التصوير الضوئي كوسيلة للاعلام الصحفي :
اذا ما اردنا دراسة التصوير الضوئي
( الشمسي ) كوسيلة اعلامية، لم تعد تهمنا حقيقة أن كل صورة شمسية ، تماما ككل صورة أخرى ، ، العليمة تتضمن مادة اعلامية ، بالمعنى العام والشامل لهذه الكلمة . لقد تمت تجربة ذلك واثباته منذ مدة طويلة . اهتمامنا الوحيد هو تحليل كيفية العالية استخدام التصوير الشمسي وكيف يستخدم فعلا كوسيلة للاعلام في الصحافة .
يتميز التصوير الشمسي عن أي اسلوب يدوي لرسم الصور بطابعه الوثائقي . ليس باستطاعة أي رسام أن حدثا بكافة تفاصيله في لحظة حدوثه ذاتها. انه مرغم على أن يضيف فيما بعد ، ومن الذاكرة، بعض التفاصيل التي لم يكن باستطاعته رسمها لحظة وقوع الحدث وهكذا فان الرسم ليس بالضرورة تماثلا رياضيا مع الواقع . ويتوقف هذا على المهارة الشخصية ( الذاتية ) لكل رسام .
القيمة الاعلامية للصورة كجزء من الوسيلة الاعلامية يحددها بالكامل الطابع الوثائقي للصورة الشمسية، والآن سنحاول الاجابة عن سؤال : كيف تستطيع الصورة الشمسية تصوير حادث ما ، كواقعة استمرت . بعض الوقت. لسنا بحاجة لأن نثبت هنا أن الصورة الشمسية لا ة لا تستطيع أن تنافس الكلمة المكتوبة أو المنطوقة، ناهيك عن الصور المتحركة كوسيلة ير أكثر حداثة ذلك الى حقيقة أن الصورة : الشمسية، ككل صورة أخرى تستطيع أن تصور لحظة معينة من الحدث أو جانبا معينا من الحركة . ان ادراك العالم الالماني ليسنغ لهذه الحقيقة هو الذي دفعه الى ايجاد نظرية ( اللحظة الخصبة ) التي تصور اللحظة التي تسبق مباشرة الوصول الى الذروة في العمل الفني . فقد أكد ليسنغ في معرض حديثه عن مجال الرسم والنحت ، أن الذروة ذاتها هي أقل اللحظات خصوبة ، وذلك بسبب طبيعتها الانتقالية ، ألا تثبت في صورة دائمة حتى لا تظهر غير طبيعية وغير جميلة . وذلك بالاضافة الى انها تقيد المشاهد وتحد من تصوره ، وذلك لأن مثل هذه الصورة لا توفر للمشاهد أية امكانيات من أجل أفكار اضافية .
تعود القيمة الأعلامية للصورة الى مباشرتها الحية ، والى وضوحها. وهي تساهم في اغناء التفاصيل التي تتضمنها الصورة التي تبدو لنا ككل. والصحفي لا يهمه تصوير الواقع في صورة بأي شكل من الأشكال ، باعطاء انعكاس واقعي ودقيق للواقع ضمن حدود الامكان. وهذا هو المطلب الرئيسي للقارىء كي يحصل على رؤية سليمة وصادقة للواقع .. وقد أكد لينين في هذا المجال أن الصورة الشمسية ، مقارنة - مع اللوحة ( وكافة الرسوم اليدوية الأخرى ) تتميز بتصوير الواقع بدرجة عالية من الدقة .
يستطيع الصحفي أن يعطينا معلومات مؤكدة وصحيحة عن حدث ما ، فقط اذا ما صور هذا الحدث في اللحظة المناسبة ( الخصبة والمفيدة والمثمرة ) ، أي في اللحظة المهمة بالنسبة لمجمل تطور الحدث.
هنا يجب أن نتوقف عن الحديث عن التصوير الشمسي بشكل عام ، " ودون أن نوضح ما اذا كنا نقصد الوسائل التقنية أو الصورة الشمسية ذاتها . ان ضرورة تصوير اللحظة الهامة لحدث ما تشترط وجود الكائن القادر على تحديد هذه اللحظة المعينة ، طالما أن آلة التصوير هي آلة عاجزة عن أن تقوم بهذه المهمة .
بينما ما زال ممكنا لنا تتبع الطابع الوثائقي للصورة من أجل الطابع الخاص للاسلوب التكنيك المستخدم ، فان اصطلاحات مثل « مؤكد » : و ( صحيح ) أو ( موضوعي ) التي تصف الصورة وتعبر عنها ، هي مقولات تتعلق بنظرية المعرفة ، لها معنى اطار نظام خاص للاشارات والمراجع ، وهذا لا يمكن أن يكون أي شيء آخر سوى الوعي الانساني .
