روسيا (تاريخيا) Russia - Russie

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • روسيا (تاريخيا) Russia - Russie

    روسيا (تاريخيا)

    Russia - Russie

    التاريخ

    روسيا Russia دولة أوربية آسيوية، نشأت في القرن التاسع الميلادي. وبعد انتصار الثورة البلشفية في تشرين الأول (أكتوبر) سنة 1917، أصبح تاريخ روسيا جزءاً من تاريخ الاتحاد السوڤييتي[ر] إلى سقوطه عام 1991 وتفككه إلى 15 دولة ومنها جمهورية روسيا الاتحادية.
    البدايات الأولى لروسيا: بدأ السلاف الشرقيون يستوطنون الغابات والسهول جنوب بحر البلطيق منذ القرن السابع، وفي أوائل القرن التاسع بدأت جماعات من الفايكنغ الشماليين ( قبائل الفارانج Varangians) من شبه الجزيرة الاسكندنافية تزحف إلى أراضي السلاف بقصد التجارة وحماية طرق تجارتها، واندمجت في الطبقات العليا من المجتمع السلافي، ويعتقد أن كلمة «روس» Ros أطلقت على هذه الجماعات أصلاً، ثم عممت بعد ذلك على شعب روسيا.
    بوريس غودونوف قيصراً
    يعد عام 862م البداية التقليدية لتاريخ روسيا، حين قامت إمارة حملت اسم «روس» في كييف على نهر الدنيبر وحمل أميرها لقب الأمير الكبير Grand Prince، وبرزت إلى جانبها مدن أخرى يحكمها أمراء أهمها نوفغورود Novgorod وفلاديمير Vladimir وغيرهما. ويعد زعيم الفايكنغ الأسطوري روريك Rurik الذي اتخذ من نوفغورود حاضرة له عام 862م بطلب من أهلها؛ مؤسس السلالة التي حكمت روسيا نحو سبعة قرون، ونقل ابنه أوليغ Oleg العاصمة إلى كييف Kiev، وفي عهد حفيده فلاديمير الأول دخلت المسيحية بلاد روس وانتشرت وفق المذهب الأرثوذكسي.
    ومع أن كييف كانت مركز الثقل السياسي للروس فقد تمكنت كل من إمارات نوفغورود وروستوف Rostov وتشيرنيغوف Chernigov من الاستقلال عن سلطة الأمير الكبير. و في أواسط القرن الحادي عشر صارت كييف نفسها مسرحا لمعارك طاحنة في سبيل العرش، وأصابها دمار كبير على يد أمير روستوف و انتهى أمرها بوصفها عاصمة.
    بعد سقوط كييف أصبح من الصعب الدفاع عن مناطق روسيا الجنوبية، ولم تعد الحياة آمنة ففرت أعداد كبيرة من السكان، اتجه قسم منهم نحو الغرب أو الشمال الغربي وخضعوا لسلطة الدولة البولندية-الليتوانية. غير أنهم حافظوا على هويتهم الروسية ليؤلفوا بعد بضعة قرون من ذلك التاريخ قوميتين متمايزتين هما الأوكرانيون والروس البيض أو (البيلوروس). في حين توجه القسم الأكبر من مواطني روس كييف نحو الشمال الشرقي واندمجوا تدريجياً ببعض القبائل الفنلندية الشمالية (الفارانج) ليشكلوا فيما بعد القومية الروسية الكبرى.
    برزت بعد سقوط كييف إمارة روستوف سوزدالRostov-Sozdal التي بسط أميرها يوري دولغوروكي Yuri Dolgoruky (حكم1120ـ1157) نفوذه على نوفغورود وكييف وحمل ابنه لقب الأمير الكبير، واتخذ من مدينة فلاديمير حاضرة له.
    وفي عام 1237 بدأت قبائل المغول بزعامة أولاد جنكيز خان غزو الأراضي الروسية، فاكتسحت معظم المدن الروسية وخربتها باستثناء نوفغورود. ثم توسعت غرباً في أراضي أوربا الشرقية. واستوطنت السهوب الواقعة شمال بحر الخزر (قزوين)، واتخذت مدينة سراي Saraï عاصمة لها، وصارت تعرف باسم التتر أو التتار.
