نقد النظرية البورجوازية في الصحافة :
تشكل النظرية العامة للصحافة الاشتراكية رؤية شاملة وعميقة ومتكاملة ومنسجمة للمبادىء والوظائف والمهام الاساسية للصحافة والاذاعة والتلفزة كوسائل اعلام جبارة لأوسع واقوى تأثير جماهيري . وتقوم هذه الرؤية ( العقيدة ) على اسس طبقية – حزبية ، وفي هذا يكمن مصدر قوتها وانتصاره .
ان النظرية البورجوازية في الصحافة لا تملك ولا يمكن ان تملك مثل هذه العقيدة الصحيحة والعميقة والمتكاملة والمنسجمة ، ولا يعود السبب في ذلك الى عدم ث الى عدم الفهم النظري لمشاكل الصحافة ، أو لعدم وجود المعاهد العلمية المناسبة والمطبوعات العلمية الضرورية .. بل على العكس ذلك ، اذ يوجد في الدول الرأسمالية المتطورة كثير من المعاهد العلمية التي تعالج القضايا الصحفية ، كما تجرى في هذه الدول دراسات وابحاث واحصائيات كثيرة ، وتصدر فيها مجلدات كثيرة حول نظرية من الصحافة (١) .
يكمن ضعف وزيف النظرية البورجوازية في الصحافة في الجذور العميقة للفهم البورجوازي للحياة وفي الايديولوجية البورجوازية وكذلك في الفلسفة البورجوازية . ومهما وجدت خلافات بين المؤلفين البورجوازيين المختلفين فان احدا يمكنه الانفصال عن تفكيره البورجوازي ، وهذا هو الذي يحدد سلفا المضمون الاساسي . وهم جميعاً لم بالنتيجة ، يمدحون النظام البورجوازي كفردوس مثالي للحرية والرخاء ، كما انهم يقدمون وبألوان قرمزية وجه الصحافة والاذاعة والتلفزة البورجوازي والرجعي والمعادي للديموقراطية والانسانية، كوسائل صحفية للتأثير الجماهيري . ان الملاحظات الانتقادية المتفرقة للممارسة الصحفية البورجوازية لا تغير اطلاقا من جوهر النظريات البورجوازية في مجال الصحافة . والطاقة لنظرياتهم ان عجز المنظرين الصحفيين البورجوازيين عن ان يروا أن التناقض الرئيسي والمحدد في . عصرنا هو التناقض القائم بين الاشتراكية والبورجوازية كنظامين اجتماعيين - اقتصاديين من المحتم ان يؤدي الى عدم امكانية ایجاد نظرية عامة في الصحافة صحيحة وصادقة ومنطقية .
يبحث المنظرون البورجوازيون في مجال الصحافة عن سند ودعم في المذاهب الفلسفية البورجوازية المختلفة التي تقودهم دائما ولا يمكن الا ان تقودهم ، الى نتائج اساسية خاطئة ، والى تحليلات واستنتاجات غير صحيحة والى ايجاد نظريات بورجوازية متعلقة بكافة المشاكل الصحفية . ونظرا لرؤيتهم البورجوازية ، ونظرا لأنهم يضعون اساسا الملاحظاتهم الصحافة والاذاعة والتلفزة الرأسمالية ، فان المنظرين البورجوازيين لا يمكن ان يصلوا الى ( أو ان يكتشفوا )
القوانين الحقيقية للصحافة ، تلك القوانين التي يمكن ان تفهم بشكل وان تكتشف وان توضح فقط من مواقع المادية الديالكتيكية و من مواقع الصراع الطبقي الحاد الذي يشهده عصرنا .
ان التناقض الرئيسي بين الاشتراكية والرأسمالية يترك اثره القوي على مجالات الحياة كافة . ولا يمكن الاستثناء من التأثير المحدد لهذا التناقض لا الحياة الاقتصادية ولا السياسية ولا الفكرية لاي بلد كان وينفذ الصراع الطبقي الذي يشهده عصرنا الى مجالات الحياة كافة ، ومن لا يفهم هذه الحقيقة ولا يقف في مواقع طبقية حزبية واضحة فانه لن يكون بامكانه ان يوجد نظرية صحيحة في الصحافة ، وذلك طالما ان اية نظرية في الصحافة تتعلق بالصحافة المطبوعة وبالاذاعة والتلفزة التي احد سلاح في الصراع الايديولوجي الهائل من اجل وعي ومشاعر وامزجة الجماهير الشعبية الواسعة .