وبكلمات أخرى : يجب علينا أن نحلل دور الانسان في التصوير الصحفي ، والعلاقات الخاصة الموجودة بين الذات والموضوع ، كما يجرى التعبير عنهما في الصورة الصحفية .
غالبا ما يبسط النظريون البورجوازيون الجواب على هذا السؤال وهم يصرون بالاجماع على أن التصوير الشمسي ( الضوئي ) ذو طبيعة . ذاتية ، حلل ( فيلي استيفه ) التصوير الصحفي في كتابه الصورة كخبر (الذي يعتبر أول عمل مطبوع مكرس لدراسة مشاكل الصورة الصحفية ) ، على النحو التالي :
يعطي التطور الراهن لتقنية التصوير الشمسي برهانا على ذاتيته المطلقة . فكما ان الصورة الشخصية للكائن البشري تختلف كثيرا اذا ما التقطها مصوران مختلفان ، فان ذات الشيء بالنسبة للحدث الذي يصوره مصوران صحفيان مختلفان . فبينما يظهر واحد من هذين المصورين الصحفيين شراسة القتال الناشب في الاضطراب ، يقوم زميله باظهار شراسة الشرطة ازاء المتظاهرين. وهذا كله يتوقف على اللحظة المعينة التي صورها المصور الصحفي ، والتي هي ، أو يجب ان تؤخذ كحقيقة من قبل مستقبل الاخبار المصورة ، الذي ليس باستطاعته تصور الحدث بكليته المعقدة .
كذلك فقد كتب ( اميل دوفيات ) ، زعيم التنظير الصحفي... للامبريالية الالمانية لعدة عقود، في كتابه ( نظرية حول الصحيفة ) :
تبرهن من الإمكانيات المتوفرة العديدة لمعالجة الصورة الشمسية الطبيعة الذاتية لكل عمل اتصويري ، الحقيقة التي كانت ترفض بقوة وحسم حتى السنوات الأخيرة : ليس ثمة ما هو أكثر خطأ من الاعتقاد أن الصورة الصحفية عبارة عن وثيقة حقيقية وموضوعية . ثمة عدد كبير من الأمثلة ... ابرزها ما يتعلق بالحوادث العديدة التي تم فيها عمدا تزوير الصور بقصد تزييف الوقائع .
ان التصوير الشمسي التقني ليس أكثر من مجرد وسيلة أو أداة يستخدمها الانسان كي يتعرف على العالم بشكل أفضل وأشمل وكأية وسيلة أخرى تم بناؤها من أجل السيطرة على العالم نظريا أو عمليا ، فان التصوير الشمسي التقني الموجود يحتاج الى الانسان من أجل استخدامه وتطبيقه ، ولكن ، وكأية وسيلة أخرى ، يبقى التصوير الشمسي التقني لا مباليا اذا ما كانت هذه الأهداف داخل اطار مقدرته الطبيعية .
اذا ما علمنا أن المعرفة البشرية هي الانعكاس الجوهري ، الصحيح والحقيقي ، للواقع الموضوعي في الوعي الذاتي ، يمكننا عندئذ أن نستنتج أن أية أداة تقنية علمية يستخدمها الانسان من أجل التعرف بشكل أفضل على قوانين الواقع، هي أداة يمكن الاعتماد عليها ( موثوقة ) شريطة أن تستخدم وفقا لهدفها وامكانياتها .
التصوير الشمسي ايضا قادر على أن يزودنا بمعرفة جوهرية صحيحة وموثوقة عن العالم الموضوعي . وقد اثبت ذلك باستمرار من جراء حقيقة كوننا قادرين على أن نتعرف على الأشياء والناس الذين رأينا صورهم، والعكس ايضا صحيح .
تستخدم الصحف الاشتراكية المصورة الصورة الشمسية ( الضوئية الفوتوغرافية ) كأداة هامة للاعلام السياسي . وذلك لأنها تعطي القارىء صورة اساسية صادقة عن العالم ، مادامت موجهة باتجاع عكس وتصوير الجوانب الايجابية الهامة من الحياة الاجتماعية. وتستطيع الصحف الاشتراكية المصورة أن تفعل ذلك نظرا الى حقيقة أن مجمل عملها يقوم على اساس النظرية العلمية للماركسية اللينينية ، ونظرا لمساهمة أفراد جهازها بشكل مباشر في الحياة الاجتماعية ، وللعلاقات الوثيقة القائمة بين الصحفيين والقراء ، و كذلك نظرا للمساهمة النشيطة للجماهير في عمل المجلة المصورة وغيرها من الصحف .
