها الى المؤتمر عن ( الصحافة الواعية لمسؤوليتها في الدول ذات النظام الجديد ) .(۱۱) وجاء في مداخلة ممثل الصحافة اليابانية - الفاشية في هذا المؤتمر : ( .... فوق الحرية توجد الآن المسؤولية، وهذا أمر قطعي يقوم بدور القائد الموجه في عمل الصحافة.) (۱۲) أكد البيان الصادر عن هذا المؤتمر ان الصحافة رسالة يعمل فيها فقط اولئك الصحفيون الذين يأخذون على عاتقهم مسؤولية غير محدودة ازاء الضمير الوطني وحكم التاريخ (۱۳) وفي ذات الوقت كتبت الصحيفة المركزية للحزب الهتلري ، فيولكيشريبر باختر ، ان النظام الجديد الاشتراكي الوطني للصحافة قد اقيم ليس على اساس المفاهيم المستهلكة لحرية الصحافة ، بل على اساس المفاهيم الحديثة عن المسؤولية الاجتماعية (١٤)
النتيجة واضحة ، وهي انه ليس ثمة اي اساس لادعاء الامريكيين سواء بأصالة أو بحق اختراع مقولة ( المسؤولية الاجتماعية للصحافة ) طالما انه في ذات الوقت الذي اوجدت فيه هذه المقولة في الولايات المتحدة الامريكية كان منظرو الصحافة الهتارية الفاشية المعادية للانسانية يفرضونها ويستخدمونها على نطاق واسع. وانها لقضية اخرى وجود خلاف في التفاصيل وفي التغليف الذي يغطي الهدف الأساسي ذاته وهو وضع الصحافة في خدمة الرأسمال الاحتكاري الكبير الذي يظهر في اشكال خارجية متعددة مثل الفاشية الايطالية والهتلرية الالمانية والامبريالية الأمريكية الخ .
أكد البروفيسور زاسورسكي ، في معرض تحليله النقدي لنظرية المسؤولية الاجتماعية ، ان هذه النظرية تعترف بغياب الحرية الحقيقية للصحافة في العالم البورجوازي . ي أن رقابة الحكومة على الصحافة التي تحدث عنها تقرير لجنة حرية الصحافة سوف يكون من شأنها فقط ان تزيد من سلطة الشريحة العليا الحاكمة من الاحتكارات والشركات على الصحافة وعلى وسائل الاعلام الجماهيري الاخرى . ان المسؤولية الاجتماعية للصحافة في ظروف الولايات المتحدة الأمريكية تعني في الواقع المسؤولية امام المجتمع البورجوازي وامام الدولة الامبريالية وامام الحكومة التي يسيطر عليها كبار الاحتكارات والشركات . ان مقولة المسؤولية الاجتماعية للصحافة أحد الاشكال الخاصة النظرية الرأسمالية الشعبية ... إن ما يظهر من تتبع الصحافة البورجوازية وأمام من هي مسؤولة ، ليس نظرية المسؤولية الاجتماعية للصحافة ، بل ذلك الاعتراف الصادق لوليم هاميلتون ، الذي يعمل في صحيفة ( وول ستريت جورنال ) ، والذي كتب : ... ان الصحيفة مؤسسة خاصة ولا يربطها اي شيء بالمجتمع وليس للمجتمع اي صوت مسموع فيها.. وبسبب ذلك ليس المصالح المجتمع اي تأثير على الصحيفة . ان الصحيفة هي قبل كل شيء ملك لصاحبها الذي يبيع السلعة الجاهزة على مسؤوليته الخاصة ، وهو الذي يتحمل المخاطرة (١٥) . هذه. الحقيقة الكبرى للصحافة البورجوازية بعد ان تنزع منها الاسلحة الكثيرة التي زودها بها المنظرون . أما فيما يتعلق بالنظرية الاشتراكية في الصحافة فقد عرفتها المؤلفون الأمريكيون الثلاثة في كتابهم بشكل مشوه .
ان نظرية المسؤولية الاجتماعية للصحافة لا يمكن ايضا ان ترضي منظري الصحافة البورجوازية ، وحتى انها لم ترض ايا من مؤسسيها في الولايات المتحدة الأمريكية ، تيودور بيترسون الذي وضع مع ج . و. جونسون وويليام ب ريفرز ، في كتاب ( وسائل الاعلام الجماهيري والمجتمع المعاصر) نظرية جديدة تسمى « النظرية الموضوعية». لقد رأى واضعو هذه النظرية ان الخلاف الرئيسي لنظريتهم النظريات البورجوازية الاخرى هو ان هذه النظرية ليس لها طابع قياسي ، اي انها تعالج الموضوعات خارج اطار الذات ، وانها تعالج هذه الموضوعات بدون أي تحيز .
قدم البروفيسور زاسورسكي تحليلا علميا لهذه النظرية ، ووصفها بانها تعبر عن سعي المنظرين البورجوازيين للتهرب من الطبيعة الطبقية والاجتماعية للصحافة ، ولتركيز الانتباه على دراسة آلية تأثير الصحافة. ان المؤلفين الامريكيين الثلاثة وهم يدرسون الصحافة والاذاعة والتلفزة كأدوات للدعاية في المجتمع المعاصر يحاولون الابتعاد عن مضمون الدعاية والتوجه الى دراسة ما يسمونه ، جانبها الأدواتي ، وتحليل الدعاية ( من وجهة نظر متحررة نسبيا من الايديولوجية ومن تأثير الثقافة ) . لقد درسوا الصحافة كوسيلة للتكامل الاجتماعي ، كمنظومة للرسالة الانسانية ، وكجهاز للرقابة الاجتماعية ، معتمدين على علماء الاجتماع البورجوازيين المعاصرين . أكد مؤلفو هذا الكتاب ان الاهمية الاولى ليست للجانب الكتابي ( المضمون ) في مهنة الصحافة ، بل هي، والى حد كبير ، ايجاد علاقة للتأثير المتبادل بين الصحافة وبين مستهلكيها ( أي القراء ) ، ولم يعالجوا الصحافة كوسيلة لمعرفة العالم وقوانين المجتمع . ان مثل هذه المواقف الوضعية الجديدة والبراغماتية ( الذرائعية) تعكس ازمة الايديولوجية البورجوازية وعجزها عن ايجاد فلسفة منسجمة للحياة الاجتماعية .
تعليق