والآن، نكون قد أحطنا الى درجة كافية ، موضوع الصحافة . على الصحافة أن تميز ماهو هام وضخم وآني ، أي ماهو جديد ، ومن الضروري معرفته بالنسبة للممارسة الاجتماعية للقراء أو المستمعين لهذه الصحيفة أو الاذاعة . كذلك يمكن اعتبارها ضخمة ومهمة تلك الاحداث التي تحوي جراثيم ( بذور ) التطور اللاحق للعمليات والظواهر و كذلك تلك المعلومات المفيدة في نشاطات الشعب .
العلاقة القائمة العلاقة هي وهكذا ، أصبح بامكاننا أن نقول : موضوع ( مادة ) الصحافة هو الضخامة ( الاهمية ) . والضخامة ( أو الأهمية ) هي ما بين الحدث الجديد ومجموعة واسعة من الناس ( القراء مثلا ) . وهذه أن هذه المجموعة الواسعة من الناس سوف تعدل ( تطابق ، تلائم ) ممارستها، موقفها ، افعالها ، مع هذا الحدث، وذلك حتى تبقى ممارستها ناجحة أو حتى تصبح أكثر نجاحا . وبكلمات أخرى : يطلع الصحفي على ، ويدرس المتغيرات الحاصلة في الواقع الموضوعي ، غالبا في المجتمع . ( كل حدث عبارة عن تغيير في الواقع الموضوعي ) . ومن بين العديد من التغييرات ( أو الاحداث ) الحاصلة يختار الصحفي للاعلام فقط تلك التي يجب أن يعرفها القراء . وبشكل عام ، يمكن القول : أن على القراء أن يعرفوا كل ماقد يؤدي الى الاضرار لو لم يعرفوه .
أو لتعبر عن ذات الشيء بطريقة ايجابية . اذا ما أردنا أن نجعل ممارستنا ( أي عملنا وبناءنا للمجتمع ) أكثر نجاحا ، يجب علينا أن نعرف جيدا الطبيعة والمجتمع ، وما هي القوانين التي تعمل وتتحكم ، وفي أي اتجاه يسير مجتمعنا ويتطور . فاذا ما شرح لي جيدا وبشكل شامل، وعلى أساس علمي ، الأسباب التي جعلت من التعاونيات الحرفية شيئا يخدم. المصلحة العامة ، ومصلحتي الخاصة ، عندئد فانني سوف أؤيد. من كل قلبي مثل هذا التغير الاجتماعي. وسوف يكون تأييدي هذا لفائدتي و لفائدة بلادي، أو ، اذا ما أخبرت أن المؤلف الموسيقي اليوناني الشهير ميكيس تيودوراكس قد أطلق سراحه من معسكر حملتنا العالمية ، فانني ، وبجرأة جديدة ، سوف أشترك في حملات تضامن جديدة لاطلاق سراح وطنيين يونانيين آخرین . اذن كانت هذه المعلومات ( الاعلام ) مهمة في ممارستي ، نضالي ضد الفاشية .
ان أحداثا مثل أحدث تنورة قصيرة لنجمة سينمائية ، والحذاء الضائع لأحد الوزراء، ليست أكثر أهمية بالنسبة للقراء من الأوجاع التي شعر بها ذاك الشخص في بطنه . انها ليست مهمة اطلاقا ، وبالتالي فهي خارجة عن موضوع الصحافة .
الأهمية ( الضخامة ) ، ، كما قلنا ، علاقة بين حدث ومجموعة كبيرة من القراء ، أي أن العاملين ، الحدث والقراء ، هما اللذان يحددان ما اذا كان شيئا ما مهما ( ضخما ) أم لا . ثمة بعض الأحداث الهامة بالنسبة لقراء صحيفة معينة ، ولكنها ليست هامة بالنسبة لقراء صحيفة أخرى . يجد القارىء ، على سبيل المثال ، في صحيفة «التايمز» اللندنية يوميا عدة صفحات مخصصة لأسعار السندات. أما في الصحيفة اللندنية ( المورننغ ستار ) فان القارىء لا يجد هذه الجداول الكثيرة لأسعار السندات. وهذا صحيح جدا و مفهوم . ف ( التايمز ) هي صحيفة كبار المصرفيين ، وكبار الصناعيين ، وكبار التجار ، وبالتالي فان اسعار السندات هي الموضوع الأكثر أهمية في ممارستهم عملهم : وفي مضارباتهم المالية ، وذلك لأنها هي ا تحدد ما اذا كانوا سيعيشون بشكل أفضل أو أفضل كثيرا في اليوم التالي ، أما قراء صحيفة « المورننغ ستار » فهم عمال. ولذلك فانهم لا ينتظرون أي تحسن من أسعار السندات ، وبالتالي فان احداثا أخرى أكثر أهمية بالنسبة لهم .