نعرف رف جيدا أن الصحافة البورجوازية تسيء استخدام الصور بهدف نشر الأكاذيب ، حتى لو أن عملية تزييف الصور وتشويهها كانت قد تمت بعد الحصول على الصور ، عبر وضع اللمسات واجراء المونتاج المطلوب .
و من خلال كل اختيار التصوير لحظات وتفاصيل غير هامة موضوعيا في الحدث ، تقوم الصحافة البورجوازية بتضليل القراء ودفعهم لأخذ صورة خاطئة عن التطور التاريخي للحدث .
تعبر كل صورة صحفية عن انعكاس ذاتي للواقع الموضوعي . ، فان باستطاعة الصورة أن تقدم معلومات صادقة. وحقيقية وذلك شرط أن يرى المصور الصحفي الأحداث بروح الانحياز الى الاشتراكية .. ويجب على المصور الصحفي أن يطبق هذا الانحياز منذ لحظة بداية عمله التصويري ، ابتداء من اختيار قطاع الصورة، واللحظة المناسبة لالتقاط الصورة .
وذات الشيء يصح ايضا بالنسبة لاختيار الأحداث ذاتها ، من التطور التاريخي ، النشاط الاجتماعي اللا محدودين .
وهذا هو سبب كون الصحافة البورجوازية المصورة لا تكذب فقط عندما تزيف عمدا الحدث الاجتماعي الواحد ، بل تكذب ايضا عندما تعطي صورة خاطئة تماما عن العالم بشكل عام ، وبالتالي توجد هذا الانطباع الخاطئ تماما في ذهن القارىء . ويتم هذا أولا وقبل كل شيء باختيار الأحداث الثانوية والهامشية والعارضة والشاذة والشخصية من أجل النشر في الأخبار أو في التقارير الصحفية المصورة . هذا الاختيار ذو طبيعة ذاتية اذا ما أخذ بشكل منفصل ، ولكن ككل له طبيعة موضوعية تقوم على أساس الموقف الطبقي البورجوازي .
اذا ما اردنا دراسة التصوير الضوئي
( الشمسي ) كوسيلة اعلامية، لم تعد تهمنا حقيقة أن كل صورة شمسية ، تماما ككل صورة أخرى ، ، العليمة تتضمن مادة اعلامية ، بالمعنى العام والشامل لهذه الكلمة . لقد تمت تجربة ذلك واثباته منذ مدة طويلة . اهتمامنا الوحيد هو تحليل كيفية العالية استخدام التصوير الشمسي وكيف يستخدم فعلا كوسيلة للاعلام في الصحافة .
يتميز التصوير الشمسي عن أي اسلوب يدوي لرسم الصور بطابعه الوثائقي . ليس باستطاعة أي رسام أن حدثا بكافة تفاصيله في لحظة حدوثه ذاتها. انه مرغم على أن يضيف فيما بعد ، ومن الذاكرة، بعض التفاصيل التي لم يكن باستطاعته رسمها لحظة وقوع الحدث وهكذا فان الرسم ليس بالضرورة تماثلا رياضيا مع الواقع . ويتوقف هذا على المهارة الشخصية ( الذاتية ) لكل رسام .
القيمة الاعلامية للصورة كجزء من الوسيلة الاعلامية يحددها بالكامل الطابع الوثائقي للصورة الشمسية، والآن سنحاول الاجابة عن سؤال : كيف تستطيع الصورة الشمسية تصوير حادث ما ، كواقعة استمرت . بعض الوقت. لسنا بحاجة لأن نثبت هنا أن الصورة الشمسية لا ة لا تستطيع أن تنافس الكلمة المكتوبة أو المنطوقة، ناهيك عن الصور المتحركة كوسيلة ير أكثر حداثة ذلك الى حقيقة أن الصورة : الشمسية، ككل صورة أخرى تستطيع أن تصور لحظة معينة من الحدث أو جانبا معينا من الحركة . ان ادراك العالم الالماني ليسنغ لهذه الحقيقة هو الذي دفعه الى ايجاد نظرية ( اللحظة الخصبة ) التي تصور اللحظة التي تسبق مباشرة الوصول الى الذروة في العمل الفني . فقد أكد ليسنغ في معرض حديثه عن مجال الرسم والنحت ، أن الذروة ذاتها هي أقل اللحظات خصوبة ، وذلك بسبب طبيعتها الانتقالية ، ألا تثبت في صورة دائمة حتى لا تظهر غير طبيعية وغير جميلة . وذلك بالاضافة الى انها تقيد المشاهد وتحد من تصوره ، وذلك لأن مثل هذه الصورة لا توفر للمشاهد أية امكانيات من أجل أفكار اضافية .