    استمرت سيطرة التتار على معظم الأراضي الروسية نحو قرنين. وظل الأمير الكبير في فلاديمير يدير شؤون روسيا بتفويض من خانات التتار. وظل مقبولا من بقية الأمراء و الناطق باسمهم لدى الخان حتى أوائل القرن الرابع عشر.
    إمارة موسكو: لا يُعرف إلا القليل عن إمارة موسكو حتى عام 1304، حين دخل أمير موسكو يوري Yuri في صراع للسيطرة على مدينة فلاديمير. وفي عام 1328 ضمن ابنه إيفان الأول Ivan I دعم خان التتار في حقه بتلك المدينة وحمل لقب الأمير الكبير. ومنذ ذلك التاريخ صارت موسكو عاصمة إقليمية لأراضي روسيا وتتبع لها بقية الإمارات إسمياً. واشتد إيفان في جمع الضرائب والإتاوات من جميع الإمارات ليرضي الخان، وحصل في المقابل على دعم التتار في حربه مع ليتوانيا وفي صراعه مع الإمارات الروسية الأخرى التي وقفت في وجهه، و دخلت موسكو في حلف مع الكنيسة فانتقل مقر الكنيسة الأرثوذكسية الروسية إلى موسكو عام 1325. وظلت موسكو تنهج سياسة توسعية شرقاً وغرباً وجنوباً على حساب بقية الإمارات الروسية وعلى حساب التتار بعد أن بدأ نفوذهم يتقلص وتتجزأ دولتهم.
    إيفان الرهيب [ر]: تولى إيفان الرابع (1533ـ1584) الإمارة بعد وفاة والده، وكان في الثالثة من عمره، وتسلم المتنفذون من الأسرة الحاكمة والحاشية زمام الأمور في زمن الوصاية، فكثرت المؤامرات والاغتيالات وأسهم الأمير نفسه في تغذيتها حتى صبغت عهده كله، وغلب عليه لقب «إيفان الرهيب أو المرعب». وفي عام 1547 توج نفسه قيصراً، تشبها بقياصرة الرومان، ووجه عنايته إلى توسيع حدوده الشرقية، فاستولى على خانات قازان Kazan وأستراخان Astrakhan، وضم أراضي سيبيريا الغربية. غير أن تتار القرم استباحوا موسكو سنة 1571 ونهبوها. كذلك خاض إيفان حروباً خاسرة في الغرب مع الفرسان الليفونيين Livonian ومع بولندا ـ ليتوانيا والسويد، و أخفق في الوصول إلى البحر الأسود. وكان إيفان يعتقد أنه يحكم بمشيئة الرب ولا حدود لسلطته.
    وخلفه على العرش ابنه فيودور الأول (1584ـ1598) Feodor I وسط عداء الأسر النبيلة والإقطاعية. غير أنه انتصر عليهم بدعم مستشار أبيه بوريس غودونوف Boris Godunov. وقد أمسك بوريس بزمام الأمور بيد من حديد وتابع استعمار سيبيريا وأنهى العداء مع السويد، واسترد كثيراً من الأراضي التي فقدها إيفان.
    انقرضت بوفاة فيودور سلالة روريك وتلا ذلك مرحلة اضطرابات دامت 15سنة. وانتخب بوريس غودونوف قيصراً، فسار على النهج التقليدي المتشدد لسابقيه، واشتد في تحصيل الضرائب، وأدت سياسته إلى تفشي الفقر والاضطهاد بين الفلاحين، فعمد النشطاء منهم إلى الهرب واللجوء إلى الغابات في الشمال والسهوب في الجنوب. وتكونت منهم مجتمعات زراعية محاربة، عرفت باسم «القوزاق»، توسعت بالقرب من الأنهار الكبيرة على أطراف الدولة الروسية. وكان وجود هذه الجماعات وتمرد الناس في المناطق النائية، ونقمة الإقطاعيين لفقدهم امتيازاتهم وخلو أراضيهم من الفلاحين، والمجاعة التي عمت البلاد عام 1601،مصدراً للاضطرابات التي عانتها روسيا طوال القرنين 16و17م.
