الصَّلَتان العبدي
(…ـ نحو 80هـ/ … ـ نحو 699م)
قُثَم بن خَبيَّةَ، أحد بني محارب بن عمرو من عبد القيس، والصلتان: هو النشيط الحديد الفؤاد من الخيل، وذكر البغدادي في الخزانة نقلاً عن الآمدي أن ثلاثة من الشعراء عرفوا بالصلتان وهم: الصلتان العبدي وهو أشهرهم، والفهمي والضبي اللذان لم تذكر عنهما المصادر شيئاً.
والصلتان العبدي شاعر من شعراء عبد القيس المبرزين، لم تذكر المصادر شيئاً عن سنة ولادته ولا عن نشأته وحياته ووفاته، واكتفت بالإشارة إلى نسبه، بيد أن ما وصل إلينا من شعره يؤكد أنه أحد الشعراء الأمويين الذين عاصروا جريراً والفرزدق. ذكره الآمدي في المؤتلف والمختلف ووصفه بأنه شاعر خبيث ومشهور، واكتفى ابن قتيبة بذكره.
وعلى الرغم مما قيل في شهرته فإن ما وصل من شعره، لايدل على ذلك، إذ لم تورد المصادر سوى قصيدته العينية إذ تكرر ذكرها في كثير من أمهات الكتب، واكتفى ابن قتيبة وأبو تمام بذكر قصيدة قصيرة ثانية فيها حكمة يقول في مطلعها:
أشاب الصغير وأفْنى الكبيرَ
كرُّ الغداة ومرُّ العَشيّ
إذا هَرِمَتْ ليلةٌ يومَها
أتى بعد ذلك يومٌ فتيّ
ولعل السبب الذي دفع الآمدي إلى وصفه بالشهرة عائد إلى دخول الصلتان حلبة الصراع الشعري المرير الذي دار بين جرير والفرزدق، وتنصيب نفسه حكماً بينهما، زاعماً أن تميماً أتته لّما تهيبت قضاتها الحكم بين الشاعرين وفي ذلك يقول:
أنا الصَّلَتان الذي قد علمتم
متى ما يُحكَّم فهو بالحقِّ صارعُ
أتتني تميمٌ حين هابت قُضاتها
فإني لبالفصل المبيَّن قاطع
قضاء امرئ لايتقي الشتم منهم
وليس له في المدح منهم منافع
إلى أن يقول:
أرى الخَطَفَى بذَّ الفرزدقَ شأوه
ولكنّ خيراً من كليب مجاشع
ففضّل شعر جرير، وفضَّل قوم الفرزدق.
وتعدّ هذه القصيدة واحدة من القصائد القليلة التي تم بناؤها على أساس ذهني مسبق، واتصفت بوحدة فكرية تربط بين أجزائها المقدمات والنتائج شأنها شأن خطبة أدبية، إذ كانت المقدمة تمهيداً لما سيحكم به الصلتان بين الشاعرين، فقدمت دليلاً على قدرة الشاعر على ترتيب أفكاره وصياغة شعره وفق أسس واضحة، كما تقدم دليلاً على الحياة الفكرية في العصر الأموي التي تميزت باحتدام الجدل، واعتماد الحجج والبراهين لإثبات الأفكار والآراء.
لم تذكر المصادر سنة وفاته، ولا المكان الذي توفي فيه، وليس بين أيدينا ديوان له، ويبقى أحد الشعراء الأمويين الذين كانت لهم مشاركة في معركة النقائض بين جرير والفرزدق.
عبد الرحمن عبد الرحيم
(…ـ نحو 80هـ/ … ـ نحو 699م)
قُثَم بن خَبيَّةَ، أحد بني محارب بن عمرو من عبد القيس، والصلتان: هو النشيط الحديد الفؤاد من الخيل، وذكر البغدادي في الخزانة نقلاً عن الآمدي أن ثلاثة من الشعراء عرفوا بالصلتان وهم: الصلتان العبدي وهو أشهرهم، والفهمي والضبي اللذان لم تذكر عنهما المصادر شيئاً.
والصلتان العبدي شاعر من شعراء عبد القيس المبرزين، لم تذكر المصادر شيئاً عن سنة ولادته ولا عن نشأته وحياته ووفاته، واكتفت بالإشارة إلى نسبه، بيد أن ما وصل إلينا من شعره يؤكد أنه أحد الشعراء الأمويين الذين عاصروا جريراً والفرزدق. ذكره الآمدي في المؤتلف والمختلف ووصفه بأنه شاعر خبيث ومشهور، واكتفى ابن قتيبة بذكره.
وعلى الرغم مما قيل في شهرته فإن ما وصل من شعره، لايدل على ذلك، إذ لم تورد المصادر سوى قصيدته العينية إذ تكرر ذكرها في كثير من أمهات الكتب، واكتفى ابن قتيبة وأبو تمام بذكر قصيدة قصيرة ثانية فيها حكمة يقول في مطلعها:
أشاب الصغير وأفْنى الكبيرَ
كرُّ الغداة ومرُّ العَشيّ
إذا هَرِمَتْ ليلةٌ يومَها
أتى بعد ذلك يومٌ فتيّ
ولعل السبب الذي دفع الآمدي إلى وصفه بالشهرة عائد إلى دخول الصلتان حلبة الصراع الشعري المرير الذي دار بين جرير والفرزدق، وتنصيب نفسه حكماً بينهما، زاعماً أن تميماً أتته لّما تهيبت قضاتها الحكم بين الشاعرين وفي ذلك يقول:
أنا الصَّلَتان الذي قد علمتم
متى ما يُحكَّم فهو بالحقِّ صارعُ
أتتني تميمٌ حين هابت قُضاتها
فإني لبالفصل المبيَّن قاطع
قضاء امرئ لايتقي الشتم منهم
وليس له في المدح منهم منافع
إلى أن يقول:
أرى الخَطَفَى بذَّ الفرزدقَ شأوه
ولكنّ خيراً من كليب مجاشع
ففضّل شعر جرير، وفضَّل قوم الفرزدق.
وتعدّ هذه القصيدة واحدة من القصائد القليلة التي تم بناؤها على أساس ذهني مسبق، واتصفت بوحدة فكرية تربط بين أجزائها المقدمات والنتائج شأنها شأن خطبة أدبية، إذ كانت المقدمة تمهيداً لما سيحكم به الصلتان بين الشاعرين، فقدمت دليلاً على قدرة الشاعر على ترتيب أفكاره وصياغة شعره وفق أسس واضحة، كما تقدم دليلاً على الحياة الفكرية في العصر الأموي التي تميزت باحتدام الجدل، واعتماد الحجج والبراهين لإثبات الأفكار والآراء.
لم تذكر المصادر سنة وفاته، ولا المكان الذي توفي فيه، وليس بين أيدينا ديوان له، ويبقى أحد الشعراء الأمويين الذين كانت لهم مشاركة في معركة النقائض بين جرير والفرزدق.
عبد الرحمن عبد الرحيم