تعود القيمة الأعلامية للصورة الى مباشرتها الحية ، والى وضوحها. وهي تساهم في اغناء التفاصيل التي تتضمنها الصورة التي تبدو لنا ككل. والصحفي لا يهمه تصوير الواقع في صورة بأي شكل من الأشكال ، باعطاء انعكاس واقعي ودقيق للواقع ضمن حدود الامكان. وهذا هو المطلب الرئيسي للقارىء كي يحصل على رؤية سليمة وصادقة للواقع .. وقد أكد لينين في هذا المجال أن الصورة الشمسية ، مقارنة - مع اللوحة ( وكافة الرسوم اليدوية الأخرى ) تتميز بتصوير الواقع بدرجة عالية من الدقة .
يستطيع الصحفي أن يعطينا معلومات مؤكدة وصحيحة عن حدث ما ، فقط اذا ما صور هذا الحدث في اللحظة المناسبة ( الخصبة والمفيدة والمثمرة ) ، أي في اللحظة المهمة بالنسبة لمجمل تطور الحدث.
هنا يجب أن نتوقف عن الحديث عن التصوير الشمسي بشكل عام ، " ودون أن نوضح ما اذا كنا نقصد الوسائل التقنية أو الصورة الشمسية ذاتها . ان ضرورة تصوير اللحظة الهامة لحدث ما تشترط وجود الكائن القادر على تحديد هذه اللحظة المعينة ، طالما أن آلة التصوير هي آلة عاجزة عن أن تقوم بهذه المهمة .
بينما ما زال ممكنا لنا تتبع الطابع الوثائقي للصورة من أجل الطابع الخاص للاسلوب التكنيك المستخدم ، فان اصطلاحات مثل « مؤكد » : و ( صحيح ) أو ( موضوعي ) التي تصف الصورة وتعبر عنها ، هي مقولات تتعلق بنظرية المعرفة ، لها معنى اطار نظام خاص للاشارات والمراجع ، وهذا لا يمكن أن يكون أي شيء آخر سوى الوعي الانساني .
وبكلمات أخرى : يجب علينا أن نحلل دور الانسان في التصوير الصحفي ، والعلاقات الخاصة الموجودة بين الذات والموضوع ، كما يجرى التعبير عنهما في الصورة الصحفية .
غالبا ما يبسط النظريون البورجوازيون الجواب على هذا السؤال وهم يصرون بالاجماع على أن التصوير الشمسي ( الضوئي ) ذو طبيعة . ذاتية ، حلل ( فيلي استيفه ) التصوير الصحفي في كتابه الصورة كخبر (الذي يعتبر أول عمل مطبوع مكرس لدراسة مشاكل الصورة الصحفية ) ، على النحو التالي :
يعطي التطور الراهن لتقنية التصوير الشمسي برهانا على ذاتيته المطلقة . فكما ان الصورة الشخصية للكائن البشري تختلف كثيرا اذا ما التقطها مصوران مختلفان ، فان ذات الشيء بالنسبة للحدث الذي يصوره مصوران صحفيان مختلفان . فبينما يظهر واحد من هذين المصورين الصحفيين شراسة القتال الناشب في الاضطراب ، يقوم زميله باظهار شراسة الشرطة ازاء المتظاهرين. وهذا كله يتوقف على اللحظة المعينة التي صورها المصور الصحفي ، والتي هي ، أو يجب ان تؤخذ كحقيقة من قبل مستقبل الاخبار المصورة ، الذي ليس باستطاعته تصور الحدث بكليته المعقدة .
كذلك فقد كتب ( اميل دوفيات ) ، زعيم التنظير الصحفي... للامبريالية الالمانية لعدة عقود، في كتابه ( نظرية حول الصحيفة ) :
تبرهن من الإمكانيات المتوفرة العديدة لمعالجة الصورة الشمسية الطبيعة الذاتية لكل عمل اتصويري ، الحقيقة التي كانت ترفض بقوة وحسم حتى السنوات الأخيرة : ليس ثمة ما هو أكثر خطأ من الاعتقاد أن الصورة الصحفية عبارة عن وثيقة حقيقية وموضوعية . ثمة عدد كبير من الأمثلة ... ابرزها ما يتعلق بالحوادث العديدة التي تم فيها عمدا تزوير الصور بقصد تزييف الوقائع .