    روسيا في ظل آل رومانوف: في عام 1613 انتخب ميخائيل رومانوف Michael Romanov البالغ من العمر 16 سنة قيصراً على روسيا (1613ـ1645). وكان ضعيفاً قليل الخبرة، فاتسع نفوذ النبلاء والإقطاعيين، و توالى على العرش حتى عام 1682 ثلاثة قياصرة ضعاف من آل رومانوف تاركين شؤون الحكم لخلصائهم. وتم في هذه الحقبة إنهاء الحرب مع السويد (1617) و الاتفاق مع بولندا و الدولة العثمانية على اقتسام أوكرانيا. ووصلت حدود روسيا الغربية إلى الضفة الشرقية لنهر الدنيبر ومن ضمنها كييف. وفي الوقت نفسه توصل عدد من المغامرين الروس إلى استعمار مساحات شاسعة من مناطق آسيا والوصول إلى المحيط الهادئ. وعقدت معاهدة نيرتشينسك (1689) Nerchinsk مع الصين، ونصت على أن يكون نهر آمور الحدود الجنوبية لروسيا.
    تطور نظام القنانة: لم يضع عهد الاضطرابات حدا للمشكلات الاجتماعية التي تفاقمت، فازدادت هجرة الفلاحين وتركهم أراضيهم. ولما كان العبيد معفين من الضرائب، فقد عمد كثير منهم إلى بيع أنفسهم عبيداً لأصحاب الأملاك. وأصدر القيصر مرسوماً في عام 1649 فرض نظام القنانة الذي يمنع الفلاحين وذراريهم من مغادرة مكان عيشهم، و بولغ في تطبيق هذا القانون حتى شمل سكان المدن والبلدات التي كادت تخلو من سكانها.
    بطرس الأول[ر]: كان عهد بطرس الأول الأكبر (1682ـ1725) Peter the Greatنقطة فاصلة في تاريخ روسيا، إذ بدأت تتحول من بلاد متخلفة إلى بلد ذي توجهات أوربية. وتبدلت حياة الروس وعاداتهم تبدلًا جذرياً. فكان بطرس أول عاهل روسي يزور الغرب (1697)، و أدخل اللباس الغربي، وحرر المرأة، وبدل التقويم، ووضع الكنيسة تحت الإشراف الإداري المدني، وحدَ من امتيازات النبلاء والاقطاعيين، وجلب المهنيين الغربيين، وأدخل بناء السفن، وشجع الصناعة والتجارة، ونقل العاصمة إلى سان بطرسبرغ St.Petersburg على بحر البلطيق، واضطر بسبب سياسته التوسعية إلى خوض حروب مستمرة كلفته كثيراً، ولكي يحصل على الرجال والمال لهذه الحرب أعاد النظر في النظم المالية والإدارية والاجتماعية. وقد حقق أول أسطول لروسيا في البحر الأسود هزيمة منكرة للعثمانيين (1696)، وألحق بحر آزوف Azov بالممتلكات الروسية. و على الرغم من الهزائم التي مني بها بطرس في حربه مع السويد، فقد تمكن في عام 1729 من تحقيق نصر عليها رفع روسيا إلى مصاف الدول الأوربية الكبرى، وحفزه لاتخاذ لقب امبراطور. كما انتصر على فارس( إيران) وضم باكو Baku ودربند Derbent على بحر الخزر (قزوين).
    بعد وفاة بطرس الأكبر وحتى عام 1762 دخلت روسيا من جديد في دوامة الفوضى والانقلابات، وانتقل زمام الأمور إلى أيدي الحاشية والمقربين وتوالى على العرش أباطرة ضعاف كان آخرهم بطرس الثالث، الذي لم يكن على وفاق مع الحاشية، وخاصة الحرس الامبراطوري، الذي انحاز إلى جانب زوجته الألمانية كاثرين Catherine فاستقلت بالحكم وأعلنت نفسها امبراطورة باسم كاثرين الثانية الكبرى.