ان اكتشاف المهم ، أي ايجاد ماهو مهم في فعلا ، لم يعد مهمة سهلة في الوقت الراهن بالنسبة للصحفي . ومن أجل القيام بهذه المهمة يحتاج الصحفي الى معرفة ملائمة بالعلوم الاجتماعية وذلك كي يفهم الاتجاهات الأساسية للتطور في بلاده وفي العالم . كما أنه الممارسة في المجتمع . أي انه يحتاج الى المعرفة المناسبة بالقرارات التي اتخذتها القوى السياسية صاحبة القرار اثر تحليلها للوضع ، ويحتاج ايضاً الى اقامة صلات وثيقة بالشعب ، أي الى اشتراك نشيط في المنظمات الشعبية، حيث يواجه المشاكل ويساهم كعضو نشيط في مجتمعه في حلها. لا يمكن دراسة خصائص المجتمع الا من خلال الممارسة الفعالة والنشيطة داخل هذا المجتمع . وهكذا فان الصحفي يعرف بشكل أفضل نوع الاعلام ( المعلومات ) الذي يحتاجه الناس ، والشكل الأفضل لشرح المشاكل اليهم وايضاح الطريق الأفضل لحل هذه المشاكل . ان معرفة المشاكل الناضجة من أجل الحل ، والمساعدة في حل هذه المشاكل في صالح الشعب ، نقول ان ذلك هو انبل مهمة للصحفي .
يكتب الصحفي التقدمي في صالح القوى التقدمية ، وقراؤه هم أخوته في ذات النضال . ولهذا فانه يوضح لهم بصبر ما هو جيد وضروري بالنسبة لهم الآن ، وعلى أية قوانين اجتماعية بنى ايضاحه هذا . لنقدم المثال التالي :
تأسست أوائل الجمعيات التعاونية في جمهورية المانيا الديموقراطية في عام ١٩٥٢ . وفي السنوات التالية بات واضحا أن الزراعة الفردية قد وصلت الى أعلى مستوى انتاجي ممكن، وبالتالي فانه ، ومن أجل زيادة الانتاج الزراعي ، لابد من الزراعة على نطاق واسع أن تحل المزارع الكبيرة العامة محل المزارع الصغيرة الخاصة . وذلك لأن هذا الأسلوب في الانتاج الزراعي يوفر امكانية تخصص الفلاحين والاستخدام الاقتصادي للا للآلات الزراعية . في ذلك المشرفين والعاملين في صحف المانيا الديموقراطية من أولئك الصحفيين الذين تلقوا التأهيل اللازم في مجال العلوم الاجتماعية، خطة الانتقال الى الزراعة التعاونية ، وذلك لأنهم يدركون جيدا أن التشبث بالقديم قد يعني جمود الانتاج ، وأن التغيير نحو الجديد سوف يعني تحسنا هائلا في الانتاج . ومن ناحية أخرى ، لم تعد موجودة آنذاك طبقة كبار الملاكين ، الذين كانوا قد صفوا اثناء الاصلاح الزراعي لعام ١٩٤٥ . وهذا . يعني لم تعد توجد طبقة لها مصلحة موضوعية في منع اقامة التعاونيات .
ولكن ثمة عقبات ذاتية جديدة يجب التغلب عليها . ان عددا لا بأس به من الفلاحين يتشبثون بالنظام القديم الذي أكد مقدرته خلال سنوات طويلة على اعطائهم انتاجا جيدا . وبكثير من الصبر قام الصحفيون بشرح الأسباب التي جعلت المزارع الفردية تصل الى حدها الأقصى ، والتي أدت الى ضرورة ايجاد اسلوب جديد للانتاج . كما قام الصحفيون بزيارة الفلاحين الذين رفضوا الاستماع الى ودخلوا في مناقشات وفيما بعد ازداد عدد الفلاحين الذين اصبحوا، هم انفسهم دعاة نشيطين للتعاونيات . وفي عام ١٩٦٠ اقتنع آخر فلاح ، وانضم الى التعاونيات .. لقد . الصحفيون القانون الجديد الذي صدر في المجتمع ، وساعدوه على أن يشق طريقه بدون اية صدامات .
وأخيرا ، وليس آخراً ، يحتاج الصحفي التقدمي الى المعرفة العلمية بالصحافة . أي معرفة كيف يتعرف الانسان على العالم ويدرسه، نفسية قرائه ؟ وما هي القوانين التي حكمت تاريخ الصحافة ؟ والقوانين التي تتحكم في الانواع الصحفية ، والطرق العلمية لتنظيم مكاتب التحرير . الخ . أن من شأن هذه المعارف كافة أن تساعد الصحفي على تأدية واجبه النبيل بكثير من الفهم والفعالية . بقدر ما نعرف النظرية بشكل أفضل ، بقدر ما تكون ممارستنا أفضل . وهذا أفضل ما نستطيع أن نقدمه في سبيل تقدم شعبنا والبشرية جمعاء .