ان التصوير الشمسي التقني ليس أكثر من مجرد وسيلة أو أداة يستخدمها الانسان كي يتعرف على العالم بشكل أفضل وأشمل وكأية وسيلة أخرى تم بناؤها من أجل السيطرة على العالم نظريا أو عمليا ، فان التصوير الشمسي التقني الموجود يحتاج الى الانسان من أجل استخدامه وتطبيقه ، ولكن ، وكأية وسيلة أخرى ، يبقى التصوير الشمسي التقني لا مباليا اذا ما كانت هذه الأهداف داخل اطار مقدرته الطبيعية .
اذا ما علمنا أن المعرفة البشرية هي الانعكاس الجوهري ، الصحيح والحقيقي ، للواقع الموضوعي في الوعي الذاتي ، يمكننا عندئذ أن نستنتج أن أية أداة تقنية علمية يستخدمها الانسان من أجل التعرف بشكل أفضل على قوانين الواقع، هي أداة يمكن الاعتماد عليها ( موثوقة ) شريطة أن تستخدم وفقا لهدفها وامكانياتها .
التصوير الشمسي ايضا قادر على أن يزودنا بمعرفة جوهرية صحيحة وموثوقة عن العالم الموضوعي . وقد اثبت ذلك باستمرار من جراء حقيقة كوننا قادرين على أن نتعرف على الأشياء والناس الذين رأينا صورهم، والعكس ايضا صحيح .
تستخدم الصحف الاشتراكية المصورة الصورة الشمسية ( الضوئية الفوتوغرافية ) كأداة هامة للاعلام السياسي . وذلك لأنها تعطي القارىء صورة اساسية صادقة عن العالم ، مادامت موجهة باتجاع عكس وتصوير الجوانب الايجابية الهامة من الحياة الاجتماعية. وتستطيع الصحف الاشتراكية المصورة أن تفعل ذلك نظرا الى حقيقة أن مجمل عملها يقوم على اساس النظرية العلمية للماركسية اللينينية ، ونظرا لمساهمة أفراد جهازها بشكل مباشر في الحياة الاجتماعية ، وللعلاقات الوثيقة القائمة بين الصحفيين والقراء ، و كذلك نظرا للمساهمة النشيطة للجماهير في عمل المجلة المصورة وغيرها من الصحف .
نعرف رف جيدا أن الصحافة البورجوازية تسيء استخدام الصور بهدف نشر الأكاذيب ، حتى لو أن عملية تزييف الصور وتشويهها كانت قد تمت بعد الحصول على الصور ، عبر وضع اللمسات واجراء المونتاج المطلوب .
و من خلال كل اختيار التصوير لحظات وتفاصيل غير هامة موضوعيا في الحدث ، تقوم الصحافة البورجوازية بتضليل القراء ودفعهم لأخذ صورة خاطئة عن التطور التاريخي للحدث .
تعبر كل صورة صحفية عن انعكاس ذاتي للواقع الموضوعي . ، فان باستطاعة الصورة أن تقدم معلومات صادقة. وحقيقية وذلك شرط أن يرى المصور الصحفي الأحداث بروح الانحياز الى الاشتراكية .. ويجب على المصور الصحفي أن يطبق هذا الانحياز منذ لحظة بداية عمله التصويري ، ابتداء من اختيار قطاع الصورة، واللحظة المناسبة لالتقاط الصورة .
وذات الشيء يصح ايضا بالنسبة لاختيار الأحداث ذاتها ، من التطور التاريخي ، النشاط الاجتماعي اللا محدودين .
وهذا هو سبب كون الصحافة البورجوازية المصورة لا تكذب فقط عندما تزيف عمدا الحدث الاجتماعي الواحد ، بل تكذب ايضا عندما تعطي صورة خاطئة تماما عن العالم بشكل عام ، وبالتالي توجد هذا الانطباع الخاطئ تماما في ذهن القارىء . ويتم هذا أولا وقبل كل شيء باختيار الأحداث الثانوية والهامشية والعارضة والشاذة والشخصية من أجل النشر في الأخبار أو في التقارير الصحفية المصورة . هذا الاختيار ذو طبيعة ذاتية اذا ما أخذ بشكل منفصل ، ولكن ككل له طبيعة موضوعية تقوم على أساس الموقف الطبقي البورجوازي .
تعليق