ان النظريات البورجوازية حول المجتمع الصناعي وما بعد الصناعي، وحول ( التقارب ) واللاإيديولوجيا وغيرها من النظريات البورجوازية الايديولوجية ، هي رجعية ، ومن حيث نظرية المعرفة هي سطحية وذلك لانها تقتصر على الوصف الخارجي للتطورات .
ان هذه النظريات لا تأخذ الاعتبار الخلاف الاقتصادي . الاجتماعي العميق بين الاشتراكية والرأسمالية وعمل قوانين اجتماعية مختلفة تمام الاختلاف : وعندما يعتمد المنظرون البورجوازيون في الصحافة على هذه النظريات فان آراءهم لا يمكن ان تختلف كثيرا عن آراء مبرري الرأسمالية كافة .
بعد ان استعرض البروفسور السوفييتي يا . ن . ز اسوريسكي بشكل انتقادي النظريات البورجوازية في دراسته ( الاتجاهات الاساسية . في تطور النظريات البورجوازية المعاصرة في الصحافة ) ، توصل هذا البروفيسور الى هذه النتيجة ذات الاساس الوطيد والتي تؤكد ان النقص الرئيسي والعام للنظريات البورجوازية في الصحافة كافة يمكن ان يحدد في تجاهل أو في اهمال الطابع الطبقي للصحافة ، وفي عدم . مقدرتها على معالجة الصحافة كوسيلة لمعرفة العالم وتغييره (۲). وهذا ما يفسر حقيقة ان السمة الرئيسية للعلم البورجوازي في مرحلة الازمة العامة للرأسمالية هي رفض معالجة القضايا النظرية العامة للصحافة ، وتركيزه على الدراسة : التفصيلية للمشاكل الصحفية الخاصة أو العملية (۳). ان دراسة المشاكل الخاصة والعملية في الصحافة هي ، بالطبع ، ضرورية، ولكن لا يمكن لأية اكوام من الكتب المتعلقة بهذا الموضوع ان تحل محل ، او ان تستبعد . المشاكل الاساسية والمحددة للمضمون الطبقي للوسائل الصحفية للتأثير الجماهيري ولمبادئها و لوظائفها الاساسية .
يستحق الاهتمام من بين كتب المؤلفين البورجوازيين التي تعالج . المشاكل الاساسية للنظرية العامة في الصحافة ، كتاب المؤلفين الامريكيين فرید سیبرد و تو دور بیترسون و ویلبر شرام ( اربع نظريات في الصحافة). (٤) ولقد تعرض زاسوريسكي لهذا الكتاب بشيء من التفصيل في مؤلفه الذي ذكرناه سابقا .
يحدد المؤلفون الامريكيون الثلاثة في مقدمة الكتاب الاساس الذي " ينطلقون منه لتقييم الأهمية الاجتماعية للصحافة على النحو التالي : تأخذ الصحافة دائما شكل ولون النظام الاجتماعي - السياسي الذي تعمل ضمنه والصحافة تعكس قبل كل شيء ذلك النظام من الرقابة الشعبية الذي بواسطته يتحقق تنظيم العلاقات بين الافراد والمؤسسات الاجتماعية . اننا نعتقد فهم هذه الجوانب في المجتمع يشكل أساس كل فهم منهجي للصحافة . (٥)
يؤخذ انطباع من النظرة الاولى ان سيبرت وبيترسون وشرام يطمحون إلى ان يكونوا موضوعيين لانهم يعترفون بالارتباط. الصحافة والاذاعة والتلفزة وبين النظام الاجتماعي ، ولكن هذا الكتاب مثال نموذجي ليس للموضوعية بل للموضوعية البورجوازية وللتفسير المشوه للارتباط القانوني ( الطبيعي ) بين الصحافة والاذاعة والتلفزة من جهة ، وبين الطابع الطبقي للمجتمع والمصالح الطبقية والصراع الطبقي من جهة أخرى . ان عجز المؤلفين عن رؤية الطابع الطبقي للصحافة ، كما يؤكد زاسوريسكي رغم انهم عالجوا في الكتاب النواحي الاجتماعية للصحافة، ان هذا العجز قد دفعهم الى تحويل الحوار الى خطة اخلاقية ، والى ربط تطور الصحافة فقط بتطور النظريات والمفاهيم الفلسفية ، والى تجاهل اعتماد تطور الصحافة على تطور علاقات الانتاج وقوى الانتاج والصراع الطبقي (٦)
يعالج سيبرت وبيترسون وشرام النظريات الاربع التالية ( النظرية
تشكل النظرية العامة للصحافة الاشتراكية رؤية شاملة وعميقة ومتكاملة ومنسجمة للمبادىء والوظائف والمهام الاساسية للصحافة والاذاعة والتلفزة كوسائل اعلام جبارة لأوسع واقوى تأثير جماهيري . وتقوم هذه الرؤية ( العقيدة ) على اسس طبقية – حزبية ، وفي هذا يكمن مصدر قوتها وانتصاره .