العلاقة القائمة العلاقة هي وهكذا ، أصبح بامكاننا أن نقول : موضوع ( مادة ) الصحافة هو الضخامة ( الاهمية ) . والضخامة ( أو الأهمية ) هي ما بين الحدث الجديد ومجموعة واسعة من الناس ( القراء مثلا ) . وهذه أن هذه المجموعة الواسعة من الناس سوف تعدل ( تطابق ، تلائم ) ممارستها، موقفها ، افعالها ، مع هذا الحدث، وذلك حتى تبقى ممارستها ناجحة أو حتى تصبح أكثر نجاحا . وبكلمات أخرى : يطلع الصحفي على ، ويدرس المتغيرات الحاصلة في الواقع الموضوعي ، غالبا في المجتمع . ( كل حدث عبارة عن تغيير في الواقع الموضوعي ) . ومن بين العديد من التغييرات ( أو الاحداث ) الحاصلة يختار الصحفي للاعلام فقط تلك التي يجب أن يعرفها القراء . وبشكل عام ، يمكن القول : أن على القراء أن يعرفوا كل ماقد يؤدي الى الاضرار لو لم يعرفوه .
أو لتعبر عن ذات الشيء بطريقة ايجابية . اذا ما أردنا أن نجعل ممارستنا ( أي عملنا وبناءنا للمجتمع ) أكثر نجاحا ، يجب علينا أن نعرف جيدا الطبيعة والمجتمع ، وما هي القوانين التي تعمل وتتحكم ، وفي أي اتجاه يسير مجتمعنا ويتطور . فاذا ما شرح لي جيدا وبشكل شامل، وعلى أساس علمي ، الأسباب التي جعلت من التعاونيات الحرفية شيئا يخدم. المصلحة العامة ، ومصلحتي الخاصة ، عندئد فانني سوف أؤيد. من كل قلبي مثل هذا التغير الاجتماعي. وسوف يكون تأييدي هذا لفائدتي و لفائدة بلادي، أو ، اذا ما أخبرت أن المؤلف الموسيقي اليوناني الشهير ميكيس تيودوراكس قد أطلق سراحه من معسكر حملتنا العالمية ، فانني ، وبجرأة جديدة ، سوف أشترك في حملات تضامن جديدة لاطلاق سراح وطنيين يونانيين آخرین . اذن كانت هذه المعلومات ( الاعلام ) مهمة في ممارستي ، نضالي ضد الفاشية .
ان أحداثا مثل أحدث تنورة قصيرة لنجمة سينمائية ، والحذاء الضائع لأحد الوزراء، ليست أكثر أهمية بالنسبة للقراء من الأوجاع التي شعر بها ذاك الشخص في بطنه . انها ليست مهمة اطلاقا ، وبالتالي فهي خارجة عن موضوع الصحافة .
الأهمية ( الضخامة ) ، ، كما قلنا ، علاقة بين حدث ومجموعة كبيرة من القراء ، أي أن العاملين ، الحدث والقراء ، هما اللذان يحددان ما اذا كان شيئا ما مهما ( ضخما ) أم لا . ثمة بعض الأحداث الهامة بالنسبة لقراء صحيفة معينة ، ولكنها ليست هامة بالنسبة لقراء صحيفة أخرى . يجد القارىء ، على سبيل المثال ، في صحيفة «التايمز» اللندنية يوميا عدة صفحات مخصصة لأسعار السندات. أما في الصحيفة اللندنية ( المورننغ ستار ) فان القارىء لا يجد هذه الجداول الكثيرة لأسعار السندات. وهذا صحيح جدا و مفهوم . ف ( التايمز ) هي صحيفة كبار المصرفيين ، وكبار الصناعيين ، وكبار التجار ، وبالتالي فان اسعار السندات هي الموضوع الأكثر أهمية في ممارستهم عملهم : وفي مضارباتهم المالية ، وذلك لأنها هي ا تحدد ما اذا كانوا سيعيشون بشكل أفضل أو أفضل كثيرا في اليوم التالي ، أما قراء صحيفة « المورننغ ستار » فهم عمال. ولذلك فانهم لا ينتظرون أي تحسن من أسعار السندات ، وبالتالي فان احداثا أخرى أكثر أهمية بالنسبة لهم .