    كاثرين الثانية (1762ـ1796): كانت كاثرين حاكمة مستبدة متنورة، شجعت النزعة الثقافية والأدبية في بطرسبورغ، وزادت في امتيازات النبلاء والملاك وأصحاب رأس المال، وتشددت في إجراءات القنانة وتقييد تنقلات السكان. أما أهم سمات عهدها فسياستها الخارجية التوسعية العدوانية، فقد أخضعت بولندا العدو التقليدي لروسيا، وفرضت على عرشها واحداً من الموالين لها، ثم وضعتها في سنة 1768 تحت الحماية الروسية، وفي نهاية القرن الثامن عشر كانت بولندا وبيلوروسيا وقسم كبير من ليتوانيا قد قسمت بين روسيا وبروسيا والنمسا وحصلت روسيا على ثلثي الغنيمة. أما نزاعها مع الدولة العثمانية فمنح روسيا المناطق المتاخمة للبحر الأسود بما فيها شبه جزيرة القرم.
    روسيا في القرن التاسع عشر:
    دخول نابليون موسكو في أيلول عام 1812م
    1ـ ألكسندر الأول وحروب نابليون: خلف كاثرين على العرش ابنها بول الأول Paul I، لكنه اغتيل عام 1801. واعتلى العرش بعده ابنه ألكسندر الأول (1801ـ1825) Alexander I . حاول ألكسندر في بداية عهده إدخال إصلاحات كثيرة، غير أن الحروب النابوليونية بدلت اتجاهه وأقنعته باتباع سياسة رجعية أشد، وتذبذبت سياسته مع فرنسا بين المسالمة والتحالف والمواجهة. وفي عام 1812 اكتسح نابليون الأراضي الروسية وتراجع أمامه الجيش الروسي تراجعاً منظماً، ودخل نابليون موسكو في أيلول من ذلك العام، بعد أن أخلاها الروس وأحرقوها. ومع حلول الشتاء عانى الجيش الفرنسي صعوبات كبيرة في التموين، فاضطر إلى الانسحاب وانتقل الروس إلى الهجوم الحاسم وألحقوا بنابليون هزيمة ساحقة. ومن ثم أصبح الجيش الروسي نواة القوات المتحالفة التي حررت أوربا ودخلت باريس (1814) وأجبرت نابليون على النزول عن العرش. ولدوره المهم في هذا التحالف غدا ألكسندر الأول الشخصية القيادية الرئيسية في مؤتمر ڤيينا، وغدت روسيا من القوى الرئيسية في أوربا.
    ثورة الديكابريين (الديسمبريين) Dekabristi=Decembrist : رافق النجاحات التي حققتها روسيا على المسرح الدولي مشكلات اجتماعية خانقة على الصعيد الداخلي. وعقب وفاة ألكسندر حدثت مؤامرة لقلب نظام الحكم في كانون الأول/ ديسمبر، قامت بها جماعة صغيرة من الضباط الذين حاربوا في أوربا وتأثروا بأفكارها، عرفت باسم الديكابريين، وقضي عليها بلا هوادة. وحكم نيقولاي الأول (1825-1855) Nicholas I ابن ألكسندر البلاد بقبضة من حديد بمعاونة الشرطة السرية، وقضى على ثورة بولندا بقسوة متناهية، وألغى وضعها دولة وضمها إلى روسيا.