ان النظرية البورجوازية في الصحافة لا تملك ولا يمكن ان تملك مثل هذه العقيدة الصحيحة والعميقة والمتكاملة والمنسجمة ، ولا يعود السبب في ذلك الى عدم ث الى عدم الفهم النظري لمشاكل الصحافة ، أو لعدم وجود المعاهد العلمية المناسبة والمطبوعات العلمية الضرورية .. بل على العكس ذلك ، اذ يوجد في الدول الرأسمالية المتطورة كثير من المعاهد العلمية التي تعالج القضايا الصحفية ، كما تجرى في هذه الدول دراسات وابحاث واحصائيات كثيرة ، وتصدر فيها مجلدات كثيرة حول نظرية من الصحافة (١) .
يكمن ضعف وزيف النظرية البورجوازية في الصحافة في الجذور العميقة للفهم البورجوازي للحياة وفي الايديولوجية البورجوازية وكذلك في الفلسفة البورجوازية . ومهما وجدت خلافات بين المؤلفين البورجوازيين المختلفين فان احدا يمكنه الانفصال عن تفكيره البورجوازي ، وهذا هو الذي يحدد سلفا المضمون الاساسي . وهم جميعاً لم بالنتيجة ، يمدحون النظام البورجوازي كفردوس مثالي للحرية والرخاء ، كما انهم يقدمون وبألوان قرمزية وجه الصحافة والاذاعة والتلفزة البورجوازي والرجعي والمعادي للديموقراطية والانسانية، كوسائل صحفية للتأثير الجماهيري . ان الملاحظات الانتقادية المتفرقة للممارسة الصحفية البورجوازية لا تغير اطلاقا من جوهر النظريات البورجوازية في مجال الصحافة . والطاقة لنظرياتهم ان عجز المنظرين الصحفيين البورجوازيين عن ان يروا أن التناقض الرئيسي والمحدد في . عصرنا هو التناقض القائم بين الاشتراكية والبورجوازية كنظامين اجتماعيين - اقتصاديين من المحتم ان يؤدي الى عدم امكانية ایجاد نظرية عامة في الصحافة صحيحة وصادقة ومنطقية .
يبحث المنظرون البورجوازيون في مجال الصحافة عن سند ودعم في المذاهب الفلسفية البورجوازية المختلفة التي تقودهم دائما ولا يمكن الا ان تقودهم ، الى نتائج اساسية خاطئة ، والى تحليلات واستنتاجات غير صحيحة والى ايجاد نظريات بورجوازية متعلقة بكافة المشاكل الصحفية . ونظرا لرؤيتهم البورجوازية ، ونظرا لأنهم يضعون اساسا الملاحظاتهم الصحافة والاذاعة والتلفزة الرأسمالية ، فان المنظرين البورجوازيين لا يمكن ان يصلوا الى ( أو ان يكتشفوا )
القوانين الحقيقية للصحافة ، تلك القوانين التي يمكن ان تفهم بشكل وان تكتشف وان توضح فقط من مواقع المادية الديالكتيكية و من مواقع الصراع الطبقي الحاد الذي يشهده عصرنا .
ان التناقض الرئيسي بين الاشتراكية والرأسمالية يترك اثره القوي على مجالات الحياة كافة . ولا يمكن الاستثناء من التأثير المحدد لهذا التناقض لا الحياة الاقتصادية ولا السياسية ولا الفكرية لاي بلد كان وينفذ الصراع الطبقي الذي يشهده عصرنا الى مجالات الحياة كافة ، ومن لا يفهم هذه الحقيقة ولا يقف في مواقع طبقية حزبية واضحة فانه لن يكون بامكانه ان يوجد نظرية صحيحة في الصحافة ، وذلك طالما ان اية نظرية في الصحافة تتعلق بالصحافة المطبوعة وبالاذاعة والتلفزة التي احد سلاح في الصراع الايديولوجي الهائل من اجل وعي ومشاعر وامزجة الجماهير الشعبية الواسعة .