ان اكتشاف المهم ، أي ايجاد ماهو مهم في فعلا ، لم يعد مهمة سهلة في الوقت الراهن بالنسبة للصحفي . ومن أجل القيام بهذه المهمة يحتاج الصحفي الى معرفة ملائمة بالعلوم الاجتماعية وذلك كي يفهم الاتجاهات الأساسية للتطور في بلاده وفي العالم . كما أنه الممارسة في المجتمع . أي انه يحتاج الى المعرفة المناسبة بالقرارات التي اتخذتها القوى السياسية صاحبة القرار اثر تحليلها للوضع ، ويحتاج ايضاً الى اقامة صلات وثيقة بالشعب ، أي الى اشتراك نشيط في المنظمات الشعبية، حيث يواجه المشاكل ويساهم كعضو نشيط في مجتمعه في حلها. لا يمكن دراسة خصائص المجتمع الا من خلال الممارسة الفعالة والنشيطة داخل هذا المجتمع . وهكذا فان الصحفي يعرف بشكل أفضل نوع الاعلام ( المعلومات ) الذي يحتاجه الناس ، والشكل الأفضل لشرح المشاكل اليهم وايضاح الطريق الأفضل لحل هذه المشاكل . ان معرفة المشاكل الناضجة من أجل الحل ، والمساعدة في حل هذه المشاكل في صالح الشعب ، نقول ان ذلك هو انبل مهمة للصحفي .
يكتب الصحفي التقدمي في صالح القوى التقدمية ، وقراؤه هم أخوته في ذات النضال . ولهذا فانه يوضح لهم بصبر ما هو جيد وضروري بالنسبة لهم الآن ، وعلى أية قوانين اجتماعية بنى ايضاحه هذا . لنقدم المثال التالي :
تأسست أوائل الجمعيات التعاونية في جمهورية المانيا الديموقراطية في عام ١٩٥٢ . وفي السنوات التالية بات واضحا أن الزراعة الفردية قد وصلت الى أعلى مستوى انتاجي ممكن، وبالتالي فانه ، ومن أجل زيادة الانتاج الزراعي ، لابد من الزراعة على نطاق واسع أن تحل المزارع الكبيرة العامة محل المزارع الصغيرة الخاصة . وذلك لأن هذا الأسلوب في الانتاج الزراعي يوفر امكانية تخصص الفلاحين والاستخدام الاقتصادي للا للآلات الزراعية . في ذلك المشرفين والعاملين في صحف المانيا الديموقراطية من أولئك الصحفيين الذين تلقوا التأهيل اللازم في مجال العلوم الاجتماعية، خطة الانتقال الى الزراعة التعاونية ، وذلك لأنهم يدركون جيدا أن التشبث بالقديم قد يعني جمود الانتاج ، وأن التغيير نحو الجديد سوف يعني تحسنا هائلا في الانتاج . ومن ناحية أخرى ، لم تعد موجودة آنذاك طبقة كبار الملاكين ، الذين كانوا قد صفوا اثناء الاصلاح الزراعي لعام ١٩٤٥ . وهذا . يعني لم تعد توجد طبقة لها مصلحة موضوعية في منع اقامة التعاونيات .
ولكن ثمة عقبات ذاتية جديدة يجب التغلب عليها . ان عددا لا بأس به من الفلاحين يتشبثون بالنظام القديم الذي أكد مقدرته خلال سنوات طويلة على اعطائهم انتاجا جيدا . وبكثير من الصبر قام الصحفيون بشرح الأسباب التي جعلت المزارع الفردية تصل الى حدها الأقصى ، والتي أدت الى ضرورة ايجاد اسلوب جديد للانتاج . كما قام الصحفيون بزيارة الفلاحين الذين رفضوا الاستماع الى ودخلوا في مناقشات وفيما بعد ازداد عدد الفلاحين الذين اصبحوا، هم انفسهم دعاة نشيطين للتعاونيات . وفي عام ١٩٦٠ اقتنع آخر فلاح ، وانضم الى التعاونيات .. لقد . الصحفيون القانون الجديد الذي صدر في المجتمع ، وساعدوه على أن يشق طريقه بدون اية صدامات .
وأخيرا ، وليس آخراً ، يحتاج الصحفي التقدمي الى المعرفة العلمية بالصحافة . أي معرفة كيف يتعرف الانسان على العالم ويدرسه، نفسية قرائه ؟ وما هي القوانين التي حكمت تاريخ الصحافة ؟ والقوانين التي تتحكم في الانواع الصحفية ، والطرق العلمية لتنظيم مكاتب التحرير . الخ . أن من شأن هذه المعارف كافة أن تساعد الصحفي على تأدية واجبه النبيل بكثير من الفهم والفعالية . بقدر ما نعرف النظرية بشكل أفضل ، بقدر ما تكون ممارستنا أفضل . وهذا أفضل ما نستطيع أن نقدمه في سبيل تقدم شعبنا والبشرية جمعاء .
تعليق