    غير أن الهزيمة المنكرة التي لقيتها روسيا في حرب القرم (1855ـ1856)، أبرزت ضعف التنظيم العسكري والاجتماعي والسياسي الروسي. وقرر ألكسندر الثاني (1855ـ1881) إصلاح روسيا بدءاً من القمة، فألغى القنانة (1861) وحرر الفلاحين، وأدخل إصلاحات كثيرة على الجيش والنظام القضائي والتعليم والإدارة المحلية. و لم تطبق تلك القوانين بحرفيتها ففقدت مصداقيتها. وفي عام 1881 اغتيل ألكسندر الثاني، غير أن روسيا بلغت في عهده أقصى اتساع لها، فاحتلت القفقاس (1829) وضمت كامل سيبيريا، واستولت على بخارى (1860) وتركمنستان ومناطق شاسعة من أواسط آسيا (1881).
    نهاية آل رومانوف وثورة أكتوبر: نهج ألكسندر الثالث (1881ـ1894) الذي خلف أباه على العرش، سياسة متشددة واستند إلى الشرطة السرية في تدعيم حكومته، وتابع ابنه نيقولاي الثاني (1894ـ1917) السير على النهج نفسه، في الوقت الذي تفاقمت النقمة الشعبية واشتدت الدعوة إلى الإصلاح، كما اشتد ساعد الحركات الثورية بزعامة المثقفين (الإنتلجنسيا Intelligentsia) الذين انضووا تحت تنظيمات سرية تبنت أفكاراً متطرفة راوحت بين الفوضوية والماركسية الثورية والديموقراطية الدستورية. ومع بدايات القرن العشرين كانت التنظيمات السرية قد تبلورت وتنوعت برامجها السياسية.
    ـ ثورة 1905: أظهرت الحرب مع اليابان التي نشبت عام 1904 ذلك التعارض القائم بين طبقة الحكام والنبلاء وبقية فئات الشعب. ونظم أحد آباء الكنيسة مسيرة لتقديم التماس للقيصر من أجل المظلومين، لكن المسيرة قمعت بعنف وانتهت بمجزرة دموية عرفت باسم «الأحد الدموي». فعمت إضرابات العمال البلاد وترافقت مع حركات تمرد الفلاحين وانضم إليها المنادون بالتحرر والمثقفون وانتهت في تشرين الأول 1905 إلى شلل تام في عموم روسيا، وأقيمت في بطرسبورغ حكومة ثورية ومجلس (سوڤييت) لممثلي العمال. و أصدر نيقولاي الثاني بيان أكتوبر التاريخي الذي نص على وضع دستور يضمن الحريات المدنية وتشكيل مجلس نواب منتخب هو «الدوما» Duma ومنحه حق الڤيتو على أي قانون لا يصادق عليه.
    لم يطبق أي بند من بنود البيان، ولوحق أعضاء السوڤييت وأعيد فرض النظام بالقوة، وعين القيصر وزراء متشددين سيطروا على مجالس الدوما المنتخبة، وشدد في قبضة الشرطة السرية. ونجم عن التطورات التي جرت عشية الحرب العالمية الأولى فوضى اجتماعية عارمة في روسيا وضعت حداً لحكومة القيصر.
    ـ الحرب العالمية الأولى: أدى انضمام روسيا للحلف الثلاثي إلى تورطها في الحرب العالمية الأولى مع أنها لم تكن مستعدة لها. ونجم عن خضوع نيقولاي الثاني لنزوات زوجته ألكسندرا وتصرفات صفيها الراهب المتهتك راسبوتين[ر] نفور جميع فئات المجتمع التي تؤيده. وأدت الانتكاسات العسكرية المتوالية، والانهيار الاقتصادي الخانق، والبيروقراطية وتمسك القيصر بمبادئ الحكم المستبد إلى انهيار الروح المعنوية ونقمة شعبية عارمة. وفي آذار 1917 انطلقت شرارة التمرد في بطرسبورغ وانتشرت حتى شملت المدينة كلها، وسقطت بيد الثوار، ونزل نيقولاي عن العرش، وتألفت حكومة مؤقتة في أول الأمر اختارها مجلس الدوما، وبعد ثورة ثانية قادها لينين في تشرين الثاني (بحسب التوقيت القديم) تسلمت زمام الحكم حكومة البلاشفة.
    محمد وليد الجلاد
يعمل...
X