ان النظريات البورجوازية حول المجتمع الصناعي وما بعد الصناعي، وحول ( التقارب ) واللاإيديولوجيا وغيرها من النظريات البورجوازية الايديولوجية ، هي رجعية ، ومن حيث نظرية المعرفة هي سطحية وذلك لانها تقتصر على الوصف الخارجي للتطورات .
ان هذه النظريات لا تأخذ الاعتبار الخلاف الاقتصادي . الاجتماعي العميق بين الاشتراكية والرأسمالية وعمل قوانين اجتماعية مختلفة تمام الاختلاف : وعندما يعتمد المنظرون البورجوازيون في الصحافة على هذه النظريات فان آراءهم لا يمكن ان تختلف كثيرا عن آراء مبرري الرأسمالية كافة .
بعد ان استعرض البروفسور السوفييتي يا . ن . ز اسوريسكي بشكل انتقادي النظريات البورجوازية في دراسته ( الاتجاهات الاساسية . في تطور النظريات البورجوازية المعاصرة في الصحافة ) ، توصل هذا البروفيسور الى هذه النتيجة ذات الاساس الوطيد والتي تؤكد ان النقص الرئيسي والعام للنظريات البورجوازية في الصحافة كافة يمكن ان يحدد في تجاهل أو في اهمال الطابع الطبقي للصحافة ، وفي عدم . مقدرتها على معالجة الصحافة كوسيلة لمعرفة العالم وتغييره (۲). وهذا ما يفسر حقيقة ان السمة الرئيسية للعلم البورجوازي في مرحلة الازمة العامة للرأسمالية هي رفض معالجة القضايا النظرية العامة للصحافة ، وتركيزه على الدراسة : التفصيلية للمشاكل الصحفية الخاصة أو العملية (۳). ان دراسة المشاكل الخاصة والعملية في الصحافة هي ، بالطبع ، ضرورية، ولكن لا يمكن لأية اكوام من الكتب المتعلقة بهذا الموضوع ان تحل محل ، او ان تستبعد . المشاكل الاساسية والمحددة للمضمون الطبقي للوسائل الصحفية للتأثير الجماهيري ولمبادئها و لوظائفها الاساسية .
يستحق الاهتمام من بين كتب المؤلفين البورجوازيين التي تعالج . المشاكل الاساسية للنظرية العامة في الصحافة ، كتاب المؤلفين الامريكيين فرید سیبرد و تو دور بیترسون و ویلبر شرام ( اربع نظريات في الصحافة). (٤) ولقد تعرض زاسوريسكي لهذا الكتاب بشيء من التفصيل في مؤلفه الذي ذكرناه سابقا .
يحدد المؤلفون الامريكيون الثلاثة في مقدمة الكتاب الاساس الذي " ينطلقون منه لتقييم الأهمية الاجتماعية للصحافة على النحو التالي : تأخذ الصحافة دائما شكل ولون النظام الاجتماعي - السياسي الذي تعمل ضمنه والصحافة تعكس قبل كل شيء ذلك النظام من الرقابة الشعبية الذي بواسطته يتحقق تنظيم العلاقات بين الافراد والمؤسسات الاجتماعية . اننا نعتقد فهم هذه الجوانب في المجتمع يشكل أساس كل فهم منهجي للصحافة . (٥)
يؤخذ انطباع من النظرة الاولى ان سيبرت وبيترسون وشرام يطمحون إلى ان يكونوا موضوعيين لانهم يعترفون بالارتباط. الصحافة والاذاعة والتلفزة وبين النظام الاجتماعي ، ولكن هذا الكتاب مثال نموذجي ليس للموضوعية بل للموضوعية البورجوازية وللتفسير المشوه للارتباط القانوني ( الطبيعي ) بين الصحافة والاذاعة والتلفزة من جهة ، وبين الطابع الطبقي للمجتمع والمصالح الطبقية والصراع الطبقي من جهة أخرى . ان عجز المؤلفين عن رؤية الطابع الطبقي للصحافة ، كما يؤكد زاسوريسكي رغم انهم عالجوا في الكتاب النواحي الاجتماعية للصحافة، ان هذا العجز قد دفعهم الى تحويل الحوار الى خطة اخلاقية ، والى ربط تطور الصحافة فقط بتطور النظريات والمفاهيم الفلسفية ، والى تجاهل اعتماد تطور الصحافة على تطور علاقات الانتاج وقوى الانتاج والصراع الطبقي (٦)
يعالج سيبرت وبيترسون وشرام النظريات الاربع التالية ( النظرية
تعليق